ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات


التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات   

Light Shafts - Caverns & Cathedrals

 

بقعة الإضاءة الخلفية / الضوء في مقابل الظلام

Spot Backlight / Light Against Dark

يأتي مصطلح بقعة الإضاءة الخلفية من الإضاءة الخلفية Back Spotlight، فهو نوع منها ولكن يختلف عنها قليلا، فإذا كان يمكن تصوير مشهد باستخدام ضوء يأتي من الخلف، فهناك حالات يتشكل فيها الضوء في الخلفية على شكل بقعة يكون لها تأثير مختلف. وتعتبر الإضاءة الخلفية جذابة إلى حد ما حيث أنه من التقليدي أن يتم إضاءة الموضوع من الأمام وبشكل مباشر.


أما الأضواء الخلفية فهي لا تنير المشهد فحسب بل إن أشعة الضوء تترك فيه أثر جذاب. وبالمثل يأتي تأثير بقعة الإضاءة الخلفية. حيث بقعة الضوء تنير هدف التصوير نفسه. تختلف بقعة الضوء الخلفية عن الإضاءة العادية، حيث في أنه في حالة التصوير بالإضاءة العادية، إن الأضواء تكون حول الموضوع، أما بقعة الضوء الخلفية فتوثر على هدف التصوير نفسه، وتمنحه إضاءة ذاتية، وكأنها تنبع من الهدف نفسه.


فيتم تسليط الضوء من الخلف بحيث تمر أشعة الضوء عبر الموضوع أو هدف التصوير نفسه، مما يجعله مضاء ذاتيا بشكل ما. ولكي يحدث ذلك، يجب أن تتمتع المادة التي يتم تصويرها بدرجة معينة من الشفافية أو نصف الشفافية. وهناك العديد من المواد الخام والأشياء حولنا التي تنطبق عليها درجات الشفافية مثل القماش، أو الزجاج الملون، أو الأسطح غير السميكة التي يمكن أن يمر الضوء من خلالها، وما شابه.


إذا لم تكن المادة التي تقوم بتصويرها غير منفذة للضوء، ففي هذه الحالة لا يمكن العمل بالإضاءة الخلفية، إننا نكون في حالة من حالات الضوء ولكن من نوع أخر من الضوء وهو تصوير الحواف أو الأطراف المتأثرة بالضوء edge or rim lighting. إن فكرة إضاءة الموضوع أو التكوين أو الكائن من الخلف يكسبه مميزات لا تتوفر في الإضاءة المباشرة.


إن بقعة الإضاءة الخلفية تكسب التكوين نوع من التوهج، ويعتبر ذلك أمر مميز وخاص في هذه النوعية من الإضاءة والتي تميزها عن باقي أنواع الإضاءة الأخرى. بالإضافة إلى أن هذا الأسلوب غير شائع في عالم التصوير، مما يكسبه جاذبية خاصة. وبناء على ذلك إذا استطاع المصور اختيار موضوع تصوير يتناسب مع التصوير باستخدام بقعة الإضاءة الخلفية فإن اللقطة ستكون مميزة وجاذبة بشكل خاص.


وبصرف النظر عن مواجهة الشمس، هناك شرطين مطلوبين لجعل هذا النوع من الإضاءة يعمل بكفاءة. والشرط الأول هو أنه يجب أن تكون الخلفية داكنة بما يكفي في مقابل بقعة الضوء لإحداث التباين، والشرط الثاني هو أنه يجب أن تكون الشمس خارج الإطار ومحجوبة بشيء أو عنصر ما.


يتم استخدام أسلوب مشابه في حالة العمل داخل الاستديو، فيتم تعتيم جزء من الإضاءة من خلال وضع شيء على مصدر الضوء، وكان المصورون يستخدمون مصطلح "تم وضع علامة عليه flagged off"، وقد يكون المقصود بالعلامة أي شيء، (والذي عادةً ما يكون أي شيء مثل ورقة داكنة مسطحة تستخدم لإخفاء الضوء من السطوع المباشر على عدسة الكاميرا).


أما في حالة التصوير خارج الاستديو قد تكون العلامة عبارة عن مبنى أو شجرة أو أي شيء طويل بما فيه الكفاية يحجب الضوء الزائد. وبما أن السماء حول الشمس مشرقة أيضًا، فإن التأثير بأكمله يكون أقوى عندما يتم حجب معظم السماء أمام الكاميرا. ويمكن استخدام أي شيء لحجب مصدر الضوء المباشر، مثل يد المصور، أو الاستعانة بأي شخص ما يضع يده على مصدر الضوء، إذا كان ذلك ممكنا.


وكذلك يمكن حجب الضوء باستخدام ورقة داكنة، أو بطاقة، أو أي شيء أخر يعمل على حماية العدسة من أي ضوء شارد، وإن هذا الأسلوب بالفعل هو أحد التقنيات التي يتم العمل بها في مجال التصوير الفوتوغرافي. هناك ثلاث مميزات رئيسية للتصوير باستخدام بقعة الإضاءة الخلفية وهم، يجب أن تكون المواد المراد تصويرها شفافة أو نصف شفافة، يجب أن تكون الخلفية داكنة حتى يمكن إحداث التباين ومن ثم إظهار بقعة الضوء، يجب تقنين ضوء الشمس الزائد بحيث يتناسب مع تقنية الإضاءة المستخدمة.


مثال (1)

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح لنا أسس التصوير باستخدام بقعة الإضاءة الخلفية، حيث العنصران الأساسيان لهذا النوع من الإضاءة هما الإضاءة الخلفية التي تأتي من الشمس والتي يتم تمييزها بواسطة شيء ما، مثل المباني والجدار وما إلى ذلك. أما العنصر الثاني فهو مرتبط بطبيعة هدف التصوير، حيث يجب أن يكون شفاف أو حتى نصف شفاف، وذلك لكي يعطي تأثير التوهج المطلوب. 

التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات


مثال (2)

صورة لثوب من القماش أراد صاحبها أن يجففها في الشمس، تم التقاط الصورة في منطقة أمارابورا، ميانمار. لاحظ المصور جمال الإضاءة المختلف، فانتظر حدث يصف جمال الإضاءة وقام بالتقاط صورة لتأثير بقعة الضوء المضيء على القماش، كما نلاحظ أن الخلفية معتمة، وأن بقعة الضوء تأتي من الخلف وتنير هدف التصوير، وتترك أثر من جزء متوهج في النصف السفلي من القماش. مما يجعل هذه الإضاءة مميزة ولها تأثير خاص وجذاب على اللقطة. 


إضاءة الأشعة الثاقبة / تصوير الكهوف والكاتدرائيات

Light Shafts / Caverns & Cathedrals

في بعض الأحوال وفي بعض المواقع الخاصة قد يمر شعاع الضوء عبر المكان بشكل جذاب، فيمر عبر فتحات الضوء وما شابة بطريقة ثاقبة تترك بصيص خلاب من الضوء، والذي يكون له تأثير كبير في مكان التصوير. إن شعاع الضوء، الذي يشق طريقه بشكل واضح عبر الغلاف الجوي، كان دائمًا أكثر أنواع الإضاءة أهمية، فهو يضيف ميلودرامية خاصة في المشهد.


تم استخدم هذه النوعية من أشعة الضوء منذ القدم في الفنون، بدءًا من فن الرسم على سبيل المثال كما في أعمال الرسام الألماني كاسبار ديفيد فريدريش، وحتى يومنا هذا في الأفلام والصور الثابتة. في حالة إذا كان موقع التصوير مكان مميز مثل الكهوف والكاتدرائيات أو غيره، فهناك لحظات مميزة لأشعة الضوء، وخاصة إذا كان الموقع له ارتفاع شاهق، وكانت أشعة الضوء تمر عبر السحب بشكل ثاقب وتستمر حتى تمر عبر فتحات الضوء بالمكان ثم نراها في صورة أشعة تأتي من بعيد ثم تسقط على الأرض.


لا يوجد أسلوب معين يجب علينا اتباعه لكي نصور لقطات باستخدام هذه النوعية من أشعة الضوء، فليس هناك مستوى دقة معين يجب مراعاته، ولكن يجب أن نحاول دائما الحفاظ على الميلودراما، حيث أنها في الحقيقة نادرة الحدوث في الغلاف الجوي أو الهواء الطلق وكذلك نادرة الحدوث في مواقع التصوير وخاصة المرتبطة بمجالات مثل التصميم الداخلي.


فقليلا ما نلاحظ في مكان ما أو غرفة ما أو ما شابه شكل أشعة الضوء التي تمر عبر المكان بطريقة تثير الدراما والتأثير العاطفي. إن أشعة الضوء الطويلة التي تمر عبر منافذ الإضاءة وتسقط على الأرض قد تشبه في كثير من الأحوال والظروف تأثير استخدام ضوء الكشاف العادي.


حيث المقصود هو جعل الضوء يأتي من مصدر مركز، وبالتالي يمكن رؤية أشعة الضوء تظهر بشكل واضح ولها التأثير الثاقب، ولا نرى الإضاءة بالشكل العادي كما في رؤية الضوء وهو منتشر في المكان. إن كشاف الضوء العادي يقوم بمثل عمل هذا التأثير، وكذلك إن أي شيء يؤدى نفس الوظيفة مثل منفذ أو فتحة يمر منها أشعة الضوء، فإنها تعمل على تقييد ضوء الشمس وإدخاله إلى المكان في صورة شعاع.


بالإضافة إلى ذلك يُفضل أن يكون المكان معتم إلى حد ما، بالشكل الذي يكفي لجعل الشعاع مرئيًا بالنسبة للناس أو المارة. في حالة استخدام مثل هذه التقنية في مجال التصميم الداخلي، بهدف إنارة المكان، يجب أن نأخذ في الاعتبار مسألة المساحة، فكلما كانت المساحة والارتفاع كبير كلما كان ذلك أفضل. وفي هذه الحالة يجب مراعاة أن بعض عناصر التصميم الداخلي سوف تكون صغيرة الحجم، وبالتالي لا يجب أن تكون مركز الاهتمام في اللقطة.


إن شعاع الضوء الأبيض يظهر ويتوهج بطريقة تثير هدوء النفس، بسبب الجسيمات التي تبعثر الضوء. وعندما يسقط شعاع الضوء على الأرض فإنه يترك أثر جذاب يشبه بركة من الضوء تستقر على الأرض. تعطي هذه النوعية من الإضاءة والتأثيرات انطباع وكأنها مقصودة بطريقة ما. ولها تأثير أكبر من أي نوع أخر من الإضاءة وذلك مثل تأثير الأضواء الكاشفة، التي درسناها في السابق.


هناك ثلاث مميزات رئيسية للتصوير باستخدام إضاءة الأشعة الثاقبة وهم، يجب أن يكون موقع التصوير مظلم بالشكل الكافي لكي يتم إظهار شعاع الضوء الثاقب، هذه النوعية من الإضاءة لها تأثير درامي كبير يمكن الاستفادة منه أثناء تصوير اللقطات، وفي النهاية يجب على المصور اختيار الموضوع بدقة وبحرفية بحيث يتم تحقيق أهداف التصوير مع استغلال المزايا الكثيرة لهذه التقنية في التصوير.


مثال (1)

أشعة ضوء الشمس العالية

رسم ثلاثي الأبعاد يوضح لنا أن أشعة الضوء التي تبدو مثل أعمدة من الضوء، لإظهار مثل هذا التأثير نحتاج إلى مساحات كبيرة وارتفاعات عالية، وهذا يعني حتما أنها تظهر عندما تكون الشمس مرتفعة. 

التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات


مثال (2)

صورة لكاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، استطاع المصور التقاط صورة جذابة للبازيليكا الضخمة. حيث لاحظ تأثير أشعة الضوء الدرامي الذي يترك بركة من الإضاءة على أرضية المكان. ولاحظ تأثير أعمدة الضوء على التصميم الداخلي للمكان، ولكن المصور شعر بأن الموضوع يحتاج لعنصر أخر مكمل يعمل على إظهار جمال الكاتدرائية. 


فانتظر مرور بعض الشخصيات في المكان وقام بالتقاط الصورة، إن وجود الشخصيات في المشهد يعمل على تأكيد جمال التأثير الدرامي للمكان ويعمل على إظهار المساحة الضخمة، ولحسن الحظ تم التقاط الصورة في بداية اليوم قبل دخول الكثير من الناس، حيث عادة ما تسد الحشود جمال المنظر. كان المكان معتم وكان أشعة الضوء تمر بشكل قوي وثاقب عبر النوافذ مما أضفي الحالة الدرامية المطلوبة. وإن هذه النوعية من الإضاءة تتوافق مع مثل هذه الأماكن، حيث أنها تعمل على إظهار جمال الأثر التاريخي وطبيعة المكان.


مثال (3)

صورة لكهف تحت الأرض في يوكاتان، المكسيك. لاحظ المصور أن مساحة الكهف مناسبة لإظهار جمال أشعة الضوء، وأن المكان معتم بالشكل الذي يسمح بإظهار قوة تأثير أشعة الضوء الساقطة. كان شعاع الضوء الأبيض يسقط بشكل جذاب في المكان، ويتوهج ويثير في النفس شعور بالهدوء والسكينة ويترك بركة من الضوء في منطقة المياه. 

التصوير الفوتوغرافي / الأشعة الثاقبة - تصوير الكهوف والكاتدرائيات


في مثل هذه المناطق يصعد بخار الماء في الكهف تحت الأرض بينما تسخن الشمس الجزء العلوي، ولاحظ المصور جمال تأثير شعاع منفرد من الضوء يبدو وكأنه عمود من الضوء الأبيض، والذي يتأثر بألوان الصخور في الكهف فيظهر له لون أبيض يختلط بألوان مثل اللون الفيروزي الغني الذي يضيء ويتوهج في المكان. إن شعاع الضوء يضفي تأثير درامي خلاب يظهر جمال الطبيعة والفطرة.    

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات