بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / اختبار الألوان - اعرف شخصيتك من لونك المفضل

Color Test - Know your Personality from your Favorite Color

اللون الرقمي

Digital Color

في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، بدأت تكنولوجيا الكمبيوتر في الانتشار ووصلنا إلى ما يمكن تسميته بعصر الكمبيوتر الشخصي. أي أن الكمبيوتر أصبح في متناول الفرد، وبعدها ظهرت المواقع الإلكترونية والتطبيقات الرقمية وأصبحت متاحة للجمهور غير المتخصص أو الشخص العادي.

أدت هذه التطورات إلى اتجاه جميع الأسواق لتسويق التكنولوجيا وخاصة في الكمبيوتر المنزلي والمكتبي. مما فتح الباب لظهور نظرية جديدة للألوان وهي نظرية الألوان الرقمية بمعني الألوان التي نراها على الشاشة. وذلك عندما بدأت شركة أدوبي Adobe وشركات البرمجيات الأخرى المعروفة في تطوير برامج الصور والجرافيك. ففي البدايات لم يكن منتقي الألوان color picker شركة Adobe مبنيًا على أي نظرية ألوان سابقة.

تم إنشاء مساحة اللون بحيث تعتمد على نوع أجهزة الكمبيوتر ونوع الشاشات والطابعات، أي على حسب إمكانيات الأجهزة يمكن عرض ألوان العمل الذي تم إنشاؤه. فعندما تنظر إلى مساحة اللون في منتقي ألوان Adobe ترى الألوان عبارة عن شريحة من مكعب ثلاثي الأبعاد.

وتمثل الزاوية اليمنى العلوية في المكعب النسخة الأكثر نقاء أو كثافة saturation من الصبغة hue أو اللون. وعندما نتحرك بالفأرة نرى المزيد من الألوان. أما أقصى الجانب الأيسر للمكعب عبارة عن مقياس من درجات الرمادي. والمنطقة التي يحدث فيها توازن الألوان هي المنطقة في المكعب التي تحتوي العديد من درجات اللون الواحد.

ونظم الألوان المتاحة هي HVS أو RGB أو LAB، ويتيح كل زر في نافذة الألوان في البرامج استخدام الصفات الرئيسية الثلاثة للون وهي اللون أو الصبغة hue والقيمة value والتشبع saturation وذلك بنقرة واحدة باستخدام الفأرة. فلم تعد النظريات السابقة تُستخدم مثل الخوارزمية الرياضية التي يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر. 

حيث في الماضي، كان يُطلب من المستخدم كتابة كل كود لون في بعض لغات البرامج، أما الآن فأصبح الأمر مختلف تمامًا وأصبح أسهل بكثير. فيقوم المستخدم بالاختيار من شريط الأدوات أو القائمة وبنقرة واحدة يتم تحديد اللون وتطبيقه على المساحة.

انتقل الفنانون من دائرة الألوان إلى مخطط الألوان عبر الزمن، فلم يعد الفنان يبحث عن مزج الألوان كما في السابق، فأصبح يمكنه شراء أي درجة لون يريدها، أو شراء علبة ألوان تشمل معظم الدرجات التي يحتاجها. فكل لون أصبح مستقل عن الآخر، فأصبح يتم العمل بألوان تم اختيارها من عينة مسبقة الخلط أو جاهزة. وتطور عالم الألوان مع تطور الطباعة الرقمية وظهور الطباعة بالحبر والليزر، والتي لم تكن موجودة سابقاً.

فأصبح من الممكن طباعة مختلف أنواع الألوان، فيمكن طباعة ألوان لامعة أو ألوان مط وغيره. ولكن لا يمكن إنشاء وطباعة الملامس أو النسيج، ولكن يمكن محاكاة أو إنشاء الملمس أو النسيج بشكل افتراضي على الكمبيوتر ثم طباعته. فعلى سبيل المثال يمكن محاكاة قماش الكنافة على برامج الجرافيك ديزانين والحصول على نفس التأثير، وقماش الكنافة هو القماش يستخدمه الفنانون للرسم عليه في الحقيقة.    

علم نفس اللون

Color Psychology

إننا نستخدم الألوان دائما في لغتنا بشكل منتظم لوصف المشاعر والعواطف، فيرتبط اللون والعواطف ارتباطًا وثيقًا لدرجة أننا نستخدم هذه المصطلحات كأوصاف لمفاهيم ومشاعر تتجاوز الكلمات واللغة. فمثلا، نستخدم الأحمر للتعبير عن الدم، والأبيض للتعبير عن النقاء، والأسود للتعبير عن الحزن والحداد وهكذا، حيث يلعب اللون دورًا حيويًا في الثقافة والحياة اليومية.

وهناك جانب أخر مهم عن اللون يؤثر في حياتنا اليومية وهو استخدام الألوان في المنتجات وفي التصميمات. فلا يكفي أن ينتج فنان أو مصمم منتج معين بأي ألوان بل يجب أن يكونوا على دراية بكيفية تأثير اختيارهم على المستهلك. فاختيار لون بسيط يمكن أن يساهم في نجاح أو فشل المنتج.

حتى المعرفة الواسعة بتناسق الألوان، وكيفية مزج لونين أو أكثر لإنشاء عدد لا حصر له من الألوان الجديدة، لن تكفي لتوضيح الرسالة والهدف التي يقصدها الفنان أو المصمم. وذلك لأن المستهلك العادي أو المتلقي يستحضر تجاربه وخبراته وذكرياته في الحياة المتعلقة بألوان المنتج الذي يستخدمه.

يسير علم نفس الألوان وأبحاث السوق جنبًا إلى جنب في عالم التجارة والصناعة لكي يتم توفير احتياجات المستهلك. إن كفاءة الفنان في استخدام الألوان تعتمد على فهم العلاقة المعقدة بين اللون والحالة النفسية والعاطفة، والتي على أساسها يتمكن الفنانين والمصممين من إنتاج أعمال فنية وتصميمات مؤثرة وفعالة.

حيث يجب أن يتمتع الفنانون بأكثر من المعرفة التقنية في إنشاء الألوان ومزجها، كما يجب أن يفهموا تأثيرها على المشاهد. حيث تمكن هذه المعرفة الفنان والمصمم من إنشاء عمل عن قصد يستنبط الاستجابة المحددة المطلوبة من المشاهد. ومن خلالها يستطيع توصيل رسالة معينة إلى المشاهد بشكل فوري.

اختبار اللون

Color Test

في عام 1960، طور الدكتور ماكس لوشر Dr. Max Luscher اختبار اللون بهدف تحديد سمات الشخصية واضطراباتها. أصبح اختبار العالم لوشر هو المعيار الأكثر موثوقية من بين جميع اختبارات الألوان لأنه يتناسب مع الجميع ومنهم مرضي عمى الألوان. ويحتوي اختبار الألوان المبسط على ثمانية ألوان وهم الأزرق الداكن والأصفر و(الأحمر البرتقالي) والأخضر والبنفسجي مع مجموعة من الألوان المحايدة مثل البني والرمادي والأسود.

وهناك بعض المعلومات الواجب أخذها في الاعتبار مثل أن الرمادي والأسود ليسوا لونين ولكنهما درجات فاتحة وغامقة من نفس اللون وهو الأسود. ويتم استخدامها للمساعدة في دعم نتائج الرؤية. البنفسجي هو مزيج من الأزرق الداكن و(الأحمر البرتقالي)، والبني هو مزيج من (الأحمر البرتقالي) والأسود.

وفي الاختبار يتم وضع العينات الملونة بترتيب تنازلي حسب التفضيل، ومن خلال الاختبار يتم الكشف عن جوانب الشخصية، بما في ذلك أحاسيس مثل القلق والصراعات والكراهية. فيتم عرض مجموعات من عينات الألوان المتجاورة ويقوم الشخص بتقييمها وترتيب الألوان حسب التفضيل الشخصي من الأكبر إلى الأصغر.

حيث اللون الأول الذي يفضله الشخص عن باقي الألوان له علاقة بإرادته الداخلية ورغباته. أما اللون الأخير فيمثل ما يسعى الشخص إلى تجنبه. وهذا الترتيب من شأنه أن يعطي نظرة ثاقبة للشخصية والحالة النفسية. وفيما يلي توضيح الاستجابات النفسية لألوان الاختبار.

أزرق غامق Dark Blue

يمثل الهدوء التام والانسجام والراحة، ويتعلق بحاجة الفرد للرضا والوفاء. عندما يتم اختياره في المركز الأول، فإنه يمثل الحاجة إلى الاستقرار العاطفي والراحة والاسترخاء والرغبة في إعادة تجديد الطاقة. الشخص الذي يختار اللون الأزرق يريد بيئة هادئة ومنظمة. وإذا كان هذا هو الخيار الأول للشخص الذي يتم اختباره، فعادة ما يتم اتخاذ هذا القرار بناء على الطبيعة وليس بسبب رفضه للون آخر.

أزرق-أخضر Blue-Green

يتم استخدام كمية قليلة من الأزرق في عينة اللون الأزرق الأخضر أو الأزرق المخضر. إنه لون يعبر عن الصمود والشموخ. يمكن للأشخاص الذين يختارون اللون الأخضر في المركز الأول أن يكونوا حازمين ومتطلعين للمستقبل، ويهتمون في المقام الأول بأنفسهم ومكاسبهم الشخصية. يرمز الأخضر إلى أولئك الذين يريدون المضي قدمًا لتحقيق النجاح.

برتقالي-أحمر Red-Orange

واللون الأحمر المستخدم في العينة ليس اللون النقي أو المكثف. فهو يحتوي على اللون الأصفر مما يجعله يميل إلى البرتقالي. واللون البرتقالي يُعطي شعور بالطاقة. فهو إنه يمثل القوى والحيوية والرغبة والشهية والجوع والنشاط. وهو شائع الاستخدام في تصميمات مطاعم الوجبات السريعة.

يكون الشخص الذي يختار البرتقالي شخص نشيط ويشارك في الألعاب الرياضية والأنشطة البدنية. أما الأشخاص الذين يختارون اللون الأحمر في المركز الأول تكون أنشطتهم الشخصية مكثفة ويريدون تجربة الحياة وعيشها بقوة ورغبة كبيرة. 

الأصفر اللامع Bright Yellow

والأصفر هو لون شديد الكثافة والتركيز. وهو يمثل الأفكار المشرقة والسعيدة. إنه يمثل الرغبة في السعادة. وقد يمثل أيضًا في بعض الأحوال أزمة شخصية كبيرة لشخص يرغب في نتيجة سعيدة. والأصفر هو لون الذهب وقد يدل على المستقبل، والشخص الذي يختاره هو شخص طموح يتطلع إلى المستقبل وكل ما يمكنه تحقيقه.

البنفسجي Violet

اللون البنفسجي هو مزيج من اللونين الأحمر والأزرق، وكل منهما له تأثيره الخاص. يمكن أن يمثل البنفسجي شخص يرى هوية سحرية للعالم وللمتعة والإثارة. في بعص الأحوال يكون البنفسجي هو الخيار الأول للأطفال، فقد يعني ذلك أنهم ما زالوا يجدون العالم مكانًا سحريًا. وقد يكون الشخص البالغ الذي يختاره في المركز الأول حساسًا وغير واقعي في رغباته أو أهدافه.

البني Brown

البني هو اللون البرتقالي ولكن في الظل، ويمثل الأحاسيس الفسيولوجية للجسم ووظائفه. إنها درجة من لون التراب والأرض، ويمثل أهمية المنزل والشعور بالانتماء. وقد يشير أيضًا إلى أن الشخص الذي يختار هذا اللون قد يكون لديه مشاعر عدم الارتياح والرغبة في علاج مشكلة أو موقف.

الأسود Black

هو اللون الحالك بين الألوان كلها في اختبار الألوان. وهو يدل على نفي أو عدم وجود كل الألوان. إنه يمثل لون الفوضى والاحتجاج. فالشخص الذي يختاره يريد أن يتمرد على أي شيء وكل شيء. أولئك الذين يختارون اللون الأسود هم أولئك الذين لا يتخلون عن أي شيء وقد يشعرون أن الأمور ليست دائماً كما يريدون أن تكون.

كما يشير أيضًا إلى شخص قد يشعر أنه ضد القدر وقد يفعل ذلك لمجرد أن يكون مختلفًا ولا يفعل ما يفعله الآخرون فيكون هو المنشق والمحرض. اللون الأسود له تأثير شديد على الألوان الأخرى التي يختارها الشخص بعده وعادة ما يتم اختياره في الموضع الأخير.

الرمادي Gray

أما اللون الرمادي فهو إنه ليس لون نقي، فهو درجة أو نقطة المنتصف بين الأسود والأبيض. فهو لون محايد خال من كل المحفزات فلا يؤكد أو ينفي شيء. حيث يريد الأشخاص الذين يختارون اللون الرمادي في المركز الأول تثبيت أنفسهم وفصلها عن الجميع وكل شيء. يشاهد هؤلاء الأشخاص أنفسهم يمرون بظروف الحياة اليومية ولكنهم لا يشاركون فيها. إنهم يفضلون الوقوف بمفردهم برزانة. وغالبًا ما يتم اختيار الرمادي إحصائيًا في المركز السادس في اختبار الألوان.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.