الألوان / الفرق بين الألوان الدافئة والباردة
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الألوان / الفرق بين الألوان الدافئة والباردة
The Difference Between Warm and Cool Colors
صفات اللون الأساسية
Basic Color Characteristics
إن اللون له ثلاث صفات أساسية، وهم:
اللون Hue: بمعني أسم صبغة اللون مثل لون أخضر أو أصفر وغيره.
القيمة Value: وهي التدرج من النور أو الفاتح أو الأبيض إلى الظلام أو الغامق أو
الأسود، ويتدرج مقياس القيمة ليحتوي على مختلف درجات الرمادي بين الأبيض والأسود.
وعندما يتعرض اللون للضوء فيميل المقياس تجاه الأبيض، وعندما تقل نسبة سقوط الضوء
على اللون فيميل المقياس تجاه الأسود.
التشبع Saturation: وهو كثافة أو تركيز الصبغة في اللون، وإن اللون المكثف يبدو للمشاهد
زاهي وساطع، واللون قليل التشبع يبدو للناظر باهت. وتتدرج الألوان على مقياس
التشبع من المكثف أو المركز إلى الباهت.
دائرة (عجلة) الألوان
The Color Wheel
إن الشكل الأكثر شهرة لعرض مختلف درجات
الألوان هو عرضها من خلال دائرة (عجلة) الألوان. حيث يتم وضع الألوان على مسافات
متساوية من بعضها. مما يسمح بتوضيح العلاقات بين الألوان وتوضيح درجاتها. تحتوي
أقل دائرة ألوان على عدد 6 ألوان، وتعتبر دائرة الألوان المكونة من 12 لون الأكثر شيوعاَ، وهناك
أيضا دائرة ألوان مكونة من 24 و 48 لون.
يجب أن تحتوي دوائر الألوان دائمًا على
عدد زوجي من الألوان ويجب أن يكون هذا الرقم قابلاً للقسمة على ثلاثة. تتكون عجلة
الألوان من ثلاثة ألوان أساسية أو أولية وهم الأصفر والأحمر والأزرق. وتسمي
الألوان الأساسية بهذا الاسم لأنه لا يمكن الحصول عليها من خلال مزج أي ألوان مع
بعضها البعض. ومن خلال مزج الألوان الأساسية معا يمكن الحصول على أو اشتقاق باقي درجات
الألوان.
إذا تم خلط كميات متساوية من درجتين من
الألوان الأساسية، فسينتج من ذلك إنشاء لون ثانوي. ويوجد 3 ألوان ثانوية تنشأ من
مزج الألوان الأساسية. ينشأ البرتقالي من مزج الأحمر والأصفر، ينشأ الأخضر من مزج
الأصفر والأزرق، وينشأ البنفسجي من مزج الأحمر والأزرق.
إذا تم خلط الألوان الأولية والثانوية معا،
فينتج عن ذلك إنشاء لون أو تدرج متوسط أو ثالث intermediate or tertiary.
على عجلة الألوان القياسية المكونة من اثني عشر لون. وهناك 6 ألوان متوسطة أو من
الدرجة الثالثة. وهم (أصفر - برتقالي yellow-orange)، (أصفر - أخضر yellow-green)،
(أزرق - أخضر blue-green)،
(أزرق - بنفسجي blue- violet)،
(أحمر - بنفسجي red-violet)،
(أحمر - برتقالي red-orange).
على دوائر الألوان الأكبر عدداً، يمكن مزج الألوان المتوسطة مع الألوان الأساسية
أو الثانوية لإنشاء ألوان رباعية.
درجة حرارة اللون
Color Temperature
يتم تقسيم الألوان على عجلة الألوان
إلى نوعين من الألوان، وهما كالآتي:
الألوان الدافئة warm colors
ويحتوي نطاق الألوان الدافئة على الأصفر
والبرتقالي والأحمر وبعض درجات اللون الأخضر.
الألوان الباردة cool colors
ونطاق الألوان الباردة يحتوي على كل
درجات الألوان التي تبدأ من (الأزرق – الأخضر) حتى مختلف درجات الألوان من الأزرق
والبنفسجي.
إن الألوان لها تأثير نسبي فيما يتعلق
بدرجة الحرارة، فيعتمد تأثير اللون على ما حوله من ألوان، سواء إذا ما تم وضع
اللون بجوار ألوان أخرى أو تم وضعه على مقربه منه. فعلى سبيل المثال، قد يكون
اللون الأصفر دافئًا بالمقارنة (بالأزرق – الأخضر)، وقد يكون اللون (الأزرق –
الأخضر) دافئًا بالنسبة إلى البنفسجي. ومثال أخر، قد يكون اللون الأخضر باردًا
بالنسبة إلى لون آخر دافئ مثل (الأصفر – البرتقالي)، ولكنه يعتبر دافئًا عند وضعه
بجانب اللون الأزرق البنفسجي.
تستخدم أيضًا درجة حرارة اللون لإنشاء
تأثيرات متعلقة بموقع اللون في العمل الفني بالنسبة للمشاهد. فعلى سبيل المثال، تظهر
الألوان الدافئة وكأنها تتقدم لأمام على مستوى الصورة. فيبدو كما لو كانوا يتحركون
نحونا ويعطون إحساس اللون الذي يتجه نحو المشاهد. أما الألوان الباردة فلها تأثير
معاكس. فيبدو وكأنها تنحسر أو تتراجع للخلف في الفضاء أو الفراغ على مستوى الصورة.
تعتبر هذه مفاهيم مهمة جدًا يجب على
الفنانين والمصممين تذكرها عند العمل بالألوان. فيمكن أن تشكل فارق كبير بالنسبة
للرسامين أو المصممين، حيث أنها تسمح بخلق شعور بالمسافة بين العناصر وكذلك خلق
شعور بالعمق بسبب دلالات الألوان. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام الأصفر لإنشاء
تأثيرات الضوء، ويمكن استخدام الأزرق في العناصر البعيدة أو لإنشاء الظلال
العميقة.
ففي المعتاد نري الألوان الدافئة
والزاهية بوضوح أمامنا، أما الألوان الباردة فنلاحظ أنها تتراجع في الفضاء، فتفقد
لونها وتصبح غير واضحة. كما في العناصر التي يراها الإنسان من على مسافات كبيرة.
ومثال على ذلك ما نراه في منظور جوي أو من الأعلى في المناظر الطبيعة.
بفرض أننا نري منظر طبيعي من الأعلى لمساحات
خضراء وأشجار وتلال من على مسافة بعيدة. فإن اللون الأخضر الزاهي يكون أكثر دفئا
وخاصة إذا كان موجود على مسافة قرييه من المشاهد. وعندما ننظر تجاه مسافات أبعد
فإن اللون الأخضر يتحول إلى لون غير مشبع أو باهت، ويتحرك تدريجياً من اللون
الأخضر الغامق إلى اللون الأزرق الرمادي البارد ويبدو للمشاهد وكأنه بعيد جدا أو
ينحسر كلما بعدت المسافة. وينطبق الأمر نفسه على قمم الجبال والتي تظهر بلون محايد
وتبدو وكأنها تتحرك وتنحسر بعيدًا في الفضاء.
إن اللون له تأثير على العناصر وخاصة
عندما يكون هناك مسافات بين العناصر، فالعناصر تفقد اللون كلما زادت المسافة وقل
ضوء الشمس، فلا نلاحظ أن ملامس وتفاصيل العناصر أصبحت مفقودة. حتى نرى ألوان العناصر البعيدة تتلاشى
إلى اللون الرمادي المتوسط.
الشفافية والفراغ
Transparency and Space
عند العمل بالألوان يمكن ملاحظة أنه
يكون صلب غير شفاف، بفرض وضع دائرتين من لونين مكثفين أو غير شفافين وتقاطعا وتداخلا
مع بعضهم البعض في منطقة، بحيث تكون جزء من الدائرة الثانية فوق الأولى، فستبدو الدائرة
الثانية وكأنها تتقدم للأمام بالمقارنة بالدائرة الأولى. وإن هذا المفهوم البسيط
للتداخل بين الألوان يحدد العلاقات بين ألوان العناصر في اللوحات والأعمال الفنية.
أما إذا كان القطاع أو الجزء المتداخل
بين الدائرتين شفاف، بمعني أنه تم تخفيف تركيز اللون، فمن المستحيل تقريبًا تحديد
أيهما يتقدم أمام الآخر. مما سوف يترك انطباع أو إحساس غير واضح أو إحساس غامض باللون
والمساحة. لعمل لون شفاف للدائرتين في منطقة التداخل.
يجب الحصول على درجة متوسطة من كل لون،
أي يجب تخفيف اللون حتى نحصل على الدرجة المتوسطة. وكذلك يمكن الحصول على الدرجة
الوسطي باستخدام القيمة بمعني تخفيف درجات النور والظل الساقط على كلا اللونين حتى
نصل للدرجة الوسطي وعند مزجهما معاً ستكون منطقة التداخل شفافة.
إن استخدام الشفافية في الألوان أو
تخفيف تركيز الألوان يعد مبدأ أساسي في فن الرسم وفن الجرافيك وغيره. حيث يستخدم
لعمل إيحاء بالعمق والمسافة وفي العديد من الخدع البصرية الأخرى التي تعتمد على
التعامل مع مختلف الملامس.
توثر المادة الخام للألوان على نتائج
العمل الفني. فعلى سبيل المثال، تسمح ألوان الأكريليك بعمل العديد من الطبقات
بالألوان فوق بعضها، وبناء على ذلك تظهر بعض الألوان أكثر ظلاماً أو تعتيمًا،
وتسمح الألوان المائية بدرجة كبيرة من الشفافية لأنه يمكن تخفيفها بالماء.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن التحكم في الألوان لضبط درجة الشفافة. فكلما كانت درجة
اللون (أو الصبغة) أفتح من المادة الأصلية المستخدمة، زادت شفافيتها. والعكس صحيح،
كلما كانت المادة أغمق، كان التأثير الذي سيتم تحقيقه أكثر تعتيمًا وكثافة.
أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء
قريب بإذن الله
المراجع
والمصادر
كتاب اللون في
العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use
لمزيد
من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي
حساب
"مدونة ألوان" على فيسبوك.
حساب
"مدونة ألوان" على انستجرام.
حساب "مدونة ألوان" على تويتر.
ليست هناك تعليقات