بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / الأعمدة من الضوء   

Barred Lights

 

الأعمدة من الضوء / إنشاء تكوين من الأضواء الكاشفة

Barred Light / Spotlights with Shape

عندما يمر الضوء عبر منطقة مظلمة ويسقط على الأشياء مثل الجدران وغيره، فإنه قد يتشكل في أعمدة أو أشرطة من النور وما حولها يكون في الظلام، يمكننا ملاحظة مثل هذه الظواهر في الحياة العادية، فمثلا، إذا كنا نقف أمام نافذة أو باب أو ما شابة وكان الظل يسقط في كل مكان فقد يكون هناك بعض المناطق الضيقة التي يمر الضوء عبرها، فنري عمود أو أعمدة من الضوء حولها مناطق مظلمة.

يمكننا استغلال هذه الظاهرة البسيطة لعمل صور فوتوغرافية مميزة. وكذلك يتم العمل بنفس هذه النوعية من الإضاءة في الاستديو، حيث يتم عمل نفس تأثير الإضاءة ولكن بشكل صناعي، ويتم العمل بها في مختلف المجالات ومنها الأفلام. ولكن ومع ذلك فإن هذه النوعية من الإضاءة ليست شائعة الاستخدام.

فعلى سبيل المثال في مجال التصوير السنيمائي، بفرض أنك ترى ممثل يقف أو يجلس في مكان مظلم قليلاً مثل سجن أما ما شابة، فقد تجده في الظل مع وجود شريط ناعم من الضوء يمر عبر عينيه، يُسمى هذا الشريط من الضوء باسم شريط العين eye bar، هناك أنواع أخرى من الإضاءة فهناك نوع آخر يسمي ضوء الالتقاط catch light، وهو يستخدم لإضفاء بريق على العيون.

تستخدم هذه النوعية من الإضاءة في كثير من الأفلام المعروفة ومنها فيلم Star Trek، حيث كان يتم إضاءة الشخصية بهذا الأسلوب في هوليوود في ثلاثينيات القرن العشرين، والتي كانت تستهدف أجزاء مختلفة من المشهد مثل الشخصيات الجالسة وبعض المناطق الأخرى المحيطة. استخدم هذا الأسلوب الكثير من المصورين المهمين في هوليوود مثل جورج هوينينجن-هيون وهورست بي هورست.

بالإضافة إلى أنه غالبًا ما كان يتم استخدام أنواع مشابه من الإضاءة الأفلام في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، حيث كان يتم وضع أشرطة الإضاءة لإضافة الدراما في المشاهد والتي كانت عادةً مظلمة (والمعروف باسم نوير noir). وعلى الرغم من أن هذه النوعية من الإضاءة معروفة في التصوير السنيمائي ولكنها غير شائعة في العالم الحقيقي.

ولكن بفرض أنك كمصور وجدت مثل هذه النوعية من الإضاءة تحدث في الواقع من حولنا، فسيكون من الجيد استغلالها لتصوير لقطة جذابة، فإذا كنت تمر في أي مكان ذات مرة ولاحظت وجود ضوء شمس ساطع يمر عبر فجوة مستطيلة وما حوله في الظلام، فحاول استغلالها في العمل في أفضل توقيت في اليوم لتسليط الضوء على جزء معين من الصورة.

يجب أن يكون شريط الضوء رفيعًا جدًا حتى يعمل بشكل جيد في اللقطة، ويمكننا التفكير في بعض الاحتمالات التي تسمح بالحصول على ذلك، مثل باب مفتوح جزئيًا، أو جزء مفتوح من نافذة بزاوية حادة مع الشمس، أو الستائر، ومن الجدير الذكر أنه كان يتم استخدام ستائر فينيسية في الأفلام التي تستخدم تقنية نوير noir. وبالإضافة إلى الخيارات السابقة، يعد استغلال الفتحات الموجودة في الجدران هو الخيار الأفضل بشكل عام، وذلك إن كانت متوفرة ومتاحة في البيئة المحيطة.

إن الفتحات الموجودة في الجدران تنتج أشرطة ضوئية ممتازة، وذلك لكونها عمودية، خاصة عندما تكون الشمس منخفضة جدًا. ولكن ذلك يعني في المقابل أنها سوف تتحرك بسرعة مع حركة الشمس عبر اليوم. ولذلك يجب على المصور استغلال الفرصة والتوقيت المناسب من اليوم لتصوير مثل هذه اللقطات.

بناء على ذلك يجب على المصور أن يبحث عن مواقع تتفاعل مع الشمس بالشكل المناسب. فحاول أن تحدد مدى ارتفاع الشمس بالنسبة للموقع، وبعدها حاول تحديد مكان الفجوة، والسطح الذي تنيره. في الواقع العملي، في حالة التصوير في الميدان، عندما لا يكون من الممكن تنظيم المشاهد كما في الاستديو، فإن النتائج قد تكون غير متوقعة.

وذلك يجب على المصور أن يأخذ ذلك في الاعتبار، ففي المعتاد تميل الأضواء الكاشفة إلى أن تكون غير متوقعة النتائج، ولكن بشكل عام إذا كان الطقس صافيًا باستمرار يومًا بعد يوم، فبالطبع يمكن التنبؤ بنتيجة اللقطة بدرجة كبيرة، وإمكانية استكمال العمل يوما بعد يوم. هناك ثلاث سمات رئيسية للتصوير من خلال وضع أعمدة أو شرائط من الضوء وهم كالآتي.

لابد من وجود فجوة ضيقة يمر من خلالها الضوء حتى نستطيع التصوير، يفضل أن تكون الشمس منخفضة للحصول على أفضل النتائج، يجب الأخذ في الاعتبار أن شرائط أو الأعمدة من الضوء تتحرك بسرعة ولذلك يجب تصوير اللقطة في التوقيت المناسب من اليوم.

مثال (1)

أعمدة أو أشرطة الضوء

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح لنا العناصر الأساسية التي يمكن استخدامها لإضاءة مكان ما باستخدام شريط من الضوء. كما نلاحظ أن الضوء يمر عبر فجوة ضيقة من الجدار فيكون المكان كله مظلم فيما عدا شريط من الضوء. يُفضل أن يتم التصوير في الشمس الصافية، عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، وعندما يمر الضوء عبر فتحة داخلية مظلمة، فإن ذلك سوف يعطي فرصة لتصوير لقطة مميزة وإظهار معاني درامية خاصة. 

مثال (2)

لقطة لجزء من معابد أبساراس، أنغكور وات، في كمبوديا. إن الدرابزينات الحجرية، هي سمة من سمات معابد الخمير القديمة، وهي السبب في ظهور أعمدة وأشرطة من الإضاءة، والتي قام مصور باستغلالها في تصوير اللقطات. كان المصور يقوم بالتصوير معبد أنغكور وات من أجل أن يتم وضعها في كتاب. كان المصور يقوم بالتصوير في السماء الصافية في شهر ديسمبر بنهاية العام.

وكان المطلوب منه عمل قائمة بأهم المواقع الأثرية في كمبوديا. وحاول تصوير أهم المواقع في أفضل الأوقات من اليوم، حيث هناك الكثير من الأشياء والتفاصيل التي يجب الاهتمام بها. فيجب عليه إظهار جمال النقوش البارزة للمعابد، وكانت الصعوبة في التقاط الصورة في التوقيت الأفضل من النهار، حيث النقوش البارزة تلتقط الضوء لعدة دقائق فقط. 

وبالتالي إذا لم يتم التقاط الصور في التوقيت المناسب سيحتاج المصور للعودة مرة أخرى في يوم لاحق لالتقاط الصور. عندما كان المصور يمر عبر الموقع، لاحظ أن النقوش يسقط عليها الضوء المرتد من الأرض المضاءة بنور الشمس، واستمر ذلك لفترة قصيرة، وفي خلال هذه الفترة استطاع المصور عمل اللقطات المطلوبة.

تتميز كمبوديا بالعديد من المعابد التاريخية المهمة، ولذلك قام المصور بوضع جدول زمني لكل معبد، بحيث يصبح سير العمل منظم. ولاحظ المصور جمال معبد أنغكور وات، فهو يجمع بين سمتين، وهما تماثيل الأبسارا apsaras البارزة، الذين يشتهر بهم معبد أنغكور وات، ودرابزينات النوافذ الحجرية، والتي تعتبر مميزة جدًا لهذه النوعية من الهندسة المعمارية والتي كانت معروفة في القرن الثاني عشر.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.