ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصميم الجرافيكي / التايبوجرافي والعرض على الشاشات

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصميم الجرافيكي / التايبوجرافي والعرض على الشاشات


التصميم الجرافيكي / التايبوجرافي والعرض على الشاشات

Typography and Screen Display

 

اتخاذ قرار بشأن نوع الحرف (2)

Deciding on a Typeface (2)

في التدوينة السابقة باسم "أهمية التايبوجرافي Typography"، تعرفنا على كيفية اتخاذ قرار بشأن نوع الحرف (1).


أثناء العمل على تصميم ما، يجب تحديد الغرض من استخدام النص، وتحديد المجال المرتبط به مثل مجال الإعلام أو القراءة أو التسويق وغيرة. وكلا من هذين العاملين لهما صلة باختيارات المصمم. فعلى سبيل المثال، في اللافتات على الطريق، يجب وضع نص يستطيع المتلقي التعرف عليه فوراً. وبالتالي في حالة إذا تم وضع شكل أو عنصر ما مثل علامة الاتجاه الخاصة بالطريق يعرقل عملية القراءة، فإن ذلك سيؤدى إلى تشتيت انتباه السائق بشكل خطير عن الطريق، لأنه أثناء عملية القيادة سيحاول فهم النص، وكأنه يحاول فك تشفير المعلومات.


أما في حالة مجال أخر مرتبط بالقراءة الطويلة، فيجب أن يتم وضع النص بحيث يسمح بعملية قراءة سلسلة ومستمرة، (كما هو الحال في الكتاب)، أو متقطعة (كما هو الحال في مجلة، أو على موقع ويب، أو طرد package، أو لوحة معرض) أو قراءة مركزة (كما هو الحال عند قراءة مجموعة التعليمات أو المصادر والمراجع).


في بعض الأحوال قد يلزم قراءة النص جبرياً (كما هو الحال مع التحذير)، أو في حالة (تقارير إخلاء المسؤولية). وبالتالي مع اختلاف الغرض من النصوص يجب أن تختلف طرق وضع النص بالتكوين أو التصميم الجرافيكي. إن الحروف والخطوط نفسها لها تأثير كبير في عملية القراءة، وفي جعلها عملية سهلة وسلسة ومريحة بصرياً.


يرتبط الخط بأشياء مثل نوع الخط (الفونت Font) والحجم والوزن وطراز الحرف وهذه الأشياء تؤثر كثيرا على اختيارات المصمم، وكذلك إن الحرف نفسه له تأثير كبير على عملية سرعة القراءة. فعلى سبيل المثال، قد يكون من غير المناسب وضع نص تعليمي بخط صغير ومتباعد وعريض، حيث سيؤدى ذلك إلى جعل تجربة القراءة والفهم صعبة وسينعكس ذلك في موقف القارئ تجاه الموضوع.


من المعتقد بشكل عام أن خطوط السيريف serif، هي أسهل للعين وأقل تعبًا في القراءة على النص الطويل المستمر بالمقارنة بخطوط السان سيريف sans serif، في اللغات الأجنبية وخاصة الإنجليزية. وقد ينطبق هذا الأمر في الكتب والمراجع وغيره، ولكن يتم الخروج عن هذه القاعدة في المجلات، أما في عالم الروايات فقد يتم استخدام النوعين سيريف وسان سيريف serif and sans serif.


في بعض الأحوال في عالم الكتب والمجلات وغيره قد يكون من المناسب وضع بضع كلمات بحجم كبير، بدلاً من وضع النص المستمر. وفي بعض الأحوال الأخرى قد يكون من الملائم استخدام خطوط ملتوية، حيث عادة ما تكون الخطوط الملتوية أو اللافتة للانتباه مخصصة بشكل أفضل لأغراض العرض على الجمهور.


ويستطيع المصمم تغيير حجم الخط وبعض خصائصه لكي تتلاءم مع أغراض العرض. ولكن يجب توخي الحذر بحيث لا يتم الإضرار بالتكوين الكلي، ولمعرفة ما إذا كانت أشكال الحروف لا تزال تبدو متناسبة بشكل جيد، قد يلزم ذلك اتخاذ بعض الإجراءات مثل تقليل التباعد الإجمالي بين الأحرف (التتبع أو تقنين النطاق tracking or range kerning).


معظم أنواع الخطوط في اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية تم تصميمها على أسس مرتبطة بالأسلوب الروماني (المستقيم upright)، وتضم العديد من الصفات والخصائص مثل الطراز المائل italic (أو الخط المائل oblique، وذلك في مختلف أنواع خطوط السان سيريف sans serif) وخصائص مثل الوزن أو السمك weights، فقديما كان يتم استخدام وزنًا واحدًا أو اثنين معروفين وهما (الخط الرفيع light، الخط العريض bold، إلخ).


ولكن في العصر الحالي، أصبحت هناك العديد من الخصائص المرتبطة بالحروف والخطوط، ويمكن التحكم فيها من خلال استخدام إعدادات النص الاحترافي الموجود في مختلف البرامج والأجهزة الرقمية، والتي تحتوي على مجموعات واسعة من الاختيارات وأنواع حروف وخطوط مختلفة مثل الخطوط المضيئة تماماً extra light والتي تتدرج من المضيء حتى تصل إلى الخطوط السوداء المظلمة ultra-black وأنماط أخرى تتراوح من المكثفة condensed إلى الموسعة expanded.


يمكن أن يكون ذلك مفيدًا جداً أثناء عملية التصميم، ففي بعض الأحوال قد يحتاج عرض المعلومات المعقدة إلى إنشاء مستويات مختلفة من التركيز أثناء القراءة والتصفح، وبالتالي إذا أردنا تغيير أنواع الخطوط Fonts، فيجب أن تتوافق مختلف هذه الأنواع في التكوين سواء مع بعضها البعض أو في التكوين الكلي. وخاصة عند تنظيم السياق والمحتوي.


يؤثر وزن الحرف كثيرا على عملية تنسيق النص والمساحة المحيطة وتنظيم التكوين، وبالتالي يجب أن يكون هدف المصمم هو اختيار الأوزان المثالية التي تتوافق مع أغراض معينة وذلك لتحقيق أهداف التصميم، ولكن لن يكون من الجيد الخلط بين العشرات من المتغيرات للخطوط والنصوص، حيث أن ذلك سيؤدى إلى نتيجة عكسية وهي تشتيت النظر وجعل عملية القراءة صعبة وغير مريحة ومن ثم يتم ضياع رسالة التصميم.


حروف الكتابة (الخطوط) بهدف العرض على الشاشات

Type for Screen Display

يجب أن نعرف أن الحروف المكتوبة بهدف العرض على الشاشات مثل الهاتف المحمول والحاسوب وغيره تختلف عن الكتابة بهدف الطباعة في الكتب والمجلات والجرائد وغيره. يجب أن نعلم أن الحروف على الشاشات يكون لها حجم أكبر من الحروف المطبوعة. وبالتالي إن أشكال الحروف الصغيرة الحجم لن تكون واضحة بالشكل الكافي وقابلة للقراءة.


يعود السبب في ذلك إلى أن عدد وحدات البكسل يكون محدود على الشاشة. وبناء على ذلك، فإن الخطوط الرفيعة غير مناسبة لعرض الشاشة حتى مع اختلاف أحجام النصوص. حيث يتم فقدان التفاصيل الدقيقة في حالة العرض على الشاشات. تقدم العديد من الشركات المصنعة لحروف الكتابة typefaces أو خطوط الفونت fonts الآن خطوط محسنة تصلح للعرض على مختلف أنواع الشاشات.


مثل سلسلة ESQ (وتعني جودة الشاشة المحسنة Enhanced Screen Quality) من شركة AgfaMonotype. وبالإضافة إلى أهمية الخطوط فهناك أشياء أخري مهمة مثل لون الخلفية النص، وأنواعها، وهذه من الأشياء التي تحتاج من المصمم إلى مزيد من الاهتمام حيث أنها تؤثر كثيرا على جودة عملية التصفح والقراءة، فعلى سبيل المثال، إن الخلفيات الملونة أو الداكنة يمكن أن تخفف من وهج الشاشة والذي قد يؤثر على عملية القراءة بالنظر.


المسافات أو نوع التباعد بين الحروف

Spacing Type

في مختلف أنواع الخطوط، يتم حساب المسافات ونسبة التباعد بين الحروف، وإن التباعد بين الحروف شرط أساسي لكي تكون الكلمة أو النص واضح. ويقاس التباعد بين الحروف أفقيا ورأسيا، ويتم حساب المسافة وفقا لمكان خط الأساس الخاص بتصميم الحرف. وذلك عند المقارنة في كل سطر.


تعمل المسافات بين الحروف على جعل الكلمة أو النص واضح، ومن ثم يمكن الاستمرار في القراءة. بالنسبة للتباعد الأفقي بين الحروف فيجب أن تكون نسبة التباعد بين الحروف تتم بشكل يتناسب مع عرض الحرف، ويمكن تحقيق ذلك باستخدام وحدات صغيرة تصل إلى جزء من الألف من em (وحدة قياس الحروف).  


يقوم مصممو الخطوط الرقمية بعمل برمجة وتعديلات خاصة على التباعد بين الحروف أو ضبط المسافات بدقة أو "تقنين الحروف" وخاصة في حالة أزواج الخطوط الصعبة من الأحرف - مثل AV ancl Te - وكذلك في حالة تصميم خطوط الخاصة بهم، وبعدها يقوم البرنامج بتطبيق هذه التعديلات تلقائيًا عند تعيين الكتابة.


ومع ذلك، حتى مع وجود خط تم فيه ضبط المسافة جيدًا، سيكون من الضروري في بعض الأحيان إجراء تعديلات ولو لمرة واحدة لتقنين الأحرف، خاصة في العناوين الرئيسية. تُعرف الزيادة أو تقليل التباعد بين عدة كلمات أو أسطر باسم التتبع tracking أو تقنين النطاق ange kerning. وكذلك يمكن استخدامها لتغيير "اللون" المرئي للحرف أو في مناسبات نادرة بهدف لمساعدة في جعل النص ملائم مع المساحة المتاحة.


في حالة الكتابة بهدف العرض على الشاشات، عندما يتم العمل في برامج الحاسوب وغيره، يحب أن يتم ضبط النص عبر العمود، ويجب إعداد القواعد وتعديلها بعناية لإخبار البرنامج بكيفية ضبط التباعد لتحقيق طول السطر المطلوب. يمكن التحكم في تباعد بين الكلمات بشكل مستقل للمساعدة في تحقيق التوازن بين المسافات الزائدة بين الأحرف ولتجنب وجود فجوات غير مقبولة.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

الدليل الكامل للتصميم الجرافيكي الرقمي.

The Complete Guide to Digital Graphic Design

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات