ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / تناغم الألوان و(صبغة اللون، القيمة، والتشبع)

 بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  تناغم الألوان و(صبغة اللون، القيمة، والتشبع)


الألوان /  تناغم الألوان و(صبغة اللون، القيمة، والتشبع)

Color Harmony and (Hue, Value, and Saturation)

 

اللون والتوافق

Hue and Harmony

المقصود باللون هو صبغة اللون أو أسم اللون Hue، والتوافق Harmony يعنى الانسجام بين الألوان. عبر التاريخ، ركز الباحثون على تناغم الألوان في العلاقة بين صبغات الألوان، وبشكل أكثر تحديدًا، على الرابط بين التناغم والألوان التكميلية complementary colors (وهي الألوان المتضادة أو المتقابلة عكس بعضها البعض على دائرة الألوان مثل الأخضر والأحمر).


يمكن ملاحظة ميل الإنسان الطبيعي نحو الألوان المكملة في أنواع المنتجات حتى أحدث صيحات الموضة. فعادة ما يتم استخدام الاختلافات بين الألوان التكميلية مثل "الوردي والأخضر" (واساسهما في دائرة الألوان هم الأحمر والأخضر)، أو "لون الخوخ والأزرق" (والاساس هو البرتقالي والأزرق)، و"الأرجواني والذهبي" (البنفسجي والأصفر)، وجميعهم تركيبات متكررة في دائرة الألوان.


قال جوته Goethe العبارة التالية "استكمال الألوان" وهي تذكرنا دائماً بأن العين تتوازن في وجود الثلاثة ألوان الأساسية أو الانتخابات الأولية. فالألوان في علاقة تكميلية مرضية من الناحية الفسيولوجية. حيث تكون العين في حالة راحة وبناء على ذلك تكون حالة العين بعدها أكثر استعدادا للتدقيق أو العمل.


يحدث تناغم الألوان color harmony أيضا عند استخدام صبغة hue واحدة في مجموعة متنوعة من القيم values (التدرجات من الظلام للضوء) أو التشبع saturation (التدرجات من المكثف للباهت) كما في نظم الألوان مثل نظام اللون الأحادي monochromatic schemes (تدرجات لون واحد متجاورة على دائرة الألوان مثل الأصفر، الأصفر الليموني، والأصفر البرتقالي).


ويمكن القول بأنه يمكن أن تكون أي درجات ألوان مستخدمة معًا تكون متناغمة. وإن هذا لا يعني أن أي درجات مستخدمة معًا متناغمة. هذا يعني فقط أنه لا توجد مجموعات تدرج ألوان سيئة بطبيعتها.


النظم الرئيسية والثانوية

Major and Minor Themes

يمكن اختيار لون واحد ليكون هو اللون الرئيسي في رقعة ما. فقد يبدو اللون واحد أو مجموعة ألوان أكثر حيوية ونشاطا عما يحيط بها من ألوان بمعني أن يكون هو اللون الرئيسي الذي يلفت الانتباه. يمكن أن يحدث ذلك عندما يتم إضافة مناطق صغيرة من الألوان التكميلية أو شبه المكملة.


فعلى سبيل المثال، فقد تحتوي رقعة أو منطقة ما على عشرات من درجات اللون الأخضر، فقد يكون بعضها ساطع والبعض الآخر محايد، وبعضها مظلم (غامق)، وبعضها فاتح (مضيئ)، لكن التأثير العام نراه لون أخضر والاختلاف يكون في مساحات صغيرة.


ومثال أخر، يمكن أن تضع اللون الأحمر كلون رئيسي، ولكي تتأكد من أنه سوف يلفت الانتباه ضع نسبة صغيرة من اللون الأخضر المكمل له كلون ثانوي. إن رؤية اللونين معا في نفس الوقت تدل على أن استخدام الألوان المكملة هو عبارة عن تلبية حاجة العين للبحث عن التوازن.


القيمة والانسجام

Value and Harmony

على الرغم من أن الوظيفة الأساسية للقيمة Value هي إنشاء فصل بين الشكل والأرض بسبب الفرق بين الدرجات، والقيمة ببساطة هي تدرج تأثير الضوء على اللون والذي يبدأ من الظلام الدامس وحتى الضوء الساطع، وإن نظرية الألوان التقليدية تقدم ثلاثة أفكار حول علاقة القيمة بتناغم الألوان.


1- إن الفواصل بين درجات القيمة تدل على التناغم.

2- إن درجات القيم الوسطى تكون متناغمة.

3- إن وجود القيم المتساوية ولكن في الألوان المختلفة يدل على التناغم.


الفكرة الأولى: الفواصل intervals بين القيم أو كل درجة لون وأخر تدل على التناغم اللوني، يعود السبب في ذلك أن الفواصل أو الفرق بين القيم له تدفق طبيعي تقبله العين. حيث يوفر التسلسل السلس للألوان تناغمًا يحدث بشكل فوري وبدون مجهود.


الفكرة الثانية: تشير إلى أن صبغات الألوان في الأطراف الفاتحة والداكنة لأي مقياس قيمة (وهو عبارة عن شريط فواصل من الدرجات من الفاتح للغامق) أقل إرضاءً للعين من تلك الموجودة في المركز. لفحص هذه الفكرة، ضع اللون الأزرق كمقياس القيمة، في صورة شريط من درجات الأزرق تبدأ من الأغمق إلى الأفتح، ثم استبعد طرفي هذه السلسلة.


يمكنك ملاحظة أن الألوان في المنتصف أو القيم الوسطى أكثر تناغماً وتلفت الانتباه. ولكن لا يوجد سبب واضح يجعل القيم الوسطى أكثر توافقاً، حيث غالبًا ما يتم تحديد القيم الوسطى على أنها مفضلة على درجات الألوان الداكنة جدًا أو الفاتحة، ذلك لأنها أسهل في التمييز بالنسبة لعين الإنسان. ولكن يجب العلم أن كل قيم الألوان متساوية في قدرتها على إنشاء لوحات من ألوان متناغمة.


الفكرة الثالثة: يعتمد نجاح التناغم بين الألوان على قدرات الفنان أو الرسام، فمثلا قد يجمع الفنان بين مجموعة مختلفة من الألوان ولكن متقاربة في القيمة (بمعني التقارب في درجات الفاتح والغامق والتي تعبر عن درجات الظلام والنور)، فقد يتم استخدام ألوان مختلفة معًا على أرضية بلون متناقض مع هذه الألوان.


فعلى سبيل المثال، عند وضع ألوان دافئة مثل الأحمر أو البرتقالي وغيره على خلفية من ألوان باردة مثل الأزرق أو الأخضر، فإننا نشعر أن الألوان الدافئة تطفو على السطح أو تتقدم للأمام.


تخلق صبغات الألوان المختلفة ذات القيمة القريبة تناغم أنيق بين الألوان بدون استخدام أرضية ذات ألوان متناقضة، عندما يتم ذلك بشكل غير مقصود. فمثلا، بعض أجمل الأحجار ومنتجات السيراميك وورق الكتب والمنسوجات والتشطيبات وغيرها من منتجات ناتجة عن تفاعل صبغات الألوان المختلفة ذات القيمة المتشابهة.


في بعض الأحوال يؤدى وجود تناغم بين الألوان إلى حدوث مزج بصري، بمعني أن تري العين مجموعة ألوان دون القدرة على التمييز بدقة بينها. حيث تختلط الألوان أمام العين. لكن يجب العلم أن بقع اللون القريبة من حيث القيمة لا تختلط في لون واحد جديد.


فإنها تبدو أمام العين مثل أسطح منفصلة من كتل من الألوان، تظهر ناعمة الحواف أو منتشرة بمعني أنها تتداخل مع غيرها من ألوان. ويمكن استغلال هذه الظاهرة في إنشاء نمط معين في صورة لوحة مثلا، أو استخدام هذه الظاهرة لتكون خلفية يتم وضع عليها ألوان.


التشبع والانسجام

Saturation and Harmony

يقال أحيانًا أن الألوان المحايدة هي أكثر تناسقًا من الألوان البراقة أو الزاهية، لأن العيون في حالة راحة في وجودها، لكن العلاقات بين الألوان دائمًا هي التي تخلق التناغم والانسجام ولكن ليس الألوان وحدها. الألوان الزاهية تحفز العين، وتجعل باقي الألوان وخاصة غير الزاهية تبدو بالنسبة للعين أقل بريقا وجاذبية وبالتالي أكثر راحة واستقراراً، لكن لا يوجد قانون في تناغم الألوان يجعل أسلوب معين أفضل من الآخر.


كما ذكرنا أن التشبع saturation هو تدرج اللون من المكثف أو المركز إلى الباهت، وبناء على ذلك، تظهر الألوان الأكثر إشراقًا (كثافة) وكأنها تتقدم للأمام، وفي المقابل تتراجع الألوان الباهتة، مما يخلق انطباعًا ناعمًا غير محسوس أو واضح واحساس تدريجي بالعمق.


يتم استخدام التشبع في الأعمال الفنية، فعلى سبيل المثال، في السجاد التقليدي، نلاحظ أنه يتكون من ألوان مثل الرمادي والأخضر. بمختلف الدرجات من الفاتح للغامق. ويمكننا أن نلاحظ بسهولة أن الأخضر الزاهي لأوراق الشجر مثلا يتقدم للأمام. بينما تتراجع أوراق الشجر ذات الألوان الباهتة والمحايدة للخلف. كما في أوراق الشجر الموجودة في مناطق الظلال.


ومع ذلك، فإن معظم تركيبات الألوان تكون أكثر إرضاءً أو راحة للعين عندما يكون مستوى التشبع الإجمالي للألوان ثابت بشكل معقول بمعني أن تكون مجموعات الألوان تجعلنا نشعر بالهدوء وليس بالتشتت أو النفور. فمثلا اللون النقي يمكن أن يظهر بشكل ساطع أو مشرق (مشبع أو مكثف) عندما يتم وضعه بين مجموعة ألوان باهتة أو محايدة.

 

وبناء على ذلك، يمكن استخدام الألوان لتوجيه الانتباه. فمثلا، إن وجود بقعة لون متألقة بشكل غير المتوقع هي عبارة عن مفاجأة أمام العين، مما يعمل على تشتيت الانتباه بعيدًا عن كل ما يحيط بها. وبالتالي اللون المستخدم بهذه الطريقة هو وسيلة لخلق التركيز وتوجيه الانتباه لشيء ما، ولكن ليس له علاقة بالانسجام أو التناغم بين الألوان.


ويمكن تطبيق نفس الشيء على الضوء والظلام، فمثلا إن وجود بقعة من الضوء وسط الظلام أو العكس تؤدى إلى خلق التركيز وتوجيه الانتباه. وكذلك وضع حقل من الألوان الدافئة وسط الألوان الباردة أو العكس يؤدى إلى خلق التركيز وتوجيه الانتباه.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات