بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / النسبة الذهبية، الإطارات المتعددة، واللون

Golden Ratio, Multiple Frames, and Color

 

النسبة الذهبية

The Golden Ratio

كانت النسبة الذهبية تستخدم منذ العصور القديمة للمصريين والإغريق، وكان يُعتقد أن النسبة الذهبية هي تقريبًا 1.6: 1، وهي عبارة عن نسبة عن المستطيلات الأكثر جمالا من زاوية الرؤية. وفيها يكون طول الضلع الطويل للمستطيل هو 1.6 ضعف طول الضلع الأقصر، أي هناك نسبة وتناسب بين ضلعي المستطيل، وبناء على ذلك يمكن تطبيقيها في كل مجالات الهندسة والفنون للوصول إلى أشكال أكثر جمالا وجاذبية.

تم استخدام النسبة الذهبية في كل مجالات الفنون منذ القدم، كما في أهرامات مصر، ومعابد البارثينون اليونانية القديمة في أثينا وفي العديد من الأعمال الفنية وفنون العمارة. كما قام ليوناردو دافنشي بتسمية النسبة الذهبية باسم "النسبة الإلهية أو المقدسة". وقام بتطبيقها على أعماله الفنية. فمثلا، إذا قمت برسم مستطيل حول رأس لوحة الموناليزا، فيمكن تحديد المستطيل وفقًا لقواعد النسبة الذهبية.

إن الأشكال والعناصر التي تتوافق مع قانون النسب الذهبية تبدو جذابة بالنسبة للإنسان بشكل فطري. ولذلك، يجب على المصور أن يبحث عن فرص لاستخدام هذه العناصر في التكوين. ولكن يجب أن يضع في اعتباره أن استخدام النسبة الذهبية لا تتحقق بشكل حرفي.

لا يجب أن يبحث المصور عن شريط قياس وآلة حاسبة في ميدان التصوير للتحقق من أن الكائنات في التكوين تتناسب مع النسبة الذهبية، بل يجب أن يبحث عن التوافق في النسبة والتناسب. أي أنه ليس من الصعب على المصور التعرف على مظهر النسبة الجذابة. يمكن استخدام العناصر المستقيمة ذات النسب النسبة الذهبية كأساس في التكوين.

مثال (1)

في الصورة أدناه، تكوين من الزهور الجذابة والذي حاز على العديد من الجوائز. تم إنشاء التكوين بالاعتماد على النسبة الذهبية. فإذا قمنا برسم مستطيل حول مجموعة الزهور والسيقان الممتدة، فسنلاحظ أن المستطيل الذي تم وضعه على قطري إطار الصورة يساوي تقريبًا النسبة الذهبية. مما يفسر بشكل جزئي أناقة التكوين البسيط في هذه الصورة.

الإعدادات: 70 مم، 1/8 من الثانية عند f / 22 و IS0 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم. 

الإطارات المتعددة

Multiple Frames

إن عمل إطار داخل الصورة يضيف الكثير إلى التكوين، ويلفت اهتمام المشاهد. يمكن وضع إطار داخلي داخل إطار الصورة الأصلي. حيث يعمل الإطار الداخلي على التركيز على الجوانب المهمة في التكوين. أما الإطار الخارجي فعادةً ما يضيف عنصر زخرفي للصورة.

إن الإطار الداخلي يقدم تناسق بصري في الصورة، ويسمح بنوع من التناظر البصري الجزئي، أي عندما تظهر عناصر في التكوين مثالية ولكن غير مكتملة فإن عقل المشاهد يعمل على استكمال باقي العناصر لأن هذه فطرة الإنسان الطبيعية. ويتم ذلك وفقا لنوع الإطار الداخلي المستخدم بالصورة.

في بعض الأحوال قد يضع المصور العديد من الإطارات الداخلية بالصورة، مما يعطي المشاهد دافع للتركيز في الصورة، فينظر إلى المجموع الكلي. ويشعر بنوع من الانضمام والاندماج في الصورة. هناك العديد من الصور المتعددة الإطارات، ويمكن استغلال تأثيرات النور والظل لوصف الإطارات.

توجد الإطارات حولنا في كل مكان، مثل النوافذ والأبواب والبوابات وما إلى ذلك. ويمكن استغلال درجات النور والظل لعمل تأثيرات إبداعية في التكوين. ولا توجد عناصر محددة يمكن أن تعمل كإطار داخلي في التكوين، حيث يمكن استخدام أي عنصر مميز في التكوين، لذا فكر في إثراء تكوين الصورة من خلال إضافة إطار داخل إطار الصورة الأصلي عندما يبدو ذلك أكثر جاذبية.

 

أمثلة عن الإطارات المتعددة

Examples of Multiple Frames  

مثال (1)

في الصورة أعلاه، تعمل النافذة التي من خلالها يمكن رؤية الطفل في هذه الصورة كإطار داخل الإطار الأصلي. يعمل الإطار الداخلي وهو النافذة على إضفاء الحركة ويركز الاهتمام في التكوين على الموضوع الأساسي وهو الطفل.

الإعدادات: 95 مم، 1/500 من الثانية عند f / 5.6 و ISO 200 ، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم. 

مثال (2)

في الصورة أعلاه، يعمل الفتح الدائري في بوابة الحديقة كإطار داخلي في الإطار الأصلي. ولاحظ أنه بدون هذا التأثير، ستكون صورة الحديقة أقل إثارة للاهتمام بالنسبة للمشاهد.

الإعدادات: 18 مم، 1/100 من الثانية عند f / 5 و ISO 200، والكاميرا محمولة باليد. 

مثال (3)

في الصورة أعلاه، مشهد لقطرات المياه التي تحيط بها أوراق الشجر، حيث أوراق الشجر تعمل كإطار داخلي في الإطار الأصلي. تعمل مناطق الظل العميقة في الأوراق المحيطة المنحنية الخطوط كإطار داكن حول قطرات الماء. ويمكن ملاحظة أن الضوء على قطرات الماء يأتي من الخلف، ويشبه شكل الشبكة العنكبوتية.

قام المصور بالخروج على الأسلوب التقليدي في تصوير قطرات المياه. فمن غير المعتاد استخدام الأشكال الطبيعية بهذه الطريقة واستغلالها لعمل إطار داخلي. فعند تصوير المشهد التفت المصور لجمال التكوين الذي يمكن استغلاله بشكل إبداعي، والذي لاحظه عندما نظر إلى المشهد من خلال عدسة الكاميرا.

الإعدادات: عدسة ماكرو 200 مم، أنابيب تمديد مدمجة 66 مم، ثانيتان عند f / 32 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم. 

اللون في التصوير

Color in Photography

في بعض الأحوال قد لا يؤثر اللون على قرار المصور في اختيار التكوين، فقد يولي الاهتمام لعناصر التكوين نفسه. إلا أن اللون جزء مؤثر ومهم جدًا من التكوين في أي صورة ملونة. يجب تعلم كيفية رؤية الألوان من حيث تأثيرها على الأشكال والعناصر، بدلاً من رؤية الألوان كعنصر من عناصر التصميم فقط.

لكي يكتسب الفنان هذه المهارة، يجب أن ينظر إلى الوراء ويفرق بين ما يتخيله وما يراه في الحقيقة. ويدقق في ألوان العناصر، ثم يفكر في أهداف موضوع التصوير ومدى إمكانية تحقيقها بالواقع، فسنجد أن اللون له تأثير كبير على الصورة. وبناء على ذلك، فكر في الطريقة التي يوجه بها اللون العين في اتجاه معين وكيف يساعد اللون في تنظيم طريقة إدراك وفهم الصورة.

إن اللون كجزء من الصورة يمكن أن يحدد العديد من الأشياء. فمثلا، يمكن أن يحدد اللون المكان الذي تنظر فيه أولاً والترتيب الذي تنظر به إلى الأشياء. يري مؤلف الكتاب، أن أهم جانب من جوانب اللون في التكوين هو تأثيره العاطفي. فإذا لاحظنا منذ سن مبكرة، يكون للأطفال ألوان مفضلة.

مما يؤدي إلى أن تنقل الصورة التي تحتوي العديد من الألوان وفق درجات النور والظل العديد من المشاعر، فالألوان الداكنة والظلال قد تنقل أحاسيس مرتبطة بالخوف أو الغضب. أما الألوان الدافئة مثل البرتقالي والأصفر وغيره تنقل احاسيس الراحة والجودة والرغبة. وبالتالي عند إنشاء التكوين يجب التفكير في التأثير العاطفي للألوان التي نراها كل يوم، ويجب التفكير في كيفية استخدامها بفعالية.

أمثلة عن اللون

Examples of Color  

مثال (1)

في الصورة أدناه، تم التركيز في هذه الصورة على استخدام التركيز الانتقائي بين لونين فقط (الأصفر، والبرتقالي الأحمر) بشكل أساسي للفت الانتباه إلى المركز وهو الزهرة. فكما نلاحظ أن الأرضية الخلفية ذات اللون الأحمر البرتقالي تبدو ناعمة، مما يبعث السرور على المشهد، أما اللون الأصفر اللامع الداخلي يعمل على لفت الانتباه والتركيز على منطقة منتصف الصورة. 

الإعدادات: عدسة Lensbaby أصلية، +4 مرشح تقريب، حلقة فتحة f / 4 ، 1/125 من الثانية عند ISO 200، والكاميرا محمولة باليد.

مثال (2)

في الصورة أدناه، جزء من أوراق زهرة گازانیا Gazania، ويعتمد التكوين على استخدام درجات اللونين الأصفر والأحمر. يؤدي تكرار خطوط الألوان بدرجتين مختلفتين إلى إنشاء تكوين قوي بالصورة. ويمكن ملاحظة أن قطرات الماء تضفي الجاذبية على الألوان، تم تصوير المشهد في ضوء الشمس مما أدي إلى إنشاء تكوين جذاب يلفت الانتباه يعتمد على التباين بين الألوان.

الإعدادات: عدسة ماكرو 200 مم، 1/20 من الثانية عند f / 40 و ISO 100، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم.

مثال (3)

في الصورة أعلاه، وجه تمثال صغير، ويمكن ملاحظة أن حوالي نصف الصورة الداكن واضح بالتفصيل، أما النصف الأخر الفاتح ضبابي وغير واضح. يساعد التباين بين الظلال الداكنة التي تقترب من الأسود، والألوان الفاتحة في وجه التمثال الصغير على خلق محتوى عاطفي في التكوين.

الإعدادات: عدسة Lensbaby أصلية، +10 مرشح تقريب، حلقة فتحة f / 5.6 ، 1/160 من الثانية عند ISO 200، والكاميرا محمولة باليد. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

التكوين الإبداعي - نصائح وتقنيات التصوير الرقمي.

Creative Composition - Digital Photography Tips & Techniques

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.