ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

التصوير الفوتوغرافي / توسيع المجال الديناميكي في التكوين

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

التصوير الفوتوغرافي / توسيع المجال الديناميكي في التكوين


التصوير الفوتوغرافي / توسيع المجال الديناميكي في التكوين

Extend Dynamic Range in Composition

 

تفسير الشعور الديناميكي

Understanding Dynamic Range

تخيل أنك في غرفة مظلمة، وفجأة تُفتح الستائر ويضيء ضوء الشمس الساطع أحد أعمدة جدران الغرفة. في البداية لا نستطيع تحمل الضوء المفاجئ ولكن تدريجيًا تتكيف العين. وبعد فترة يمكن رؤية التفاصيل مثل مناطق الظل بالغرفة وحجم إضاءة أشعة الشمس على طول جدار الغرفة.


إن الشعور الديناميكي يشبه هذا المثال، فالشعور بالديناميكية هو شعور بالطاقة والحركة والحيوية تجاه مؤثر معين مثل الضوء في مجال أو مساحة معينة مثل الغرفة. فنجد أن الصورة التي تحتوي على مجال ونطاق ديناميكي تلفت الانتباه وتثير في المشاهد الرغبة في التدقيق والملاحظة للتعرف لماذا تبدو هذه الصورة أكثر حيوية ووضوحاً بالمقارنة بأي صورة أخرى.


إن النطاق الديناميكي هو الاختلاف بين قيم values درجات الألوان الفاتحة أو الخفيفة التي يمكن رؤيتها مثل أشعة الشمس الساطعة على الحائط وقيم درجات الألوان الغامقة أو الداكنة التي يظهر القليل منها مثل تفاصيل الظلال في الزوايا والأركان. يُقال إن المناطق الساطعة، التي تسمى أيضًا المناطق البارزة من الضوء highlights، وتكون شديدة السطوع بحيث لا يمكن للعين رؤية وتفسير أي تفاصيل بهذه المنطقة.


وإن العين البشرية قادرة على تفسير وفهم النطاق الديناميكي وتأثير النور والظل بالتفصيل بطريقة تزيد بكثير عن قدرات الكاميرا الرقمية. بمعني أن الكاميرا الرقيمة تلتقط تفاصيل ودرجات نور وظل أقل من التي تراها وتفسرها عين الإنسان. ويمكن معالجة هذه المشكلة من خلال إنشاء التكوين (عناصر الصورة)، حيث يعمل التكوين على إظهار تأثيرات معينة تراها العين ولا يمكن إظهارها كلها مرة واحدة في الصورة الرقمية.


ويكون ذلك صعب باستخدام تنسيق JPEG للصور، ويُفضل استخدام التنسيق التلقائي بالكاميرا أو التنسيق الخام RAW في حالة رغبة المصور في التعامل مع النطاق الديناميكي وتأثير النور والظل. ويسمح التنسيق الخام RAW بمعالجة الملف أكثر من مرة، لكل من الأجزاء الفاتحة والغامقة من الصورة. يمكن معالجة ملفات الصور بالتنسيق الخام RAW باستخدام برنامج فوتوشوب Photoshop. ومعالجة درجات الأبيض والأسود بدقة.


مثال (1)

في الصورة أدناه، شاطئ وسياج أو سور أبيض طويل، أراد المصور التركيز على اللون الأبيض، حيث السور في الحقيقة أبيض لامع، فتم إنشاء تكوين يعتمد على إظهار المناطق البيضاء تحت تركيز ضوء الشمس الطبيعي. وكذلك لم يكن هناك العديد من مناطق الظل في الصورة، حيث الظلال لا تؤثر على التكوين حتى لو تحولت إلى اللون الأسود تمامًا في الصورة الرقمية.

الإعدادات: 55 مم، 1/400 من الثانية عند f / 10 و ISO 200، والكاميرا محمولة باليد.

     

مثال عن توسيع المجال الديناميكي

Example about Extending Dynamic Range

تصوير منظر طبيعي لمجموعة من الأشجار والجبال البعيدة وسط عاصفة ثلجية. بالاعتماد على النطاق أو المجال الديناميكي. يتم تصوير المشهد ثم يتم معالجته باستخدام برنامج فوتوشوب وإنشاء عدة صور، حيث لكل صورة تكوين مختلف عن الأخر. ويتطلب ذلك معالجة الصور باستخدام التنسيق الخام RAW.


وفي نسخ الصورة على برنامج الفوتوشوب، تم معالجة منطقة المقدمة في صورة، وفي صورة أخرى تم معالجة منطقة الخلفية أو السماء. وفي نسخة أخرى تم دمع المعالجتين الأولى والثانية معا. فتم ثم جمع الصورتين باستخدام أدوات الفوتوشوب مثل الطبقات layers وقناع الطبقة layer mask وأداة التدرج Gradient Tool. بالإضافة إلى إجراء بعض التعديلات وضبط اللون والتباين بالصورة.


أدي دمج الصورتين الأولى والثانية في الصورة الثالثة إلى توسيع النطاق الديناميكي بمعني إبراز أجزاء معينة من المشهد تتأثر بعنصري الضوء والظل في تكوين جذاب. ويعتبر أسلوب الدمج في الصورة الثالثة أفضل بكثير من إنشاء الصور بشكل منفصل. فتم إنشاء الصورة النهائية بعد التعديل مرتين على الصورة الأصلية.  


الصورة الأولى

وفيه تم معالجة الجزء العلوي، فتم معالجة هذه النسخة لتكون غامقة بحيث يتم الاحتفاظ بالتفاصيل في مناطق السحب الفاتحة. 

الصورة الثانية

وفيه تم معالجة الجزء السفلى، فتم معالجة هذه النسخة من ملف RAW لإبراز التفاصيل في الأشجار الأمامية.


الصورة الثالثة

مشهد لعاصفة ثلجية شتوية مثيرة في وادي كبير، حيث تم توسيع النطاق الديناميكي عن طريق الدمج بالفوتوشوب، وكانت النتيجة أفضل مما كان يمكن تحقيقه باستخدام نسخة واحدة من الصورة.

الإعدادات: 18 مم، 1/320 من الثانية عند f / 9 و ISO 100 ، والكاميرا مثبتة على حامل ثلاثي القوائم. 

التصوير الفوتوغرافي / توسيع المجال الديناميكي في التكوين


التعريض في الأرض والسماء ليلاً

Exposing for the Earth and Sky at Night

التعريض exposure هو حجم الإضاءة في الصورة، ويتم ضبطه من خلال الكاميرا الرقمية. وقد يكون التقاط صورة للمناظر الطبيعية ليلا أو المظلمة ذات السماء المرصعة بالنجوم لغز بالنسبة لبعض المصورين، وخاصة عندما يرتبط التقاط الصورة بضبط التعريض. 


ويمكن مقارنة ذلك بتصوير سماء المناظر الطبيعية الأكثر إشراقًا في الصباح. ولإصلاح مشكلة التصوير ليلا، يمكن استخدام برنامج الفوتوشوب مثلا لمعالجة ملفات الصور الخام RAW المتعددة للجمع بين النسخ والإصدارات الفاتحة والغامقة من نفس الصورة.


الصورة الأولى

في الصورة أعلاه، يمكن تقسيم التكوين بشكل عام إلى جزئين السماء والأرض الصخرية. لعمل الصورة، وتم فتح سرعة المصراع Shutter Speed (الجزء المسئول عن زمن التقاط الصورة) لوقت طويل، وتم استخدام رقم توقف عند f / 4، مع الاهتمام بوضع مسارات السماء والنجوم في الاعتبار عند التصوير. وكانت النتيجة أن صورة الكاميرا تبدو غامقة وتظهر الأرضية فيها شديدة السواد ولا تظهر بها أي تفاصيل.


الصورة الثانية

يجب العلم أن استخدام التعريض بشكل تقليدي لن يؤدي إلى إظهار تفاصيل منطقتي السماء والأرض بشكل متساوي. وبناء على ذلك قام المصور بفتح مجال التعريض واستخدام ثلاثة أرقام توقف f-stop (وهي أرقام تحدد حجم الفتحة الموجودة في عدسة الكاميرا). وبذلك تمكن المصور من تصوير نسخة فاتحة تظهر بها تفاصيل الوادي والكتل الصخرية.


الصورة الثالثة

باستخدام معالجة ملفات الصور الخام RAW المتعددة في الفوتوشوب، تم الجمع بين النسختين السابقتين كأساس لإنشاء تكوين منظر طبيعي مثير للاهتمام مع الحفاظ على وجود مسارات نجمية مذهلة ونطاق ديناميكي ممتد. والذي سمح بإنشاء تكوين غير تقليدي لا يمكن الحصول عليه في التصوير الفوتوغرافي التقليدي في حالة التقاط صورة فردية.


الإعدادات: 12 مم، حوالي 30 دقيقة (1805 ثانية) عند f / 4 و ISO 100 ، تم تركيب حامل ثلاثي القوائم للكاميرا. 


الجمع بين صور الزهور

Combining Flower Captures

يمكن تصوير الزهور على مراحل، للحصول على مجموعة صور تحمل كل التفاصيل المهمة على حدة. ويمكن دمج الصور معا لتوسيع النطاق الديناميكي للحصول على صورة واحدة مجمعة. 


وفي كل لقطة يتم استخدام سرعة الغالق وفتحة عدسة مناسبة. وعند تصوير أجزاء دقيقة من الزهور يجب الحرص على عدم تحريك الكاميرا أو الزهرة أو حامل الكاميرا الثلاثي القوائم. فيصبح من السهل الحصول على أفضل المقاطع من كل لقطة حتى نجمع التكوين النهائي. 

 

الصورة الأولى

تم مراجعة اللقطات المختلفة التي أجريتها بسرعات مصراع مختلفة في برنامج Adobe Bridge وذلك قبل البدء في معالجة النسخ معًا يدويًا. وفيما يلي أنواع التعريض الضوئي التي تتراوح من الفاتح إلى الغامق.


الصورة الثانية

منظر علوي للزهرة، حيث تم زيادة التعريض في هذا الإصدار للحصول على أقصي درجات السطوع.


الصورة الثالثة

منظر سفلي أول للزهرة، حيث تم ضبط الإعدادات حتى نحصل على صورة بتفاصيل واضحة لجزء أخر في الزهرة.

التصوير الفوتوغرافي / توسيع المجال الديناميكي في التكوين


الصورة الرابعة

منظر سفلي ثاني للزهرة، حيث تم ضبط التعريض لتوضيح جمال التفاصيل ولكن اللقطة غامقة والألوان عالية التركيز أو التشبع.


الصورة الخامسة

منظر سفلي ثالث للزهرة، حيث تم ضبط التعريض ليكون ضعيف ويقل حجم الإضاءة فتصبح الصورة غامقة، مما أدى إلى إظهار بعض الخطوط المظلمة.


الصورة السادسة

وفيها يتم دمج اللقطات معاً لإنشاء صورة مركبة، فتم الجمع بين العناصر والأجزاء الحادة والناعمة، فأصبحت النتيجة النهائية تكوين ملفت للنظر وغير عادي.

الإعدادات: 200 مم ماكرو، أنبوب تمديد 36 مم، تم عمل أربع لقطات بسرعات مصراع بين 2 و 13 ثانية، كل لقطة عند f / 32 و ISO 100 ، والكاميرا محمولة باليد. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

التكوين الإبداعي - نصائح وتقنيات التصوير الرقمي.

Creative Composition - Digital Photography Tips & Techniques

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات