ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الرسم والتصوير / عناصر تصميم الصورة: التوازن

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الرسم والتصوير / عناصر تصميم الصورة: التوازن


الرسم والتصوير / عناصر تصميم الصورة: التوازن

Image Design Elements: Balance

 

هناك مبادئ مشتركة في كل أنواع الفنون تساعد الفنان والمصمم في توصيل أفكاره وتحويل الخيال إلى واقع مادي، ويساهم كل من هذه المبادئ في إنشاء تكوين موحد للصورة أو التصميم، وعمل الترتيب البصري للعناصر، واستغلال الألوان بأفضل الطرق، وإنشاء التباين القوي، وتحقيق رسالة المصمم وتوصيلها للعميل. هناك أربعة مبادئ رئيسية في التصميم تساعد المصمم في تحقيق الكفاءة والفعالية عند إنشاء التصاميم وهم: الوحدة unity والتوازن balance والتناسب proportion والإيقاع rhythm


عناصر تصميم الصورة / إدخال التوازن 

Image Design Elements / Introducing Balance

إن التوازن هو مبدأ فطري في عملية الإدراك البصري، فالإنسان بطبيعته يدرك التوازن ويرتاح له، أما عدم التوازن فيثير في الإنسان الرغبة في التفسير والتوتر. فمن الطبيعي إذا رأي الإنسان عمود إنارة مكسور بين الأعمدة على طوال الطريق أن يلاحظه أولا. أو إذا رأي واحد من أرجل الكرسي غير موجود أو مكسور أن يراه أولا.


إن الإنسان يميل بشكل فطري إلى التوازن فهو جزء من عملية الرؤية. كل صورة نراها ندرك التوازن بها بشكل فطري. سواء كان ذلك بوعي أو بغير وعي، فإذا رأينا صورة وكان بها عنصر أو شيء تم وضعه بشكل غير معتاد أو مألوف فسوف ندركه أولا، وربما قبل أن نبدأ في تفسير معالم الصورة.


العين البشرية تفسر كل المناطق بين المتوازنة وغير المتوازنة. في بعض الأحوال قد لا نري ذلك بشكل مباشر، فقد توجد بعض الأشياء أو الظواهر التي تجعلنا نشعر أن العنصر أو الشيء الذي نراه متوازن أو غير متوازن، وهذه الاختلافات نشعر بها في الحجم والشكل واللون و"درجة الحرارة اللون سواء كان لون دافئ أو بارد"، والملمس، فربما نشعر عندما نرى ملامس لشيء ما كما لو كانت ثقيلة أو خفيفة، صلبة أو شفافة، طافية أو غارقة وهكذا.


ليس هناك شك في أن الألوان والأنسجة والملامس تفرض نوع من الوزن على اللوحات والصور وغيره. فيمكن أن تقلب المقاييس البصرية التي نحملها داخل رؤوسنا، والتي اعتدنا تذكرها بطريقة معينة. إن الفنان الذي لا يعرف شيئًا عن تلك المقاييس، فإنه يهدر جهوده بلا جدوى. يمكن تحقيق التوازن في اللوحات والصور والأعمال الفنية بسهولة باستخدام مبدأ التماثل أو التناظر.


مبدأ التماثل أو التناظر ببساطة هو أنه إذا قمنا بوضع خط مستقيم يفصل الصورة أو نطاق الرؤية إلى نصفين متطابقين فإن ذلك يدل على تماثل أو تناظر العناصر، أما إذا كان هناك اختلاف بين النصفين في أحد أو بعض العناصر فإن ذلك يدل على عدم التماثل أو التناظر. إن مبدأ التماثل يستخدم في كل أنواع الفنون من العمارة إلى النحت والتصميم الجرافيكي وغيره.


ما يجعل مبدأ عدم التماثل مميز عن مبدأ التماثل هو أن الأشياء المتناظرة أو المتماثلة تخلق الرتابة في الرؤية على عكس مبدأ عدم التماثل الذي يخلق التميز والاختلاف، فعدم التماثل يخلق نوع من الحركة الديناميكية والتوتر البصري ويلفت الانتباه. يمكن إنشاء أعمال فنية ووفقا لمبدأ التماثل أو التناظر عندما يتم مطابقة العناصر البصرية على أحد جانبي الصورة مع العناصر الموجودة على الجانب الآخر، سواء كانت أفقية أو رأسية.


يضفي التكوين المتناظر جوًا من الدقة والنظام على الرسومات والأعمال الفنية، ويكون مفيد جداً في حالة رسم مناظر الحدائق أو الغرف أو مداخل المبنى. ولكن كما ذكرنا في السابق أن مبدأ التناظر يخلق نوع من الرتابة ولا يلفت الانتباه، فيمكن أن يجعل الصورة تبدو ثابتة وتقليدية، وقد يكون ذلك مناسب إذا كان هدف الموضوع الفني هو إظهار الثبات والاستقرار بشكل أكبر من الحركة والديناميكية.


هناك الكثير من التصاميم ذات تكوين غير متماثل أو متناظر، ولكن يتحقق بها مبدأ التوازن، حيث يقوم المصمم أو الفنان بإنشاء تكوين باستخدام مبدأ عدم التماثل أو التناظر لخلق الديناميكية والحركة ولفت الانتباه ولكن في نفس الوقت يكون التكوين متوازن وغير مختل التوازن. أي يتم استخدام المبدأ بنسبة معينة تحقق أهداف التصميم.


فعلى سبيل المثال، إذا أردنا استخدام مبدأ عدم التماثل ولكن مع الحفاظ على توازن العمل الفني، يمكننا أن نحقق ذلك عندما نجعل جزء من التكوين له تأثير أكبر من بقية العناصر، فإن ذلك سيعمل على تحقيق مبدأ عدم التماثل وخلق الديناميكية ولفت الانتباه. حيث يتم تعويض الوزن البصري لعنصر كبير بشيء أصغر بكثير، وعادة ما يتم عمل ذلك على مسافة ما من العنصر ذو الوزن الأكبر.


تعمل المسافة بين الاثنين بمثابة "ذراع رافعة"، حيث تعمل على موازنة أوزان العناصر، كما يتم موازنة الأشياء في الفيزياء وقانون الروافع في الفيزياء. وتحدث (فيلدمان Feldman 1987، 241) عن أهمية التوازن في العمل الفني، فقال "على الرغم من أن الجاذبية لا تعمل فعليًا على الأشياء والعناصر الموجودة في اللوحات والصور، إلا أننا ندركها تماماً كما هي موجودة في الحقيقة".


يعمل التوازن كأداة يستخدمها الفنان لكي يحفز بها المشاهد ويوجهه ويلفت انتباهه. فمثلا، يمكن للمناطق الصغيرة التي تثير فضولنا، أن توجه شعورنا فنرى أن هناك توازن في المناطق الأكبر في التكوين. ويمكننا تحقيق وعمل ذلك باستخدام اللون، وتوظيفه بالشكل المناسب لتحقيق التوازن في التكوين.


غالبًا ما تتم موازنة المساحات الكبيرة إذا كانت من لون واحد أو من مجموعة من ألوان مرتبطة، عندما يتم وضع لمسة بسيطة من لون مشابه أو وضع لون من الألوان المكملة (وهي الألوان التي تقابل بعضها البعض على عجلة الألوان). فمثلا، إذا تم تلوين منطقة بها مساحات خضراء من أشجار ونباتات وغيره، فلتحقيق التوازن يمكن وضع بعض اللمسات من اللون الأحمر، حيث أن الأحمر والأخضر لونين مكملين على عجلة الألوان.


ومثال أخر، بفرض أن لدنيا تكوين من اللونين (الأزرق – الرمادي) واللون (الأخضر – الأزرق)، يمكننا موازنة ألوان التكوين إذا قمنا بوضع لمسة خفيفة من اللون الأحمر المكثف في المكان المناسب تمامًا، حيث أنها ستخلق تباين قوي بين الألوان وتلفت الانتباه إلى التكوين.


مثال

يقول الرسام عن هذا العمل الفني: "تم تصميم هذا العمل الفني بالتحديد كقطعة فنية، حيث كان المقصود هو استخدام اللون النقي، أكثر من أي عناصر أخرى مثل القيمة اللونية value أو تصميم ورسم الأشكال، حيث أن اللون النقي هو الأداة الأساسية في إنشاء التكوين.

الرسم والتصوير / عناصر تصميم الصورة: التوازن


قام الفنان بالتعبير عن العناصر المادية الملموسة في الأرض والأشياء التي من صنع الإنسان بألوان دافئة من اللون الأحمر والذهبي، بينما يتم التعامل مع العناصر الموجودة في الغلاف الجوي مثل السماء والماء وغيرة بألوان باردة مثل اللونين الأخضر والأزرق. وكذلك بالنسبة للظلال، حيث تم إنشائها بألوان أكثر برودة من درجات الأخضر والأزرق.


لاحظ كيف قام الفنان بترتيب وتنظيم الألوان ودرجات القيمة في العمل الفني، حيث يتم توزيع الألوان الدافئة والباردة بطريقة متوازنة، تجعل العمل الفني يعبر عن التوازن ويوضح ثقل وقوة عناصر المشهد. بالإضافة إلى تدقيق الفنان في اختيار الألوان وإنشاء التوازن اللوني، فقد قام الفنان بإظهار جمال المشهد باستخدام عنصر القيمة. 


القيمة هي التدرج من النور أو الأبيض أو الفاتح إلى الظلام أو الأسود أو الغامق. ولقد استخدم الفنان القيمة بحرفية كبيرة في العمل الفني، لخلق التوازن ولإظهار جمال الأشياء بالاختلاف أو التباين. فمثلا، يوازن الجرف الأمامي والمياه المظلمة في الجزء السفلي من الرسم التوضيحي بصريًا الكتلة الأكبر لهيكل المبني الذي يمتد إلى أعلى اليسار، والذي يصبح غامقا أكثر كلما ارتفعت المسافة لأعلى.


إن قدرة الفنان على استخدام مبدأ التوازن ساعدته في إنشاء عمل فني شديد الجاذبية والجمال. فلقد استخدم مبدأ التوازن بحرفية شديدة جعلت اللوحة الفنية تعبر عن قوة الطبيعة وجمال الصرح والمبني. وظهر التباين بقوة كما في الفرق بين السماء والبحر، وإظهار تأثير قوة الجاذبية من خلال إظهار ارتفاع العناصر الرأسية للمبني، والفروق الواضحة بين الألوان الدافئة والبادرة وخاصة الألوان الدافئة على واجهة المبني والألوان الباردة في مناطق السماء والبحر، وإظهار تباين الأشياء بالضد من خلال اظهار الاختلاف بين درجات الفاتح والغامق.  

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

"كتاب الرسم بالألوان - تقنيات ومهارات الرسم والتصميم للمهندسين المعماريين ومهندسي المناظر الطبيعية ومصممي الديكور الداخلي".

Color Drawing - Design Drawing Skills and Techniques for Architects, Landscape Architects, and Interior Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات