ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

تصميم جرافيك / المقياس في التصميم الجرافيكي (1)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

تصميم جرافيك /  المقياس في التصميم الجرافيكي (1)


تصميم جرافيك /  المقياس في التصميم الجرافيكي (1)

Scale in Graphic Design (1)

المقياس

Scale

"إذا لم تتسلق الجبل، فلن تتمكن من مشاهدة الوادي المنبسط".

مثل صيني.


تعريف المقياس

المقياس Scale هو الحجم النسبي، أو المساحة أو النطاق أو المدى أو الدرجة أو وحدة القياس.


يُعرَّف المبدأ المرئي للمقياس بأنه تصنيف يدل على حجم العنصر ومقاسة باستخدام وحدة قياس معينة، وليس بالضرورة أن تكون وحدة القياس تقليدية مثل المتر، السنتمتر، الكيلو، وما إلى ذلك. فالمقياس هو النسبة والتناسب بين الأشياء. وفقا لأي مبدأ مثل النسبة والتناسب بين الأشياء وفقاً للحجم أو الكمية أو الأهمية أو في الترتيب في التكوين composition (وهو مجموعة العناصر التي يتكون منها التصميم). فالمقياس أو النسب والحجم هي مبادئ أساسية في التصميم الجرافيكي وفي كل الفنون المرئية.


يشير مبدأ النسبة والتناسب إلى العلاقات بين حجم العناصر في التكوين بالنسبة إلى المساحة الكلية للتكوين بشكل عام. أما المقياس فيشير إلى المقارنة بين حجم العناصر وبعضها في التكوين الكلي، وكذلك يشير المقياس إلى علاقات حجم العناصر عندما يتم مقارنة بين تكوين (تصميم) وأخر.


وبشكل اعتيادي ويومي، فإن الإنسان يقوم بعمل المقارنات بشكل فطري. فإننا جميعًا نجري مقارنات المقاييس المتعلقة بالحجم والمسافة والوزن وغيره. عادةً ما تستند هذه الأنواع من المقارنات المرئية لدى الإنسان إلى تجارب معروفة ومألوفة توفر لنا باستمرار مرجعًا أو اتجاهًا مرئيًا.


فعلى سبيل المثال، قد يكون من الصعب الحكم على ناطحة سحاب أو جبل مغطى بالثلوج في الأفق من حيث الحجم. ومع ذلك، يكون ذلك سهلا عندما نضع أيًا من هذه العناصر جنبًا إلى جنب مع مرجع مقياس مألوف نعرفه من قبل، فمثلا يمكننا التعرف على مدى طول ناطحة السحاب عندما يتم مقارنتها بأشياء أخرى أو بعناصر صغيرة في الشارع مثل شخص أو سيارة أو عمود إنارة، فيُسهل علينا التعرف على حجم الأشياء بشكل فطري عندما نستخدم مبدأ المقياس Scale لكي نفهم على الفور ما نراه.


أنواع المقاييس

Types of Scale

يمكن تصنيف مبدأ المقياس المرئي إما على أنه حرفي أو انطباعي.


المقياس العلمي (الحرفي أو الموضوعي) Objective

هذا النوع من المقياس يتعلق بالتعريف الحرفي أو الموضوعي للمقياس، فهو يتعلق بمقاسات العنصر بوحدات القياس، أو هو الأبعاد الفعلية لكائن مادي في الواقع أو كائن وهمي خيالي.


يمكن أن نرى الكائن أو العنصر في الحقيقة وكذلك يمكن رؤية نسخة منه على الشاشة أو صفحة الويب أو حتى على ورقة رسم. ومن أحد الفروق الأساسية بين الكائن في الحقيقة وفي الرسم أو التصميم الجرافيكي هو المقاس. ومن الأمثلة البسيطة التي تتكرر بشكل دائم في الحياة عن المقياس الحرفي هو استخدام مقياس الرسم لعمل شيء في الواقع مثل كرسي.


فيتم استخدام مقياس رسم الكرسي على الورق ليتم تنفيذه في الحقيقة. فمثلا، نستخدم مقاس ورقة 8.5 × 11 بوصة. أو ورقة مقاس 21.6 × 28 سم. ومع ذلك، فإن الكرسي الفعلي أو المقياس "الحقيقي" له حجم يلائم طبيعة الإنسان. إن المقاييس الدقيقة التي تعتمد على وحدات قياس محددة ومعروفة مثل المتر، السنتمتر، الكيلو، وغيره يتم استخدامها في الحياة بشكل عام وفي الفنون المرئية أيضاً.


يستخدم مبدأ المقياس الحرفي في الخرائط والرسم المعماري وبناء النماذج. ويتم المقارنة بين عنصرين عندما يتم استخدام وحدة قياس مع الفصل بين الأعداد بعلامة النقطتين (:). فمثلا، الفرق بين الساعات والدقائق، أو الكيلو والجرام، أو المتر والسنتمتر، فيتم الإشارة بينهما بوضع النقطتين مثل واحد متر وخمسون سم 1:50. فالنقطتين تشير إلى الفرق بين الوحدات.


المقياس الذاتي (الشخصي أو الانطباعي) Subjective

ويعني هذا النوع من المقياس إلى الأثر أو الانطباع الشخصي الذي يأخذه الإنسان عن كائن حقيقي. فهو يعتمد على طريقة رؤية وتقدير الإنسان للأشياء. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يرى الإنسان أو يصف السيارة أو المنزل على أنهما يتمتعان بمقياس هائل أو حجم هائل، ولكن قد يكون ذلك بسبب علاقة هذه الأشياء بالإنسان نفسه، بالإضافة إلى مخزون الإنسان من المعرفة والخبرة عن أشياء مثل السيارات والمنازل. المقياس الذاتي هو شيء نسبي فقط ويتعلق بتجاربنا الشخصية، وبالتالي فهو ذاتي بطبيعته ويعتمد على خبرة الإنسان.


الاستخدام الفعال للمقياس

Effective Use of Scale

يمكن استخدام المقياس كمبدأ فعال في التصميم الجرافيكي يعمل على خلق صفات مثل التنوع والتركيز والتسلسل الهرمي المرئي في أي نوع من أنواع التصاميم الجرافيكية. وإن الاستخدام الجيد لعنصر المقياس في التصميم الجرافيكي يؤثر بالإيجاب فيؤدى إلى الاستقرار والراحة البصرية وإظهار جماليات التصميم بطريقة تجعل المشاهد لا ينسى التصميم ويعلق في ذاكرته لفترة طويلة.


بينما يؤدي استخدام مبدأ المقياس بشكل غير الصحيح إلى التأثير بالسلب فيؤدى إلى عدم الراحة، والشعور بوجود خلل وظيفي في التكوين، ويزيد من الإحساس بالضيق أو وجود خطأ متعمد وواضح في التكوين أو نموذج التصميم الجرافيكي.


فعلى سبيل المثال، قد نشعر بوجود خلل في تصميم ما، فيجعل المشاهد لا يشعر بالراحة تجاه ما يشاهده وقد يؤدى إلى شعوره بالنفور تجاه التصميم، وقد يعود السبب في ذلك إلى خطأ في استخدام عنصر المقاس. فقد يكون التصميم مكتمل في كل الجوانب من حيث الألوان والتكوين والصور والكلمات وغيره، ولكن هناك أخطاء بين مقاسات العناصر مما يؤدى إلى وجود خلل وظيفي وليس خلل في جماليات التصميم فيختل التوازن ويفشل التصميم في توصيل الرسالة.


يمكن أن يظهر عنصر داخل تكوين ما أكبر أو أصغر حسب الحجم ويتغير أيضا حسب الموقع واللون والملمس والوزن المرئي للعناصر المحيطة به. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التباين في الحجم إلى التركيز البصري والتسلسل الهرمي والعمق والحركة والتوتر داخل أي تكوين.


عندما تكون عناصر التكوين كلها بنفس الحجم ومتساوية في المقياس المرئي، فإن التكوين سيظهر مسطحًا وأحادي البعد. وسوف يفتقر إلى العديد من العناصر المهمة مثل التباين والتوتر والإيقاع والحركة. وسيبدو الأمر وكأننا نستمع إلى مقطوعة موسيقية ولا نسمع منها إلا نعمة واحدة.


فنسمع نغمة مستمرة، رتيبة ومتكررة، فهي نفسها دائمًا دون تغيير، فلا يوجد أي اختلاف أو حتى تذبذب في النغمة أو الرنين المسموع. عند يتم استخدام جميع عناصر التصميم بطريقة فعالة ومناسبة وذات مغزى، فإنها يمكن أن تخلق إحساسًا بالعمق والحركة في أي تكوين مرئي أو تصميم حتى لو كان به أخطاء من زاوية بصرية.


