ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / دائرة الألوان بالأرقام

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  دائرة الألوان بالأرقام


الألوان /  دائرة الألوان بالأرقام

Color Wheel by the Numbers

 

دور العلماء في إنشاء نظريات الألوان

Role of Scientists in Creating Color Theories

يمكن الحصول على اللون الرمادي من ناتج خلط اللون الأبيض والأسود، ولكن هناك طريقة أخرى يمكن من خلالها الحصول على اللون الرمادي أكتشفها العالم الأمريكي ألبرت مونسيل Albert Munsell وهي تتم من خلال مزج الألوان المتكاملة على دائرة الألوان (وهي الألوان المتضادة والتي تقابل بعضها البعض على دائرة الألوان).


ومثال لذلك ينتج اللون الرمادي من خلط نسب متساوية من الألوان المتكاملة مثل الأحمر والأخضر. حيث يصل كل زوج من الألوان المتكاملة في مرحلة من مراحل المزج إلى لون محايد وهو اللون الرمادي.


بعد مرحلة جوته Goethe في الفنون والألوان، ظهر مونسيل وربط اختيار الألوان بالشخصية والأخلاق، معلناً أن "اللون الهادئ هو علامة على الذوق الجيد وإذا كنا نرغب في تربية أطفالنا بشكل جيد، فمن المنطقي أن نبدأ برفع الأذواق". وحتى يومنا هذا لا يزال نظام مونسيل مستخدمًا في الصناعة وفي المدارس، وتم تطويره ولكن مع الحفاظ على نظريته الأصلية.  


ومن المعاصرين لزمن مونسيل العالم الكيميائي الألماني فيلهلم أوستوالد Wilhelm Ostwald (1853-1932) الحائز على جائزة نوبل. والذي أكتشف مبدأ مفهوم اللون الثابت (صلب البنية) solid color وحوله إلى نظرية كاملة في علم الألوان.


ومن أهم مؤلفات العالم أوستوالد "كتاب مبادئ اللون The Color Primer" وشرح فيه طيف الألوان المكون من ثمانية ألوان. ولقد أصبح هذا الكتاب إلزاميًا لدراسة الألوان في المدارس الألمانية وفي العديد من المدارس الإنجليزية وكان له تأثير على فناني حركة باوهاوس Bauhaus.


في الصورة أدناه، تصور معاصر لشجرة ألوان للعالم مونسيل. حيث افترض ألبرت مونسيل أن اللون هو "شجرة" ثلاثية الأبعاد ذات مساحة لا نهائية للتوسع، (لكن قد يكون في الصورة أدناه خطأ واضح! فلاحظ عدم دقة انتقال درجات الألوان إلى اللون الرمادي، وقد يكون ذلك نتيجة لنظام طباعة CMYK). 


ساهم كل من العالمين فيلهلم فون بيزولد Wilhelm von Bezold (1837–1907) وهيرمان لودفيج فون هيلمهولتز Hermann Ludwig Von Helmholtz (1821–1894) في الكتابة عن الكثير من الحقائق العلمية للألوان. وتحدثا عن أهمية علم النفس وفسيولوجيا رؤية الألوان، ومواضيع أخرى مثل العلاج والشفاء بالألوان، حتى أصبحت كتاباتهم محل اهتمام العديد من العلماء.


بحلول أوائل القرن العشرين، أصبحت دراسة الألوان موضوعًا هائلاً وواسع النطاق، فأصبح ينافس مثل كل مجالات العلوم الأخرى وأيضا في الفنون.


فلقد قامت حركة باوهاوس Bauhaus وهي مجموعة تصميم تأسست في عام 1919 من قبل المهندس المعماري الألماني والتر غروبيوس Walter Gropius، حيث قام الفنانين والمصممين في حركة باوهاوس بإنشاء أخر مرحلة في دارسة اللون ووضع الحدود بين دراسة اللون كفن ودراسة اللون كعلم.


إن دراسة ألوان باوهاوس تعاملت بشكل أساسي مع الفن وعلم الجمال. أما الضوء فظل موجود فقط في عالم الفيزياء. واستحوذت الكيمياء والهندسة على طبيعة الملونات colorants، وحاز علم النفس وعلم وظائف الأعضاء وعلم الصيدلة على اهتمام جميع العلماء.


ظهر يوهانس إيتن Johannes Itten (1888-1967) بعد جوته وكتب عن استكشاف اللون باعتباره سلسلة من أنظمة التباين (الاختلاف) والقوى المتعارضة. وضع نظرية لسبعة تباينات عن اللون على أساس الإدراك وحده. وهذه الاختلافات هي: تباين اللون والقيمة والتشبع والدفء والبرودة والتباين التكميلي والتباين المتزامن والتباين في الامتداد (المنطقة). (ولقد تحدثنا في التدوينات السابقة في نفس هذا الكتاب عن هذه العناصر بشكل تفصيلي).


صنف إيتن تناغم الألوان كسلسلة من درجات التناغم اللوني بناءً على العلاقة التكميلية ورسمها كأشكال هندسية. على الرغم من أن هذا التناغم (الذي يأخذ شكل الوتر) chords مبني على أسس رياضية، إلا أن منهج إيتن في نظرية الألوان كان أقل صرامة بشكل كبير بالمقارنة بالعديد من النظريات التي سبقته. حيث كان تركيزه على إدراك اللون والعلاقات. عكس ما كان معروف سابقا إلى حد كبير، وهو التركيز على المعادلات الرياضية. وكان أحد أعماله الرئيسية بعنوان "فن الألوان The Art of Color".


الألوان بالأرقام

Color by the Numbers

كانت أنظمة ترتيب الألوان هي الشغل الشاغل للعديد من العلماء والمنظرين لأن التنظيم الصارم للألوان من شأنه أن يخلق مجالًا منظمًا يمكن البحث فيه عن قوانين توضح تناغم الألوان. حيث كان التركيز الأساسي على البحث عن العلاقة بين اللون أو الصبغة hues، مع القيمة value (التدرج من الضوء إلى الظلام) والتشبع saturation (التدرج من المكثف إلى الباهت) كاعتبارات ثانوية تم التطرق إليها بشكل خفيف.


سعى كل عالم إلى الكتابة عن قوانين الانسجام بين الألوان، وبطريقة أو بأخرى تم الوصول إلى أن أساس تناغم الألوان هو نظام الترتيب، وبتعريف أكثر تحديدًا وهو أن الانسجام يكمن في العلاقة المتوازنة بين الألوان التكميلية complementary hues في الأساس. فقد كان العالم جوته يصف تناغم الألوان مرارًا وتكرارًا بأنه نوع من التوازن.


يقول يوهانس إيتن أن "مفهوم تناغم الألوان يجب أن يتحول من ذوق شخصي أو الموقف الذاتي إلى مفهوم المبدأ الموضوعي"، واستنتج مونسيل المقولة التالية "ما نسميه اللون المتناغم هو التوازن حقًا." كان قديما التوازن بين الألوان التكميلية هو المبدأ الأول لتناغم الألوان. وتم الاعتماد في ذلك على التوازن الرياضي والبحث عن قوانين التناغم باستخدام الأرقام أو الأشكال هندسية.


وهناك أمثلة تعبر عن نظريات التوازن الرياضي للانسجام على أساس العلاقة التكميلية بين الألوان. فمثلا وضع الفيلسوف آرثر شوبنهاور Arthur Schopenhauer نظرية مفادها أن انعكاس الضوء المتساوي في ألوان الطيف متناغم بطبيعته. باستخدام دائرة ألوان العالم جوته كأساس، واقترح مقياسًا للسطوع لكل من الألوان الستة النقية pure hues في دائرة الألوان.

الألوان /  دائرة الألوان بالأرقام


وفي النظريات الرياضية يتم تعيين رقم لكل لون، حيث يمثل انعكاس الضوء (أو القيمة) وعلاقة ذلك بالألوان الأخرى. فعلي سبيل المثال اللون الأصفر وهو اللون الأكثر اشراقا يأخذ القيمة 9 وهي أعلى قيمة. واللون البنفسجي وهو أغمق لون في الألوان النقية يأخذ القيمة 3. اللونان الأحمر والأخضر متساويان في القيمة. والأزرق والبرتقالي يوضعان على أساس النسبة والتناسب بينهما. وتم وضع قيم الألوان بشكل رياضي كالتالي:

أحمر 6

برتقالي 8

أصفر 9

أخضر 6

أزرق 4

بنفسجي 3


ومجموع هذه الأرقام هو 36، أو 360 درجة بمعني دائرة كاملة. عند إضافة كل زوج من العناصر أو الألوان التكميلية، يكون مجموعهما 12، أو 120 درجة. فتمثل كل زوج قوسًا arc على دائرة circle. وبالتالي، يحتل كل زوج من الألوان التكميلية ثلث دائرة الألوان، ويعتبر ذلك توازن رياضي مثالي.

أحمر + أخضر: 6 + 6 = 12

أزرق + برتقالي: 4 + 8 = 12

أصفر + بنفسجي: 9 + 3 = 12

والمجموع الإجمالي 12 + 12 + 12 = 36


في الصورة أعلاه نرى دائرة ألوان العالم لشوبنهاور، والتي تتكون من أقواس غير متساوية. حيث من المفترض أن يكون كل زوج مكمل متساويًا في انعكاس الضوء للزوجين الآخرين. 


على الرغم من أهمية دائرة ألوان شوبنهاور إلا إنه قد يكون هناك اختلافات أخرى بين الألوان لا تعتمد على الفروق بين درجات الألوان المشبعة. فعلى سبيل المثال، رقعة من البنفسجي المشبع تساوي ثلاثة أضعاف مساحة رقعة صفراء. قد لا تعكس الرقعة البنفسجية بالضرورة نفس القدر من الضوء مثل اللون الأصفر. حيث قيمة انعكاس الضوء للألوان ليس له علاقة بتحديد منطقة أو مكان اللون.


تعتبر دائرة ألوان شوبنهاور فعالة عندما يكون وجه المقارنة في القيمة بين الألوان النقية أو المشبعة. فعلى سبيل المثال، يمكن توضيح نظرية شوبنهاور على شكل قمصان مخططة. لكي يكون كل قميص متناسقًا في الألوان، يجب أن يكون للقميص الأحمر والأخضر خطوط متساوية في العرض، ويجب أن يكون للقميص البنفسجي والأصفر خطوط بنفسجية أكبر بثلاث مرات من الأصفر، ويجب أن يكون للقميص الأزرق والبرتقالي خطوط زرقاء ضعفين عرض اللون البرتقالي. 


قام يوهانس إيتن بوضع أشكال هندسية متراكبة على طيف الألوان المكون من اثني عشر لونًا لفنانين لإظهار ما أسماه "الدرجات (الأوتار) المتناغمة"، واصفًا إياها بأنها "علاقات الألوان المنهجية القادرة على العمل كأساس للتكوين." توضح كل درجة ألوانًا مكملة بأسلوب يعتمد على النسب وقابل للقياس. حيث الوتر chord هو خط يصل بين نقطتين في دائرة.


يتم وصف الأوتار على أنها ثنائية وثلاثية ورباعية وسداسية، مع تحديد النقاط الهندسية أو العلامات أو النقاط التي تصل بين الخطوط لكل وتر. يحدد المثلث متساوي الأضلاع الألوان الأساسية اللون الأصفر والأحمر والأزرق على أنها ألوان متناغمة، وينطبق الشيء نفسه على الألوان الثانوية (وهي ناتج خلط الألوان الأساسية مثل البرتقالي الناتج من مزج الأحمر والأصفر)، الأخضر والبرتقالي والبنفسجي.


تعتبر مكملات الألوان وانقساماتها للعالم إيتن امتدادًا للعلاقة التكميلية بين الألوان، التي يمكن إنشاؤها عن طريق تركيب مثلث متساوي الساقين فوق دائرة اللون. فعلى سبيل المثال، اللون الأصفر يكون له لونين مكملين وهم اللون الأحمر والبنفسجي واللون الأزرق البنفسجي.


وكذلك يمكن إنشاء مربعات ومستطيلات كما في إنشاء مثلثات داخل دائرة الألوان. مع العلم أنه يمكن تدوير أي من الأشكال الهندسية داخل الدائرة للوصول إلى درجات ألوان أخرى متناغمة. بشرط يتم الحفاظ على قواعد علاقات تدرج الألوان المتناغمة. وأخيرا كل لون هو نفس اللون السابق أو اللاحق في دائرة الألوان مع وجود اختلاف طفيف، مع الحفاظ على الالتزام بنفس القواعد التي وضعها العلماء السابقون. فمثلا التناغم بين الثلاثة الألوان الأساسية يظهر للمشاهد وكأنه نوع من التضاد أو التكامل. 


أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات