ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / العلاقة بين (الضوء، اللون، الحرارة)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / العلاقة بين (الضوء، اللون، الحرارة)


الألوان / العلاقة بين (الضوء، اللون، الحرارة)

The Relationship Between (Light, Color, Temperature)

 

في هذه التدوينة نلتقي وكتاب جديد بعنوان:

"إدارة الألوان وجودة المخرجات"

"العمل بالألوان بدء من الكاميرا حتى العرض على الشاشات ثم الطباعة"

Color Management & Quality Output

 Working with Color from Camera to Display to Print

 

المؤلف: توم بي آش Tom P. Ashe.


يوهانس إيتن والألوان

Johannes Itten and Colors

"إن الظواهر البصرية والعقلية والروحية تنتج في عالم الألوان وفنون الألوان".

"تنشأ الألوان من الضوء، والضوء هو أول ظاهرة في العالم، فالألوان تكشف لنا روح العالم والمعاني الحقيقية في الحياة".

- يوهانس إيتن Johannes Itten.


كان يوهانس إيتن مؤلف وفنان وعالم ومنظر كبير في الألوان، ورائد حركة باوهاوس، وهي واحدة من أهم المدراس التي أثرت في تاريخ الفنون، ظهر إيتن في أوائل القرن العشرين، وكان يرى أن اللون موضوع مهم ومعقد وعميق، ويؤثر بشكل خطير في الحياة وفي الفنون بمختلف أنواعها.


حيث أن التعامل مع اللون يشمل شقين أساسيين، الأول يرتبط بالفنون وتذوق الألوان في كل مجالات الحياة وفي الفنون التشكيلة، والشق الثاني مرتبط بدور اللون في العلوم الفزيائية. مثل دراسة طبيعة الضوء، والطيف الكهرومغناطيسي، وعملية قياس اللون وغيره.


وبالاعتماد على العلوم الفزيائية يمكن إنتاج أشياء مثل الأصباغ (الملونات colorants)، والتي من خلالها يتم إنتاج مختلف درجات ألوان. لا يقتصر استخدام الألوان في الفنون أو العلوم فقط، ولكن كل الناس تستخدم اللون، فمثلا، يرتبط اللون بعلم وظائف الأعضاء وبدراسة أمراض العيون والاستجابة العصبية للعين والمخ.


وكذلك يهتم الطب النفسي بدراسة تأثير اللون على التصورات والعواطف والسلوكيات على الإنسان. كان إيتن يقول أيضًا إن الفنان يهتم بالتأثير البصري والجمالي والطبيعة الرمزية المرتبطة بالألوان ومجموعات الألوان، حيث أن اللون يعكس الشكل والحياة لصورنا في الحقيقة، ومن ثم يمكننا التعبير عن الحالة المزاجية والشعور النفسي.


إن اللون عنصر محوري في الفنون وخاصة الفنون المرئية أو التي تعتمد بالأساس على الرؤية. يجب أن يكون لدى الفنان خلفية جيدة لفهم لكيفية عمل الألوان وتأثيرها في العمل الفني.


الضوء

Light

كل ظواهر الحياة تبدأ بالضوء. ومن ثم اللون، وتطورت الفنون بدء من الرسم الجدران وحتى الصور الملونة والعصر الرقمي. يُعرف الفيزيائيون الضوء على أنه إشعاع يتكون من حزم من الطاقة، تنتقل كموجات كهرومغناطيسية. وافترض كريستيان هيغنز Christiaan Huygens، عالم الرياضيات والفيزياء في القرن السابع عشر، أن الضوء الأبيض أو ضوء النهار يتكون من أطوال موجية مختلفة من الضوء.


يمكننا رؤية ذلك بالعين المجردة من خلال فصل ضوء الشمس إلى الطيف المرئي ومكوناته باستخدام المنشور الزجاجي. قسم نيوتن الطيف إلى سبعة ألوان وهم الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، والتي عند إعادة تجميعها مرة أخرى ينتج عنها ضوء أبيض. إن الطيف المرئي الذي نراه بالمنشور الزجاجي يمتد من أطوال موجية من حوالي 380 إلى 730 نانومتر، هو جزء صغير من الطيف الكهرومغناطيسي، والذي يتكون من إشعاع يتراوح من موجات الراديو إلى أشعة جاما.


معظم الضوء الذي يدخل أعيننا من الضوء الأبيض، وهو من ضوء الشمس أو مصادر الضوء الاصطناعي، مثل مصابيح التنجستن أو الفلورسنت. إذا قمنا بتجميع الألوان معًا في كل طرف من طرفي الطيف وفي المنتصف، فيمكن وصف الضوء الأبيض بشكل أكثر بساطة على أنه مكون من ثلاث مكونات رئيسية وهما: الأزرق والأخضر والأحمر.


وإن هذا يتوافق تقريبًا مع حساسية أجهزة الكشف في العين البشرية والتي تسمح لنا بإدراك اللون. واعتمادًا على مصدر الضوء الأبيض، تظهر العناصر والأشياء بالألوان الأزرق والأخضر والأحمر وهي موجودة بكميات مختلفة، ويمكن رؤية ذلك في منحنيات توزيع الطاقة الطيفية لضوء النهار ومصادر الضوء الصناعية.


يمكن أن تتحد الألوان الثلاثة لإنشاء مصادر إضاءة دافئة أو باردة. فمثلا تحتوي مصابيح التنجستن على مكون مرتفع من اللون أحمر، مما يجعل هذه النوعية من المصابيح تنتج إضاءة دافئة. والذي يختلف عن الإضاءة الطبيعة التي ينتج عنها إضاءة باردة، مثل ضوء النهار في الظل المفتوح، والتي تحتوي على مكون أزرق عالي جدا. 


يتم قياس مصادر الضوء بجهاز يسمى مقياس الإشعاع الطيفي الذي يقيس الإشعاع والأطوال الموجية المختلفة كما نلاحظ في الرسم البياني. حيث يقيس الطاقة الطيفية لضوء النهار ومصادر الضوء الأبيض مثل مصابيح التنجستن. يمكننا التعرف على درجة حرارة اللون باستخدام مقياس مخصص يقيس الفرق بين درجة حرارة اللون وفقا لمصادر الضوء المستمرة المختلفة. أما مصابيح الفلوريسنت الكهربية فيمكن وضع مقياس لها من خلال تحديد الطول الموجي بوحدات النانو متر، حيث ينتج عن مصابيح الفلوريسنت طيف غير مستمر.


يسمى المزيج المتنوع من مكونات الطيف في حالة وجود مصادر مختلفة للضوء الأبيض "بدرجة حرارة اللون"، وهو مقياس للوصف فقط، وفيه يتم استخدام مقياس درجات حرارة كلفن (ك) Kelvin (K). حيث يتم استخدامه للمعرفة فقط، فهو لا يشبه قياسات درجة الحرارة بالدرجات المئوية أو الفهرنهايت. في الرسم البياني، يمكننا ملاحظة أن مصابيح التنجستن لها درجة حرارة لون تقارب 3200 كلفن، يبلغ ضوء النهار 6500 كلفن تقريبًا والسماء الزرقاء الصافية حوالي 10000 كلفن أو 12000 كلفن أيضًا.


يمكننا ملاحظة أن 5500 كلفن هي عند ضوء النهار الذي يظهر بالصور الفوتوغرافية. هذا يعني أن 5500 كلفن هي درجة حرارة اللون لمعظم مصادر ضوء المرتبطة بالكاميرا مثل ضوء الفلاش المصوَّر والضوء المستخدم في التصوير. وبناء على ذلك، إن درجة حرارة 5500 كلفن هي درجة حرارة اللون التي عندها تتم موازنة الكاميرات الرقمية وضبطها على ضوء النهار أو الفلاش.

الألوان / العلاقة بين (الضوء، اللون، الحرارة)


درجة حرارة مصادر الضوء

The Temperature of Light Sources

تشتق درجة حرارة مصادر الضوء من شيء يسمى تجربة إشعاع الجسم الأسود. الجسم الأسود هو شيء له بنية فيزيائية مثالية تبدأ في إشعاع الضوء عند تطبيق الطاقة الحرارية عليه. عند تسخينه إلى 727 درجة مئوية (1000 كلفن) يبدأ الجسم الأسود في الإشعاع أو التوهج باللون الأحمر الداكن.


مع تسخينه أكثر، يضيء بلون أحمر أكثر إشراقًا ويضيء عند 3200 كلفن بلون كهرماني amber برتقالي. مع المزيد والمزيد من الحرارة، يضيء الجسم الأسود باللون الأصفر، ثم الأبيض، وأخيراً الأزرق وذلك عند درجات الحرارة المرتفعة. هل هذا يعني أن درجات الحرارة المرتفعة ستؤدي إلى لون أكثر برودة؟


ربما سيكون الأمر كذلك إذا تخيلت لهب شمعة. أين يقع اللهب الأكثر سخونة؟ إن اللهب الأكثر سخونة يقع بالقرب من الفتيل. فيمكنك ملاحظة لون الجزء من اللهب الأقرب إلى الفتيل؟ إنه يكون اللون الأزرق. لاحظ عندما تبتعد قليلا عن الفتيل، يتحول اللون من الأزرق إلى الأبيض إلى الأصفر أو البرتقالي أو الأحمر، إذا تم تبريده بشيء مثل الماء.


مصادر الضوء المستمر مقابل غير المستمر

Continuous versus Non-Continuous Light Sources

الشيء الوحيد المشترك بين جميع مصادر الضوء أنها تنتج من جميع الأطوال الموجية بالطيف المرئي. إن ضوء النهار أو مصادر الضوء الكهربية مثل مصباح التنجستن أو الضوء المستخدم في التصوير ينتج من مصادر الضوء المستمرة. وكذلك توجد مصادر الضوء غير المستمرة مثل مصابيح الفلورسنت أو بخار الصوديوم الذي يتشابه مع طبيعته الكيمائية.


هذه الطبيعة الشائكة ناتجة عن حقيقة وهي أن مصابيح الفلورسنت مصنوعة من غازات تتوهج أو تتألق عند أطوال موجية معينة عندما تثيرها الكهرباء، ولا ينطبق ذلك على كل الأطوال الموجية. ولكن هناك بعض الشركات المصنعة التي تعلن عن إنتاج مصابيح فلورية كاملة الطيف، ولكنها تختلف في الصناعة عن المصابيح العادية. وفيها يتم إضافة المزيد من الغازات إلى المصباح ليكون كامل الطيف، وذلك لجعله يصدر طاقة بأطوال موجية إضافية، مما يجعل الضوء الناتج أكثر إرضاءً بصريًا بالنسبة للإنسان.


سواء كان مصدر الضوء هو ضوء النهار أو التنجستن أو الفلورسنت، فإن الشيء المهم بالنسبة لنا أن نتذكره هو أن مصدر الضوء هو عامل حاسم في الألوان التي يمكن للإنسان إدراكها من خلال العين المجردة أو التسجيل باستخدام كاميرا رقمية. نظرًا لأن مصدر الضوء يكون الأول في عملية الإدراك الحسي، فبالتالي إنه يؤثر على كل شيء آخر، حيث يجب العلم أن ألوان الكائن ستكون مثل الصفحة المطبوعة، أي تكون محدودة بسبب نوع الطاقة ومصدر الضوء الذي ينيرها.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

إدارة الألوان وجودة المخرجات.

Color Management & Quality Output

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات