بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / دائرة الألوان - الثلاثية الأبعاد - للعالم "مونسيل"

Munsell's 3D Color Wheel

العلماء ألبرز وإيتن وباوهاوس

The Scientists Albers, Itten, and the Bauhaus

ربما كانت الفترة التي عاصرها العالم باوهاوس Bauhaus هي الأكثر تأثيراً من بين كل المجموعات المختلفة في الفن والتصميم المعاصر. وكذلك قام العالم يوهانس إيتن Johannes Itten والعالم جوزيف ألبرز Joseph Albers بتطوير مفاهيم ونظريات الألوان، فقد طور إيتن عجلة الألوان التي كانت على شكل كرة مسطحة وجعلها في صورة نجمة. وكان يُفضل تصميم لدائرة الألوان في صورة خط مستقيم لأنه يوضح أطراف ونهايات الألوان بأسلوب يُسهل عملية القياس والتدقيق.

مثال (1)

في الصورة أدناه، نجمة ألوان العالم إيتن والتي تتكون من 12 لون، ومركز النجمة من اللون الأبيض النقي. وعندما يتمدد اللون الأبيض فتظهر ألوان مختلفة تنتهي هذه الألوان عند نقاط أطراف النجمة حيث يوجد أنقى أشكال التدرج اللوني.  

 

كان العيب في جميع أبحاث العالم باوهاوس أنه نظر إلى اللون وقام بدراسته في الفراغ، بمعني أنه عنصر مستقل دون أي يكون له أي علاقة بالصور أو بوظيفة اللون أو بعلم النفس. قام العالم ألبرز باستكمال العمل ووضع دراسات في كيفية تفاعل الألوان مع بعض. ولقد درس أيضا الوهم البصري للون، فجعل لونًا واحدًا يبدو كأنه لونين مختلفين، اعتمادًا على أرضية اللون التي وُضِعَت عليه. ووجد أيضًا أنه يمكن جعل لونين مختلفين يبدو وكأنهما متشابهين، اعتمادًا على أرضية اللون التي تم وضعها.

كانت هذه تجارب لونية تم إجراؤها باستخدام أشكال هندسية بسيطة مثل المربعات والمستطيلات، فيتم وضع اللون المطلوب على أرضية من لون أخر ويتم دراسة التأثير بعمق. فلقد شعر العالم ألبرز أنه طوال تاريخ الفن تم إهمال اللون فيأخذ دور ثانوي بدلاً من يتم دراسته في علم التصوير والتجريد.

مثال (2)

في الصورة أدناه، يمكن ملاحظة وجود ثلاث مربعات، والمربع المركزي هو المربع اللون الأخضر الأكثر توهجاً وإشراقاً. ويعود السبب في ذلك إلى الألوان الباهتة غير المشبعة للمربعين الخارجيين. فوجود هذين المربعين يؤدي إلى إنشاء إطار يكثف لون المربع المركزي ويجعله يبدو أكثر إشراقًا وتوهجاً. حيث يتم زيادة هذا التأثير من خلال عزل اللون المركزي وإحاطة بظلال أقل تشبعًا من نفس اللون أو اللون المجاور وكان لهذه الدراسات تأثير كبير على الرسامين والفنانين في هذا الوقت. 

سعت الدراسات العلمية في هذه الفترة إلى تحسين اللون وفقًا لعناصره الأساسية من خلال استخدام أشكال هندسية بسيطة. ومن العلماء الذي اشتركوا في هذه الدراسات كارل أندريه، وسول لويت، ودونالد جود، فأنشأوا مستويات مسطحة للغاية من ألوان عالية التشبع.

 

العالم مونسيل

The Scientist Munsell

يمكن اعتبار ألبرت مونسيل Albert H. Munsell المؤسس الحقيقي في التصنيف الحديث للألوان. ففي بدايات العالم كان يجد العديد من أسماء الألوان المتشابهة وواجهة نقص في القدرة على توحيد الألوان. فعلى سبيل المثال، وجد أن لون الخوخ هو عبارة عن صبغة خفيفة تتراوح بين اللون الأحمر البرتقالي حتى اللون الأصفر البرتقالي الخفيف وما بينهما من درجات.

ففي هذا الوقت لم تكن هناك صيغ لخلط الألوان ومطابقتها. فقد لا يتطابق المنتج نفسه الذي تم إنتاجه في مصنع ما مع نفس المنتج المصنوع في منطقة أخرى من الدولة. بمعنى أنه لا توجد معايير محددة لتسمية اللون أو خلط ومزج اللون أو تصنيف الألوان. وبناء على مفهوم الألوان وصفاتها للعالم رود Rood، فقط قام مونسيل بتعيين نظام تدوين رقمي للألوان بحيث يمكن تنظيم الألوان ودرجاتها بحيث يُسهل تصنيفها.

مثال (3)

في الصورة أعلاه، قام مونسيل بتطوير وإنشاء عجلة ألوان ثلاثية الأبعاد وتتعلق بصفات اللون، وعلاقة الصبغة hue أو اللون بعناصر مثل القيمة value (التدرج من الظلام أو الأسود إلى النور أو الأبيض) والتشبع saturation (تدرج اللون من المكثف إلى الباهت). وعجلة ألوان مونسيل لها ثلاث محاور وهم الطول والعرض والارتفاع.

حيث الارتفاع أو المحور الرأسي هو القيمة، فيتم يمكن وضع درجات من القيم عليه. فعندما نتحرك لأعلى نحو المحور المركزي الرأسي، تنتقل القيمة من الأسود في الأسفل عبر نطاقات الرمادي حتى نصل إلى الأبيض في الأعلى. وتم وضع عشرة ألوان على المستوى الأفقي. حيث يعبر كل مربع في المستوى الأفقي عن درجة لون معين. أما بالنسبة لصفة التشبع في الألوان، فإن اللون يبدأ الرمادي الباهت في المركز ويتدرج اللون حتى نصل إلى اللون النقي أو المشبع عند الأطراف الخارجية.

إن النموذج الذي أنشأه العالم مونسيل أتاح منهج موضوعي عن تصنيف الألوان، ويتحدث بوضوح عن اللون بأسلوب يُسهل العمل به من خلال استخدام نظام رقمي الألوان. وبهذا النموذج خرج مونسيل من الأسلوب النظري البحت إلى منهج عملي وتقني. واعتبر النظام الذي وضعة واحد من أسس تطوير معايير الصناعة. 

اعتمد مكتب الولايات المتحدة للمعايير نظامه كأداة مناسبة للعمل مع اللون واحتل الصدارة بين نظم مطابقة الألوان في هذا العصر. واليوم يتم استخدامه على نطاق واسع، وبعدها ظهرت نظم مطابقة الألوان جديدة مثل Pantone و Toyo و Trumatch.

اللجنة الدولية CIE

Commission International CIE

في عام 1931 قدمت اللجنة الدولية CIE جدول الألوان القياسي. حيث تم تطوير نموذج ألوان دقيق للاستخدام في كل من التطبيقات العلمية والفنية. فيسمح هذا النظام بمطابقة الألوان بدقة باستخدام خوارزميات وميكانيكا الرياضيات. باستخدام الألوان أو الانتخابات التمهيدية الأساسية وهي الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) الخاصة بالشاشات. فكانت عملية مطابقة الألوان في السابق تعتمد على المجهود البصري الذاتي.

ترتبط هذه القيم أيضًا بالأطوال الموجية القصيرة والمتوسطة والطويلة للألوان والتي تراها العين البشرية أو خلايا مستقبلات اللون وهي خلايا المخاريط في الشبكية. وتم إنشاء بعض النماذج الأخرى لاحقا والتي أصبحت مهمة لإنشاء وتطبيق نظم الألوان الرقمية الحديثة.

تم تحقيق مطابقة الألوان الأولية بدقة باستخدام جهاز يسمى مقياس الألوان colorimeter، والذي يقيس تدرج اللون والتألق أو اللمعان luminance (شدة الضوء) والتشبع. وبعد ذلك يمكن بعد ذلك قياس هذه المعلومات وتحويلها إلى إحداثيات لونية chromaticity وبيانات إحصائية ورسم بياني.

مثال (4)

في الصورة أعلاه، يوضح الرسم التخطيطي للألوان لمنظمة CIE، والذي يظهر على شكل حرف U مقلوب لأعلى. حيث يوضح الرسم جميع درجات الألوان القياسية، ويمكن ملاحظة أن النطاق السماوي والأخضر يشغل المساحة الأكبر. بينما الألوان والصبغات الأكثر دفئًا مثل البرتقالي تشغل المساحة الأصغر في الأسفل.

يرمز الحرف "E" في الوسط المنطقة المحايدة أو المنطقة التي تتساوي فيها جميع الألوان. توجد أكثر الألوان كثافة على الحافة الخارجية للمخطط المقلوب على شكل حرف U. ويتم رسم الألوان على طول المحور X و Y حيث تعتمد القياسات على أطوال موجات الضوء وليس تدرج اللون الفعلي. 

اتحاد الألوان الدولي (ICC)

International Color Consortium (ICC)

هناك منظمتين كبيرتين في الألوان وهما، اتحاد الألوان الدولي (ICC)، ومجلس الألوان المشترك (ISCC)، وكلا من المنظمتين تهتمان بشكل أساسي بالألوان الرقمية وتناسق الألوان. وكانت شركة Adobe أحد الأعضاء المؤسسين لـ ICC إلى جانب سبع شركات كمبيوتر أخرى كانت مهمتها توحيد الألوان عبر عدة منصات مختلفة.

كان هدفهم هو ترجمة بيانات الألوان التي تم إنشاؤها على أحد الأجهزة ونقلها بدقة لجهاز آخر. وإن ذلك سيمكن المستخدمين من الانتقال بسهولة من جهاز إلى آخر. عن طريق التنقل بدء من استخدام الماسح الضوئي scanner إلى الكمبيوتر ومن الكمبيوتر إلى الطابعة وما إلى ذلك.

مما سمح بوجود مرونة هائلة في التعاملات بين كل من المستخدمين والبائعين، وتم ذلك من خلال ترجمة ملفات تعريف الألوان الموجودة في كل البرامج المختلفة وأنظمة تشغيل الكمبيوتر الأساسية. بالإضافة إلى سهولة استخدام هذا الأسلوب، والذي بدونه لن يزدهر مستوى الكمبيوتر الشخصي الذي أصبح أكبر أداة تصميم فنية يملكها المستخدم العادي.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.