ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / الضوء، الدرجات اللونية، ورؤية التكوين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / الضوء، الدرجات اللونية، ورؤية التكوين


التصوير الفوتوغرافي / الضوء، الدرجات اللونية، ورؤية التكوين

Light, Tones, and Seeing Composition  

 

الضوء

Light

يظهر الضوء في الصور في هيئة أشكال أو خطوط أو قيم ودرجات لونية. إن الضوء عامل مهم ومؤثر جداً في فن التصوير، فقد تصير الصورة مميزة عندما يتم استغلال عنصر الضوء بكفاءة فيها. يجب أن يفكر المصور بذكاء عندما يتعامل مع عنصر الإضاءة حيث الضوء قوة مستقلة في الطبيعة يجب التدقيق في تأثيرها.


من ناحية أخرى، كل الصور الفوتوغرافية تدور حول الضوء وتأثيرات العمل بالضوء. من وجهة نظر فن التصوير الفوتوغرافي الإبداعي، يعد استخدام الضوء عنصرًا حاسمًا في التكوين. فعند التفكير في إنشاء التكوين، يجب التعامل مع الضوء وكأنه الصديق والحليف المهم. أي يجب دائما دراسة الضوء وتأثيراته من حيث أشياء مثل قوة شعاع الضوء واتجاهه ولونه.


أما في حالة إنشاء تكوين معين، يجب أن يسأل الفنان نفسه الأسئلة التالية:

كيف سيظهر الضوء في هذه الصورة؟

كيف يمكنني ترتيب الموضوع، أو تغيير موقعي، أو تغيير التعريض أو البعد البؤري للعدسة، أو ضبط الضوء نفسه لتحسين دور الضوء في الصورة؟


أمثلة عن الضوء

Examples of Light   

مثال (1)

في الصورة أدناه، تم تصوير الزهرة من زاوية خلفية، وعلى الرغم من تصوير الزهرة من الزاوية الخلفية إلا أن الصورة تظهر جميلة بسبب تأثير عنصر الضوء عليها. حيث يمر الضوء الساطع عبر الزهرة. 

الإعدادات: عدسة ماكرو 200 مم، 1/10 من الثانية عند f / 36 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.


مثال (2)

في الصورة أدناه، تم تصوير جزء من زهرة مع إظهار تأثيرات النور والظل. حيث تم إنشاء التأثير الشبيه بالنجوم الموضح في الصورة، استطاع المصور عمل ذلك عندما قام بالتقاط مصدر ضوء ساطع للغاية مثل الشمس من خلال عدسة الكاميرا. وانتظر حتى عكست قطرة ماء ضوء الشمس، فقام بالتقاط الصورة. وأظهر جمال شروق الشمس في الصورة. قام المصور باستخدام فتحة عدسة صغيرة جداً، مع ضبط أرقام التوقف عند f / 36 لإظهار جمال تأثيرات ضوء الشمس الخلابة. 

الإعدادات: عدسة ماكرو 200 مم، 2/5 من الثانية عند f / 36 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.

التصوير الفوتوغرافي / الضوء، الدرجات اللونية، ورؤية التكوين


مثال (3)

في الصورة أعلاه، مشهد الكنسية المضاءة في الليل. اهتم المصور بإظهار تأثيرات النور والظل. كما نلاحظ أن سطح الكنيسة مضاء بنور القمر، أما الجزء الداخلي من الكنسية فكان في ظلام أسود قاتم، مما أدي إلى خلق التباين. ولدراسة جمال الإضاءة، قام المصور بالتجول في الكنيسة وحولها. 


بعدها قام بإضاءة المساحة الداخلية في الكنيسة بمصباح يدوي صغير. حيث يمكن ملاحظة الفرق بين الإضاءة الطبيعية والصناعية، وتأثيرهما الجذاب. للحصول على هذه التأثيرات الجميلة للضوء قام المصور باستخدام التعريض المطول lengthy exposure الذي استمر حوالي 18 دقيقة.


الإعدادات: عدسة 12 مم، حوالي 18 دقيقة عند f / 16 و ISO 100 ، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.


العمل من خلال الدرجات اللونية

Working with Tones

المقصود بالدرجات اللونية هو درجات الألوان. حيث أن اللون عنصر مهم في التكوين. وإن الدرجات اللونية الدقيقة لها تأثير كبير على التكوين في الصورة الفوتوغرافية، فقد يؤدي إلى إظهار معني جديد في الصورة. يمكن استخدام العدد من النظم والاستراتيجيات اللونية في الصور لإنشاء تكوين مثير للاهتمام.


يوجد العديد من النظم والاستراتيجيات اللونية التي يمكن استخدامها مثل، استخدام درجات الألوان القريبة إلى حد ما من بعضها البعض بنمط متكرر. أو استخدام الفروق بين درجات الألوان. فيتم استخدام تباين قيمة الدرجة اللونية الإجمالية لصورة ما مع وضع عناصر مثل شرائط، أو مساحات وما إلى ذلك من درجة لونية أخرى.


وكذلك يمكن إنشاء تكوين ما تسود فيها درجة لون واحدة على باقي الألوان. ولإظهار اللون السائد يمكن استخدام درجة لون متناقضة لإبراز المناطق المراد التأكيد على إظهارها في الصورة. إلى جانب العديد من النظم والاستراتيجيات المرتبطة بإنشاء التكوين يمكن العمل بها.


يجب على المصور الناجح الانتباه إلى كيفية تفاعل درجات الألوان مع بعضها البعض. فمن الممكن أن تؤدي المشكلات الدقيقة المتعلقة بكيفية تفاعل درجات الألوان مع بعضها البعض إلى إنجاح أو إفساد التكوين كله.


أمثلة عن الدرجات اللونية

Examples of Tones   

مثال (1)

في الصورة أدناه، تم تصوير الزهرة عن قرب. كما نلاحظ أن تناوب درجات اللون الأخضر والأبيض والوردي بنفس الكثافة تقريبًا مما يجعل صورة الزهرة المقربة مثيرة للاهتمام. 


الإعدادات: عدسة ماكرو 200 مم، ثلاث درجات تعريض مجمعة بسرعات غالق تتراوح من 1 إلى 3 ثوان، جميع درجات التعريض الضوئية عند f / 40 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.


مثال (2)

في الصورة أدناه، تم تصوير منظر طبيعي. فكما نلاحظ تناقض درجات ألوان غروب الشمس، التي تظهر على قمم الجبال البعيدة عبر الأشجار، بشكل مبهج مع الدرجات الداكنة العامة للصورة، مما يؤكد على التباين في الألوان ومن ثم التأكيد على عناصر المشهد. تظهر درجات غروب الشمس في الانعكاسات في الماء بشكل طفيف. وتظهر بدرجات ألوان أكثر تشبعًا من تلك الموجودة على الجبال، مما يعمل على تعزيز التكوين. 


الإعدادات: 12 مم، خمس درجات تعريض مجمعة بسرعات غالق تتراوح من 1/15 من الثانية إلى 1/125 من الثانية، جميع درجات تعريض الضوء عند f / 7.1 و ISO 100 ، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.

التصوير الفوتوغرافي / الضوء، الدرجات اللونية، ورؤية التكوين


رؤية التكوين

Seeing the Composition

إن التصوير بالأبيض والأسود هو مجال فني قوي، وله تاريخ جليل وكان موجودة قبل فترة طويلة قبل ظهور التصوير بالألوان. في الحقيقة يستمتع الكثيرين بالتصوير التاريخي والمعاصر بالأبيض والأسود. إذا اعتمدنا في التصوير على مبادئ إنشاء التكوين (عناصر بناء الصورة)، فسيكون التصوير بالأبيض والأسود من أجمل أنواع التصوير الفوتوغرافي.


ذلك لأن الأسود والأبيض بنية وأساس التكوين. في حين أن اللون يمكن أن يجعل من الصعب رؤية التصميم الأساسي للتكوين. والسبب في ذلك أنه عندما يتم تقليل ألوان الصورة إلى لون واحد مثل الأسود والأبيض فإن التكوين هو كل ما تبقى تقريبًا من عناصر الصورة. يمكن رؤية الجوانب الهامة في الصورة والتدقيق فيها عندما تكون بألوان بسيطة مثل الأبيض والأسود.


يخبرنا المؤلف عن تجربته عن استخدام الأبيض والأسود، فلرؤية عناصر التكوين الأساسية بشكل أفضل، يجب أن يتخيل الشكل الذي سيبدو عليه التكوين بالأبيض والأسود. لكي يستطيع رؤية العناصر بشكل مجرد دون أي زخرفة، وبالتالي يستطيع اكتشاف معاني كثيرة عن العناصر دون الارتباط بتأثير ألوانها، وعلى أساس ذلك يمكن تحديد أولويات وأهداف المشهد.


للحصول على صورة بالأبيض والأسود يمكن ضبط الكاميرا على الالتقاط بالأبيض والأسود، وعرض النتائج على شاشة LCD للمساعدة في تكوين رؤية عادلة عن المشهد. أما إذا كان المصور يريد الصورة بالأبيض والأسود، فلا يفضل أن يضبط الكاميرا على وضع التصوير بالأبيض والأسود ولكن يفضل التقاط الصورة بالألوان بشكل عادي ثم معالجتها على الحاسوب وتحويلها إلى أبيض وأسود، حتى يتمكن من ضبط درجات القيمة (التدرج من الأبيض / النور إلى الأسود/ الظلام) بدقة.


مثال (1)

في الصورة أعلاه، تم تصوير مسار وطريق في الغابة. في البداية تم التقاط النسخة الأصلية بالألوان قبل المعالجة. ولكن رأى المصور أن الألوان تجعل الصورة مختلطة إلى حد كبير. فلاحظ أن، التكوين بدا مرتبكًا وكانت الخطوط الرأسية غير واضحة. وكذلك إن اللون الأزرق الملقي في الصورة يجعلها تبدو باهتة. 


مما يؤثر على المشهد بالسلب، فلا يوجد مكان لراحة العين، بل على العكس تبدو الألوان مزعجة ومن ثم تبدو عناصر التكوين باهتة. لم يستطيع الفنان الوصول لأهداف التصوير وإظهار جماليات المشهد إلا بعد أن قام بتحويل الصورة إلى الأبيض والأسود. 


فيمكن ملاحظة أن مسار أو طريق الغابات يقود العين إلى الأسفل، وكذلك تعمل الخطوط العمودية القوية للأشجار في الاتجاه المعاكس فتقود العين إلى الأعلى بسبب طولها الكبير. مما يؤدى إلى إنشاء تكوين شديد الدقة وسحري التأثير.

الإعدادات: 19 مم ، 15 ثانية عند f / 22 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

التكوين الإبداعي - نصائح وتقنيات التصوير الرقمي.

Creative Composition - Digital Photography Tips & Techniques

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات