ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / بدايات نظرية اللون

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  بدايات نظرية اللون


الألوان /  بدايات نظرية اللون

The Beginnings of Color Theory

 

بدايات نظرية اللون

The Beginnings of Color Theory

في القرن الثامن عشر في أوروبا، وهي فترة تاريخية تُعرف باسم عصر التنوير، ظهرت أبحاث علمية جديدة وقوية عن تفسيرات عقلانية، وليست فلسفية، لجميع أنواع الظواهر الطبيعية. فقد بدأ الناس يؤمنون بوجود قوانين طبيعية لا تقبل الجدل. فكان هناك افتراض أن هناك قوانين طبيعية لكل شيء، بما في ذلك قوانين الجمع بين الألوان، وأن هذه القوانين مثل قانون الجاذبية تنتظر من الإنسانية الاكتشاف فقط.


وكان السبب في هذا النوع من التغيير هو تغير السلطة، فقد تغيرت السلطة من الكنيسة ورجال الدين إلى العلم، حيث تحول الاتجاه إلى البحث عن العلوم للإجابة عن الأسئلة المطلقة في الكون. ففي السابق كان اهتمامات العلماء واسعة ومتداخلة، فقد كان معظم العلماء فلاسفة أو مهندسون أو أدباء يبحثون عن اجابات ذاتية حول الكون.


فقديما ربط العلماء والشعراء بين الجمال والعلوم الفزيائية لتفسير الظواهر الطبيعية مثل الجمال ومن ثم اللون. وعلى هذا الأساس تم تفسير سلوك الألوان والتنبؤ بها. ولقد حاول الكثيرون إتقان حل لغز ظواهر الطبيعية مثل الألوان الموجودة من خلال محاولة تفسير وفهم القوانين الطبيعية. حيث كان البحث عن قوانين تناغم الألوان مجرد جزء من الانتعاش الفكري في ذلك الوقت.


ففي القرن الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين سيطر موضوع مهم في دراسة اللون. وهو البحث عن نظام شامل لترتيب الألوان، بما في ذلك وضع التنسيق والتصور المناسب. فبمجرد أن يصبح هذا النظام في مكانه، يمكن أن يصبح مجالًا واسعا، وبالتالي يمكن إجراء جميع عمليات البحث المهمة عن قوانين تناغم الألوان.

 

بدأت أبحاث صغيرة عن اللون من أواخر القرن الثامن عشر واستمرت حتى اليوم، فقد تشكلت نظرية اللون عبر التاريخ، مثل الكلاسيكيات الأدبية، فمثلما توجد كلاسيكيات في الأدب، هناك كلاسيكيات في نظرية الألوان. ومن أهم العلماء الكلاسيكيين في نظرية اللون العلماء إسحاق نيوتن Isaac Newton (1642-1727) ويوهان فولفجانج فون جوته Johann Wolfgang von Goethe (1749-1832).


فحتي اليوم لا تزال أراءهم العلمية هي أسس نظرية الألوان، فمثلا العالم إسحاق نيوتن، والذي كان يعمل في كامبريدج في أواخر تسعينيات القرن السادس عشر، قام أولاً بتقسيم ضوء الشمس إلى أطوال موجية من خلال تمريره عبر منشور. لاحظ نيوتن أنه عندما يدخل كل طول موجي في المنشور فإنه ينحني أو ينكسر.


حيث يعمل الزجاج، وهو مادة المنشور، على إبطاء كل طول موجي بمعدل مختلف قليلاً بحيث يظهر كل منها كحزمة منفصلة. بمعني لون مختلف تمامًا. وحدد نيوتن سبعة ألوان طيفية وهم الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي (الأزرق البنفسجي) والبنفسجي. ثم أعاد تجميع الحزم المنفصلة بعدسة وأعيد تشكيلها باللون الأبيض. فقد كان نيوتن أول من اكتشف مكونات الضوء الأبيض.


وهناك دليل في الطبيعة يؤكد اكتشاف نيوتن، وهو قوس قزح حيث تعمل قطرات الماء في الغلاف الجوي كمنشورات دقيقة تحطم ضوء الشمس إلى الألوان المكونة وهي نفس الألوان في المنشور الزجاجي. ولقد قام نيوتن بنشر نتائجه العلمية في كتاب علم البصريات Opticks الذي صدر في إنجلترا عام 1704. حيث استنتج نيوتن بأن الضوء وحده يولد اللون، وظل ذلك أساس في الفيزياء الحديثة وحتى اليوم، بعد ثلاثمائة عام.


وفي بعض الأحوال لا يستطيع الكثير من الناس اكتشاف اللون النيلي باعتباره لونًا منفصلاً للضوء بين الأزرق والبنفسجي. فهناك عدد من التفسيرات المحتملة لاختيار نيوتن لسبعة درجات من طيف الضوء. فلقد كان نيوتن شخصاً عبقريًا ظهر في القرن السابع عشر وكان ناتج لطبيعة مجتمعه. فربما يكون قد اختار تضمين سبعة ألوان لأن هذا الرقم يتوافق مع النوتات الموسيقية لمقياس موسيقي ما. 


ففي هذا الزمن كان التصوف والفلسفة جزءًا كبيرًا من عصر نيوتن، وارتبطت الخصائص الصوفية بالرقم سبعة. ربما كان نيوتن لديه حدة بصرية غير عادية في نطاق اللون الأزرق البنفسجي. وعموما مهما كان السبب أو الأسباب، تظل الأشكال السبعة لطيف نيوتن هي معيار العلوم الفيزيائية ويرجع له الفضل في اكتشافها.


فعلى الرغم من أن طيف الضوء خطي بمعني في صورة خطوط، فقد أنشأ نيوتن أيضًا مفهوم الألوان كتجربة مستمرة في شكل دائري. من خلال إنشاء رسم بياني للأطياف السبعة على شكل دائرة، فيربط بين اللون الأحمر الطيفي واللون البنفسجي الطيفي. ولقد ظهر هذا الرسم التوضيحي المعروف للألوان كدائرة مغلقة لأول مرة في كتاب علم البصريات في عام 1704. فقد كان نيوتن أول من قدم الألوان كدائرة متصلة تربط بين الأحمر والبنفسجي.

الألوان /  بدايات نظرية اللون


وفي ذلك الوقت نظر المعاصرون إلى نظرية نيوتن على أنها تعبر عن طبيعة اللون، وليس طبيعة الضوء. بحلول عام 1727 توفي العالم الكبير إسحاق نيوتن، وبعدها انتشر الاهتمام بكتاب علم البصريات Opticks وأثار ضجة كبيرة لما فيه من أفكار أثارت جدلاً هائلاً في جميع أنحاء أوروبا. حيث كان الناس والفنانون والحرفيون في هذه الفترة يفكرون في اللون برؤية مختلفة تمامًا.


ففي هذه الحقبة من الزمن لم يهتم الناس والعلماء بدراسة اللون كفكرة مجردة أو تجربة بصرية مستقله. فبدلاً من ذلك، سعى العلماء إلى حل الصعوبات الموجودة المتعلقة بخلط مادتين ملونتين أو أكثر معًا لإنشاء ألوان جديدة يمكن الاعتماد عليها بشكل موثوق. فعلى سبيل المثال كان جاك كريستوف ليبلون (1667-1741) فرنسي الجنسية، ويعمل في الطباعة، أول من حدد الطبيعة الأساسية للألوان الأحمر والأصفر والأزرق عن طريق مزج الأصباغ للطباعة.


قدم كولريتو ليبلون LeBlon’s Coloritto (حوالي عام 1730) بحث علمي حول مفهوم الألوان الأساسية الثلاثة، وقد اجتذب عمله قدرًا كبيرًا من الاهتمام والقبول فقد كان أول من حدد الطبيعة الأساسية للأصباغ الحمراء والصفراء والزرقاء. على عكس نظريات الألوان لنيوتن، التي تناولت ألوان الضوء، ونظريات جوته Goethe اللاحقة، والتي تضمنت أفكارًا حول الإدراك والعاطفة والأخلاق والجماليات، فقد تعاملت ملاحظات ليبلون مع الواقع العملي. ولهذا يظل عمله أساسًا نظريًا في الطباعة حتى يومنا هذا. 


قام موسى هاريس Moses Harris (1731-1785)، وهو يعمل في مجال طلاء حوائط المباني، باستخدام البحث العلمي الذي قدمه كولريتو ليبلون في إنتاج أول دائرة ملونة مطبوعة معروفة (حوالي 1766). مؤلفة من الألوان أو الانتخابات التمهيدية الثلاثة (الأحمر والأزرق والأصفر). فقد قدم هاريس نموذج يصلح لكل من الفنانين والعاملين في مجال الطباعة. فكان أول وضع تصور حقيقي لتنظيم الألوان من خلال نشر دائرة ألوان يمكن من خلالها إنشاء علاقات بين الألوان وبالتالي إنتاج العديد من الألوان.


وفي ذلك الحين اعتقد هاريس أن اللون الأحمر والأصفر والأزرق هم الألوان الأكثر اختلافًا عن بعضهم البعض ويجب وضعهم على أكبر مسافة ممكنة بعيدًا عن بعضهم البعض في دائرة الألوان. ولقد تجاهل هاريس اللون النيلي الذي اكتشفه نيوتن، وأنشأ دائرة ألوان موسعة على أساس فواصل متساوية من الألوان ومضاعفات الألوان الثلاثة الأساسية. فوضع منظومة أساسية يمكن الاعتماد عليها. ولقد تبناها لاحقًا الرجل الذي يمكن القول أنه منظّر الألوان البارز في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر وهو يوهان فولفغانغ فون غوته Johann Wolfgang von Goethe.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات