ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية


التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية  

Photographing by Raking Light

 

الضوء المائل بزاوية / تصوير الواجهات

Raking Light / Façades

في كثير من الأحوال نجد أن أشعة الضوء تسقط بميل وزاوية على سطح العنصر المراد تصويره. حيث يتم إضاءة الأشياء من مصدر الضوء بزاوية مائلة أو موازية للسطح تقريبًا، مما يعمل على توفير تفاصيل كثيرة عن تضاريس سطح العنصر. تستخدم الإضاءة الجانبية على نطاق واسع في فحص الآثار والأعمال والقطع الفنية.


يجب العلم أنه يمكن الحصول على هذا النوعية من الإضاءة عندما يتم مراقبة توقيت شروق الشمس وغروبها بدقة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن نجد هذه النوعية من الإضاءة عندما يكون مصدر الضوء حادًا ومحددًا مثل ضوء الشمس في يوم صافي، فإنه يعمل على إظهار طبيعة وتفاصيل سطح العنصر.


فيعمل على توضيح النقوش البارزة بالجسم. تصلح هذه النوعية من الضوء في إظهار جمال واجهات المباني، حيث تعمل على إظهار ملامس المباني، وكذلك تسقط الظلال في المشهد بشكل جذاب للغاية، فيظهر المشهد جزء منه في النور والجزء الأخر في الظلال، مما يلفت أنظار المشاهدين ويعطي جاذبية تاريخية للمكان.

 

مثال (1)

في الصورة أدناه، طفلان يلعبان كرة القدم أمام كاتدرائية قرطاجنة. قام المصور بالتقاط الصورة عندما كانت أشعة الضوء الحادة تميل بزاوية مائلة مما أدي إلى إظهار ملامس الحجر وواجهة المبني وأنشأ سلسلة جذابة من الظلال بالمشهد. في هذا التوقيت من العام كانت السماء صافية والشمس تشرق وتغيب ولكن ليس بشكل كبير باتجاه الجنوب كما هو الحال في بقية العام.


إن الفرق بين أحجام الأطفال الذين يلعبون كرة القدم وواجهة الكاتدرائية أدى إلى خلق التباين في اللقطة ولفت الانتباه إلى قوى التباين بين القوة التاريخية للكاتدرائية وبراءة الطفلان الذين يلعبون معاً بكرة القدم. بعد التقاط الصورة قام المصور بالتعديل عليها لضبط المنظور باستخدام برنامج فوتوشوب.


تعمل الظلال المائلة على إضافة الكثير من الحيوية إلى الصورة، مع ملاحظة أن كل من الطفلين يقعان في الجزء المنير، أما بقية الواجهة فتسقط عليها الظلال مما يؤدى إلى إظهار الطفلان. حيث أراد المصور إظهار اللاعبين صغيري الحجم مقابل الكاتدرائية الضخمة، لأن ذلك سوف يضمن لفتت الأنظار للصورة. 


مراقبة حركة الظلال على مدار ثلاث ساعات

قام المصور بمراقبة ضوء الشمس حتى يمكنه الوصول للتوقيت المناسب للالتقاط الصورة. على مدار ما يقرب من ثلاث ساعات، من حوالي 3:38 مساءً إلى 6:12 مساءً، حيث في خلال هذه الفترة تصبح الظلال طويلة وممتدة، وفي خلال هذه الفترة تحركت الظلال عبر الجدار الجنوبي لكاتدرائية قرطاجنة. 


وكان الجو ضبابيًا بعض الشيء، مما أدى إلى ضعف قوة الظلال كلما اقتربت الشمس من الأفق. وعندها قام بالتقاط الصورة، واختار هذا التوقيت من اليوم، حيث أنه مناسب جدا لطبيعة اللقطة. عكس ما يحدث في الأيام الصافية تمامًا، حيث تظل أشعة الضوء حادة وصلبة حتى نهاية اليوم وبالتالي لا يمكن الحصول على نفس التأثير.

التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية


مثال (2)

في الصورة أعلاه، استخدم المصور نفس تقنيات الإضاءة لتصوير واجهة قصر ميريدا يوكاتان. أدت هذه النوعية من الإضاءة إلى إظهار ملامس المبني وتفاصيله وكذلك تسقط الظلال بشكل جذاب مما يضفي تأثير درامي وتاريخي على المشهد. 


الضوء المائل بزاوية / تصوير النقوش البارزة

Raking Light / Perfect for Bas-reliefs

لا يجب على المصور أن يتقيد بأسلوب واحد في التصوير أو بنوع واحد في الإضاءة، إن التنوع واجب على الفنان. مع وجود الكثير من المناظر يوجد العديد من الخيارات في التصوير. يسهل رؤية النقوش البارزة تحت الإضاءة، حيث يعمل الضوء على إظهار التفاصيل بوضوح. وبناء على ذلك فإن التصوير باستخدام إضاءة جانبية سيكون جذاب للغاية. ويصلح هذا النوع من الضوء في تصوير التماثيل والآثار والمنحوتات وغيره.


وكذلك يعمل على إضافة عمق في اللقطة، ويحافظ على إظهار صلابة سطح العنصر. مما يضفي جاذبية كبيرة للعنصر المراد تصويره وخاصة في مجال تصوير الآثار والتماثيل. يعمل الضوء المائل بزاوية أو القادم من جانب على إضفاء نوع من الارتياح البصري. مما يؤدى إلى خلق تأثير وهمي بالعمق وإضافة بساطة وأناقة في الرؤية لا يمكن توفيرها باستخدام أي نوع إضاءة أخر.


إذا كنت تريد اختيار الإضاءة المناسبة، وكانت السماء صافية، فانتظر حتى تقترب الشمس من الأفق ويبدأ التأثير في الاختفاء، ثم قم بالتقاط بعض الصور، وقارنها بأنواع أخرى من الإضاءة أو قم بعمل عدة لقطات على مدار اليوم واختار الأفضل منها.


مثال (1)

تأثير الضوء المرتفع على الحائط المواجه لجهة لجنوب

في الصورة أدناه، رسم بياني عن تأثير الضوء الخافت العلوي على جدار. فيمكن ملاحظة أنه عند ارتفاع الشمس، تتحرك أشعة الضوء بسرعة، ولفترة قصيرة جدًا، فتميل أشعة الضوء من جهة الأعلى ويؤدى ذلك إلى إنشاء ظلال في الأسفل.


مثال (2)

في الصورة أدناه، تمثال ديفاتا، طومانون، أنكور في كمبوديا، الذي تم تخريب وجهه على يد اللصوص. كما نلاحظ تعمل الإضاءة الجانبية على إظهار وتوضيح النقوش البارزة للتماثل، مما يضفي إحساس ووهم كبير بالعمق. يبدأ الضوء في الظهور في وقت متأخر من بعد الظهر ومنتصف النهار، وخاصة في فصل الشتاء.


تعمد المصور إظهار وجه التمثال الذي تم إزالته وتخريبه على يد اللصوص، حيث أراد تضمين هذا النوع من الضرر في القصة الدرامية للصورة. إن قساوة ضوء الشمس واتجاهه من الأعلى يعطي تأثير خلاب يعمل على تحقيق أقصى استفادة من الوجه الذي تم تخريبه، فيترك خط أسود عميق بالصورة يقوى الأحاسيس الدرامية والمعاني التاريخية. 


يمكن استخدام نفس الأسلوب في تصوير التماثيل أو المنحوتات من الرخام وغيره. وكان من الصعب تحقيق نفس المستوي باستخدام أي نوع أخر من الإضاءة الطبيعة. حيث يعمل الضوء الجانبي على خلق ارتياح بصري وإظهار تأثيرات الظلال الخلابة. اعتمد المصور على ضوء الشمس فقط ولم يستخدم فلاش أو أي نوع آخر من الإضاءة.

التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية


مثال (3)

في الصورة أعلاه، جدارية عن جيش الخمير Khmer، بايون، أنكور في كمبوديا. اعتمد المصور على استخدام الإضاءة الجانبية لإظهار نقوش الجدارية واضحة التفاصيل، أضفي هذا الأسلوب الكثير من العمق التاريخي للجدارية. تعمل الظلال على إظهار النقوش البارزة وعلى خلق التباين في اللقطة مما يؤدى إلى لفت الانتباه وتعزيز المعاني الدرامية، والتي يُصعب تحقيقها باستخدام أي نوع أخر من الإضاءة. 


الضوء المائل بزاوية / تصوير المناظر الطبيعية

Raking Light / Sharpening the Landscape

في المعتاد يغمر الضوء المشهد عند تصوير المناظر الطبيعة، يمكن تسميته بضوء الساعة الذهبية. ولكن هناك وقتان من اليوم يكون فيهما الضوء الطبيعي في أحسن حالاته، وهما وقت الفجر أو الصباح الباكر ووقت المغرب أو فترة الغسق. حيث يكون الضوء منتشر على مدار اليوم ولا تكون أشعة الضوء حادة وقوية والظلال كثيفة.


إن الإضاءة الجانبية أو المائلة بزاوية تخلق جاذبية طبيعية في المناظر الطبيعية. فتعمل ما يشبه بإرسال نطاقات طويلة من أشعة الضوء والظل التي تمر عبر المناظر الطبيعية. فيكون المنظر الطبيعي أكثر جاذبية بالمقارنة بالتصوير بالضوء المباشر التقليدي. وكذلك تعمل الإضاءة المائلة بزاوية على توضيح وإظهار المساحات السلبية (الفراغات) في المناظر الطبيعة الشاسعة.


لا يعتمد تصوير المناظر الطبيعية على نوعية الإضاءة فقط بل يجب مراعاة حالة صفاء الطقس والجو. عندما تنخفض الشمس في الأفق، يجب أن يمر الضوء عبر الغلاف الجوي بكمية أكبر بكثير مما هو عليه عندما يسطع الضوء بشكل مباشر على الأرض، ويعمل هذا في التصوير الفوتوغرافي مثل مرشح تليين بالصورة أي يجعل المشهد أكثر نعومة ولطفاً.


وكما يؤدى الضوء المائل بزاوية إلى جعل المناظر الطبيعية مضاءة بأسلوب ناعم فإنه يجعل الظلال أيضا تظهر ممتدة وطويلة ولها تأثير ناعم ولطيف حيث تكون أطراف الظلال غير حادة وواضحة ومنتشرة التأثير. علاوة على ذلك، يميل الضباب والتلوث إلى احتضان الأرض والمنظر الطبيعي. ويمكننا تطبيق ذلك بشكل عملي.


فمثلا، إذا تم التصوير في يوم مشرق قبل ساعة من غروب الشمس، فإن المكان سيصبح شبه خالي من الظل بعد ثلاثة أرباع الساعة. وهذا هو الدرس المستفاد من التصوير وقت الشروق أو الغروب، حيث لا يجب أن نتوقع أن يستمر الضوء لفترة أطول من اللازم بمعني أن أشعة الضوء والظلال لا تمتد فترة أطول مما يمكننا رؤيته بالعين المجردة.


حيث يقع الكثير منا في خطأ وهو الانتظار حتى اللحظة الأخيرة فربما نحصل على أفضل لقطة. ولتجنب مثل هذه الأخطاء، يمكن البدء والاستمرار في التصوير حتى أخر لحظة، وفي وقت لاحق يمكن عمل المقارنات واختيار اللقطة الأفضل. فالإنسان لا يعرف، فربما يكون ما قمت بتصويره كان هو أفضل ما لديك. 


مثال (1)

الظلال الطويلة المنتشرة

في الصورة أدناه، رسم بياني عن تأثير الضوء الجانبي في ثلاث إصدارات وقت غروب الشمس في السماء الصافية. في الإصدار الأول لا يكون للضوء أي تأثير. أما في الإصدار الثاني فيمكن ملاحظة أن الشمس في المنتصف تقريبا، مما يؤدي إلى سقوط الظلال القصيرة على التلال وعلى الأشجار.

 

أما في الإصدار الثالث فتقترب الشمس من الأرض وقت الغروب، مما يؤدى إلى أن تكون الظلال طويلة وغير حادة الأطراف ومنتشرة التأثير بشكل مذهل، حيث تلقي التلال في النهاية بظلال تُظلم المشهد بأكمله، وتنتشر شرقًا بسرعة نحو النهاية.


مثال (2)

في الصورة أدناه، منظر طبيعي في سابانا بالقرب من بوغوتا، كولومبيا. تم التصوير من مكان مرتفع، حيث يكون الهواء عادة أكثر نقاءً بسبب الارتفاع، وبالتالي يكون الضوء أكثر حدة، وأكثر ثباتًا، مع وجود القليل من الضباب الطبيعي بالمكان. 

التصوير الفوتوغرافي / التصوير في الضوء المائل بزاوية


مثال (3)

في الصورة أعلاه، منظر في بحيرة ماناساروفار غربي التبت. وتم تصوير اللقطة من مكان مرتفع حيث يكون الغلاف الجوي نقي وصافي. مما يؤدى إلى خلق تأثير خلاب بالمشهد، فكما نلاحظ أن الظلال لها تأثير واضح وقوي يستمر عبر الأفق. الطريقة التي تم بها التقاط الصورة تجعلنا نشعر وكأنه المشهد يبدو كما لو كان بإمكاننا الوصول إليه ولمسه بأيدينا. وهذا النوع من التناقض هو ما يجعل مثل هذه المناظر الطبيعية ملفتة للنظر ومثيرة للاهتمام. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات