الألوان / التباين المتزامن وتقييم ألوان الشاشات
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الألوان / التباين المتزامن وتقييم ألوان الشاشات
Simultaneous Contrast & Screens Color
Management
تقييم جودة ألوان الشاشات
Evaluating Quality of Display Colors
ناقشنا في
السابق أهمية تقييم الألوان التي تقدمها الطابعات، حيث كما نعلم أن هناك اختلاف
بين الألوان على الشاشات بمختلف أنواعها وبين ألوان الطابعات أو المخرجات
المطبوعة. وبالمثل، يجب تقييم الألوان على شاشات العرض، وذلك للمساعدة في دعم
واتخاذ القرارات، هناك مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تساعد في اتخاذ القرار
المناسب بشأن الألوان على الشاشات. وكيفية تحديد
مواصفات جودة ألوان الشاشات، حتى نتمكن من مطابقة وتقييم نوع المخرجات المستخدم في
تطبيقاتنا بشكل أفضل.
التباين المتزامن
Simultaneous Contrast
في بعض
الأحوال قد تبدو الألوان المتشابهة مختلفة للوهلة الأولى بالنسبة للمشاهد. هل
حقيقي أنها تبدو مختلفة، إن ما نراه هو مثال عن الظاهرة البصرية المعروفة باسم
التباين المتزامن. يشير التباين المتزامن، الذي تم تحديده في الأصل في عام 1839 من
قبل الكيميائي ميشيل يوجين شيفريول Michel Eugène Chevreul، إلى الطريقة التي تؤثر بها ألوان جسمين
مختلفين (عندما يكونان على مقربة) على بعضهما البعض. وفيما يلي بعض الأمثلة عن ظاهرة
التباين المتزامن.
مثال (1)
هل اللون
البنفسجي الموجود على اليمين واليسار في حالة تماثل أم اختلاف؟ عند الفحص السريع، يبدو
أن اللون البنفسجي أو الأرجواني الموجود على اليمين أغمق من اللون الأرجواني
الموجود على اليسار. حتى لو كان هذين اللونين الأرجوانيين لهما
نفس قيم CIE-LAB،
فإن هذا لا يحدد اللون المدرك بشكل كامل. حيث أن هناك العديد من المتغيرات الأخرى تؤثر
على عملية الإدراك البصري.
وكما كتب الراحل البروفيسور ريتشارد زكية Richard Zakia، "إن القياسات الجسدية والنفسية الفيزيائية التي يتم إجراؤها لتحديد اللون لا تأخذ في الاعتبار التأثير الذي يمكن أن تحدثه الخلفيات المختلفة على مظهر اللون". وفي المثال نلاحظ أن الخلفية هي التي تتغير فقط، وليس اللون الأرجواني الموجود في الدوائر.
لاحظ أن
الخلفية متدرجة من اللون الداكن على اليسار إلى اللون الفاتح على اليمين. الخلفية
الداكنة على اليسار تجعل اللون الأرجواني يبدو أكثر إشراقًا، والخلفية الفاتحة على
اليمين تجعل اللون الأرجواني يبدو قاتم أو غامق بشكل أكثر.
مثال (2)
كما ترون في الصورة، فإن الدائرتين في الواقع هما بنفس اللون، وذلك على كلا من الجانبين. حيث تم استبدال الخلفية المتدرجة باللون الرمادي.
مثال (3)
في الأشكال
التالية، يمكننا ملاحظة أن التباين له تأثير على الألوان فيمكن أن يجعلها تبدو
مختلفة. حيث أن التباين يؤثر على صفات اللون الثلاثة الأساسية وهم (أسم اللون أو
الصبغة، القيمة وهي التدرج من النور إلى الظلام، والتشبع وهو كمية تركيز صبغة
اللون). في كل من الأشكال الثلاثة، اللون الأوسط على اليمين واليسار هو نفسه.
الشكل الأول: يوضح تأثير الخلفيات الداكنة والفاتحة، حيث
الخلفية الفاتحة تجعل اللون يبدو أغمق، بينما الخلفية الغامقة تجعل اللون يبدو
أفتح.
الشكل الثاني: يوضح تأثير لون الخلفية. حيث الخلفية الملونة الأكثر دفئًا على اليسار تجعل اللون شبه محايد، بينما يبدو نفس اللون أكثر برودة عند وضعه على خلفية بلون (سماوي-أخضر)، وكذلك إن الخلفية (سماوي-أخضر) تجعل اللون شبه المحايد يبدو أكثر دفئًا (يميل إلى الاحمرار).
الشكل الثالث: يوضح تأثير تشبع الخلفية، حيث تخفي الخلفية
البرتقالية الزاهية اللون الموجود بالمركز، وتجعله يبدو أكثر حيادية، بينما
الخلفية المحايدة تجعل اللون واضحًا للغاية.
تخطيط بيئة العمل
Planning the Work Environment
بعد التعرف
على أهمية ظاهرة التباين المتزامن، دعونا نسأل كيف يمكن أن تساعدنا في تحسين
قدرتنا على تقييم الألوان على الشاشات. كما تعرفنا في المثال الثالث في الشكلين
الثاني والثالث، يمكننا القول إنه إذا كانت لدينا ألوان قوية على واجهة جهاز
الكمبيوتر الخاص بنا أو على الجدران المحيطة بجهاز الكمبيوتر، فإن ذلك يؤثر على
إدراكنا للألوان التي نشاهدها على الشاشة.
فنحن ندرك
أشياء غير مادية ملموسة مثل طبيعة الألوان أو الإضاءة أو التشبع. وبناء على ذلك،
يمكننا أن نخطئ أو نصيب في قرارات الرؤية. للوصول إلى قرار صائب بشأن الألوان على
الشاشات، يجب أن نراجع بيئة العمل بحيث تتناسب مع عملية تقييم الألوان على
الشاشات، ولتحسين بيئة تقييم وتصحيح الألوان، يجب وضع الشاشة في محيط بألوان محايدة،
إن أمكن، وذلك لكل من سطح المكتب والجدران.
إن ذلك سيؤثر
أيضا على طريقة رؤيتنا للأجزاء الفاتحة والغامقة من الصور. من الأفضل ألا يكون
اللون المحايد في المكان الذي استخدمناه أبيض أو أسود، بل رمادي متوسط أو درجة أفتح
قليلاً. كذلك لا يجب أن تكون الغرفة التي نعمل فيها على تقييم صورنا مضاءة بشكل ساطع
للغاية، إذا كان بإمكاننا تجنب ذلك، فسيكون أفضل.
لوصف مدى سطوع
إضاءة الغرفة، نستخدم وحدة تسمى لوكس lux، وهي وحدة إضاءة تساوي عدد من وحدة اللومن lumens لكل متر مربع. حيث يضيء ضوء الشمس المباشر
الأسطح في نطاق 25000 إلى 125000 لوكس. يتراوح الضوء غير المباشر في يوم مشمس من
10000 إلى 25000 لوكس. قد يصل الضوء في اليوم الملبد بالغيوم إلى 1000 لوكس أو
أقل، وصولاً إلى 100 لوكس إذا كان يومًا مظلمًا جدًا.
من المفترض أن
تكون إضاءة المكاتب بحوالي 300 إلى 500 لوكس. من المحتمل أن يكون منزلك أقل
سطوعًا، لكنه يكون في المعتاد لا يزال أكثر سطوعًا من 32 لوكس. وهو الشرط الموصي
به لبيئة تصحيح الألوان (حول ما قد تتوقعه في غرفة مضاءة جيدًا بما يكفي للسماح لك
بالقراءة، ولكن بالكاد).
توصيات لبيئة تصحيح الألوان
استخدم
الإضاءة غير المباشرة (على سبيل المثال المنعكسة من السقف)، أو الخافتة (أقل من 64
لوكس، أو يفضل أقل من 32 لوكس وفقًا لمعايير ISO)، ويفضل أن تكون عند 5000 كلفن.
1- حجب ضوء
النافذة، لأنه بطبيعته متغير وغير متناسق.
2- استخدم غطاء
حول الشاشة لحجب الضوء المباشر المحيط بالشاشة، ويعتبر ذلك أمر مهم بشكل خاص إذا
لم يكن من الممكن التحكم في الإضاءة على النحو الموصي، وأيضا إذا كان من الصعب
تحقيق الاقتراحين السابقين. فعلى سبيل المثال، يمكن وضع جزء من غطاء محرك السيارة
أو أي حاجز صلب حول الشاشة بحيث يحيط بها ويفضل أن يكون من اللون الأسود.
3- طلاء الجدران
بطلاء محايد طيفياً، مثل طلاء Munsell Neutral Gray N7/N8 من GTI، إن وجد.
4- قم بتغيير
خلفية سطح الكمبيوتر والتطبيقات إلى اللون الرمادي المتوسط، مع إزالة الفوضى
والأنماط المتكررة أو المشتتة للانتباه.
أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء
قريب بإذن الله
المراجع
والمصادر
إدارة الألوان
وجودة المخرجات.
Color Management &
Quality Output
لمزيد
من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي
حساب
"مدونة ألوان" على فيسبوك.
حساب
"مدونة ألوان" على انستجرام.
حساب "مدونة ألوان" على تويتر.
ليست هناك تعليقات