ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / ما هو تناغم الألوان؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  ما هو تناغم الألوان؟


الألوان /  ما هو تناغم الألوان؟

What is color harmony?

 

منظور جديد

A New Perspective

قام العديد من العلماء بتطوير نظريات الألوان عبر العصور حتى وقتنا الحالي، فظهر ترقيم الألوان، والذي يُعطي لكل درجة لون رقم مخصص. والذي أصبح ضروري في حياتنا العصرية لتحديد مختلف درجات الألوان في العديد من المجالات مثل صفحة الويب وألوان الدهانات والأحبار وعدد لا يحصى من المنتجات الأخرى.


العالم جوزيف ألبرز Josef Albers (1888–1976) وهو زميل العالم يوهانس إيتن في حركة باوهاوس، وضع نظام ترقيم للألوان. وظهرت نظرياته في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وانتشر في الولايات المتحدة وقام بنشر كتابه المعروف باسم "تفاعل الألوان" الصادر عام 1963.


حيث وضع نظام ترقيم الألوان ولم يتحدث في ترتيب الألوان كما كان هو متوقع. فقد كان يعتقد أن الفهم الحقيقي للون يأتي من الممارسة والتمرين. وشدد على عدم الاستقرار والنسبية للألوان المتصورة وأهمية تدريب على الرؤية والملاحظة وكذلك إمكانية التنبؤ بآثار التجارب والتحكم فيها. فقد كان كتاب ألبرز يضع الممارسة قبل النظرية.


أثر كتاب ونظريات ألبرز على الثقافة الأمريكية فأصبح أساس تعليم الألوان في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم. ففي أواخر القرن العشرين تحول تركيز دراسة الألوان من الاستفسار الفلسفي إلى الاهتمام بالتأثيرات النفسية والتحفيزية للألوان.


تناغم الألوان

Color Harmony

"سبب استماعنا بالرؤية هو تناغم الألوان، والذي نشعر به تلقائياً عبر العين. فيُسبب السعادة النفسية للإنسان".

يوهان فولفغانغ فون غوته Johann Wolfgang von Goethe.


هناك نظرية في التصميم مفادها أن الناس سيحترمون وسيهتمون بالمحيط والأشياء التي يجدونها جميلة وجذابة، وسيُهملون بل ويلحقون الضرر بالأشياء غير الجذابة. ويكون السبب في ذلك سعي الإنسان الدائم وراء السعادة والجمال والمثالية.


بحثا عن الجمال

In Search of Beauty

الجمال هو صفة الشيء الذي أعجبنا أو التجربة التي تسعد حاسة من الحواس أو أكثر. وينطبق الجمال على كل الأشياء، فمثلا يمكن أن يكون اللون جميلًا أو الصوت جميلًا أو الرائحة جميلة. فيشعر الإنسان بالبهجة في حضور الجمال. 


التناغم أو الانسجام Harmony هو الحالة السعيدة التي نشعر بها بعدما يتم استشعار شيئين مختلفين أو أكثر معًا كتجربة مستقلة وممتعة أيضا. حيث يُنظر إلى الأشياء المتناغمة على أنها كاملة ومستمرة وطبيعية. إن الانسجام بديهي أو فطري بالنسبة للإنسان. فهو عبارة عن الشعور بأن الأشياء موجودة كما ينبغي أن تكون.


التناغم هو حالة تعبر عن التوازن، حيث كل شيء ينتمي إلى الأصل ويعيش في وئام مع الطبيعة بدون ثغرات أو أخطاء.


يحدث تناغم الألوان Color Harmony عندما يتم استشعار لونين أو أكثر معًا، مما يُعطي انطباع شامل وموحد يسبب الشعور السعادة بسبب التوافق بين الألوان. يمكن أن يكون اللون الواحد جميلًا، لكن لا يمكن أن يكون متناغمًا. لأن التناغم أو التوافق يتطلب تجميعًا لمجموعة عناصر. السمة الرئيسية للألوان المتناغمة هي أنها تبدو سهلة الهضم أو مقبولة وغير ناقصة بمعني أنها تبدو كاملة.


يحدث التناغم عندما تبدو العلاقات بين الألوان طبيعية نشعر ناحيتها بالراحة وليس بالنفور. ففي نظريات جوته Goethe، تبدو الألوان متناغمة أو متوافقة عندما "تنتمي الألوان معًا وتتوافق مع ادركنا وحواسنا".  لا يجب أن يكون اللون ممتعًا من تلقاء نفسه أو لأننا نستخدمه ولكن يكون ممتعا عندما يتوافق مع ألوان أخرى.

 

من الممكن تمامًا أن نكره بعض الألوان ولكن نستمر في استخدامها بسبب تناغم الألوان. الشخص الذي يصر على أن لونًا معينًا "فظيعًا" فإنما يدل ذلك على الذوق الشخصي، مثل تفضيل الفانيليا على الشوكولاتة أو موسيقى الجاز على الأوبرا. لا يوجد لون "سيء" بطبيعته. إن العلاقة بين الألوان في تكوين ما هي التي تخلق تناغم الألوان، وليس له علاقة بالألوان نفسها.


عرّف العالم يوهانس إتن Johannes Itten تناغم الألوان ببساطة على أنه "التأثير المشترك للونين أو أكثر".  وفي الواقع إن التناغم يعني الجمال، وهو الطريقة الوحيدة للجمع بين الألوان. حيث ليس المقصود من تجميع تركيبات الألوان أن تكون متناغمة. فقد يكون هدف التناغم أو الانسجام أن يؤدى لإرضاءً النفس أكثر من الشعور بالفوضى، لكنه ليس بالضرورة أن يؤدى إلى الاهتمام أو لفت الانتباه.


في بعض الأحوال تتطلب عملية التصميم استخدام ألوانًا غير جميلة بطريقة واضحة. فقد يتطلب الأمر أن تبدو ألوان التصميم مذهلة أو عدوانية بصريًا أو حتى مزعجة. حيث تلعب مجموعات الألوان المتنافرة دورًا مهمًا في التصميم. المصطلح الأكثر شمولاً للانطباع العام للألوان المستخدمة معًا هو "تأثيرات الألوان color effects".


تأثيرات اللون

Color Effects

تنقسم تأثيرات اللون color effects إلى فئتين أساسيتين.

الأولى: هي تناغم الألوان، وتتعلق بالفكرة التقليدية للجمال أو البهجة في تركيبات الألوان. والتي تنبع من "التأثير المشترك الممتع للونين أو أكثر" ويعتبر ذلك التعريف الأقرب لتناغم الألوان.


والثاني: هو التأثير البصري، وهو تأثير اختيارات الألوان ومجموعاتها على قوة التصميم أو الصورة.


يتم تحقيق تركيبات أو مجموعات من الألوان الناجحة عندما يتم تحديد الهدف أولا. فبدلاً من التفكير في توليفات الألوان على أنها متناغمة أو متنافرة، يمكن التفكير في توليفات الألوان على أنها ناجحة أو غير ناجحة. يجب على المصمم أن يتساءل عن اختيار اللون. ما الذي يمكن تحقيقه عند اختيار لون معين ضمن مجموعة ألوان.


ما هو اللون الذي يمكن أن يدعم إنشاء صورة قيمة أو رسالة أو رؤية معينة. هل الهدف هو إبهار المشاهد أو إثارة حماسته أو إزعاجه؟ أو استحضار إحساس معين مرتبط بمنتج أو بفكرة معينة؟


تعتبر تأثيرات اللون القضية الأساسية أو المركزية في استخدام الألوان. فدائما ما نطرح هذا السؤال: ما الذي يجعل مجموعة من الألوان تتوافق وتعمل معًا وتحل مشاكل التصميم؟ في عصرنا الحالي أصبحت قوانين التناغم القديمة غير صالحة اليوم، ولكن الملاحظات التي أدت إلى ظهورها لا تزال مفيدة وصالحة. فهي نقطة البداية، لكن لا توجد مجموعة قوانين شاملة لتناغم الألوان، ولا يوجد عامل واحد يحددها.


تساهم جميع جوانب صفات اللون مثل صبغة اللون hue والقيمة value والتشبع saturation والمسافات أو الفواصل بين الألوان intervals واكتمال الألوان. في إحداث تأثير متناغم. عندما يتم النظر إلى أي شيء به ألوان، فمن الممكن إنشاء تناغم بين الألوان يتجاوز النظريات التاريخية ويتجاوز أيضا التحيز أو الحكم الشخصي.


يمكن العثور على الانسجام أو التناغم في الفرضية التي أوضحها جوزيف ألبرز فقال: "ما يهم هنا، أولاً وأخيراً، ليس ما يسمى بالمعرفة، ولكن ما يسمى بالرؤية والبصيرة".


الفواصل بين الألوان والتناغم اللوني

Intervals and Harmony

يُوصف الذكاء البشري بأنه نوع من البحث عن النظام في كل الأشياء. فهو دافع لوضع الأشياء، من أي نوع، في ترتيب المنطقي ثابت. كما في الأطفال قبل سن ومرحلة الكلام، عندما يرتبون المكعبات أو الألعاب وفقا للحجم. وبالمثل في البالغون، الذين يقومون بترتيب المعلومات بنفس الطريقة وبأسلوب منطقي.


فمثلا، يرتبون الأحرف أو الأرقام الصغيرة أو المتوسطة أو الكبيرة أو الصاعدة أو التنازلية بشيء من المنطق أو الادراك. وبالتالي يمكن تطبيق نفس الشيء على الفواصل بين الألوان، فهي عبارة عن نوعًا من الترتيب في الإدراك. والمقصود بالفواصل هو الحد الفاصل بمعني الفرق بين كل لون وأخر، ويشمل ذلك الفواصل بين مجموعة درجات اللون الواحد.


يقول العالم جوزيف ألبرز أن السبب في قدرتنا على اختيار الألوان يعود للميل البشري الفطري أو الطبيعي أكثر من التعلم أو الخبرة. ويتحدث العالم مونسيل عن الألوان فيقول إن وضع فواصل بين درجات الألوان وعمل تسلسل لدرجات الألوان يساعد العقل البشري على الفهم والاحساس.


فالفواصل بين الألوان تجعل طريقة العمل أكثر سهولة بالنسبة للعينين والمخ، فوجود الفواصل يؤدى إلى الراحة البصرية والفكرية. فيتم ترتيب الألوان في سلسلة من الدرجات المنطقية البصرية. وجود فواصل بين الألوان يساعد في عملية التصميم. ففي كثير من الأحوال تظهر مشكلة في التصميم بشكل متكرر وهي، كيفية تحقيق نتيجة جيدة عندما تكون مجبر على العمل بألوان محددة تبدو في البداية غير متوافقة بشكل ميؤوس منه.


وبالتالي، إن العمل باستخدام سلسلة من الفواصل يخلق جسرا مرئياً للرؤية في عملية التصميم، لأنه يعتمد على استجابة الإنسان وحاجته إلى النظام. فإن الفواصل تُنشئ نوعًا من الترتيب الذي تقبله العين على أنه منطقي. يعد إنشاء سلسلة من الفواصل بين الألوان غير المتناسقة أساس يمكن من خلاله الاعتماد عليه وتحويل الألوان إلى مجموعة متناغمة.


تتعدد أنواع الفواصل، فهناك فواصل بين درجات القيمة value (التدرج من السطوع إلى الظلام)، وفواصل بين درجات الألوان المشبعة saturation (التدرج من اللون المشبع أو المكثف إلى الباهت)، وفواصل بين درجات صبغة اللون hue نفسها.


يجب العلم عند إنشاء أي تصميم، أن استخدام سلسلة من الفواصل من أي نوع مثل القيمة أو التشبع أو لون الصبغة أو أي نوع أخر يكون أفضل بكثير من استخدام الفواصل بين الألوان بشكل عشوائي داخل التصميم أو التكوين.


مثال

الشكل الأول: يمكننا ملاحظة أن استخدام الفواصل يؤدى لحدوث تناغم الألوان. فالتصميم يعتمد على استخدام لونين غير متوافقين وهما البنفسجي والبني، ويمكن تحويل الألوان إلى مزيج ممتع وجذاب عند إضافة سلسلة من فواصل القيمة. حيث تم وضع مجموعة من درجات اللون البني تتنوع بين البني الغامق إلى الفاتح أو البيج. وكذلك تم استخدام حوالي درجتين من البنفسجي وهما الفاتح والغامق. وبناء على ذلك، إن استخدام فواصل أو درجات من قيم الألوان حول المزيج المتنافر إلى مزيج متناغم من الألوان، وأضاف الكثير إلى التكوين أو التصميم. 

الألوان /  ما هو تناغم الألوان؟


الشكل الثاني: تم استخدام فواصل أو درجات من القيمة (الفروق بين درجات الأبيض والأسود)، حيث تم استخدام نفس الفواصل في كل من التصميمين. فكل من التصميمين يحتويان على نفس الثلاث درجات أو الفواصل من الرمادي الفاتح، والمتوسط، والغامق. ولكن طريقة تصميم وترتيب أوراق الشجر هي التي تختلف في كل تصميم، ولك عزيزي القارئ حرية اختيار أي تصميم أكثر جاذبية؟

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات