التصوير الفوتوغرافي / إضاءة النوافذ (1)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التصوير الفوتوغرافي / إضاءة النوافذ (1)
Window Lighting (1)
ضوء النافذة / الاتجاهي ذو الظلال الناعمة
Window Light / Directional with Soft Shadows
من المعروف أن
الصناديق الناعمة softboxes هي أداة تستخدم في عملية التصوير، وهي عبارة
عن صناديق تشع ضوء تعمل على خلق إضاءة ناعمة أي تحول أشعة الضوء الحادة لأشعة
ناعمة منتشرة وتجعل ضوء الفلاش أكثر لطفًا فتترك إضاءة أكثر جمالا بالصور. وكثيرا
ما تستخدم الصناديق الناعمة في الاستوديوهات، خاصة في عالم الدعاية والإعلان في
لقطات الحياة الساكنة still-life. والحياة الساكنة هو نوع من التصوير يرتبط
بالأشياء والجماد.
ولكن قبل
اختراع الصناديق الناعمة كان المصورين وغيرهم من الفنانين يستخدمون أدوات تساعدهم في الحصول على نفس تأثير الصناديق الناعمة، ولكنها كانت ضخمة وصعبة، فكانت على شكل صناديق
ألمنيوم أثقل وأضخم وتؤدي نفس الوظيفة. وكانوا يستخدمون مصدر ضوء أبيض بحيث يكون مستطيل
الشكل موضوع بالقرب موقع اللقطة وعناصر التكوين.
ولقد تم
استخدام مختلف الأحجام مثل مقاس 50 × 50 سم ومقاس 3 × 2 قدم (0.9 × 0.6 م) حتى الوصول إلى المقاسات الأكبر حجمًا مثل 6 × 4
قدم (1.8 × 1.2 م). وكانت هذه الأدوات احترافية فيما سبق وخاصة في فترة الستينيات
والسبعينيات في القرن العشرين. ولكن مع تطور العلم تطورت حركة التصوير
الفوتوغرافي، حتى ظهرت الصناديق الناعمة ومن بعدها الصناديق الناعمة القابلة للطي.
عبر التاريخ
كان الفنانين يستغلون منافذ الضوء في أعمالهم الفنية للحصول على إضاءة ناعمة
منتشرة غير حادة كما في الصناديق الناعمة، وكان الرسامين يختارون المناطق التي
تواجه الشمال بحيث لا تشرق الشمس مباشرة في أي وقت من النهار فتعمل على تغيير
طبيعة الإضاءة. وكانوا يفضلون النوافذ المستطيلة كبيرة الحجم، وذلك لأنها تؤدى إلى
إنشاء توازن خاص وجذاب للغاية بسبب الضوء الناعم المنتشر والذي يعزر قوى التكوين
بالعمل الفني.
يمكننا ملاحظة
أن الضوء القادم من النوافذ يكون اشعاعي أو اتجاهي، حيث أنه يلقي بالظلال ويكمل
الأشكال، وفي الوقت نفسه، تتمتع الظلال بحواف ناعمة وتحتفظ ببعض التفاصيل. عبر
تاريخ الفنون كان لدى العديد من الرسامين، ميل إلى استخدام الضوء الشمالي البارد، ومن
أشهر الأمثلة لوحة "The Milkmaid"
ليوهانس فيرمير.
حيث يعمل ضوء
النافذة الاتجاهي على إضاءة المكان بشكل طبيعي، وتكون الظلال غير حادة وقاسية
التأثير، ومن المهم ضبط زاويا الكاميرا مع إضاءة النافذة لمراعاة الفروق الدقيقة
عند التصوير. هناك ثلاث خصائص رئيسية للتصوير باستخدام ضوء النافذة الاتجاهي ذو
الظلال الناعمة وهم، أنه يفضل استخدام ضوء الشمس من جهة الشمال، إن الضوء له تأثير
اتجاهي وناعم، تعمل هذه الإضاءة على إنشاء أبعاد في اللقطة فتجعل الصور أكثر وضوحا
وجاذبية.
مثال (1)
استخدام النوافذ كمصدر إضاءة بالصور
رسم ثلاثي الأبعاد، يوضح نافذة غرفة في مختلف حالات تأثير الضوء الطبيعي، وذلك بفرض أن مصدر الضوء الوحيد للغرفة وهو النافذة. ويجب العلم أن ضوء النافذة سيعمل على إنشاء صورة ذات جودة إضاءة عالية.
ولكن يجب العلم أن ألوان العناصر قد تتأثر حسب طبيعة ضوء النهار،
فالألوان قد تختلف حسب ظروف الطقس، فتختلف الإضاءة من ضوء السماء الملبدة بالغيوم عن
الضوء الصادر من السماء الزرقاء. ويمكن علاج جميع هذه المشاكل من خلال ضبط توازن
الألوان. وفيما يلي الحالات والتأثيرات المختلفة لضوء النهار.
حالة عدم وجود
ضوء No light
نلاحظ أن
النافذة والأرضية أصبحت غامقة وسوداء عن بقية الغرفة.
حالة نقص
الظلال Minus shadows
نلاحظ أن الغرفة
أصبحت مضيئة بخلاف الأرضية وأجزاء صغيرة جدا من النافذة والدائرة على الحائط.
حالة السماء
الملبدة بالغيوم Cloudy sky
نلاحظ أن نسبة
الظلال زادت وخاصة عند جدار النافذة والأرضية وأن ظلال الدائرة أصبحت أكثر وضوحاً.
حالة السماء
الزرقاء Blue sky
نلاحظ الظلال
على الأرض، وجدار النافذة بالإضافة إلى الظلال الخارجية لجدار النافذة.
مثال (2)
فيرمير Vermeer وإضاءة النافذة
رسم ثلاثي الأبعاد، يوضح لوحة "Het Melkmeisje" لفيرمير، وهي واحدة من أشهر اللوحات الفنية. وهي لوحة فنية مثالية عن جمال الإضاءة الناعمة للنوافذ. يمكننا ملاحظة أن مصدر الإضاءة قريب من التكوين، وأن النافذة تشع ضوء أما المنطقة حولها فتترك بها أثار ظلال.
وفي نفس الوقت هناك إضاءة أمامية في الجهة المقابلة. يعمل الظل المعاكس على إضفاء أبعاد ثلاثية للقطة. أثار الظلال على السيدة تتعارض مع الظلال الموجود على الحائط بالخلف، وينتج عن ذلك أن الأشياء تظهر بارزة وثابتة.
مثال (3)
لقطة لدلو خشبي باستخدام إضاءة النوافذ، نلاحظ أن الضوء له تأثير اشعاعي واتجاهي ومنتشر وأن ظلال العناصر ناعمة ومنتشرة، مما يضفي جاذبية للقطة.
ضوء النافذة / الأشعة الساقطة الكلاسيكية
Window Light / Classic Fall-off Light Rays
يعمل ضوء النوافذ
على السماح بمرور ضوء النهار فتصبح مصدر الضوء الأكثر تأثيرا بالصورة. هناك قانون
في الفيزياء يسمي المربع العكسي، والذي يحدث عندما يكون هناك قوة أو طاقة تشع إلى
الخارج. والذي يمكن تطبيقه على تأثير الإضاءة، فيعني أن الإضاءة لا تضعف فقط مع زيادة
المسافة، ولكنها تضعف مع مربع المسافة.
يمكننا تصور
هذه الفرضية العلمية، إذا فكرنا في كرة تحيط بالضوء وكمية الضوء التي تستقبلها، ثم
تخيلنا أن كرة أخرى محيطة على بعد ضعف المسافة، فإن نفس كمية الضوء المشعة تصل إلى
كليهما، ولكن الكرة الأكبر لديها الكثير مساحة سطح أكبر، حيث تزيد الإضاءة فتصبح
أكبر بمربع المسافة الإضافية.
قد يكون ذلك
علميا صحيحاً ولكن بالنسبة لمعظم العاملين في مجال التصوير الفوتوغرافي الذين يستخدمون الضوء
الطبيعي فقد يكون ذلك صعب التحقيق. فإذا كانت الشمس منخفضة وخلف المصور، فإن الضوء
الذي يغمر صخرة في المقدمة وجبلًا على بعد 20 ميلاً (32 كم) هو نفسه في جميع
النواحي. على مقياس بعد الشمس عن الأرض، يكون الفرق بين المقدمة والخلفية دقيقًا.
ولكن يختلف
ذلك في حالة تصوير غرفة مثلا، فمع وجود مصدر ضوء أقرب بكثير، مثل نافذة مثبتة على
جدار واحد من جدران الغرفة، ينشأ هناك فرق كبير في الضوء، بدء من منتصف الطريق إلى
الغرفة وحتى النهاية البعيدة. مما يجعل نظرية المربع العكسي أكثر واقعية. إذا كنت
تنظر عبر غرفة يدخل فيها الضوء من أحد جوانبها، فأنت تعلم أن الضوء يسقط وأن
الجانب الأبعد من النافذة أغمق، لكنك ترى أنه متساوي إلى حد ما.
ولكن ما ينطبق
على الرؤية البشرية لا ينطبق على مستشعر التصوير sensor (وهو الجزء المسئول عن زيادة وتقليل الضوء
في الصورة). وبالتالي، في حالة تصوير تصميم داخلي معماري، فسنحتاج بالتأكيد إلى
تفتيح جانب واحد أو جعل الجانب الآخر غامقاً إلى حد ما، فقط للاقتراب من رؤية
العين في الحقيقة. يمكن معالجة هذه المشاكل، من خلال تصوير عدة لقطات لنفس المشهد،
ثم مزجها لاحقا بأحد برامج تحرير الصور مثل الفوتوشوب وغيره.
وكذلك يمكن علاج هذه المشكلة عن طريق استخدام مرشح متدرج محايد Neutral Grad Filters أو عدة مرشحات وذلك في حالة التصوير في مكان مغلق. ووفقا لقانون المربع العكسي، فإذا كان العرض واسعًا، فيجب استخدام أدوات تساعد في إظهار التدرجات من الفاتح للغامق. هناك ثلاث خصائص رئيسية لتصوير الأشعة الساقطة من النوافذ وهم، قانون المربع العكسي، إمكانية إظهار التباين بين العناصر، ويمكن علاج مشكلات التصوير باستخدام مرشحات محايدة أو معالجة اللقطات.
مثال (1)
تأثير قانون المربع العكسي على إضاءة النوافذ
رسم ثلاثي الأبعاد، يوضح نافذة غرفة. يمكننا ملاحظة أن الضوء يسقط بشكل نموذجي بالغرفة، مع مراعاة قانون التربيع العكسي. الصورة على اليسار هي النموذج بالواقع، ولكن أعيننا تميل إلى تقليل السقوط، كما هو موضح على بالصورة على اليمين.
مثال (2)
مقارنة بين تدرجات النور والظل
رسم ثلاثي
الأبعاد، يوضح مجموعة من النماذج لتأثير الضوء في نافذة غرفة. يمكن علاج الفروق
بين الرؤية البشرية وصورة الكاميرا من خلال استخدام مرشحات التدرج المحايدة Neutral Grad
Filters، يعد مرشح
التدرج المحايد هو الحل الكلاسيكي، ولكنه يحتاج إلى الاهتمام نوضحه كما يلي.
النسخة (1): يكون الانتقال من الفاتح إلى الغامق على
الفلتر حادًا جدًا بالنسبة للغرفة.
النسخة (2): يتم تخفيف الانتقال إما من خلال جعل
الانتقال من الفاتح إلى الغامق أكثر سلاسة أو عن طريق توسيع فتحة عدسة الكاميرا aperture.
النسخة
الأخيرة (3): تم إنشاء
تدرجان من الفاتح للغامق متداخلان لجعل الإضاءة لها تأثير ناعم عبر الغرفة.
أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء
قريب بإذن الله
المراجع
والمصادر
كتاب "التقاط
الضوء - قلب التصوير".
CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography
لمزيد
من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي
حساب
"مدونة ألوان" على فيسبوك.
حساب
"مدونة ألوان" على انستجرام.
حساب "مدونة ألوان" على تويتر.
ليست هناك تعليقات