بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصميم الجرافيكي / الهوامش، المقياس، واللون في الشبكات

Margins, Scale, and Color in Grids

 

هوامش الصفحة

Page Margins

على الرغم من أن الهوامش Margins على الصفحة تعتبر اصطلاحًا بسيطًا ومستخدمًا على نطاق واسع للعامة وليس للمصممين فقط، إلا أن تحديد استخدامها في أمر معين قد يكون أمرًا صعبًا. وذلك لأن الهوامش تخدم عدة أغراض، مثل وضع إطار حول المحتوى بطريقة ترضي العين البشرية وتساعد في تنسيق التصميم.

فعلى سبيل المثال، يمكن للهوامش المتساوية أن تخدم إنشاء صفحة ثابتة بدون وزن حقيقي للعناصر، بينما الهوامش التي يتم وضعها حول المنطقة الحية أو المنطقة الأهم بشكل غير متماثل يمكن أن تساعد في تنشيط المساحة السلبية أو الفارغة وتجعل التكوين أكثر ديناميكية وحركة. تعمل الهوامش أيضًا على حماية المحتوى. بسبب الاختلافات في الطباعة والتزيين، وكذلك تمنع الهوامش اقتطاع المحتوى عن طريق الخطأ.

كما أنها تحافظ على المحتوى من أن يتم حجبه بواسطة إبهام القارئ (في حالة كتاب أو كتيب). تبلغ الهوامش العلوية حوالي من تسع أو أعشار أو اثني عشر من حجم الصفحة وتعتبر هذه الصفحة نموذجية ولكن يمكن إعدادها بأي نسب مرغوبة لحجم الصفحة أو المنطقة الحية أو المنطقة الأهم. ولهذا يجب على المصمم البقاء على دراية بالتنسيق النهائي لأنه أمر بالغ الأهمية يؤثر على التصميم.

لإنشاء توازن مرئي باستخدام الهوامش يجب ضبط مساحة الهامش، فكلما كان الهامش كبير ولكن متوازن مع المحتوي كلما أدي إلى خلق شعور بالاستقرار والانتظام ولذلك لضمان نوع من الراحة البصرية للقارئ.

النسبة بين المنطقة الحية وحجم الصفحة

Live Area: Page Size

المنطقة الحية هي الجزء الأهم في الصفحة، ويمكن تحديد المنطقة الحية بنفس الطريقة التي يمكن تحديد بها حجم الصفحة. حيث يمكن أن يتم ذلك وفق النتيجة المباشرة للاحتياجات التي يفرضها المشروع نفسه على التصميم. 

فعلى سبيل المثال، قد يتطلب التنسيق الصغير الذي يحتوي على قدر كبير من المحتوى أن تكون المنطقة الأهم أو المساحة الحية كبيرة جدًا بالنسبة إلى حجم الصفحة النهائي وذلك لكي تتلاءم مع جميع المحتويات. 

وكذلك يمكن أن تكون المنطقة الحية مصممة بعناية بحيث تخلق توازن وانسجام داخل الصفحة، أو على العكس من ذلك، قد يتم تصميمها باستخدام نوع من عدم توازن المتعمد بهدف توجيه القارئ بشكل ديناميكي خلال الاطلاع.

في المعتاد نادرًا ما تكون المناطق الحية غير محكمة بما حولها من عناصر على الرغم من أهميتها، وذلك لأنها تتأثر بوجود عناصر الشبكة مثل أرقام الصفحات والرؤوس والملاحظات الهامشية وغيره. 

حيث هذه العناصر تعمل على تغير شكل منطقة المحتوى الأساسية بالصفحة. ولهذا يجب على المصمم الأخذ في الاعتبار أن يكون شكل المنطقة الحية دائماً مرتبط بشكل مدروس بالشكل العام للصفحة وحجمها.

الفراغ في الشبكات

Space in Grids

يعتبر الفراغ عنصر مهم في تصميم الشبكات، لأن عنصر الفراغ يخلق إحساس بالتركيز من خلال العلاقات المتناقضة بين محتويات الصفحة والمناطق السلبية أو الفارغة مثل الهوامش وغيره. يجب على المصمم أن يهتم بالنسبة والتناسب بين محتويات الصفحة والمناطق السلبية أو الفراغات. لأن الفراغ يلفت تركيز انتباه المشاهد تجاه المحتوي.

تتيح المساحات الواسعة في التنسيق للمشاهد وقتًا للراحة واستيعاب المعلومات الموجودة على الصفحة. وتعد المساحة السلبية عنصر مهم جدًا في تصميم وتخطيط الشبكات، ويجب الاهتمام بها بنفس القدر الذي نعطيه للمساحات الإيجابية وخاصة عند تحديد العلاقات بين مناطق المحتوى المختلفة والصفحة نفسها.

المقياس في الشبكات

Scale in Grids

في بعض الأحوال قد يتشابه المصطلحين المقياس والحجم في نظام الشبكات، ولكنهما يختلفان عن بعض، فالحجم يشير إلى أبعاد محددة في منطقة ما. أما المقياس فالمقصود به هو النسبة والتناسب بين مقاسات العناصر بالصفحة. أي أنه مقياس نسبي، ويمكن تحديده من خلال ملاحظة العلاقات بين العناصر وبعضها في الصفحة. مثل العلاقة بين مناطق المحتوي بالصفحة.

يمكن تعديل المقياس النسبي للعناصر للتأكد من أن التسلسل الهرمي ملائم ومناسب وواضح في كل صفحة وهناك تواصل بين العناصر المهمة في الشبكة. هناك عناصر أخرى بخلاف النص تؤثر على عنصر المقياس مثل الصور والعناوين وغيره، والتي عند تغيير مقاسها تؤدي إلى خلق احاسيس مختلفة.

فقد تخلق شعور بالثبات أو العكس من ذلك قد تخلق شعور بالديناميكية والحركة. وذلك وفقا للنسبة والتناسب بين مقاسات العناصر ككل. بشكل عام، يؤدي المزيد من التباين الواضح والقوي بين مقاسات العناصر إلى إنشاء تكوين أكثر نشاطًا وديناميكية ويمكن أن يؤدي إلى خلق إحساس بالحركة، بينما يمكن أن يؤدي التباين الضعيف بين مقاسات العناصر إلى إنشاء تصميم أو تكوين أكثر تناسقًا مع خلق إحساس بالهدوء والاستقرار.

تعتبر كل الطرق مناسبة ولكن على المصمم أن يختار الأفضل الذي يتناسب مع محتويات الصفحة، وذلك لأن الهدف في الأساس هو خلق علاقات بين العناصر الرئيسية في الصفحة. ففي بعض الأحوال يُفضل أن يشغل المحتوي المساحة الأكبر من تصميم الصفحة، وفي بعض الأحوال الأخرى قد لا يكون ذلك مناسباً. ولكن بشكل عام يجب على المصمم مراعاة النسبة والتناسب بين كل عناصر ومحتويات الصفحة.

اللون في الشبكات

Color in Grids

يقوم اللون بالعديد من الوظائف في تصميم الشبكات، نذكر منها ما يلي.

اللون كأداة لتجميع وتوحيد العناصر

يمكن استخدام اللون كأداة تعمل على توحيد المحتوى أو تقسيمه. سواء كان ذلك عن طريق إنشاء مساحة أو حقل بلون معين بهدف تجميع المعلومات أو استخدام اللون في العنوان لكي يظهر بشكل بارز، وهنا يعمل اللون على إنشاء روابط عاطفية قوية بين عناصر التصميم وبين القارئ.

عندما يتم استخدام الألوان في العناوين الرئيسية فإنها تُضفي ثقل على تصميم الصفحة ككل، وخاصة عندما يتم مقارنتهم بالفقرات. وهناك طريقة أخرى يمكن للون من خلالها توحيد عناصر تصميم في نظام الشبكات وهي من خلال الاستخدام المتسق والمتكرر. ففي المعتاد عندما يقرأ الناس النص الملون فإنهم يتفاعلون مع الألوان حسب شخصية وثقافة كل فرد، أي أنهم يتفاعلون مع الألوان بالطريقة التي يرونها.

يعمل اللون في بعض الأحوال على إنشاء تأثير وفقا لقوانين ومبادئ جشطالت Gestalt، وهي قوانين تتحدث عن طريقة الرؤية في العين البشرية، فإذا حدق الإنسان في لون ما مثل الأحمر لفترة مثل نصف دقيقة أو أكثر فإنه يري اللون المكمل أو المقابل على عجلة الألوان، أي أنه يري اللون الأخضر.

وبناء على هذه القوانين والمبادئ أبدع العديد من فناني الحركة الانطباعية في لوحاتهم الفنية، وإن استخدام مبادئ الجشطالت في التصميم يعمل مثل مغناطيس في التصميم، فيجذب عناصر التصميم تجاه لون معين، ومن ثم يعمل على لفت انتباه القارئ بدون وعي أو قصد منه. 

ومن خلالها تتفاعل عناصر الصفحة مع بعضها وتضيف معنى لبعضها البعض وتشكل فكرة كاملة وموحدة على الرغم من أن العناصر منفصلة ومستقلة عن بعضها. واليوم يمكن استغلال هذه المبادئ في نظم الشبكات في تصميم صفحات الكتب والجرائد وغيره وحتى في تصميمات صفحات الويب.

بالإضافة إلى مبادئ الجشطالت يمكن استخدام لوحة الألوان في تصميم الشبكات. وذلك لأنها تخلق نوع من المشاركة المرئية التي يتفاعل معها المشاهد بسهولة. فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك ثلاث ألوان في مساحة معينة بالصفحة، وكان هناك لونين قريبان من بعض كما في لونين من الألوان الدافئة والأخير بارد، أو لونين داكنان والأخر فاتح، فإن المشاهد سيقوم بشكل تلقائي بربط اللونين المتشابهين معا ورسم العلاقة بينهما.

يمكن استخدام لون واحد فردي في تصميم الصفحات، وذلك لأن وجود لون واحد يعمل على خلق إحساس بالتسلسل الهرمي للعناصر، وجذب انتباه المشاهد، ولكن في بعض الأحوال قد يكون استخدام اللون الفردي مضر بالتصميم إذا كانت كل القطع أو المساحات في الصفحة تتساوي في الأهمية.

اللون كأداة تنظيم العناصر

يعمل اللون على تنظيم المحتوي وإنشاء مناطق مرتبطة ببعضها تعلق في ذهن المشاهد لفترة قصيرة أثناء القراءة والتصفح. وتساعده على الفهم السريع للمادة والمحتوي بالصفحة. وهو مبدأ تنظيمي يجعل القراء والمتصفحون يشعرون بالراحة معه. لأنه يعمل على خلق نوع من ترتيب للتصفح في نظام الشبكة.

يمكن استخدام اللون في التصميمات لفصل العناوين الرئيسية أو تمييز قسم عن آخر، أو في فصل الموضوعات عن بعضها. يمكن أن تساعد خصائص الألوان نفسها على تنظيم المحتوى. فعلى سبيل المثال، تميل الألوان الدافئة مثل الأحمر والأصفر إلى التقدم والظهور في المقدمة، بينما تنحسر الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر وتتراجع إلى الخلفية. وعند وضع ذلك في الاعتبار أثناء تصميم الشبكة أو الصفحة، يمكن استخدام مجموعات من الألوان الدافئة والباردة لدعم العلاقات بين العناصر.

ويعتبر الاستخدام المتسق والمتناسق للألوان هو المفتاح الرئيسي في تصميمات الشبكات. فلاحظ عندما يتم استخدام اللون في نظم الشبكات فإنه يعمل على تنظيم المحتوي، وبناء على ذلك يتوقع المشاهد أشياء معينة. ولهذا يجب على المصمم أن يفكر في قواعد استخدام اللون. وكذلك يجب أن يفكر بأسلوب إبداعي من خلال تعلم كيفية ثني هذه القواعد أو كسرها بنوع من الاحترافية.

ولاحظ أنه إذا لم يكن هناك اتساق في التصميم وتناغم بين الألوان، فستظهر المعلومات فوضوية ولن يظهر التصميم بشكل منظم، وبالتالي يفقد المصمم الأساس المتين بينه وبين القارئ والذي يساعده على التواصل بين عناصر ومحتويات الصفحة.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

الشبكات وتخطيط الصفحات.

Grids and Page Layouts

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.