ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / نقص الألوان وظاهرة Metamerism

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / نقص الألوان وظاهرة Metamerism


الألوان / نقص الألوان وظاهرة Metamerism

Color Deficiency and Metamerism

 

نقص الألوان

Color Deficiency

ما مدى الاختلاف بيننا وبين الأخرون في رؤية الألوان؟ ومن من يدرك الفروق اللونية بشكل أفضل؟ هل هم الرجال أم النساء؟ قد لا يفاجئ معظم الناس أن الإجابة هي أن النساء يدركون الفروق بين الألوان بشكل أكبر.


ما هو عمى الألوان Color blindness؟

إن مرض عمى الألوان أكثر شيوعًا بين الذكور أكثر من الإناث، حيث 8٪ من الرجال مصابون بعمى الألوان، مقابل 0.4٪ من النساء. بالتأكيد هذا فرق كبير! ينبع مرض عمى الألوان ونقص الألوان أساسًا من الأصول الوراثية، وفيه يفقد المريض عدد من خلايا المخاريط (وهي الخلايا في الشبكية مسئولة عن رؤية وتفسير الألوان) أو لديه خلايا مخاريط بها عيوب أو في بعض الحالات الأخرى يمتلك الشخص عدد قليل من نوع واحد من خلايا المخاريط.


من أكثر أنواع عمى الألوان انتشاراً أو شيوعا هو عمى الألوان الأحمر والأخضر. ينشأ السبب في عمى الألوان من نقص في الطول الموجي بسبب قلة عدد خلايا المخاريط أو وجود عيوب ترتبط بالطول الموجي. حيث خلايا المخاريط المعيبة لا تلتقط الطول الموجي الصحيح، سواء الطول الموجي الطويل أو المتوسط أو القصير تسبب في عمى الألوان. إن خلايا المخاريط ذات الطول الموجي الطويل المفقود أو المعيب تسمي باسم protanopia. وكذلك عند فقدان المخروط ذو الموجي الأوسط يسمي عمى الألوان باسم Deuteranopia.


هناك عمى الألوان غير الشائع أو منتشر وهو عمى الألوان الأزرق والأخضر، حيث خلايا المخاريط ذات الطول الموجي القصير فقط تكون مفقودة أو معيبة ويسمي tritanopia. بفرض أن الإنسان فقدت خليتين من خلايا المخاريط، فإن الرؤية تكون أحادية اللون، وهو أمر نادر جدًا. وأخيرًا، إذا كان الشخص يفقد بعض خلايا المخاريط ولديه خليتين فقط من خلايا القضبان (وهي الخلايا المسئولة عن رؤية الأبيض والأسود والرؤية في الإضاءة الخافتة)، فإن النتيجة هي رؤية أحادية اللون في الإضاءة الخافتة والعمى في ضوء النهار.

الألوان / نقص الألوان وظاهرة Metamerism


اختبار رؤية الألوان

Testing Color Vision

هناك العديد من المتغيرات النفسية والفسيولوجية والعصبية داخل نظامنا البصري، وهذه المتغيرات موجودة حتى بين أولئك الذين يتمتعون برؤية "طبيعية" للألوان. فهناك اختلافات دقيقة في الطريقة التي نتعامل بها مع اللون. من أشهر اختبارات الألوان التي تحدد الفروق بين الألوان هو اختبار Farnsworth Munsell Hue، هو اختبار يحدد قدرتنا على تمييز الاختلافات الدقيقة في تدرج اللون.


في الاختبار، نأخذ مجموعة من 85 قطعة من البلاط الملون مرتبة عشوائيًا ونقوم بترتيبها على أفضل وجه ممكن في غضون ثماني دقائق تقريبًا. عندما تكون المربعات خارج الترتيب الصحيح بشكل واضح فإن ذلك يدل على مرض نقص أو عمى الألوان. يمكنك عمل اختبار الألوان بنفسك على صفحة الويب، وذلك استنادًا إلى اختبار FM Munsell Hue.


إن هذا الاختبار قد يساعدك في معرفة المزيد عن نفسك وكذلك يساعد في تعزيز الأفكار التي نراها جميعًا عن الألوان، مع إمكانية تمييز الاختلافات الموجودة بين بعضنا البعض والتي نراها بشكل مختلف يومًا بعد يوم بناءً على حالتنا البدنية والعقلية. إذا قمت بعمل هذا الاختبار، فاختر غرفة محايدة الألوان وذات إضاءة قوية، أما إذا كان ذلك صعب التحقيق، فيمكنك عمل الاختبار على شاشة الحاسوب، مع التأكد من أن الإضاءة خافتة، وليست مظلمة تمامًا، وكذلك لا يوجد ضوء يسقط بشكل مباشر على الشاشة.

 

هل تعلم أن برنامج فوتوشوب Adobe Photoshop يسمح لنا بعمل محاكاة توضح الفرق بين الرؤية الطبيعية ومرض عمى الألوان الأحمر والأخضر؟ ويمكن عمل هذه المحاكاة بشكل فعلى في الصور على البرنامج. انتقل إلى شريط القائمة، من قائمة عرض > دليل التثبيت > ويتم اختيار أحد أنواع عمي الألوان، إما نوع Protanopia-type أو نوع Deuteranopia-type بالأسفل (View > Proof Setup > and either Protanopia-type or Deuteranopia-type). وبناء على الأمر يمكننا ملاحظة الفروق، حيث أنه من الصعب جدا تمييز اللون الأحمر، والذي ينشأ من فقدان أو تلف خلايا المخاريط ذات الطول الموجي الطويل.


تعتبر هذه الأداة مفيدة للغاية لمصممي الجرافيك، حيث أنها تساعد في إظهار الفروق عند العمل بمختلف دوائر ونظم الألوان. ولكنها أيضًا في نفس الوقت تذكرنا جيداً لبقية حياتنا أن هناك بعض الأشخاص يرون الأشياء بشكل مختلف قليلاً، فنتذكر نعمة الخالق وفضله علينا. 


الخُذاميّة/ تغيير الألوان باختلاف الإضاءة

The Metamerism

كما تعرفنا في السابق يحتاج الإنسان إلى ثلاث عناصر لرؤية اللون، وهم الضوء، الشيء الملون، ودور المراقب (الإنسان) في الرؤية. إن مصدر الضوء يضيء الكائن. ثم يمتص الجسم أو يعكس أجزاء مختلفة من هذه الطاقة الضوئية والأطوال الموجية فيكون له لون. وأخيرًا يدخل الضوء المنعكس إلى أعيننا وتكتشفه خلايا المخاريط بالشبكية ثم يفسره المخ ليخبرنا عن اللون الذي نراه.


والآن، هناك ظاهرة بصرية مهمة جدا عن اللون تعرضنا لها جميعا وقمنا بعمل اختبارات للتأكد من الألوان التي نراها، وهي ظاهرة التلاون أو الخُذاميّة وهي متلازمة بصرية تجعلنا نرى الألوان وكأنها متطابقة، ولكن عند تغيير الإضاءة نستطيع رؤية فروق لم نكن نراها سابقاً. هذه الظاهرة تُعرف باسم metamerism، وهي مهمة جداً بالنسبة للمصورين.


يمكننا القول بأن جميعنا تعرض لهذه الظاهرة، فعلى سبيل المثال، عند الذهاب للتسوق وشراء الملابس، قد نكون متأكدين من اللون عند الشراء في المتجر ولكن عندما نذهب إلى البيت نجد بعض الفروق اللونية. فبفرض أنك تريد شراء قميص وبنطلون أسود. ففي المتجر، يبدو اللون الأسود لقطعتين من الملابس متماثلين في مصابيح الفلورسنت.


ولكن عندما تنظر إليهما في المنزل تحت ضوء التنجستن المتوهج أو بالخارج في وضح النهار، فإنك قد تلاحظ فروق مثل أن القميص هو أزرق-أسود، أما البنطلون فهو أسود ينتمي إلى الألوان دافئة. عندما يكون لكائنان أو عنصران توزيعات طيفية مختلفة، ولكن لا يزالان يظهران بنفس اللون تحت بعض مصادر الضوء، فإن هذه الظاهرة تسمي metamerism.


حيث تسمى الأشياء أو المحفزات التي تظهر مزدوجة اللون باسم metameric أو metamers. ولكن لماذا يتطابق لونان مختلفان في بعض الظروف دون غيرها؟ يحدث هذا بسبب أن طبيعة رؤيتنا اللونية تكون ثلاثية الألوان. بمعنى آخر، حقيقة أن لدينا ثلاثة أنواع من خلايا المخاريط بالشبكية تعمل على الحد من قدرتنا على رؤية اختلاف لونين دائمًا.


لماذا تعتبر ظاهرة الخُذاميّة (تغيير الألوان باختلاف الإضاءة) مهمة بالنسبة للمصورين؟ يعود السبب في ذلك إلى أنها تسمح للمصورين بإعادة إنتاج معظم الألوان. باستخدام مزيج من ثلاثة أو أربعة ألوان فقط، سواء بغرض العرض على الشاشات أو عمل المطبوعات. بالاعتماد على مجموعات من الضوء وألوان الحبر، والورق.


إن الإنسان الطبيعي يرى العالم بشكل متطابق، وبالتالي إن وجود مثل هذه الظاهرة في عالم التصوير قد يخلق الكثير من الفروق وبالتالي العديد من النتائج المختلفة. هناك ظاهرة أخرى مرتبطة بظاهرة الخُذاميّة، وهي تحدث عندما يتطابق لونان لا يتطابقان مع مصدر ضوء بشكل كبير يمكن تسمية هذه الظاهرة باسم "الفشل في الخُذاميّة Metameric Failure".


إن ذلك له تأثير كبير في عالم طباعة الصور الملونة، حيث يجب الحفاظ على طباعة الصورة بحيث تكون متطابقة مع الألوان التي يراها الإنسان في العالم بشكل اعتيادي. واحد من المشكلات التي تتعلق بفشل الطباعة الرقمية هو ظاهرة "الفشل في الخُذاميّة Metameric Failure". ومثال لذلك سابقا، عند استخدام ألوان الحبر والورق في طابعات أبسون Epson المعروفة، حدث تحولًا في اللون الأخضر / الأرجواني في ظل ظروف إضاءة مختلفة.


وعلاج هذه المشكلة هو أن تكون الألوان متشابهة مع اختلاف أنواع مصادر الإضاءة، وذلك عند عمل اختبار للمطبوعات. فعند تقييم المطبوعات يجب اختبارها دائما تحت نفس الأضواء التي سيتم استخدامها في المعارض أو المتاجر، وكذلك يجب عمل اختبارات لاحقة بواسطة العملاء أنفسهم لمراجعة وتقييم الألوان. حيث كما قلنا في السابق إن مصدر الضوء هو عنصر من عناصر رؤية اللون.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

إدارة الألوان وجودة المخرجات.

Color Management & Quality Output

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات