ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الرسم والتصوير / استراتيجيات التصميم (1): الرسم التخطيطي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الرسم والتصوير / استراتيجيات التصميم (1): الرسم التخطيطي


الرسم والتصوير / استراتيجيات التصميم (1): الرسم التخطيطي

Design Strategies (1): Outline    

 

طرق إنشاء رسومات التصميم الملونة 

Approaches to Creating Color Design Drawings

في بعض الأحوال يصبح العديد من المهندسين والمصممين منغمسين في المشروع لدرجة أنهم ينسون أن هناك العديد من الطرق الذكية لتوفير الوقت والجهد أثناء مراحل العمل. في كثير من الأحيان، يقضون وقتًا في إجراء رسومات متكاملة عندما يكون كافيًا ومن السهل تحقيق الهدف برسم تخطيطي بسيط.


من الحكمة قضاء بعض الوقت في التفكير في استراتيجية مناسبة لعمل وإنتاج التصاميم والرسومات قبل الانخراط في العمل. يمكن تحقيق ذلك من خلال الإجابة على بعض الأسئلة حول الأهداف المطلوب الوصول لها، والبدء في التخطيط والتنفيذ قبل تقديم العرض النهائي، حيث يمكن توفير الكثير من الوقت والجهد للتصاميم والرسومات. ولكن أولا يجب أن تسأل نفسك ما هو الهدف من هذه الرسومات والتصاميم؟


هل الهدف أن تخلق التصاميم انطباعًا سريعًا عن الكتلة والنسب والحجم النسبي والعناصر الرئيسية؟ أم الهدف توصيل معلومات أكثر دقة عن التكوين والبناء، مثل أن تتضمن الرسومات على سبيل المثال، تخطيط النوافذ بدقة أو إظهار الظلال بشكل أكثر وضوحًا؟ يجب على المهندس أو المصمم أن يقرر مستوى المعلومات الذي يجب عليه توصيله في العرض التقديمي للعميل.


أما ثانياً، فيجب على المصمم أن يقرر من هو الجمهور الذي يوجه له رسالته؟ فمثلا، ربما يكون الجمهور الذي يريده ويبحث عنه المصمم هو من حوله من زملاء وشركاء بالعمل، ربما يكونوا أعضاء فريق التصميم؟ حيث هم الأشخاص الذين يريد ببساطة توصيل أفكاره لهم. أو ربما يكون الجمهور المقصود هو جمهور الناس وخاصة شريحة العملاء.


ربما يشعر المصمم أو المهندس أو الفنان وغيره أن عميل ما أو مجموعة من العملاء يرتاحون له عندما يعمل معهم، حيث يجدونه مريح ويستطيع تحقيق أهدافهم وتوصيلهم للمستوي الذي يطمحون به. والعكس صحيح، ربما يبحث الفنان عمن يفهم ما يريد تقديمه في تصاميمه ورسوماته.


فقد يرغب في التواصل مع عميل يشعر بالارتياح نحوه، فيشعر أن قادر على "قراءة" التصاميم والرسومات السريعة وفهم امكانياته كفنان، وفي أحوال أخرى قد يكون ذلك عنصر غير مهم أو مؤثر. فقد يكون الهدف هو تقديم عرض إلى مجموعة عادية من الناس بغض النظر عن رأيهم في الفنان. لكن في بعض الأحوال قد يسيء الجمهور تفسير طبيعة الدراسات السريعة للرسومات؟ ويتوقف رد الفعل الفنان حسب طبيعته الشخصية وأهدافه من العمل.


ويتبادر سؤال، هل تحتاج التصاميم والرسومات الخاصة بك إلى الإقناع، ولو كان الأمر كذلك، إلى أي مدى تحتاج ذلك؟ للإجابة على هذا السؤال، اسأل نفسك كم تستحق الرسومات والتصاميم من وقتك. وهل هذا الوقت يتناسب مع ما هو مطلوب منك، مثل الهدف من المشروع، أو المستوي المطلوب تحقيقه.


حاول التكيف مع الأهداف المطلوبة ولا تضيع عليها الكثير من الوقت والجهد. فإذا كان المشروع بسيط أو متطلبات العمل سهلة وبسيطة فحاول أن تمنحها الوقت الذي يتناسب معها. أما إذا كان المشروع الذي تعمل عليه يحتاج إلى شيء من التفكير والإبداع، فحاول أن تتوازن بين طاقتك في العمل ومتطلبات المشروع والعملاء، وأن تنشئ منهجيه واستراتيجية في العمل تحقق للجميع أهدافهم.


في كثير من الأحوال يحتاج المصمم والفنان أن ينوع في الرسومات والتصاميم، فقد يحتاج لرسومات تخطيطية لإنشاء الفكرة وتوضيحها والتي يتم اعدادها بسرعة، وفي بعض الأحوال الأخرى قد يحتاج لعمل رسم نهائي يصلح للعرض على العملاء والجمهور وغيرهم والتي يتم اعدادها بعناية أكبر وتأخذ بعض الوقت.


هناك بعض الاعتبارات الأساسية لإنشاء الرسومات والتصاميم الملونة سواء كانت رسومات تخطيطية سريعة أو أعمال تحتاج لوقت ومجهود. يجب على الفنان أن يضع استراتيجية خاصة به في العمل، تبدأ من الرسومات التخطيطية وحتى الرسومات النهائية. وهناك الكثير من التقنيات التي تساعدنا في تحقيق ذلك.


فمثلا، يمكن تضمين معلومات مكتوبة مع الرسومات والتصاميم، وهناك بعض التقنيات والأساليب المفيدة التي تساعد في إنشاء عرض تقديمي للعملاء والجمهور وغيرهم بأسلوب متميز، سواء كان سيتم عرض المشروع في ورقة واحدة أو في عدة أوراق توضح العديد من وجهات النظر.


استراتيجيات التصميم (1): إنشاء رسم تخطيطي

The First Consideration: Make the Line Drawing

إن عمل وإنشاء رسم تخطيطي هو واحد من الأعراف في كل مهن الفنون، بدء من الرسم إلى الهندسة والعمارة والتصميم الداخلي، والجرافيك ديزاين وغيرهم. فمن الطبيعي أن يرسم الفنان بخطوط تعبر عن أفكاره وخياله الذي يريد تحويله لواقع. يرتبط الخط بالفكرة التصميمية، وذلك سواء كان المصمم يعمل باليد أو على حاسوب، فالفنان يحتاج لتحويل احساسيه إلى شيء مادي باستخدام الورقة والقلم.


إن الفنان والمصمم والمهندس وغيرهم مسؤول عن توصيل أفكاره للناس بشكل واضح، ويمكنه تحقيق ذلك من خلال مهارات التصميم والرسم، حيث يقوم بإنشاء أفكار ثلاثية الأبعاد ومجسمة على سطح ثنائي الأبعاد، سواء كانت ورقة أو شاشة كمبيوتر. إن الرسم التخطيطي هو الأساس في إنشاء رسومات ملونة، وفي عمل تصميم نهائي.


يجب على الفنان أن يتبع استراتيجية وأسلوب في الرسم ينقل الفكرة الخيالية بأكبر قدر من الفعالية والكفاءة ويحولها لواقع ملموس. من التقنيات الأساسية لعمل أفكار المشروعات هو الرسم باستخدام المنظور، مع عمل أوجه للمنظور، والتي يتم اختيارها حسب الهدف وطبيعة المشروع.


قد يتم رسم وإنشاء المنظور بشكل يدوي تماما، وقد يتم إنشاء المنظور بشكل رقمي، باستخدام برامج الحاسوب المخصصة، وقد يصلح أيضا عمل هجين من كل من المنهجين، فيتم إنشاء رسم يدوي، ثم يتم تحسينه رقميا باستخدام برامج الحاسوب. في كثير من الأحوال، غالبًا ما يكون الرسم المنظوري السريع المرسوم يدويًا كافيًا لتوصيل فكرة مبدية إلى العميل.


وكذلك غالبًا ما تكون هذه الاستراتيجية هي الأكثر فعالية من حيث التكلفة، حيث أن الرسومات اليدوية غير مكلفة. فعادةً ما يكون من السهل إضافة عناصر أو التعديل عليها بشكل يدوي. كما في تغيير حجم العناصر أو أشكالها بأسلوب مقنع، أو وضع عناصر وأشياء إضافية مثل الأثاث والإكسسوارات وغيره


في كثير من الأحيان، يعد العرض المنظوري لفكرة التصميم أيضًا أداة التواصل الأكثر فعالية بين الفنان وجمهور العملاء، حيث يساعد المنظور في إظهار العلاقات بين مستويات الأشكال، وحدود المساحات، ومحتويات التكوين من عناصر وأشياء. فعلى سبيل المثال، في حالة رسم دراسة المنظور الداخلي للجدران والسقف والأرضية والمفروشات لمكان ما، وأنها سوف تُعرض على العميل لأول مرة، فإن ذلك قد يساعد في عمل المحاولة الأولى لاختيار المواد الخام والألوان وأنواع التشطيبات وغيره.


في حالة إذا كان الهدف من مشروع العمل هو إعادة تصميم مبنى أو مساحة موجودة بالفعل أو إعادة تجديد المكان، فعادة ما يكون من الأكثر فعالية هو الاعتماد على البساطة في العمل، فيكون من الأفضل التقاط صورة فوتوغرافية للموقع تظهر جوانب المشروع، ثم يتم إنشاء رسم على ورق شفاف نضعه على الصورة، ونقوم بعمل التعديلات المطلوبة على التصميم يدويًا، ثم يتم تحويل ذلك لصورة رقمية.


يمكن للمصمم تعديل المنظر كليا باستخدام المنظور ونقاط التلاشي وخط الأفق، وفقا لمنظور الصورة الفوتوغرافية الأصلية للمكان، إن استخدام صورة فوتوغرافية للرسم فوقها يعتبر أسلوب سهل ومرن في العمل، حيث يوفر فرصة للمصمم لدراسة الموقع وعمل التجديدات المطلوبة وفي نفس الوقت لا يتم عمل المشروع من الصفر.


أما إذا كان المشروع ليس له علاقة بالتجديد أو إعادة التصميم، فربما يكون من الأفضل في بعض الأحيان ومن الأكثر فعالية بناء نموذج دراسة قياسي سريع وبسيط لتقديم عرض عن مشروع صعب التوضيح. سواء كان ذلك بأسلوب رقمي بمعني باستخدام برامج الحاسوب أو بأسوب يدوي. من الأساليب والتقنيات المعروفة هو العمل باستخدام برنامج اسكتش اب SketchUp. وهو تطبيق ممتاز مخصص لإنشاء رسومات ونماذج ودراسات رقمية بسرعة وسهولة.


أما في حالة إذا ما تم إنشاء النموذج يدويًا، فتذكر دائما أن تبقيه بسيطًا، أي قم برسم وبناء العناصر الضرورية فقط ولا داعي لعمل التفاصيل المعقدة. ويمكن تحويل الرسم التخطيطي لصورة رقمية ثم يتم إنشاء التفاصيل والعناصر الإضافية باستخدام برامج الحاسوب، والدمج بين العمل اليدوي والرقمي.


وكذلك يمكن استخدام التقنية السابقة للعمل بالصور الفوتوغرافية، فقم بالتقاط صورة فوتوغرافية للموقع ثم أنشئ عليها الفكرة التصميمية باستخدام الورق الشفاف، إن كان ذلك يتناسب مع طبيعة المشروع. ثم حولها لصورة رقمية ثم أضف التفاصيل الإضافية الضرورية بأحد برامج التصميم. فمنذ ظهور تقنيات إعادة إنتاج الألوان عالية الجودة، لم يعد من الضروري إنشاء رسومات تصميمية كبيرة الحجم.


في المعتاد نقوم بإنشاء رسومات خطية تتراوح من 8.5 x 11 (حجم الخطاب letter size) إلى 11 x 17 (حجم دفتر الأستاذ ledgersize)، ثم نقوم بتكبيرها أثناء عملية النسخ والتصوير. من خلال العمل بهذا المقاس، يمكن للمصمم إنشاء رسومات تصميمية بشكل أسرع بكثير مع البقاء على إمكانية مراقبة العمل ومواكبة التطورات وعدم الضياع التفاصيل.


عندما يتم إنشاء رسومات تخطيطية صغيرة الحجم، فمن المهم أن تحافظ على أن تكون خطوط الرسم رفيعة بشكل المناسب، بحيث تكون رفيعة ولكن تكون واضحة. وذلك لأن تكبيرات النسخ الفوتوغرافي تعمل على تكبير كل شيء، بما في ذلك سمك الخط. ولكن ليس من الضروري استخدام تسلسل هرمي لأوزان الخطوط وسمكها عند عمل رسومات تخطيطية وخاصة التي يتم اعدادها بغرض تلوينها.


حيث أن اللون وخاصة ترتيبات درجات القيمة (التدرج من الأبيض أو الفاتح إلى الأسود والغامق) سيجعل الصورة النهائية مقروءة بالنسبة للمشاهد أو المتلقي. في المعتاد يتم استخدام قلم الميكرون Micron 005 أو قلمًا تقنيًا 4x0 للرسومات التخطيطية الصغيرة جدًا مثل مقاس (7-9). يعمل قلم الميكرون بشكل جيد على الورق الشفاف، ويعمل القلم الفني التقني بشكل أفضل على أنواع أخري من الورق مثل ورق vellum.


يعد قلم الرصاص الأسود Prismacolor وسيلة ممتازة أخرى لإنشاء التصاميم والرسومات، حيث يظل خطه رفيعًا جدًا عند استخدامه وخاصة إذا تم استخدامه مع المسطرة. على الرغم من أن لون Prismacolor الأسود يمكن أن ينتج خطًا داكنًا وغنيًا مشابهًا لخط القلم ذو الرأس اللباد، إلا أنه يتميز بكونه قابلاً للمسح بسهولة.


بالإضافة إلى الأقلام بمختلف أنواعها يمكن استخدام ممحاة كهربائية إن وجدت، والتي يكون لها شريط المسح الأبيض الناعم المخصص للاستخدام على مواد مثل المايلار mylar. ويمكن بالطبع دمج هذه الوسائط من مختلف الأقلام والأدوات أثناء العمل معاً لإنشاء رسم واحد حسب الضرورة.


تتمثل ميزة استخدام مختلف الأدوات الفنية في أنها تعمل معاً بشكل جيد في حالة النسخ والتصوير والمسح الضوئي. بالإضافة إلى هذه الأدوات يمكن استخدام قلم الجرافيت عند الضرورة والذي يمكن دمجه مع مختلف الأدوات والأقلام والوسائط الأخرى. ولكن يجب العلم أنه في حالة العمل باستخدام قلم الجرافيت فقط، فإنه قد لا يستجيب.


فقد لا يستجب بالشكل المطلوب في حالة التصوير أو المسح الضوئي، أي أنه قد لا يعمل بكفاءة كما في الأدوات والوسائط المذكورة سابقًا مثل قلم الميكرون أو قلم الرصاص الأسود وغيره. لكي يعمل قلم الجرافيت بكفاءة يجب أن يكون ناعمًا ولا يتم الضغط عليه بقوة أثناء الرسم والعمل وذلك لكي ينتج خطوط تتلاءم في حالة التصوير أو المسح الضوئي.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

"كتاب الرسم بالألوان - تقنيات ومهارات الرسم والتصميم للمهندسين المعماريين ومهندسي المناظر الطبيعية ومصممي الديكور الداخلي".

Color Drawing - Design Drawing Skills and Techniques for Architects, Landscape Architects, and Interior Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات