ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / المدراس الفنية (التبسيط، التعبيرية التجريدية، والوحشية)

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / المدراس الفنية (التبسيط، التعبيرية التجريدية، والوحشية)


الألوان / المدراس الفنية (التبسيط، التعبيرية التجريدية، والوحشية)

Art School (Minimalism, Abstract Expressionism, and Fauvism)

 

"سيزان" والفنون

“Cézanne” and arts

شهد الجزء الأخير من القرن التاسع عشر تطورات كبيرة في استخدام الألوان من خلال اللوحات الفنية. كان بول سيزان Paul Cézanne فنان مهتم بتطوير مناهج في الرسم والتلوين. وتطوير الأفكار المعاصرة في فترة ما بعد الانطباعية. فحاول تحويل حركة الانطباعية لمدرسة فنية أساسية في الفنون.


فبدل من العمل بالضوء والقيمة (تدرجات النور والظل) فقط كما في حركة الانطباعية، طور سيزان لوحاته، فقام بتبسيط المستويات في اللوحة إلى بقع أو جوانب من الألوان. وتخلى عن المنظور التقليدي في مقابل إظهار منطق وتفسيرات خاصة به. وأظهر أحاسيس الطبيعة بأسلوب مختلف. واستخدم الألوان الدافئة والباردة لتطوير وإنشاء نماذج جديدة من الأعمال الفنية.


كان منهج سيزان أكثر عمقا وتأثيراً بالمقارنة بالمعاصرين في هذه الفترة. لم يقوم سيزان بمزج الألوان. وقام بتلوين لوحاته باستخدام ضربات الفرشاة، أو ما يشبه "ضربات فرشاة مفتوحة" مستطيلة الشكل للحصول على سطح متساوي الأوجه. كانت أعمال سيزان لها تأثير كبير على الفن الحديث.


أثر سيزان في العديد من الفنانين العظماء مثل بيكاسو Picasso وباراك Braque. اللذان قاما بتطوير حركة التكعيبية cubism. وذلك بالإضافة إلى عدد لا يحصي من الفنانين العظماء.


المدراس الفنية/ الوحشية

Art Schools / Fauvism

يعتبر اللون اللامع أساس في مدرسة الوحشية. نشأت حركة الوحشية بعد مدرسة الانطباعية ومن نفس المسار. فظهرت بعد الفنانين الانطباعين مثل بول غوغان وفنسنت فان جوخ وبيير بونارد. حيث سعى الفنانون في كل من فرنسا وألمانيا لتحرير العمل بالألوان. فلم يتم الاعتماد على استخدام اللون المحلي للعنصر، فأصبح يتم استخدام اللون كوسيلة للتعبير فقط.


قام فناني المدرسة الوحشية برسم ووصف أحداث غير مرتبطة بالواقع على لوحات من القماش. فعلى سبيل المثال، رسم أندريه ديرين قوارب حمراء على نهر أصفر مع جسر بنفسجي. حيث كانت فلسفته تعتمد على استخدام اللون لتأثيره النفسي والعاطفي وليس كعنصر تمثيلي كما هو موجود بالواقع.


يعتبر هنري ماتيس Henri Matisse من أشهر فناني الحركة الوحشية. حيث كان يشعر بأنه يجب استخدام اللون بطريقة معبرة. فكان يرسم بأسلوب جريء وحر دون توضيح الأشكال في الحقيقة وابتعد عن الواقع. ساعدت هذه الحرية الجديدة في عدم الارتباط بالعالم الطبيعي، ومهدت الطريق إلى المدرسة التكعيبية، وكذلك الاتجاه نحو التجريدية.


المدراس الفنية/ التعبيرية التجريدية

Art Schools / Abstract Expressionism

تطورت المدرسة التعبيرية التجريدية عبر تاريخ الفنون، وكانت نتاجًا طبيعيًا للحركات الفنية مثل التكعيبية والسريالية والمدراس الفنية الأخرى. وفيها تحرر الفنانين من المدارس السابقة، فلم يهتموا بما سبقهم من أساليب، واعتمدوا على استخدام ألوان نقية. وكانت التعبيرية التجريدية مستوحاة من الفلسفة والكتابة.


تدعو مدرسة التعبيرية التجريدية إلى إطلاق سراح العقل اللاواعي للفنانين والسماح لهم بإنشاء أعمال حرة غير خاضعة للرقابة. في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت التعبيرية التجريدية الجديدة مدرسة فنية مهمة في أمريكا وخاصة في نيويورك. مع العلم أنه في هذا الوقت كانت مراكز الفنون تقع في أوروبا وخاصة باريس.


ابتعد فنانون مثل جاكسون بولاك عن أنبوب الطلاء التقليدي، وتحولوا إلى علبة الطلاء المخصصة للإنتاج التجاري، ويعتبر هذا تغيير مهم في عالم الرسم والتلوين. حيث لم يعد يتم استخراج اللون من أنبوب الطلاء وخلطه على لوح الألوان، ولكن يتم استخدامه مباشرة من العلبة. فكان الفنانين يشعرون بأن الأشكال الفنية الجديدة تحتاج إلى مواد جديدة وخامات حديثة.


في المدارس التقليدية للفنون كان يتم تطبيق اللون على اللوحة القماشية بشكل مباشر. أما في مدرسة التعبيرية التجريدية فكان يتم الاستغناء عن اللوحات القماشية والعمل بألوان سائلة، وذلك لأن اللوحات القماشية واحدة من الإجراءات الشكلية الصارمة في الفنون. أصبح الطلاء وسيلة التلوين، وكذلك يمكن استخدام لون طلاء مخفف، أو في بعض الأحيان يمكن استخدام اللون مباشرة من العلبة.


تم استخدام هذا الأسلوب بشكل بارز في الرسم والتلوين في الميدان وفي الحياة المدنية، تعتبر هيلين فرانكنثالر واحدة من أشهر الرسامين الذين استخدموا هذا الأسلوب. حيث كانت تضع طبقات غنية من الألوان، وترسم من خلال عمل بقع لونية وعمل غسل للألوان. يعتمد أسلوب التعبيرية التجريدية على كيفية استخدام الفنان للألوان.


يتم عمل اللوحات الفنية من خلال تخفيف الطلاء أو سكبه، لكن النتائج الفعلية تعتمد جزئيًا على الصدفة وليس التخطيط المسبق. حيث يقوم الفنان بالتوقف فورا عندما يسكب الألوان، وبعدها يمكن استخدام ضربات الفرشاة في المراحل الأخيرة من اللوحة النهائية. وفي الوقت الحالي لا يزال اللون هو العنصر الأساسي في هذه المدرسة، أما دور الفنان فيرتبط بعمل الإيماءات أو العلامات المنقوشة.


المدراس الفنية/ التبسيط

Art Schools / Minimalism

تعتمد مدرسة التبسيط على استخدام الأسلوب التجريدي وعمل لوحات فنية تعتمد على خلق تناقض حاد عند التعبير عن المشاعر بشكل سريع وحاد. وذلك باستخدام مختلف درجات الألوان. كانت رغبة الفنانين مثل دونالد جود وكارل أندريه هي القضاء على الوهم المتربط بالمكان أو المساحة التقليدية، وكان يتم استخدام المواد البلاستيكية النقية.


لا تعتمد هذه المدرسة على أسلوب الفنان اليدوي، فلا يستطيع الفنان استخدام يده أو الفرش بحيث لا يظهر أي أثار لها. يجب أن يتصف سطح العمل الفني بأنه انسيابي خالص وذو جودة عالية. يعني التبسيط في الفنون إلى إزالة وتقليل كل ما يكون حول العناصر حتى نصل إلى جوهر العنصر. مما جعلها أقرب إلى الهندسة المعمارية المستخدمة دوليا. تم استخدام ألوان ساطعة ومشبعة واتسع مجال هذه الحركة فأصبحت جزء من الفنون الأخرى مثل الديكور والعمارة وغيرها.


المدراس الفنية/ الفن التجريدي البصري

Art Schools / Op Art

يعتمد الفن البصري على استخدام التجريدية، والتي ظهرت في فترة حركة التبسيط، وكلاهما يشتركان في نفس الأسلوب وهو استخدام لون مسطح بسيط غير معدّل. فلا تشمل استخدام الأسلوب اليدوي وتعتمد على إنتاج سطح أملس. استخدمت حركة الفن البصري المؤثرات الحركية والأوهام البصرية لخلق شعور بالحركة في الأسطح الثابتة.


فعلى سبيل المثال، يتم عمل شكل أو تصميم ثلاثي الأبعاد أو مجسم على سطح ذو بعدين أو مسطح، بمعني أن الفنان يقوم بخلق وهم بصري يجعل الأشكال تبدو ثلاثية الأبعاد. أي أنها تقدم للمشاهد وهم غير حقيقي بالحجم. ويتم استخدام الألوان بحيث يتم إظهار كل تأثيرات النور الظل حتى تظهر الأشكال ذات طبيعة مجسمة.


تظهر الظلال كما لو أنها توحي بأن الضوء قد اصطدم بسطح عمودي مما يخلق وهم ثلاثي الأبعاد. يبحث الفن باستمرار وخاصة الفن الحديث عن دراسة التعارض والتناقض بين الأشياء. ومع ظهور هذا الأسلوب أو هذا المذهب تأكدت روح التناقض، حيث المدرسة التجريدية البصرية تتناقض مع كل من سبقها من حركات ومدراس في الفنون.


كان الفنانون الواقعيون الجدد في فترة الثمانينيات متأثرين بشدة بالرسم والتلوين في الميدان أو في الحياة العادية. وقاموا بالاعتماد على العمل اليدوي. أي أعادوا العنصر البشري إلى حرفة الرسم. وقاموا بالعمل باستخدام اللون المحلي في أعمالهم الفنية الواقعية. وكان هذا هو الاتجاه السائد في هذه الفترة.


أصبح عامل الدقة أساسي في هذه الحركة الفنية. فاهتم الفنانين بعمل الظلال وإنشاء تأثيرات السماء والمناخ في المنظور. وكان أعمالهم الفنية تتصف بأن لها سطح لامع وأملس. نظرًا لأن هؤلاء الفنانين نشأوا مع التصوير الفوتوغرافي والتلفزيون كمؤثرات أساسية في حياتهم. ولذلك أصبح من الطبيعي أن ينعكس ذلك في أعمالهم الفنية.


كان هؤلاء الفنانون مفتونين بالمناظر والمؤسسات التجارية في الحياة بالمدينة، والتي أصبحت فيما بعد موضوعهم الأساسي. على عكس كل الحركات الفنية التي كانت تعتمد على وصف الطبيعة فقط، أما هذه المدرسة فكانت تهتم بدراسة تفاصيل الحياة في المدينة. وإظهار صفات مثل الاستهلاكية، البريق، والإشراق وغيرها من الصفات التي تجذب الفنانين بشدة.


كانت معظم لوحات الفنانين في هذه الفترة تتصف بأن لها أسطح عاكسة للغاية مثل المرايا والكريستال وغيره. وكان ذلك سائد في معظم الأعمال الفنية، حيث كان من الصعب إظهار العناصر كما هي بالواقع، فأظهرت براعة ومهارة الفنان في العمل. وخير مثال على ذلك هو كتاب نانسي هاجن، والذي يحتوي على مجموعة من الملامس والأسطح المختلفة تبدأ من القماش الناعم المكسو إلى الأسطح الصلبة، ولوحات لأشياء مثل الإبريق ووعاء القهوة من المينا. حيث تم إنشاء كل كائن بعين دقيقة وعمل لونه المحلي وقيمته بدقة.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات