ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / ما هو سر الألوان؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / ما هو سر الألوان؟


الألوان / ما هو سر الألوان؟

What is the Secret of Colors?

 

في هذه التدوينة نلتقي وكتاب جديد بعنوان:

"اللون في العصر الحديث Contemporary Color".

"النظرية والتطبيق Theory & Use".

المؤلف: ستيفن بليشر Steven Bleicher.


سر اللون

The Secret of Color

إن اللون هو حقيقة غير مادية، فقد يكون مؤقت بطبيعته، فيتغير ويختلف. ومع ذلك قد يكون اللون هو العنصر الأكثر أهمية وقوة في عملية التصميم. فمثلا، يمكن أن توصل رقعة واحدة من الألوان أكثر من الكلمات نفسها. ويمكن أن يجسد اللون الفردي شعور كبير مثل الفرح أو الحزن.


اللون عنصر خاص في التصميم، حيث يصدر عنه استجابة بشكل تلقائي وغير واعي من عقل المشاهد. وكذلك يؤثر اللون على عنصر أخر مهم في التصميم وهو عنصر الملامس Texture، حيث يعمل اللون على تأكيد صفات الأشياء التي يراها المشاهد، لتقترب من حاسة اللمس، وبالتالي نتعرف على الأشياء في الصور كما هي في الواقع.


إن هذه التأثيرات هي السبب في قوة الألوان، يمكن أن يدور العمل الفني حول اللون وحده دون وجود لأي صور. قال الفلاسفة قديماً إن العالم عديم اللون، ويمكن أن نطرح سؤال مشابهه عن اللون. فإذا أغمضت عينيك، فهل يحتفظ العالم بلونه أم أن اللون موجود في عين الناظر فقط؟


كل شخص يري اللون كما يؤثر به في نفسه، فلا يمكننا أبدًا معرفة ما إذا كان صديقنا أو جارنا يرى نفس اللون الذي نراه جميلاً أم لا، أو يراه بنفس الطريقة التي نراها أم لا. إن اللون هو تجربة شخصية فريدة. وذلك أكبر لغز من ألغاز اللون.


يمكننا مقارنة أفكارنا ومشاعرنا عن الألوان، ولكن حتى الآن لا توجد طريقة موضوعية قابلة للقياس للحصول على إجابة نهائية. من الصعب الحصول على معايير عن الألوان. وقد يكون أكثر ما يمكننا القيام به هو مزج اللون باستخدام صيغة محددة لتحقيق نتيجة موحدة لأننا في الحقيقة كل واحد منا يصل لشيء مختلف، وبالتالي إدراك الألوان يتنوع مثل أشكال رقاقات الثلج في يوم الشتاء.


إن اللون جزء من حياتنا اليومية. كل شيء في عالمنا يتكون من اللون. نحن نأخذه كأمر مسلم به فنعيش بالألوان بشكل فطري، ولا نفكر بشكل متعمد في كيفية وجود الألوان حولنا أبدًا. إن العين والعقل البشري هم الأدوات التي تسمح لنا باختبار البيئة المحيطة والاستمتاع بهذه التجربة. يمكن الاستمتاع بالألوان. فمثلا، عندما نجلس وننظر إلى غروب الشمس، فإننا ننجذب إلى سحر ألوان الطبيعة. لكن هذه القدرة على الاستمتاع بجمال غروب الشمس هي تجربة إنسانية فريدة.


إدراك اللون

Color Perception

يجب أن نفهم كيف نرى اللون قبل أن نتمكن من استخدامه بفعالية. قد تكون الكلمة الأفضل هي الإدراك بدلاً من الرؤية، لأننا نفعل أكثر من مجرد ملاحظة اللون. كيف ندرك الألوان أو نشعر بها، وكيف نتذوق اللون، وكيف نتأثر بأي شيء يحتوي الألوان، فإن هذه التساؤلات لا تزال غير مفهومة تمامًا. 

 

إن الخطوة الأولى في الرؤية وإدراك الألوان هي فهم الألوان كعنصر يثير الاستجابة تجاه محفز بصري للضوء. تُعرف هذه الاستجابة أو رد الفعل تجاه الإحساس المنبه بأنها استجابة أو رد فعل يعمل على تنشيط مستقبلات الضوء في العين والعقل التي تشكل المبادئ الأساسية في الإدراك الحسي.


الإدراك هو محاولة لفهم وملاحظة المنبهات التي يتلقاها الإنسان. وبالتالي لا يمكننا عمل استجابة أو رد فعل بطريقة ما إذا لم نفهم ما هو الحافز أو المحفز البصري. المصطلح العلمي للحد الأدنى من الطاقة التحفيزية اللازمة للإدراك هو "البداية المطلقة absolute threshold".


من حيث الرؤية، فإن الحد الأدنى من الضوء المطلوب لإنتاج صورة كيان مرئي هو لهب شمعة على بعد 30 ميلاً في ليلة صافية. بينما لن نتمكن من رؤية أي لون من هذه المسافة، إلا أننا سنكون قادرين على إدراك الضوء. لذلك، فإن حدة البصر لدينا أكبر بكثير مما قد نتخيله في البداية.


الضوء واللون

Light and Color

بدون الضوء لن يكون هناك رؤية أو ألوان، لأن الضوء واللون لا ينفصلان. يعتبر الضوء طاقة مرئية. حيث يختلف مقدار الضوء سواء في حالة أن يتزايد أو يتناقص، وكذلك كمية اللون.


فعلى سبيل المثال، بفرض تصوير منظر طبيعي عدة مرات في أوقات مختلفة خلال نفس اليوم. فيمكن ملاحظة أن ألوان العناصر مثل الأشجار والمياه والسحب وغيره ليس ثابتًا، ولكنه يتغير باختلاف كمية الضوء طوال اليوم. ففي الصباح الباكر تكون الألوان مشرقة والظلال قليلة على عكس وقت الغروب. وينطبق الأمر نفسه على الضوء الصناعي أو المصابيح الكهربية، فإن تغيير نوع المصباح سيعمل على تغيير جودة اللون أيضًا.


ويمكن أن تقوم بهذه التجربة بنفسك، فقم بملاحظة عنصر أو كائن مثل شجرة من النافذة في أوقات مختلفة من اليوم في الصباح والظهيرة والمساء، وشاهد كيف يتغير اللون. وستلاحظ أن العنصر الذي كنت تعتقد أنه متسق من حيث اللون والقيمة والكثافة ليس كذلك، فإنه يتغير مع اختلاف كمية وجود الضوء.


وإذا أردت الوصول إلى نتيجة فورية يمكنك ملاحظة الفرق بدقة، ما عليك سوى إطفاء الأنوار في الغرفة التي تتواجد بها ومشاهدة العنصر في أوقات مختلفة من النهار. ستلاحظ أنه كلما تغير مقدار الضوء، يتغير لون كل شيء أيضًا. ما نراه حقًا عندما ننظر إلى اللون هو فعل ورد فعل الضوء.


يتكون الضوء الأبيض أو الطيف المرئي من ثلاث عناصر وهي الطول الموجي wavelength والسعة amplitude والتشبع saturation. وقد يسمي ذلك أيضاً باسم التحفيز البصري visual stimulus. تُقاس الأطوال الموجية أو أطوال موجات الضوء بالنانومتر nanometers.


تشمل الأطوال الموجية الأقصر الأشعة السينية X-rays وطيف الألوان المرئي والضوء الأبيض. وتشمل الأطوال الموجية الأطول الأشعة تحت الحمراء. ترتبط الأطوال الموجية المختلفة أيضًا بالألوان المختلفة. حيث تشير الأطوال الموجية الأقصر إلى اللون البنفسجي والأزرق، بينما تشير الأطوال الموجية الأطول إلى الأصفر والبرتقالي والأحمر.


نظرية نيوتن عن اللون

Newton’s Theory of Color

كان السير إسحاق نيوتن Sir Isaac Newton من أوائل من فهموا ما نعرفه الآن بالعلاقة بين الضوء واللون. أظهرت تجاربه في القرن السابع عشر باستخدام المنشور الزجاجي أن الضوء الأبيض يحتوي على الألوان المرئية للطيف. عندما يدخل الضوء الأبيض إلى المنشور، فإنه ينكسر أو ينثني وعندما يخرج من الجانب الآخر، ويتم عرض الطيف المرئي للألوان ويمكننا رؤيتها.


وكذلك يمكن أيضًا رؤية الطيف كجزء من الظواهر الطبيعية مثل قوس قزح. حيث تعمل قطرات المطر بنفس طريقة المنشور، حيث ينكسر ويثني الضوء لإنشاء قوس متعدد الألوان. وربما قد استوحي نيوتن نظريته من الظواهر الطبيعية.


أوضح نيوتن أن الطيف يتكون من سبعة ألوان منفصلة يمكن تمييزها. والتي يرمز لها بالاختصار ROYGBIV الذي تعلمه معظمنا ونحن أطفال. ويعني الحروف الأولى من كل لون من ألوان الطيف وهي: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي.


ومع ذلك، يمكن لمعظم الناس تمييز ستة ألوان فقط من هذه الألوان، فقد يجد البعض صعوبة في معرفة الفرق بين النيلي والبنفسجي. ومن الجدير بالذكر أن نيوتن واجه مشاكل كبيرة مع السلطات والكنيسة بنظرياته فيما سبق عن الجاذبية، ولقد سُجن لبعض الوقت. لذلك، يقول البعض أن نيوتن اختار سبعة ألوان للطيف لأن رقم سبعة مقدس، ولكن في الحقيقة ربما كان هذا هو الأسلوب المناسب في التخفيف من مشاكله السابقة مع الكنيسة وبالتالي تجنب السجن مرة أخرى.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات