ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)


التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)  

Gray Sunlight (Soft - Dark)

 

ضوء الشمس الرمادي

Gray Sunlight

يختلف الضوء الرمادي عن الضوء المباشر أو الساطع في أنه يترك أثر محايد، وهو ضوء الشمس خلف تأثير الغيوم والسحب القوية، وله العديد من الصفات التي تجعله أداة مهمة في إنشاء صور رائعة وخلابة. إذا سقط الضوء الرمادي على موقع التصوير فإن الألوان في المشهد تكون أقل اشراقا، أي لا تكون زاهية كما هو معتاد في ضوء الشمس المباشر والساطع.


لذلك يفضل تجنب الألوان القوية والصريحة عند العمل مع ضوء الشمس الرمادي، ولكن وجودها بشكل عرضي لن يضر المشهد. في الضوء الرمادي تصبح الألوان الزاهية غير مألوفة بعض الشيء في موقع التصوير. كما في حالة تصوير الحدائق والغابات وغيره، يجب على المصور اتقان التفاعل الدقيق بين اللون الأخضر والضوء الرمادي.


عند تصوير الحدائق أو الغابات وغيره في ضوء الشمس المباشر تظهر العديد من الانحرافات في التصوير، حيث ينتج تباين شديد بين الألوان من أشعة الشمس المباشرة. معظم المناظر في ضوء الشمس الرمادي تكون السماء فيها خالية وبدون تفاصيل ومحايدة، ولذلك يفضل التركيز على الأرض أو عناصر المشهد وجعل إطار الصورة بدون السماء.


على الرغم من أن الضوء الرمادي غير قوي إلا أنه عادة أكثر إشراقًا من العناصر على الأرض. ويجعل السماء تثير التباين العام في الصورة، ولكنه بلا هدف أي محايد التأثير. يعمل الضوء الرمادي على التأثير على تشبع الألوان فيقلل منها، مما يؤدي إلى توحيد المنظر بشكل عام.


الشيء المثير للاهتمام هو أنه إذا أخذت مجموعة من الألوان كلها من نفس المجموعة، ونفس قطاع دائرة الألوان، فإنها تظهر في أفضل تشبع لها عندما تكون الإضاءة متساوية ولطيفة وليست ساطعة ومتباينة. قد يبدو هذا غير منطقي، ولكن هذا يرجع إلى أن الضوء المسطح يلغي المناطق الأكثر سطوعاً highlights واللامعة والظلال الحادة والداكنة، وكلاهما لا يحتوي على الكثير من الألوان.


مثال (1)

في الصورة أدناه، لقطتين، الأولى تعبر عن الأشكال والعناصر في ضوء الشمس المباشر، والثانية في ضوء الشمس الرمادي.


ضوء الشمس المباشر

الأشكال هي نفسها، لكن الإضاءة مختلفة. تلفت النسخة المضاءة بنور الشمس الانتباه بسبب تباينها. ففي ضوء الشمس المباشر، يعطي التباين الأعلى إحساسًا بأن الألوان غنية، لكن هذا وهم في عالم التصوير، وحتى إن كان فعالًا، ولاحظ أن المناطق الساطعة والظلال تظهر حادة مما يخلق انحرافات في الصورة. في حالة تصوير الحدائق والغابات وغيره، يكون اللون الأخضر أقل تشبعًا بنسبة 25٪ بالمقارنة بالتصوير في الضوء الرمادي.


ضوء الشمس الرمادي

في الضوء الرمادي، تظهر العناصر والأشكال بدون ظلال أو حواف، فتقل نسبة الانحرافات في الصورة والتباين العالي، مما يجعل العناصر تبدو قريبة من بعضها وكأنها في كيان واحد. تكون الألوان نفسها مشبعة بشكل أفضل بنسبة 25٪. يعمل الضوء الرمادي على خلق نسبة تشبع أعمق وخاصة في الضوء المسطح. فيجعل الصورة ذات مظهر مشبع ومنخفضة التباين وواضحة اللون.


مثال (2)

في الصورة أدناه، لقطة لحديقة يابانية معاصرة في ضوء الشمس الرمادي، معظم الحدائق اليابانية لا تضم العديد من الألوان الزاهية أو القوية، قد توجد الألوان الزاهية بشكل استثنائي. قام المصور بالتدقيق في التفاعل بين الضوء الرمادي واللون الأخضر للحديقة، للحصول على لقطة معبرة، لا تحتوي على انحرافات وتباين قوي بين الألوان بسبب تجنب أشعة الشمس المباشرة. ركز الفنان على جعل إطار الصورة يضم عناصر الأرض بدون السماء، ومع ذلك لا تزال تبدو الحديقة مشرقة بالمقارنة بعناصر الأرضية. 

التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)


مثال (3)

في الصورة أعلاه، لقطة لمجموعة من العناصر والأشكال الخضراء في الحدائق، حيث تم عمل تأثيرات مختلفة باللون الأخضر.


اللون الأخضر الغني

يظهر لون العناصر الأخضر غني وزاهي باستخدام الضوء الرمادي.


درجات الأخضر المتنوعة

قام الفنان بإظهار مجموعة متنوعة من التدرجات الخضراء في المشهد باستخدام الضوء الرمادي، بدء من أوراق الأشجار حتى الحصى والأحجار، وللحفاظ على جمال التكوين قام بتنظيم التكوين واختيار أحجار معينة، لإظهار نوع من التباين في الحجم وتنوع بين العناصر بالمشهد. 


ضوء الشمس الرمادي الناعم

Soft Gray Sunlight

الفرق بين الضوء الرمادي العادي والضوء الرمادي الناعم، هو أن ضوء الشمس الرمادي الناعم له بعض الصفات مثل أنه ناعم، بمعني أن أشعة الضوء لها تأثير ناعم أو غير واضح وغير حاد، ويترك تأثير حزين على الصورة، ويتصف بأنه له تباين منخفض. باستخدام الضوء الرمادي الناعم يمكن تصوير الحدائق والبحيرات، وكذلك يمكن تضمين جزء من السماء وتصوير الانعكاسات في الماء بعدة تقنيات مختلفة.


مثال (1)

في الصورة أدناه، بحيرة ويست في الصين. اعتمد الفنان على استخدام ضوء الشمس المنخفض. كانت الاتجاهات في اللقطة واضحة، والسحاب رمادي والمياه ساكنة، ثم التقط المصور قارب صغير يمر في البحيرة عبر الأشجار والنباتات. ساعد الضوء الرمادي الناعم على جعل التكوين بسيط ومعبر. حافظ المصور على جعل الألوان الزاهية خارج إطار الصورة والحصول على تأثيرات الضوء الرمادي على عناصر المشهد. 


قام المصور بعمل مجموعة من إصدارات أخرى من نفس المشهد، حيث حاول التقاط النداء الشاعري في بحيرة ويست بالصين. 

التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)


مثال (2)

في الصورة أعلاه، رسم بياني يوضح تأثيرات الضوء المنخفض أو الضوء الرمادي الناعم على نفس لقطة بحيرة ويست في الصين. لاحظ أن القيمة (التدرج من الظلام أو الغامق أو الأسود إلى النور أو الفاتح أو الأبيض) في هذه اللقطة تتدرج من المتوسطة إلى الداكنة. بسبب التباين المنخفض في الضوء الرمادي، حيث يمكن ملاحظة أن درجات القيمة لا تملأ عرض الرسم البياني من الأسود إلى الأبيض.


بناء على ذلك، يمكن للمصور أن يختار ما يراه أفضل، فقد يفضل أن يكون المشهد غامق بمعني في الظلال أو يكون فاتح بمعني أن يكون أكثر إشراقاً، وفي هذا المثال فضل الفنان اختيار النسخة الغامقة من الصورة. 


ضوء الشمس الرمادي الغامق

Dark Gray Sunlight

يتصف الضوء الرمادي الغامق بأنه ذو تباين منخفض وله تأثير دارمي كبير على الصور، ويثير في الإنسان الرغبة في التحليل والتدقيق. يصلح الضوء الرمادي الغامق في تصوير مناظر طبيعية تعبر عن التأثير البري للطبيعة، وقوي الطبيعة كما في المحيطات والشلالات والصخور الكبيرة وغيره.


يجذب هذا النوع من الضوء صانعي الأفلام خاصةً عندما يكون للفيلم موضوع خيال علمي. حيث تظهر السماء مظلمة في الأفق، مما يجعل المشهد وكأننا في عالم أخر. تميل السماء من الدرجات المتوسطة إلى الداكنة. في عالم التصوير يتم الاعتماد على درجات القيمة الوسطى، وكذلك في نظم القياس في الكاميرا والشاشات وفي عالم الطباعة.


الدرجة المتوسطة هي المعيار، وعلى أساسها يقوم المصور برفعها أو تخفيضها وفق هدف التصوير، ولكن بشكل عام يفضل رؤية وتجربة اللقطات في الواقع، واستخدام مقياس السطوع بالكاميرا. يكون للضوء الرمادي الغامق العديد من الخصائص، حيث تظهر الظلال بشكل مختلف وينتج عنه درجات رمادي باهت وغامق.


نظرا لأن الضوء الرمادي الغامق له تباين منخفض بالمقارنة بضوء الشمس المباشر والساطع، فإنه يسمح بالتحكم في نسبة التعريض (حجم الإضاءة بالصور) باللقطات المصورة. مما يحسن قدرات مستشعر التصوير، حيث يعمل الضوء الرمادي على خلق نطاق ديناميكي في الصورة، مما يؤدي إلى تقوية الشعور الدرامي بالمشهد، وبالتالي يمكن للمصور أن يعبر أن احاسيس درامية معينة.


من خلال التحكم في اعدادات الكاميرا، وأدوات المعالجة في برامج تحرير الصور، يمكن للفنان أن يخلق انطباع ما من خلال استخدام الضوء الرمادي الغامق، وذلك حسب موضوع التصوير.


مثال (1)

في الصورة أدناه، رسم ثلاثي الأبعاد عن الضوء الرمادي الغامق. عادةً ما تتكيف العين البشرية مع مستويات الضوء الرمادي، يتدرج الرمادي من المتوسط إلى الداكن، مما يعطي إحساس قوي بالعمق الإنساني والدراما. 


مثال (2)

في الصورة أدناه، رسم بياني عن القيمة الخاصة بالضوء الرمادي الغامق، إذا كان هدف التصوير منخفض التباين وكان تحت الإضاءة الرمادية المنتشرة، فإن ذلك يعطي خيار كبير لمعالجة الصور. فكما نلاحظ أن الرسم البياني لا يملأ المقياس. وبناء على ذلك يمكن تحويل المؤشرات إلى اليسار حتى تصبح أغمق أو داكنة وتميل إلى اللون الأسود. وبهذه الطريقة يمكن تحقيق أقصى استفادة من الضوء الرمادي الغامق.

التصوير الفوتوغرافي / ضوء الشمس الرمادي (الناعم - الغامق)


مثال (3)

في الصورة أعلاه، لقطة لمنظر طبيعي باستخدام ضوء الشمس الرمادي الغامق، أدى الاعتماد على الضوء الرمادي الغامق إلى إنشاء مشهد درامي قوي يعبر عن تأثير قوي الطبيعة، كانت السماء رمادية مظلمة، وكان تأثير الظلال باهت وثقيل، مما خلق انطباع خاص عن المشهد وتأثير درامي في نفس الإنسان.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب "التقاط الضوء - قلب التصوير".

CAPTURING LIGHT - The Heart of Photography

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات