ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / الصورَةٌ التِلْوِيَّة أو الأخيرة

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان / الصورَةٌ التِلْوِيَّة أو الأخيرة


الألوان / الصورَةٌ التِلْوِيَّة أو الأخيرة

The Afterimages  

الصورَةٌ التِلْوِيَّة أو الصورة الأخيرة

Afterimages

وهي الصورة التي تبقى بعد توقف إثارة الشبكية. تنص نظرية عن رؤية الألوان أن خلايا المخاريط (حيث الشبكية تحتوي نوعان من الخلايا، وهم خلايا العصي المسئولة عن الرؤية بالأبيض والأسود وخلايا المخاريط المسئولة عن رؤية الألوان) مجمعة معًا في أزواج مثل أحمر مع أخضر وأزرق مع برتقالي، وهكذا.

وبناء على هذه النظرية، فإن العين عندما ترى زوج من الألوان لا ترى اللون الأخر. وهذه معالجة الألوان في الخلايا ثنائية القطب. وهذه العملية هي المسئولة عن رؤية الصورة اللاحقة أو الأخيرة أو التلوية Afterimages. الصورة اللاحقة للون هي تصور للون ليس موجودًا بالفعل ويُنظر إليه على أنه مكمل للون الذي يتم عرضه. وإن رؤية صورة لاحقة يمكن أن تجعل الكثير من الناس يصابون بالدوار والمرض.


بفرض أنك تنظر إلى طائرة حمراء في صورة وبعدها بمسافة يوجد نقطة سوداء، قم بالتحديق بها لمدة 30 ثانية على الأقل أو أكثر. ثم أدر نظرك سريعًا إلى النقطة السوداء المجاورة لها. سترى صورة لاحقة خضراء. هذا هو السبب في أن جميع غرف العمليات في المستشفى مطلية باللون الأخضر الباهت. فكر في الجراح الذي يجري عملية جراحية ويحدق في لون الدم.


عندما ينظر الجراح لأعلى، سيرى بقعًا خضراء يمكن أن تجعله يشعر بالغثيان أو يشعر بالمرض، ولهذا يتم تخفيف اللون الأخضر ويتم استخدام اللون الأخضر الفاتح للجدران. وبناء على ذلك، يجب أن يكون لدينا بعض مكمل فاتح للون لتخفيف الصورة اللاحقة.


قصور إدراك اللون

Color Perception Deficiencies

هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على إدراك وتفسير اللون. يمكن أن يشمل ذلك الحوادث والإصابات والشيخوخة والمرض أو حتى الوراثة. ونسبة الاستجابة الفسيولوجية، ومن الأمراض التي ليس من السهل علاجها هي عمى الألوان. ولكن لا يوجد سوى عدد قليل جدًا من الأشخاص المصابين بعمى الألوان حقًا، ونحن نطلق عليهم اسم مرضي أحادي اللون monochromatics.


هؤلاء الأشخاص لديهم نوع واحد فقط من خلايا المخاريط، والذي يعامل جميع الأطوال الموجية للضوء بنفس الطريقة ويرسل معلومات خاطئة إلى المخ، بحيث يرون فقط ظلال اللون الرمادي. ويمكن للشخص العادي السليم تجربة هذه الحالة، فقم بتعتيم الأضواء في الغرفة حتى لا تتمكن من رؤية أي درجات، وسترى ظلال فقط.


يعتبر نقص الألوان الأكثر شيوعًا هو النقص ثنائي اللون، أو عدم القدرة على رؤية أحد الألوان الأساسية الثلاثة. يفتقر الشخص إلى نوع واحد من خلايا المخاريط وبالتالي يعاني من مشاكل في رؤية الألوان مثل الأحمر والأخضر أو ​​الأزرق والأصفر. مع تقدم الأشخاص في العمر، يمكن أن تتحول العدسة أيضًا إلى اللون الأصفر وبالتالي تقلل من القدرة على تمييز الأشكال. ويمكن أن يؤدي هذا إلى حدوث ارتباك في إدراك اللون.


في دراسة أجريت على كبار السن الذين قد واجهوا صعوبات في التمييز بين الكبسولات الزرقاء والخضراء، وكذلك صعوبة تفسير العديد من درجات اللون الأخضر والأصفر. ومع تطور علوم الطب والصيدلة نجحت بعض الشركات في صناعة عدسات تصحيحية للألوان. حيث تعمل العدسات عن تعويض نقص اللون. ومع هذه التطورات الحديثة وغيرها، لم تعد قصور الألوان هي المشكلة التي كانت عليها من قبل وقد تصبح يومًا ما شيئًا من الماضي.


تسمية اللون

Naming Color

حاول القدماء من قديم الحضارة البشرية فهم اللون واستخدامه منذ فجر التاريخ. استخدم أسلافنا من الفنانين مثل رسامي الكهوف، مجموعة محدودة من الأشكال المصنوعة من عناصر طبيعية للتعبير عن تمثيلات وصور لما يروه في عالمهم. وعبر التاريخ تم استخدام اللون بشكل رمزي ليعبر أهم الأشياء والأحداث آنذاك.


وعبر الزمن تطورت نظرية الألوان منذ عهد أرسطو، وإن مفهومنا وأفكارنا حول اللون يتغير عبر الزمن. إن وجود نظريات عن اللون يساعد الفنان والمصمم في إيجاد طريقة منطقية وموثوقة للتعامل مع اللون. ولقد تم تطوير هذه النظريات أيضًا للمساعدة في توصيل الأفكار حول اللون سواء إلى الفنانين أو المصممين والمصنعين وغيرهم. فكل النظريات عن الألوان تحاول الإجابة عن الأسئلة الأساسية حول اللون، مثل ما هو اللون وكيف تم تشكيله وكيف يمكن استخدامه.


منذ قديم الأزل كانت الألوان المعروفة هي الأحمر والأزرق والأصفر والبرتقالي والأخضر والبنفسجي. كان هناك اتفاق ضئيل حول أسماء أي لون معين. حيث ترتبط أسماء الألوان باللغة والثقافة أكثر من اللون نفسه أو أسم صبغة الطلاء. كانت الأسماء وصفية لأشياء مثل المعادن والنباتات وعناصر أخرى التي تتكون منها الملونات أو الأصباغ. منذ القرن الثامن عشر، كانت الألوان لا تزال تحمل أسماء مباشرة بسيطة، مثل السماء الزرقاء، والأصفر الأساسي.


خلال القرن التاسع عشر ومع الاستكشافات والاستعمار في الغرب، كان هناك تحول أعطى الألوان المختلفة المزيد من الأسماء الرومانسية مثل الأصفر الكناري والأخضر التاهيتي وما إلى ذلك. ولكن عموما، تتغير أسماء الألوان مع مرور الوقت لتعكس الثقافة والمجتمع في كل يوم.


دائرة اللون

The Color Circle

تعتمد معظم نظريات الألوان على ترتيب الألوان بشكل دائري أو عمل تسلسل لوني. يمكن اعتبارها دائرة أو عجلة أو كرة. يسمح هذا التنسيق الدائري بالتعبير عن العلاقات بين كل لون وأخر بطريقة مرئية موجزة. عند ترتيب الألوان يمكن عرض كل تدرج ألوان على حدة أو عرض علاقات الألوان مع بعضها البعض. يأخذ التنسيق بين الألوان شكل الحلقة لإظهار العلاقات في نظرية اللون.


من الناحية الفلسفية، تمثل الدائرة سلسلة متصلة. لا نفكر في اللون على له نهاية، ولكننا نراه مستمرًا، لذا فإن الدائرة تضيف إلى المفهوم الشعري للون. ولهذا يستخدم الفنانون المعاصرون الشكل الدائري دائما كوسيلة توضح التفاعلات بين الألوان.


أرسطو

Aristotle

يعتبر أرسطو هو أول عالم وضع أول نظرية عن الألوان بحكم أنه كتب أول كتاب معروف عن هذا الموضوع. فقلد كتب أن جميع الألوان مشتقة من خليط مختلف من الظواهر الطبيعية مثل ضوء الشمس وضوء النار والهواء والماء. فقد كان يعتقد أن اللون مزيجًا من عنصرين أو أكثر من هذه العناصر هو الذي ينتج الألوان التي نراها. وفي حالة عدم وجود بعض من هذه العناصر فإن ذلك سيؤدى إلى ظهور اللون الأسود والدرجات الداكنة.


فعلى سبيل المثال، قد يكون سبب في الظل الغامق هو مزيج فريد من السواد وضوء الشمس أو السواد وضوء النار أثناء اختلاطهما في الغلاف الجوي. لقد طور هذه المفاهيم بناءً على الملاحظة والخبرة واعتقد أن هذا يفسر سبب رؤيتنا للأحمر الناري عند الفجر والغسق. وكانت الألوان الأساسية هي الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبنفسجي، وكذلك الأبيض والأسود والبني. ولكن في النهاية، شعر أرسطو أن الفن يدور حقًا حول الخط وأن كل العناصر الباقية، بما في ذلك اللون، عناصر زخرفية فقط.


دا فينشي

da Vinci

لم يكن ليوناردو دافنشي واحدًا من أكثر الفنانين إنجازًا في عصره فحسب، بل كان أيضًا عالمًا ومخترعًا. حيث كانت دفاتر ملاحظاته تمتلئ بالاختراعات الجديدة، مثل الهليكوبتر، والدراسات التشريحية للإنسان. لقد تم نشر مقالة عظيمة عن الرسم ونُشرت بعد وفاته عام 1651، بعد أكثر من مائة عام من وفاته. وفيها اقترح مجموعة من ستة ألوان أساسية، كل لون له علاقة مباشرة بالمظهر المادي للعالم الطبيعي.


فمثلا، الأبيض لون مرتبط بالضوء، الأصفر يرمز إلى الأرض، والأخضر للمياه، والأزرق للهواء، والأحمر للنار، والأسود يعبر عن الليل أو الظلام. وكان ليوناردو دافنشي شخص شديد التدين، وبناء على ذلك، كانت الألوان الأساسية عنده ترتبط بالطبيعة، وذلك لأن اللون مرتبط بالروح. وبعد حوالي خمسين عامًا أخرى تم دراسة اللون بطريقة علمية وفيما بعد أصبح تأثير الدين والكنيسة غير مهيمن في معالجة الألوان.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر

كتاب اللون في العصر الحديث Contemporary Color - Theory & Use

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات