بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصميم الجرافيكي / تجربة القراءة السهلة

Easy Reading Experiment

 

تجربة القراءة الصعبة في مقابل القراءة السهلة

Legibility Versus Readability

إن عملية القراءة يجب أن تكون عملية سهلة وواضحة بالنسبة للقارئ، وفي حالة فقدان هذا الشرط، فربما لن يستطيع القارئ الاستمرار في عملية القراءة طويلا، وبناء على ذلك يجب على المصمم أن يوفر تجربة سهلة ومريحة وسلسلة للقارئ أو المتلقي. في حالة قراءة نص مستمر مثل صفحة في كتاب أو ما شابة، فإن القارئ يعطي الصفحة اهتمام بشكل خاص.

وذلك لأن النص المستمر يحتوي على كميات كبيرة من المعلومات التفصيلية التي يجب فهمها بسهولة. عندما تكون عملية القراءة واضحة وسهلة فإن القراءة تكون سريعة، وكذلك تكون عملية استيعاب المعلومات، سواء المطبوعة على الصفحة أو المرئية على الشاشة، وعندها يستطيع القارئ تذكر المعلومة والاحتفاظ بها.

يجب أن يتم تصميم صفحة القراءة بحيث توفر للقارئ التجربة السهلة الواضحة، ولكن في الحقيقية ليست كل تجارب القراءة ناجحة وسهلة. فيمكننا التفرقة بين تجربة قراءة مريحة وسلسلة وتجربة صعبة وغير مريحة. فيمكننا القول بأنه ليس كل ما هو مقروء، يعني بشكل تلقائي أن القراءة سهلة.

فعلى سبيل المثال، قد نقوم بالقراءة في كتاب ما أو جريدة وغيره، ونشعر أن عملية القراءة صعبة، وأن قدرتنا على فهم المعلومات أصبح أكثر صعوبة وبطيء، وأن الحروف والكلمات تظهر بالنسبة لنا وكأنها متشابكة ولكي نستطيع تفسيرها نحتاج لبعض الوقت والقليل من التركيز. وأن الصفحة نفسها ممتلئة عن أخرها مما يجعل عملية الاحتفاظ بالمعلومة صعب.

وذلك خصوصا إذا لم يتم ترك فراغات كافية بالصفحة نفسها أو بين الفقرات وبعضها وحتى بين السطور والكلمات نفسها. على العكس من ذلك قد نقرأ شيء أخر ونشعر أن تجربة القراءة سهلة وواضحة وممتعة وأن عملية استيعاب المعلومة بسيطة وسهلة، ويمكننا تذكر الكثير من المعلومات التي تم قراءتها.

في كلا الحالتين إن عملية القراءة نفسها واحدة، والقارئ نفسه لم يتغير، ولكن كانت هناك تجربة قراءة ناجحة وتجربة أخري صعبة وغير ناجحة، وبناء على ذلك يمكننا القول بأن "ليس كل ما هو مقروء، يعني بشكل تلقائي أن تجربة القراءة ناجحة". إن القراء لا ينظرون إلى الكلمات على أنها مجموعة من الحروف فحسب، بل إنها مجموعات من الحروف والكلمات المتسلسلة.

وأن هذا التسلسل هو الذي يدعم عملية استيعاب المعلومة. تعمل الحروف والكلمات على تسهيل ودعم قدرة القارئ على التعرف بسرعة على الموضوع وذلك عندما تقوم العين بمسح النص. وأي شيء يساهم في تفكيك أو إبطاء عملية المسح هذه يجعل عملية القراءة أصعب وأكثر تعبًا. 

فعلى سبيل المثال، يؤدي التتبع المبالغ فيه (والذي يكون السبب فيه شيء مثل تباعد الأحرف والكلمات) إلى تعطيل الشكل الطبيعي للكلمات (وهي مجموعات الحروف التي يمكن التعرف عليها) مما يسبب إجهادًا للعين والمخ. في المعتاد يمكننا ملاحظة أنه يمكن التعرف على الأحرف والكلمات بسهولة أكبر إذا تم استخدام الأحرف الكبيرة، وفي اللغة الإنجليزية وغيرها يمكننا التعرف على النصوص عندما تكون مكتوبة بالأحرف الكبيرة والصغيرة معاً.

وذلك لأنها تنشئ نطاقًا أكبر من أشكال أيقونات الكلمات وتجعلها أكثر وضوحا مقارنة بالأحرف الكبيرة وحدها. في المعتاد تشغل جميع الأحرف الكبيرة مسافات متساوية عند وضعها في سطر من النص، لذلك يصعب تمييز الكلمات التي تشكلها بسرعة القراءة العادية. حيث أنه يمكن أن يؤثر الوزن النسبي للحرف أيضًا على مدى وضوح النص.

تعتبر الأوزان المتوسطة أسهل في القراءة بسبب التوازن البصري بين الحدود الخارجية للخط counter-shapes واتجاهات أشكال أو أطراف الحروف letter strokes. تعتبر الأوزان الكبيرة سواء من النوع type الرفيع light والسميك bold أكثر صعوبة ومتعبة في القراءة، وذلك لأن التباين بين الحدود الخارجية للخط واتجاهات أشكال أو أطراف الحروف يعمل على تشتيت الانتباه.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نمط إعداد النص يؤثر كثيرا على عملية القراءة ومدى سهولتها. حيث هناك الكثير من الإعدادات يمكننا ضبط النص عليها، مثل المحاذاة في المنتصف centered، أو المحاذاة لليمين right، أو المحاذاة لليسار left، أو كلاهما معا justified أو الوضع المتدفق flush، وغيره.

عند قراءة أي سطر من النص، تشعر العين بشكل عام براحة أكبر عند العودة إلى الحافة اليسرى المستقيمة. مع ذلك، يمكن عادةً قراءة مجموعات صغيرة من النص في معظم أنماط الإعداد السابقة. ولكن بالنسبة للإعداد المضبوط Justified (وهو النص الذي تمت محاذاته على كلا الجانبين) غير مناسب للكتل الصغيرة جدًا من النص، حيث سيُحدث تباعد قبيح بين الكلمات.

في عملية تصميم صفحة القراءة، قد يؤدي التبرير أيضًا في بعض الأحيان إلى خلق صعوبات في استخدام بعض العناصر بخلاف الحروف مثل الواصلة، ويحدث نفس الشيء أيضا في المسافات بين الكلمات أو تباعد الكلمات في النص الأطول والمتواصل، حيث يجب على المصمم التحكم في ذلك بعناية. ففي بعض الأحوال، قد تؤدي الواصلة في نهايات الأسطر في بعض الأحيان إلى إنشاء مظهر "متقطع" دون داع وبالتالي يجب تجنبه حيثما أمكن ذلك.

يؤثر طول السطر أيضًا على كيفية قراءة النص. إذا كانت أسطر النص طويلة جدًا، تواجه العين صعوبة في العودة إلى بداية السطر التالي. على العكس من ذلك، إذا تم تعيين أسطر النص بشكل ضيق جدًا، فإن العين ستتقدم بسرعة كبيرة جدًا من سطر إلى سطر وقد تتخطى الأسطر، مما يقطع تدفق الفهم.

على الرغم من أن هذه الاضطرابات لن يكون لها تأثير يذكر إلا على بضعة أسطر، إلا أنها ستتعب العين عند النظر إلى كميات كبيرة من النص أو عند القراءة لفترة طويلة. يمكننا التعرف على ذلك بوضوح من خلال استخدام دليل تقريبي لطول السطر، فعلى سبيل المثال، يمكن قراءة السطر المتوسط من النص في اللغة الإنجليزية بشكل مريح مع ما يقرب من ثلاثة وستين إلى خمسة وستين حرفًا (وذلك مع احتساب المسافات بين الكلمات كأحرف).

تتيح التكنولوجيا الرقمية إمكانية ضبط كل من العرض ونوع النص بمرونة شديدة في الصفحات والأشكال. يتم أيضًا تشغيل وتغيير الصور حول النصوص بسهولة. ومع ذلك، عند العمل مع أي منهما، يجب الحرص على الحفاظ على نص متماسك وقابل للقراءة من خلال التحكم في كل فاصل لكل سطر فردي.

يقتصر نوع عرض الخط عادةً على بضع كلمات ويعرض مشكلات أقل نظرًا لحجمه ووزنه وموقعه المهيمن في منطقة التصميم. ومع ذلك، يجب على المصمم أن ينظر بعناية إلى المسافات بين الأحرف والكلمات ومراعاة أحجام النصوص الأكبر. قد تحتاج أزواج الحروف إلى تقنين الأحرف للمساعدة في سهولة علمية القراءة.

عندما يتعلق الأمر بعدة كلمات، قد يلزم موازنة مسافة كلمة واحدة أو أكثر بصريًا لمواجهة التأثيرات الناتجة عن أشكال الحرفين الأخير والأول من الكلمات على كلا الجانبين، والتي قد تكون مبالغ فيها في حالة العرض وخاصة عند اختلاف أحجام الخطوط.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

الدليل الكامل للتصميم الجرافيكي الرقمي.

The Complete Guide to Digital Graphic Design

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.