بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصميم الجرافيكي / أساسيات تنظيم المحتوي في الشبكات

Basics of Organizing Content in Grids

 

النسبة الذهبية

The golden section

تسمي النسبة الذهبية أو القطاع الذهبي وتستخدم في التصميم بشكل عام، وكذلك تستخدم في تصميمات نظم الشبكات. والنسبة الذهبية هي علاقة بين عنصرين غير متماثلين، وقد يكونا أي شيء. مثل العلاقة بين الفقرة المهمة والصفحة ككل، أو العلاقة بين حجم العنوان والنصوص بالصفحة.

ولفهم العلاقة بين العنصرين، بفرض أن لدينا خط يمكن قسمته لقسمين، جزء طويل والأخر قصير. حيث ناتج قسمة الجزء الأطول على الجزء الأقصر يساوي مجموع القسمين معاً مقسوما على الجزء الأطول. ويمكن التعبير عن ذلك كالتالي:

النسبة الذهبية هي (أ ÷ ب) = (أ + ب) / أ   

ويمكن التعبير عنها بالنسبة التي تساوي 1: (1+ 5) / 2

ويمكن تقريب النسبة الذهبية عددياً لتساوي الرقم 1.618033 وهي النسبة المعبر عنها في سلسلة الأرقام المعروفة باسم متتالية فيبوناتشي Fibonacci.

من الناحية الحسابية تستمر النسبة في التصاعد إلى ما لا نهاية. يمكن رؤية النسبة الذهبية في العالم الملموس في العديد من الأشياء بدءًا من أكواز الصنوبر وعباد الشمس إلى الحلزون وقذائف نوتيلوس وكذلك في رسم هيئة الإنسان. كما تم استخدامها عبر التاريخ من قبل الإغريق القدماء وفناني عصر النهضة والمهندسين المعماريين، وفي تصميم الكتب الحديثة والهندسة المعمارية القائمة على النسبة "modulor" التي وضعها المهندس العالمي "لو كوربوزييه Corbusier".

مع تطور أسلوب الطباعة الدولي، تم إعطاء القسم الذهبي مكانة بارزة في عالم التصميم والذي لا يزال يُستخدم في مختلف المجالات اليوم ويؤثر عند اتخاذ قرارات التصميم. على الرغم من أن رقم ومعادلات النسبة الذهبية قد تبدو بسيطة ولكن قبل البدء في التصميم، يجب على المصمم التفكير بعناية في دور النسبة الذهبية لكي يستطيع إنشاء علاقة بين المحتوي والصفحة نفسها وتوصيل الهدف والرسالة إلى القارئ.

فيجب على المصمم أن يفكر في أشياء مثل حجم الصفحة، عدد الصفحات، المعلومات بالمقدمة، طريقة تنسيق الأعمدة، وغيره. كلها أسئلة يجب الإجابة عليها قبل أن تبدأ عملية التصميم الفعلية، وكلها تتطلب حسابات رياضية بشكل أساسي للعثور على إجابات. ساعد أسلوب الطباعة الدولي على تعميم استخدام أنظمة الشبكة في التصميم الجرافيكي من خلال التركيز بشكل كبير على إيجاد المميزات ودمج بعض هذه المبادئ الرياضية في عملية التصميم.

التسلسل الهرمي

The Hierarchy

التسلسل الهرمي هو أسلوب يؤدي إلى تماسك الوحدة البصرية عند القارئ. عندما يتم إنشاءه بشكل صحيح فإنه يوجه القراء إلى المكان الذي يجب أن ينظروا فيه أولاً، أو ما هي المعلومات الأكثر أهمية. وكذلك يأخذهم عبر التخطيط إلى المكان الذي يرغب المصمم في الذهاب إليه. التسلسل الهرمي هو إحدى طرق التي تساعد في توجيه وتحريك القراء عبر المحتوى بطريقة ديناميكية ومنهجية.

التسلسل الهرمي هو نظام الذي يُستخدم في ترتيب العناصر، ويتم تنسيق العناصر وفقا لطريقة تصميم الشبكة. يؤدي ذلك إلى إنشاء اهتمام بصري من قبل القارئ. وكذلك يؤدي التسلسل الهرمي إلى سهولة الوصول إلى جميع مستويات المعلومات بكفاءة وفعالية من خلال استخدام أسلوب يعمل على تنظيم المعلومات من الأكثر أهمية إلى الأقل أهمية.

تنظيم المحتوى

Organize the Content

يعمل التسلسل البصري على إنشاء مناطق جذب للقارئ، وبناء على التسلسل الهرمي يمكن للمصمم أن ينسق وضع المعلومات من حيث الاستراتيجية والأولوية. هناك عناصر أساسية تأخذ أولوية مثل العناوين الرئيسية ويتبعها في الأهمية بعض المعلومات الأخرى مثل العناوين الفرعية وعناوين الأقسام وبعض الفقرات المهمة وغيره.

يؤدي استخدام نظام هرمي إلى خلق الاتساق البصري والديناميكي من خلال إنشاء نوع من التواصل بين المعلومات والقارئ، حيث يسمح التسلسل الهرمي بخلق نوع من التركيز المناسب على المحتوى بطريقة منظمة يمكن للقارئ توقعها والتنبؤ بها. يتحدد مستوي نجاح الشبكة على قدرة المصمم في استغلال النظام الهرمي لعرض المعلومات بأسلوب واضح ومتماسك يوصل الرسالة إلى القارئ.

ينشأ عن استخدام التسلسل الهرمي نوع من التوازن والنظام الفعال، حيث يعمل التسلسل الهرمي على رسم علاقات بين مناطق المحتوى دون فرض نوع من التطفل في عرض المعلومات. يتم ذلك من خلال استخدام عناصر التكوين مثل المقياس والمساحة والموقع والطباعة واللون وغيره. إن العلاقات بين العناصر هو المفتاح في إنشاء التسلسل الهرمي الفعال. وهذه العلاقات هي التي تمنح التصميم الأهمية.

المقاس والتأثير

Scale and Impact

لكي نلفت انتباه المشاهد إلى عنصر ما بالصفحة يمكن تكبير حجمه، ومع ذلك لا يمكن تطبيق ذلك على كل عناصر الصفحة. فإذا كانت كل العناصر متساوية في الحجم فلن يتقدم أي عنصر للأمام أو يتراجع للخلف، مهما كان حجمه. وبناء على ذلك، لا يمكن أن يكون هناك عنصر أكثر أهمية من عنصر أخر.

إن العناصر من نفس المقياس تعمل على إبطال بعضها البعض. فيمكن أن تساعد علاقات المقياس التدريجي في إنشاء أحاسيس الإيقاع والتأثير، وتحريك المشاهدين عبر تصميم الصفحة ومنحهم مكان يلفت انتباههم وينظرون إليه باهتمام. يمكن للعلاقات بين جميع العناصر أن تخلق مجموعة واحدة وإحساس بالوحدة وتؤسس لغة مرئية لجميع المحتويات المشابهة.

فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تغيير حجم الخط إلى تحقيق التباين في التصميم، كما يمكن أن يؤدي تغيير وزن أحد العناصر أو الثقل أو التركيز إلى لفت الانتباه بطريقة غير متوقعة. ويمكن أن يؤدي التنوع في أنواع الخطوط إلى أن يجعل أحدهما يتقدم للأمام أو إلى المقدمة وقد يتسبب في انحسار الآخر إلى الخلفية بينما لا يزال التكوين العام يبدو متماسكًا.

المساحة السلبية (الفراغات)

Negative Space

توفر المساحة السلبية مسارات للعين وتسمح بالتنقل عبر محتوى التكوين ويمكن أن تعمل في الواقع على تحريك عين المشاهدين عبر فقرات النصوص والصور وغيره، وتوجه القراء إلى أين ينظرون ومتى ينتبهون لشيء ما. يجب أن يكون هناك نوع من التنسيق بين المساحات الفارغة أو السلبية والمساحات الشاغرة أو الإيجابية.

يجب على المصمم الاهتمام بتأثير المساحات السلبية، ولا يكتفي فقط بتكبير مناطق الفراغات لكي يلفت الانتباه للنص أو المحتوي. حيث أن المساحات السلبية المتساوية والموجودة حول المناطق الإيجابية أو مناطق المحتوي تؤدي إلى إنشاء تصميم أو تخطيط ثابت لا يسمح للقارئ بحرية الحركة عبر الشبكة.

يمكن استغلال الفراغ أو المساحات السلبية في إنشاء تناسق بين التكوين والصفحة بشكل عام. وكذلك يؤثر تصميم الفراغ أو المساحات السلبية على أشياء بالصفحة مثل حجم فقرات النصوص، حجم الهوامش، الوزن والاستقرار، وطريقة جذب العين إلى شيء ما، والتحرك عبر مسارات، أو الثبات في الرؤية على شيء معين.

الموقع النسبي

Relative Position

بالإضافة إلى العلاقة بين المحتوى والمساحة السلبية، يمكن أن يؤثر الموقع النسبي لعناصر مثل فقرات النصوص أو الصور وغيره على القارئ. حيث يمكن أن يؤدي تغيير الموقع النسبي أو اتجاه عنصر ما إلى إنشاء تباين مميز بين محتويات الصفحة. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تدوير عنصر واحد مثل عنوان إلى تمييزه عن بقية المحتوى وجذب العين إليه. ويعود السبب في ذلك إلى أنه عندما يتم وضع عنصر بطريقة مختلفة، فإن ذلك يؤدي إلى كسر الشكل التقليدي أمام العين البشرية، فيوفر نوع من التركيز والاهتمام تجاه العنصر ويعمل على زيادة الوزن البصري للعنصر.

اللون

The Color

يمكن استخدام اللون لاستدعاء أو التأكيد على محتوى معين يتطلب مزيدًا من الاهتمام. ويمكن أن تؤدي درجة حرارة الألوان أو علاقاتها ببعضها البعض وبالعناصر الأخرى في التخطيط أو في نظام الشبكة إلى إنشاء نقاط محورية بالصفحة أو جعل تأثير عنصر ما محايد، مما يسمح لمنطقة أخرى بأخذ الأسبقية والحصول على الاهتمام من القارئ.

حجم وشكل الصفحة

Size & Shape of the Page

هناك بعض النسب الرياضية المعروفة تستخدم لتحديد حجم ومقاس الصفحات. وكذلك يتم استخدام نسب العلاقات الموسيقية القياسية مثل الفترات 2: 3 و 4: 5 بشكل متكرر بسبب شكلها الممتع. بصرف النظر عن الاعتبارات الجمالية، يلعب المحتوى دور كبير في تحديد بنية الصفحة النهائية. فعلى سبيل المثال، الصفحات الضيقة تسمح بالقراءة السريعة، فيجب قراءة المحتوى بسرعة. حيث لا يتعين على العين الانتقال بعيدًا من نهاية السطر الحالي إلى بداية السطر التالي، وذلك مثل الأعمدة الضيقة في الصحيفة.

أما النصوص التي يتم فيها تقديم النثر أو المواد التي تركز على الكتابة، فيتم عرضها من خلال تنسيق أوسع قليلاً يشجع على القراءة البطيئة والتركيز. أما المحتوي الذي يتضمن صور فوتوغرافية أفقية فلا يجب وضعه فوق تنسيق رأسي ضيق. والمحتوى الذي يتطلب استخدام جداول طويلة ومتعددة، فيُفضل أن يتم تقديمه من خلال صفحة عمودية.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

الشبكات وتخطيط الصفحات.

Grids and Page Layouts

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.