يعد المقياس أو الحجم أيضًا عنصرًا أساسيًا في التصميم الجرافيكي ومبدأ حاسم يساعد في تحقيق النتيجة النهائية للتصميم، ويمكن استخدام المقياس لتوجيه انتباه المشاهد لعنصر معين. من خلال استخدام مقاس معين لعنصر فريد، مثل صورة أو نص مطبوع، أو استخدام المقاس في إنشاء عناصر متعددة في التكوين.


يحتاج مصمم الجرافيك أيضًا إلى النظر إلى مبدأ المقياس أو الحجم بطرق عملية ووظيفية. حيث يتطلب العمل الاحترافي اليوم من مصممي الجرافيك التفكير في مجموعة متنوعة من الوسائط والأدوات المختلفة لنقل ورفع أعمالهم على الويب أو في الحقيقة.


بدء من الأساليب التقليدية لعمل المطبوعات، إلى المتطلبات الصغيرة للعالم الرقمي لمواقع الويب والواجهات الإلكترونية، والمتطلبات واسعة النطاق للرسومات والمعارض والتصاميم الجرافيكية. يعتبر المقياس مبدأ مهم وأساسي لتنفيذ الأفكار في الواقع بشكل حتمي ومستمر.


الإطار والسياق العام

Context

إنشاء الإطار أو السياق العام في التكوين يعتمد على استخدام مبدأ المقياس المرئي في التصميم الجرافيكي في الفنون المرئية. يستخدم المصمم المقياس لعمل مقارنة سهلة وبديهية بين العناصر في التكوين، للمساعدة في اكتشاف أي خلل في العمل الفني. لذلك، يعتمد مصمم الجرافيك على المقياس لعمل تلك المقارنات بطريقة فورية ومفهومة تُسهل عليه اكتشاف الخطأ.


لقد مررنا جميعًا بمثل تلك الظاهرة المرئية المؤلمة، فكثير منا بعد إنشاء التصميم وعند طباعته على ورقة أولية أكتشف أن التصميم على الشاشة يختلف عن النتيجة التي حصل عليها بعد الطباعة. وحينها اكتشف أن هناك أخطاء لم يكن يراها قبل ذلك.


يقوم مصمم الجرافيك بعمل تكوين مرئي جذاب ويضع له مقاييس محددة وهو يعمل على شاشة الحاسوب، ويتوقع تحقيق نفس النتيجة عند الطباعة، لأنه يتوقع تحقيق نفس العلاقات التي قام بإنشائها في التصميم وقام بالحفاظ عليها، وإن الاختلاف سيكون فقط في المقياس، ويفاجئ المصمم أنها مختلفة تمامًا عند طباعتها على الورقة العادية أو مقاس A4 مثلا.


وهناك أيضا اختلاف قد يفاجئ المصمم بأنه حدث، فقد يكون التصميم مناسب في حجم صغير ولكن عند طباعة بحجم كبير كما في لوحات الإعلانات الكبيرة، قد تكون النتيجة مختلفة تماما وبعيدا كليا عما أراده المصمم. ويعود السبب في هذا الخطأ إلى سوء تقدير أهمية عنصر المقاس. وبالتالي إن عنصر المقاس ليس له تأثير كبير فقط على باقي عناصر التصميم الجرافيكي بل له تأثير كبير جداً في الواقع في تحديد تكلفة إنتاج التصميمات وفي عالم التسويق.


ويحدث هذا الخطأ باستمرار بين معظم مصممين الجرافيك. وبناء على هذه التجارب يقوم المصمم تلقائيًا بإجراء مقارنات في كل مرة يصل لمرحلة معينة في العمل. وإن الإنسان يقوم بشكل فطري بعمل مقارنات عندما يتلقى معلومات حسية. فيقارن بين الأشياء الملموسة مثل ما هو ساخن جدا أو آمن للمس أم لا، ذلك لأن الإنسان يقارن على الفور اعتمادا على تجاربه السابقة.


بالإضافة إلى ذلك، فإننا كبشر نميل إلى إجراء مقارنات بالاعتماد على عنصر المقاس أو الحجم بناءً على طبيعتنا كبشر. فعلى سبيل المثال، يختلف تصورنا للمقياس في عالم البالغين تمامًا عن تصورنا كأطفال صغار.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "لغة التصميم الجرافيكي".

"The Language of Graphic Design".

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات