بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / الحياد وتوازن الألوان

Neutrality & Color Balance

 

تقييم جودة المطبوعات واختبار الصفحات

Evaluating Image Quality, Print Quality & Test Pages

كما ذكرنا في السابق أن هناك فرق بين الألوان على مختلف أنواع شاشات العرض مثل الهواتف المحمولة، الكاميرات، الحواسيب، شاشات التليفزيونات، والماسحات الضوئية وغيره، وبين نفس الألوان ولكن في صورة مخرجات مطبوعة. ولذلك عند طباعة شيء ما يجب أن نتأكد من جودة الألوان وهو النظام الذي يسمي "إدارة الألوان" بمعني تقييم جودة الألوان.

ولكن قبل البدء بمعرفة الفروق بين الألوان على مختلف أنواع شاشات العرض يجب تحليل واختبار جودة الطباعة في الصور والنصوص المطبوعة وغيره. لأننا بالتأكيد سنحتاج إلى النظر للصور والمطبوعات بحثًا عن المشكلات الحتمية التي قد نواجها والفرص المتاحة لتحسين وحل المشكلات.

فنحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على اكتشاف الجوانب المختلفة لجودة الصورة، بحيث تكون لدينا العين الناقدة والمفردات اللازمة للحصول على أفضل المطبوعات الممكنة. هناك مجموعة قواعد يتم اتباعها في حالة تقييم جودة ألوان المخرجات المطبوعة، وذلك بهدف التأكد من النتائج، وعمل الاختبارات اللازمة سواء للمعدات أو مختلف نظم إدارة الألوان.

تقييم جودة الإضاءة

Evaluation Lighting

في حالة تقييم جودة الصور أو المطبوعات تحت مختلف مصادر الإضاءة، فيجب العلم أنه نتائج التقييم ستكون مختلفة وفق مصدر الإضاءة. لذلك يجب أن نأخذ تقييم الإضاءة بعين الاعتبار عند عرض صورة أو طباعتها. يتم إنشاء ملفات تعريف ICC لعرض الألوان مع افتراض أن الصورة على الشاشة يتم عرضها تحت مصدر ضوء، وذلك مع مجموعة محددات مثل درجة حرارة اللون وكثافة اللون الموصي بها من قبل منظمة المعايير الدولية مثل 5000 كلفن و60 لوكس lux، وهي حالة إضاءة خافتة نسبيًا.

من ناحية أخرى، تم إنشاء ملفات تعريف خاصة بالمخرجات المطبوعة مع افتراض أن الطباعة يتم عرضها تحت مصدر ضوء مع مجموعة محددات مثل درجة حرارة اللون وكثافة اللون، ويتم التقييم بحوالي درجة 5000 كلفن و2000 لوكس. وهذه هي الشروط التي تحاول معظم الجهات القياسية العمل بها، ولهذا السبب فهي ممتازة لتقييم الطباعة.

في الولايات المتحدة تكون الجهات القياسية خاضعة لرقابة الدولة، وتعمل وفق شروط العملاء والمتخصصين في عالم الطباعة. ويتم عمل مراجعات لتقييم الألوان وعلى أساسها يتم عمل العقود بين المؤسسات وذلك لحماية المؤسسات الكبيرة في حالة أن تكون الطباعة التجارية باهظة الثمن.

أما في الحياة العادية فإذا أردت تقييم جودة الصور والمطبوعات إذا كنت مصور أو شخص ما يعمل في مجال الطباعة، فيجب العلم أن مصدر الضوء الذي يتم تقييم جودة المطبوعات تحته يجب أن يكون هو نفسه المستخدم لعرض المطبوعات في صالات العرض أو أماكن البيع. أي يجب أن تكون إضاءة المطبعة هي نفس الإضاءة المستخدمة في المحل أو المعرض.

في المعتاد يتم تقييم المطبوعات تحت مصابيح التنجستن ذات درجة حرارة لون تبلغ حوالي 3200-4100 كلفن. وكذلك يمكن استخدام مصابيح الإضاءة سولوكس Solux ذات درجة حرارة 3700 كلفن. وبالطبع، أحد القيود التي تحد من قدرتنا على تقييم الطباعة تحت الإضاءة هو حقيقة أننا قد لا تعرف ماذا ستكون هذه الإضاءة، أو إذا تم عرض النسخة المطبوعة في غرفة بها نافذة أو إضاءة مختلطة، فقد تتغير ظروف العرض باستمرار ومن المستحيل تكرارها، ومن ثم يصبح التقييم أكثر صعوبة.

في بعض الأحوال قد يكون من الجيد تقييم المطبوعات تحت نفس إضاءة شاشة الحاسوب لدينا، ثم مقارنة الإثنين، ولكن تكمن المشكلة في ذلك، كما قلنا من قبل، أنه في حالة العرض القياسي ISO على شاشة، قد تكون النتيجة باهتة جدًا وذلك مقارنة بالطباعة، والتي قد تكون حالة إضاءة خافتة جدًا، وبالتالي لا يمكن تقييم جودة الطباعة.

ستبدو مطبوعاتنا دائمًا داكنة جدًا عند عرضها في الإضاءة الخافتة. بعد كل هذا، يجب دائما أن نأخذ تقييم الإضاءة في الاعتبار سواء عند تقييم الصور على الشاشة أو كمطبوعات، وبناء عليها يمكنا الوصول إلى بعض الإستراتيجيات المفيدة للوصول لأفضل الحلول والنتائج.

تحليل جودة الصور والمطبوعات

Analyzing Print and Image Quality

بفرض أن لديك صورة على الشاشة وفي نفس الوقت مطبوعة. إذا كان التقييم جيد، فإن الصورة يجب أن تكون متطابقة على الشاشة ومع الصورة المطبوعة. ولكن السؤال كيف يمكن الحكم على جودة الطباعة وتحديد الفروق في حالة وجود اختلافات، أي كيف يمكن تحديد ما إذا كانت هناك أية مشكلات في الصورة بالشاشة أو الطباعة؟

يجب تحديد الفروق بشكل تقني، وذلك لكي يمكنا حل المشكلة بشكل عملي، هناك عناصر تساعد المستخدم في تقييم جودة الألوان وتحديد الفروق بين الشاشة والمطبوعات مثل الآتي:

الحيادية وتوازن الألوان، والقيمة بمعني الفاتح والغامق، والتباين، والتشبع، ودقة التفاصيل، وجودة الدرجة اللونية وسلاسة تدرجات الألوان، وتقييم مدي قدرة مصدر الضوء على إظهار فروق بين الألوان، وتقييم إمكانية إعادة إنتاج الألوان.

الحياد وتوازن الألوان

Neutrality & Color Balance

إذا كانت الصورة سواء على الشاشة أو المطبوعة تحتوي على لون غير مرغوب فيه بشكل عام، فيمكن القول إنها تحتوي على تغيير لوني، أو أن توازن الألوان معطل. أما إذا كانت الصورة (على الشاشة) أو النسخة المطبوعة لا تحتوي على لون غير مرغوب فيه وأنها عادية، فسيتم وصفها بأنها محايدة. عادةً ما يتم وصف وتحديد تغيرات اللون أو تحولات توازن اللون من خلال التعرف على اللون السائد الذي يتم رؤيته وتحديد مدى قوة هذا اللون.

بشكل تقليدي، في عالم طباعة الصور الفوتوغرافية الملونة، يمكننا الاعتماد على مثلث ماكسويل، وفيه تكون الألوان الأساسية هي أحمر، أحضر، وأزرق. والألوان الثانوية هي أصفر، أزرق سماوي، وفوشيا أو أرجواني. بالإضافة إلى ذلك فإن الألوان المكملة وهي الألوان التي تقابل بعضها البعض على عجلة الألوان هي كالآتي: الزوج الأحمر، والأزرق السماوي، والزوج الأخضر والفوشيا، والزوج الأزرق والأصفر. 

تتوافق المحاور للألوان الثلاثة الرئيسية المرتبطة بتوازن الألوان مع الأزواج الثلاثة التكميلية الموجودة في مثلث ماكسويل. وبناء على مثلث ماكسويل، في حالة إذا كانت الطباعة زرقاء جدًا، وأردنا حل المشكلة، فيمكنا تقليل الأزرق من خلال زيادة كمية الزوج المكمل، أي يمكننا عمل توازن الألوان من خلال زيادة كمية اللون الأصفر.

إذا أردنا تقييم توازن الألوان في الصور، فيمكنا الحكم بشكل أفضل عندما نقيم صورة ذات ألوان محايدة، والألوان المحايدة هي الدرجات من الأبيض إلى الأسود، بالإضافة لبعض الألوان مثل درجات البني والبيج والعاجي. ولعمل تقييم دقيق يُفضل عمل تقييم على ألوان محايدة (بيضاء أو رمادية) أو ألوان قريبة من الألوان المحايدة، مثل لون البشرة.

مثال: عملية اختبار توازن الألوان

الشكل الأول: على محور مثلث ماكسويل/ الزوج الأحمر، والأزرق السماوي

تقييم توازن الألوان على مخطط لصور بالتدرجات الرمادية. نبدأ من اليسار إلى اليمين، تبدأ الصور الأولى بطبقة حمراء قوية، ثم طبقة حمراء وسطي، ثم طبقة حمراء خفيفة. نلاحظ أنه في الجزء الأوسط والذي يظهر محايد بالمقارنة بأطراف الصور، يوجد أزرق سماوي خفيف، ومن بعده أزرق سماوي متوسط، ثم أزرق سماوي قوي في الجهة اليمني.

الشكل الثاني: على محور مثلث ماكسويل/ الزوج الأخضر، والفوشيا

تقييم توازن الألوان على مخطط لصور بالتدرجات الرمادية. نبدأ من اليسار إلى اليمين، تبدأ الصور الأولى بطبقة خضراء قوية، ثم طبقة خضراء متوسطة، ثم طبقة خضراء خفيفة. نلاحظ أنه في الجزء الأوسط والذي يظهر محايد بالمقارنة بأطراف الصور، يوجد فوشيا خفيف، ومن بعده فوشيا متوسط، ثم فوشيا قوي في الجهة اليمني.

الشكل الثالث: على محور مثلث ماكسويل/ الزوج الأزرق، والأصفر

تقييم توازن الألوان على مخطط لصور بالتدرجات الرمادية. نبدأ من اليسار إلى اليمين، تبدأ الصور الأولى بطبقة أزرق قوي، ثم طبقة أزرق متوسط، ثم طبقة أزرق خفيف. نلاحظ أنه في الجزء الأوسط والذي يظهر محايد بالمقارنة بأطراف الصور، يوجد أصفر خفيف، ومن بعده أصفر متوسط، ثم أصفر قوي في الجهة اليمني. 

يجب العلم أن عمليات اختبار الألوان Colorcast قد تكون مختلفة في النتائج عن بعضها. حيث يمكن أن تؤدى إلى نتائج مختلفة بمستويات درجات لونية مختلفة داخل نفس الصورة. المصطلح الذي يصف هذه الخاصية أو المصطلح الخاص بتوضيح الفروق أو العيوب هو المنحنيات المتقاطعة crossed curves، وهو مصطلح جاء من الطباعة الملونة المعتمدة على الأفلام.

ومن الأمثلة على ذلك، المنحنيات المتقاطعة في الطباعة، وهي مثل رؤية ذات الظلال الخضراء في (المناطق الداكنة) أو تكون الإبرازات أو المناطق الساطعة ذات لون أرجواني أو فوشيا في (المناطق الفاتحة). ولكن يمكن تصحيح ذلك بالشاشات باستخدام تقنيات مثل تقنية إخفاء الألوان الانتقائية selective color masking.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

إدارة الألوان وجودة المخرجات.

Color Management & Quality Output

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.