ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / ما هو اللا تناغم أو التنافر في الألوان؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  ما هو اللا تناغم أو التنافر في الألوان؟


الألوان /  ما هو اللا تناغم أو التنافر في الألوان؟

What is Dissonance in Colors?

 

ما وراء الانسجام: ألوان متنافرة

Beyond Harmony: Dissonant Colors

إذا كان تناغم الألوان هو الأداة السحرية في التصميم الجرافيكي، فإن عكسه القطبي هو التنافر أو اللا تناغم Dissonant. الألوان المتنافرة تعني أنها ألوان مزعجة الرؤية. إذا كان التناغم Harmony أو الانسجام يرتبط بفكرة التوازن والنظام، فإن التنافر ينقل فكرة عدم التوازن، وعدم الارتياح، والحدة، والفوضى، والشعور بالأشياء المفقودة أو الأشياء الموجودة في غير مكانها.


الألوان المتنافرة لا تبدو أنها تنتمي إلى بعضها البعض. يمكن أن تبدو الألوان المتنافرة ديناميكية ومثيرة، ولكن قد لا تكون مرضية عند النظر إليها، ولكنها بالتأكيد أداة لجذب الانتباه. ويمكن أن يحدث تنافر الألوان عندما يتم تجاهل إرشادات وقواعد تناغم الألوان عمدًا، فقد تكون النتيجة مفاجئة أو متناقضة، ولكنها أيضًا قد تكون لا تُنسى. حيث الألوان غير السارة لها وظائفها واستخداماتها ونقاط قوتها.


مثال

في الصورة أدناه، الألوان المتنافرة، فكما نلاحظ ينبثق اللون الأصفر والبرتقالي الحاد للأمام مقابل لوحة من الألوان المحايدة مثل الرمادي، وظهر هذا النمط في أوائل القرن العشرين. حيث كان هذا الأسلوب أنيقًا في وقته، لكن "أنيق" لا يعني بالضرورة "متناغم". 


العامل X- tra: السطح والانسجام

The X- tra Factor: Surface and Harmony

العالم الطبيعي هو تجربة غنية بالألوان. حيث تتعايش ألوان الطبيعة المثيرة والمحايدة. أيضًا، إن ألوان الطبيعة تظهر للعين مجزأة، ويعد من الأفضل وصف بعضها على أنها مزيج ضوئي، والبعض الآخر كحقول ألوان متداخلة أو متقاطعة. بمعني أن الألوان المتقاطعة قد تبدو مثل نسيج، وسطح محكم، أو يأخذ الإنسان انطباع واحد أو عام عنها. الألوان المتقاطعة تعمل على أن تُشرك معظم حواسنا أكثر من استخدام حاسة واحدة. يؤثر اللون المتداخل أو المتقاطع على الغريزة فيؤدى إلى استجابة حاسة اللمس، بمعني استجابة لحاجة الإنسان إلى الاتصال بالعالم الطبيعي.


يمكن استخدام صور الطبيعة وألوانها كنوع من العلاج الطبيعي في الطب النفسي لتهدئة نفس الإنسان من مشاكل وصعوبات الحياة. واحد من الأساسيات التي تؤثر على أي تصميم هو وجود اللون على سطح ما. على العكس من اللون المتداخل أو المتقاطع الذي يوحي بالفطرة الطبيعة، فإن الألوان الصلبة والمسطحة تبدو مثيرة وجذابة. لأنها تعكس نظام يستجيب لحاجة إنسانية مختلفة تمامًا للإنسان وهي الحاجة إلى التحكم.


فعلى سبيل المثال، من غير المحتمل أن يتم تصميم ألوان جهاز إلكتروني جديد بألوان تُوحي بحديقة الأزهار. حيث سطح الجهاز الأنيق والخالي من العيوب يُعطي شعور عالي بالدقة والتكنولوجيا في العصر الحالي. وبالتالي يعد قرار استخدام اللون على سطح العنصر أو استخدام اللون المتداخل أو المتقاطع قرار بسيط ولكن ذو مغزى يؤثر على نجاح الألوان في عملية التصميم.


مثال

في الصورة أدناه، السطح والانسجام: تثير الخيوط الطبيعية، المصبوغة وغير المصبوغة، على هذه السجادة استجابة الإنسان تجاه حاسة اللمس، فيشعر الإنسان برغبة في لمس السجادة للتعرف على خاماتها بشكل أكثر وضوحا. 


بعض الاستنتاجات عن تناغم الألوان

Some Harmonious Conclusions

السمة الأساسية للتناغم الناجح بين الألوان هي الاكتمال بمعني التكامل بين مجموعات الألوان. غالبًا ما تكون الأرضية هي أكبر مساحة في التكوين أو التصميم، وتتضمن فكرة التكامل النظر إلى لون الأرض، حتى لو كانت بيضاء فقط. في بعض الأحوال قد يكون اللون الأبيض العادي لون أبيض غير نقي لأنه يختلف عن لون شعاع الضوء الأبيض.


كل لون أبيض يحتوي على بعض درجات الألوان الداخلية (تحتية أو سفلية) مثل أصفر، أو أخضر، أو أزرق، أو رمادي، أو بنفسجي، أو بعض الألوان الأخرى. اللونين الأسود والرمادي أيضًا، يحملان مجموعة من درجات الألوان الداخلية. فقد تحتوي على (أخضر – أسود)، (أزرق – أسود)، بنفسجي، بني. وبناء على ذلك، اختيار الأرضية بعناية يؤدى إلى تحقيق تناغم الألوان بشكل كامل، أما العكس فيؤدى إلى لوحة أو أرضية أقل إرضاء أو أقل تناغماً.


لا توجد طريقة للهروب من الاستنتاج القائل بأن قدرًا كبيرًا من تناغم الألوان ينشأ عن ردود لا إرادية للعينين والعقل. حيث يمتلك المخ تحيزًا داخليًا لأنواع معينة من توليفات الألوان، ومن المثير للقلق بعض الشيء الاعتقاد بأن استجابة الفرد الشخصية للون يتم تحديدها مسبقًا بواسطة علم وظائف الأعضاء.


تتعلق فكرة التناغم أو الانسجام بحاجة العين إلى التوازن، ومستوى معين من الراحة في حالة الرؤية، وحاجة الإنسان إلى المنطق والإدراك. يمكن الوثوق بغريزة الإنسان تجاه تناغم الألوان لأن العيون تملي حدودًا للراحة، لكن علم وظائف الأعضاء وحده لا يضمن أن تجميع الألوان وحدة سيؤدى إلى القبول أو الجاذبية أو التناغم.


تستند قدرة الإنسان على عمل تفضيلات في الألوان إلى أفكاره القديمة التي ليس لها علاقة بالذوق الشخصي. أخيرًا، لا يحب وضع قوانين صارمة عند البحث عن تناغم الألوان. فالأفكار التقليدية لها فترة صلاحية، لكن "القوانين الصارمة" يمكن أن تخنق الروح الإبداعية. حيث لم تنشأ أي فكرة جديدة من الالتزام الصارم بالقواعد. لأن المنطق الطبيعي يفرض النظر والتأمل.


بعض الملاحظات حول تناغم الألوان

1- لا يوجد عامل واحد يحدد تناغم الألوان. حيث تساهم جميع عناصر تكوين اللون في التأثير الكلي.


2- تعتبر العلاقة التكميلية بين صبغات الألوان أساس قوي في تناغم الألوان، ولكنها ليست الأساس الوحيد. حيث يمكن جعل أي درجات مستخدمة معًا تصلح لإنشاء تكوين ألوان متناغم.


3- تساهم الفواصل بين درجات الألوان في تحقيق التناغم أو الانسجام. سواء بين صبغات ألوان مختلفة، أو قيمة (تدرج من الضوء إلى الظلام) مختلفة، أو تشبع (تدرج من المكثف إلى الباهت) مختلف، أو أي مزيج من هذه الصفات. 


بشكل عام، تميل تركيبات الألوان إلى التناغم عندما يكون مستوى التشبع ثابتًا نسبيًا. في التركيبات التصويرية، تخلق المناطق ذات التشبع المنخفض انطباعًا بالعمق والنعومة (عدم وضوح الرؤية)، ولكن لا تتعارض مع المستوى العام للسطوع أو الإضاءة.

الألوان /  ما هو اللا تناغم أو التنافر في الألوان؟

اللون في المنتج والطباعة

Color in Product and Print

قال رالف ماير Ralph Mayer

"يقوم الفنان بدراسة المواد الخام وأساليب العمل من أجل الحصول على أكبر قدر ممكن من التحكم في الأدوات لتحقيق الأهداف، ولكي يتمكن من إبراز أفضل خصائص التقنيات التي اختارها، والتعبير عن أحاسيسه أو نواياه حتى ينقل الرسالة ويعبر عنها".


كل منتج مُصنَّع نراه يمثل تتويجًا لعملية التصميم والبناء. فينشئ الأفراد أو الفرق في المصانع أو وحدات العمل نماذج أولية للتصميم، لكن المنتج النهائي أو الحقيقي يقوم بتنفيذه آخرون. حيث تنتهي المرحلة الإبداعية لتطوير المنتج في لحظة التنفيذ أو اللحظة التي تدخل فيها البضائع إلى خط الإنتاج أو التعبئة أو التغليف.


فن الرسم والتلوين يعتمد على تحويل ونقل الحقيقة ثلاثية الأبعاد أو المجسمة إلى لوحة أو على ورقة ثنائية الأبعاد، وكذلك فن التصميم الجرافيكي والمنتجات. فالتصميم هو تصور لمنتجات جديدة. حيث يتم رسم الأفكار الخاصة بالأشكال والألوان الجديدة وتعديلها وتنقيحها وضبطها حتى تصل في أخيرا إلى شكل نهائي جاهز للإنتاج. الفن هو وسيلة لبيع أفكار التصميم واللون. إنها الطريقة الرئيسية التي يتم من خلالها توصيل أفكار المنتجات والألوان الجديدة إلى المشترين المحتملين.


مثال

في الصورة أعلاه، تصميم للمهندس دانييل برامر Daniel Brammer’s، فتظهر أهمية بيع التصميم، كما نلاحظ يضفي الرسم الدقيق بالقلم الرصاص الحياة على البناء المرسوم على الورق. 

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات