ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / تناغم الألوان في الفن والتصميم

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / تناغم الألوان في الفن والتصميم


الألوان / تناغم الألوان في الفن والتصميم

Color Harmony in Art and Design

تناغم الألوان

Color Harmony  

إن تناسق الألوان وتناغم الألوان ونظم الألوان كلها مصطلحات تصف نفس الشيء. فهي تصف الطرق التي يمكن بها وضع مجموعة مختلفة من الألوان في تكوين جذاب ومتناسق. وبدل من الاعتماد على التخمين فقط، يمكن الاستعانة بقواعد ونظم تناغم الألوان. والتي تعتمد على تفسير العلاقات والروابط بين الألوان وبعضها على عجلة الألوان.


إذا كان هناك لونين متشابهين على عجلة الألوان من حيث القيمة (درجات الفاتح والغامق) والتشبع (درجات تركيز الصبغة اللونية) فعند وضع اللونين بجوار بعضهما البعض، فإن الحد الفاصل بين اللونين سوف يتلاشى أو يكون من الصعب رؤيته.


إن هذا التأثير ينطبق على الألوان مكثفة الصبغة أو الزاهية والألوان ضعيفة الصبغة أو الباهتة. ويمكن إنشاء تباين بين اللونين فقط إذا قمنا بتغيير القيمة أو التشبع لأحدهما. فمثلا، نجعل واحد منهما أغمق من الأخر. أو أحدهما زاهي والأخر باهت.   


الألوان المكملة

Complementary Color

وهي الألوان المتعارضة أو المتضادة، فهي الألوان التي تقابل بعضها البعض على عجلة الألوان، وتسمي الألوان المكملة، وهي تمثل أعلى درجة تباين بين اللونين على دائرة الألوان. وتتكون الألوان المكملة من زوجين ضد بعضهما على دائرة الألوان. ويكون أحدهما من الألوان الدافئة والأخر من الألوان الباردة. ومن أمثلة أزواج الألوان المكملة الأحمر والأخضر، البرتقالي والأزرق، والأصفر والبنفسجي.


إن عين الإنسان تتفاعل بشكل فطري مع الألوان المكملة، فعندما تري لون قوي وواضح لفترة فإنها تستنتج اللون المكمل بشكل فطري وما يُعرف علميا باسم الصورة اللاحقة. فمثلا، إذا رأي الإنسان اللون الأزرق الزاهي في مساحة كبيرة فإنه بعد فترة يشعر وكأنه يري اللون البرتقالي. أو كأن اللون البرتقالي يُسطع أمامه من شدة تأثير رؤية الأزرق.


وكان الفنانين الانطباعين يستغلون هذه الظاهرة في لوحاتهم الفنية ويستخدمون الألوان المكملة. وإن ذلك يعتبر أحد أسرار لوحاتهم الفنية التي ظهرت مشرقة للغاية وحيوية ولها جودة إنارة خاصة. هناك نوع أخر من الألوان المكملة وهو الألوان المكملة المنقسمة split Complementary وفيها يوجد ثلاث ألوان بدل من زوج مكمل، فيتم تحديد لون في طرف وفي الطرف الأخر يتم اختيار اللونين المجاورين للون المكمل.


الأمر يشبه شكل حرف "Y" مقلوب. فعلى سبيل المثال، إذا قمنا باختيار اللون الأزرق فإن اللون المكمل هو البرتقالي، أما في نظام الألوان المكملة المنقسمة فإن اللونين المكملين للون الأزرق سيكونان اللونين على حول اللون البرتقالي، أي أن مكمل الأزرق هو درجات (البرتقالي - الأحمر)، (والبرتقالي - الأصفر).


يسمح نظام الألوان المكملة المنقسمة بعمل العديد من العلاقات والروابط بين الألوان بشكل أكثر تعقيداً. مما يُعطي العديد من الفرص والإمكانيات للفنانين والمصممين.   

     

الألوان المحايدة

Neutral Colors

يمكن الحصول على اللون الرمادي من خلط درجات من الأبيض والأسود، وهناك طريقة أخرى للحصول على اللون الرمادي. فإذا تم خلط كميات متساوية من زوج من الألوان المكملة معًا، فإن النتيجة ستكون لون محايد. عند إضافة كمية من الأبيض إلى اللون المحايد، يصبح اللون رمادي فاتح تقريبا. فمثلا إذا تم خلط كميات متساوية من الأخضر والأحمر ستكون النتيجة لون رمادي. ولقد استخدم فناني الانطباعية هذه التقنية لعمل درجات الرمادي وللتخفيف من درجة تشبع الألوان والتحكم فيها.


ويختلف اللون الرمادي الناتج من خلط الألوان المكملة في أنه يكون ذو درجة حرارة مختلفة، فقد يكون اللون الرمادي الناتج يميل إلى أن يكون لون رمادي بارد أو لون رمادي دافئ وذلك يكون حسب زوج الألوان المكملة. أما اللون الرمادي الناتج من خلط الأبيض والأسود فإنه يكون سطحي التأثير لأنه لا يحتوي على تأثير درجة الحرارة.


نظام الألوان الثلاثية

Triads Colors

وهو يتكون من ثلاثة ألوان، حيث يجب أن يكون كل لون من هذه الألوان على مسافة متساوية من الآخر على عجلة الألوان. وهناك طريقة أخرى لتذكر تركيبة الألوان الثلاثية وهي التفكير فيها كمثلث متساوي الأضلاع يوضع داخل عجلة الألوان ويمثل كل زاوية في المثلث لون من الألوان الثلاثة.


ومن أبسط ألوان النظام الثلاثي هو نظام الألوان الأساسية (الأحمر، الأصفر، والأزرق) أو الألوان الثانوية (البرتقالي، الأخضر، والبنفسجي). ويمكن للفنان عمل أي توليفة من الألوان الثلاثية، فمثلا يمكن اختيار ثلاثة ألوان وسيطة لعمل تشكيل ثلاثي، طالما أنها متباعدة على مسافة متساوية من بعضها البعض.


إن العامل المتغير الحقيقي هو عدد درجات الألوان التي تتكون منها عجلة الألوان التي تستخدمها كمرجع، فمثلا يمكن استخدام دائرة الألوان المكونة من 12 لون، والشرط الوحيد هو أن تكون الألوان المحددة متباعدة على نفس المسافة من بعضها البعض. يخلق هذا النظام نوع من الانسجام والتناغم اللوني في الأعمال الفنية، حيث يخلق شعور بالوحدة في التكوين.


نظام الألوان الرباعي

Quatrain Colors

وهو يتكون من أربعة ألوان، فبفرض وضع 4 ألوان في مربع داخل دائرة الألوان، فإن زوايا المربع تعبر عن 4 ألوان. وهو مثل نظام الألوان الثلاثية ولكن الفرق الوحيد أنه يتم استخدام مربع بدل من مثلث، وله نفس الشروط أي يجب أن تكون المسافات بين الألوان متساوية على عجلة الألوان.


يحتوي دائما نظام الألوان الرباعي على لون أساسي ولون ثانوي بالإضافة إلى لونين من درجات وسطي. وإن هذا النظام شديد الفعالية والكفاءة حيث يوفر عدد كبير من مجموعات ألوان رباعية متناسقة ومتناغمة ومتباينة يمكن العمل بها بسهولة. ومن أمثلة هذا النظام الأزرق (لون أساسي)، البرتقالي (لون ثانوي)، (الأخضر – الأصفر)، (والبنفسجي – الأحمر).


تأثير بيزولد

The Bezold Effect

كان ويلهيم فون بيزولد Wilhem von Bezold عالم في مجال المنسوجات. حيث كان يعمل مع النساجين، ولاحظ أنه إذا تم تغيير لون واحد في التصميم، فإن ذلك يكون له تأثير جذري على التكوين العام والتصميم الكلي. فعندما يتم تغيير اللون الأهم أو الصبغة السائدة في نمط المنسوجات، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيير التكوين بالكامل. ويرجع ذلك إلى القوة العميقة لتأثير الألوان.


التباين المتزامن

Simultaneous Contrast

يتأثر إدراكنا للألوان بالبيئة التي نرى فيها هذا اللون. نظرًا لأن اللون نادرًا ما يُرى بمفرده، فإن الألوان المحيطة تؤثر على كيفية رؤية اللون. وبالتالي تتغير طريقة التفسير والتعرف على اللون. تُعرف هذه الظاهرة المرئية بالتباين المتزامن وتحدث عند رؤية لون واحد على خلفيات مختلفة.


ترتبط هذه النظرية بجميع الألوان ولكنها تكون أكثر وضوحا مع الألوان المكملة. فعلى سبيل المثال، إذا تم وضع مربع صغير من لون أصفر على خلفية من الرمادي المحايد، فبعد النظر لفترة سوف يظهر أثر من لون بنفسجي للمشاهد. وإذا تم وضع نفس اللون الرمادي في مربع صغير على خلفية من البنفسجي، فإننا سوف نشعر بتأثير وجود اللون الأصفر، ونشعر بدرجة حرارة تميل إلى الدفء.


إذا تم وضع اللون مرة على خلفية من لون قاتم أو داكن، وتم وضع نفس اللون مرة أخرى على خلفية فاتحة، فإنه عندما يتم وضعه على خلفية داكنة سيبدو أفتح، وعندما يتم وضعه على خلفية فاتحة فسيبدو أغمق. وإذا تم وضع درجتين متساويتين من حيث القيمة والتشبع بجانب بعضهما البعض، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث ميل في الرؤية أو حدوث اهتزاز بصري عند الحد الفاصل حيث يلتقيان، وبعدها يتلاشى الحد الفاصل بين اللونين وينشأ نوع من الاندماج عند الحد الفاصل، ولكن يظهر كل لون مكثف ومشبع بشكل مستقل.


تفاعلات الأسود والأبيض

Interactions of Black and White

تتفاعل الألوان بشكل مختلف عندما تكون محاطة بأحد اللونين الأبيض أو الأسود. فإذا تم وضع لون داخل إطار من اللون الأسود فإن الإطار الأسود يعمل على تقيد الحضور المرئي وكأنه يضع حاجر حوله. فيبدو اللون الأسود وكأنه يحبس اللون ويضغطه. وإذا تم وضع اللون داخل إطار من الأبيض، فإن ذلك سيعمل على عزل اللون عن الخلفية، حيث يبدو الإطار الأبيض وكأنه يسمح للون بالانتفاخ بصريًا داخل المساحة.  


القيمة والتباين (الاختلاف)

Value Contrast

من أسهل الطرق لتغيير مظهر اللون هو وضعه على خلفية متباينة، فيعمل ذلك على إظهار اللون بسبب خواص الاختلاف التي تعتمد على لفت الانتباه. فيظهر اللون الأبيض بقوة إذا تم وضعه داخل بقعة من الأسود. وإن ذلك يرتبط بخاصية التباين المتزامن، فقد تظهر الألوان مختلفة جدًا، اعتمادًا على الخلفية الموضوعة عليها أو ما يُوضع بجانبها.


يؤدي وضع الصبغة على خلفية داكنة إلى عزلها وجعلها تبدو أفتح، كما أنها تجعل اللون الفاتح يبدو أكبر في الحجم. على العكس من ذلك، فإن وضع نفس اللون أو درجة من اللون على خلفية فاتحة يجعلها تبدو أغمق وأصغر. ومع ذلك، لا يمكن تحديد أي رد فعل إذا كانت ألوان الخلفية والألوان الأمامية متساوية في القيمة، حيث يجب أن يكون هناك تباين بين الألوان لتحقيق هذا التأثير.


اللمعان والتألق

Luminosity and Luminescence

يوجد عنصر أخر يؤثر في الألوان وهو نسبة اللمعان أو البريق أو التألق في اللون. واللمعان يرتبط بتأثير الضوء على اللون، ويمكن تعريف اللمعان بأنه الضوء الذي يتم إدراكه وينبعث من كائن ما ويرتبط ويسير جنبًا إلى جنب مع القيمة. ويمكن أن نري اللون اللامع، فإنه يكون أكثر جزء متأثر بالضوء ويعكسه في حالة وجود إضاءة قوية.


فعلى سبيل المثال، إذا تم وضع مستطيل أحمر على خلفية مظلمة، فإن اللون الأحمر سيبدو أكثر توهجاً وتصبح المنطقة الحمراء نقطة محورية. وإن اللون الفاتح والزاهي أو المشبع عند وضعه على خلفية سيبدو وكأنه يتقدم على مستوى الصورة ويعرض جودة متلألئة كلما زاد الضوء الساقط عليه، وسوف يبدو في مرحلة ما وكأن الضوء ينبعث من اللون من شدة التلألؤ.


وكلما كان اللون لامع ومتألق كلما كان بدا أقرب للمشاهد في المسافة بالمقارنة بما حوله من ألوان، فيكون اللون له تأثير أكثر إشراقًا. تتأثر قوة السطوع بالمسافة بين اللون وبين المشاهد، فكلما كانت المسافة بعيدة كلما قلت دائرة التوهج. يمكن قياس مدي لمعان اللون من خلال تسليط مصدر ضوء مباشر على اللون والمقارنة بين الألوان وبعض ومدي قدرتها على عمل انعكاس للضوء.


يسمي هذا الأسلوب "القياس الموضوعي" لسطوع السطح الذي يعكس الضوء أو ينقله، ولكنه ليس مقياس كمي. هناك نوع أخر من التلألؤ أو اللمعان يسمي "التلألؤ البيولوجي" والذي يشير إلى الضوء المنبعث من كائن حي مثل الحشرات أو الأسماك. ولكن من الناحية الفنية، إن اللمعان هو انبعاث الضوء من مصدر ليس ساخنًا بدرجة كافية أو لا ينتج حرارة كافية ليترك أثر التوهج مثل المصباح الكهربائي.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات