ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

تصوير فوتوغرافي / عناصر التكوين في الصورة – الإطار (2)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

تصوير فوتوغرافي /  عناصر التكوين في الصورة – الإطار (2)


تصوير فوتوغرافي /  عناصر التكوين في الصورة - الإطار (2)

Composition Elements in Photo – Framing (2)

 

التكوين في الصورة: الإطار

Composing the Picture: Framing

في التدوينة السابقة تعرفنا على عناصر التكوين في الصورة (الإضاءة، الإطار، والتركيز) وتعرفنا على عنصر الإطار، لقراءة المزيد. واليوم نستكمل حديثنا عن عنصر الإطار.


الخطوط والألوان والملامس والأشكال Lines, Colors, Textures and Shapes

تتكون كل صورة من أربعة عناصر: الخطوط والألوان والملامس والأشكال. فمثلا، تظهر الخطوط بشكل طبيعي عند حواف الأشياء ويمكن أن تكون مستقيمة أو منحنية. وكذلك تشمل الصور الألوان والظلال ومناطق ساطعة، وتحتوي أيضا اشكال كثيرة مختلفة وملامس مختلفة مثل الزجاج أو الحديد أو الخشب وما إلى ذلك، ويمكن أن تلفت هذه العناصر الانتباه أو تشتت الانتباه.


وباستخدام تقنيات التصوير يمكن التحكم في هذه العناصر، فعلى سبيل المثال يمكن تكثيف الملامس أو أنسجة العناصر أو جعلها تبدو أكثر نعومة من خلال استخدام الإضاءة. ويمكن أيضًا إبرازها أو تقليل التركيز عليها داخل الصورة، من خلال إظهار النسيج الموجود للعنصر في الظل أو وضعه تحت الإضاءة الخفيفة. بدل من وضع الكائن أو العنصر تحت الضوء الساطع.


يمكنك استغلال تقنيات إنشاء الصورة لعمل مسارات الرؤية التي تثير انتباه المشاهد. حيث تتبع العيون بشكل طبيعي الخطوط أو مسارات الرؤية، وتركز بشكل طبيعي على الأشكال أو العناصر الواضحة، مما يساعد المشاهد في فهم الصورة وتلقي الرسالة بسهولة. ويمكن للمصور أن يستغل عناصر مثل الألوان أو الزخارف لإنشاء وإضفاء احاسيس مؤثرة في الصورة.


البساطة واستغلال المساحة الفارغة Simplicity and Empty Space

كل من عنصري البساطة واستغلال المساحة الفارغة يعنيان الجمال المطلق، ويمكن وصف أهمية عنصري البساطة والمساحة الفارغة بالعبارة الشهيرة "القليل هو الأكثر less is more"، فعندما تتضمن الصورة الكثير من العناصر فإن ذلك يؤدي إلى تكوين صورة مشوشة. ويمكن إصلاح ذلك من خلال استخدام الإطار ووضعه حول العناصر المهمة والاستغناء عن باقي العناصر المشوشة، إلى جانب التحكم في الإضاءة والتركيز focus، بهدف تبسيط الصورة.


وللتحكم في حجم وكمية عناصر الصور يمكن ضبط المنظور وتحديد ما يتم تضمينه في الصورة بحيث تكون الأشياء المهمة فقط التي تحتاجها في الصورة. ولا داعي للخوف من وجود مساحة فارغة لتكون جزءًا من الصورة! حيث يمكن أن تكون الصورة التي تتضمن القليل من الاهتمام، أو حتى تحتوي على عنصر واحد فقط، أن تعكس الكثير من المعاني القوية جدًا.


ويمكن الالتزام ببعض القواعد التي يمكن أن تساعدنا في استغلال الفراغ بشكل جيد. فمثلا يجب ألا تزيد نسبة المساحة الفارغة إلى الأشياء أو العناصر التي يجب الانتباه إلي وجودها عن حوالي ثلاثة إلى واحد 3 : 1، لنحصل على صورة مقبولة، بحيث لا يلزم ملء الصورة بأكملها.


إحدى القواعد التي يجب وضعها في الاعتبار حول المساحة الفارغة هي أن الكائن أو العنصر المتحرك يجب أن يكون أمامه مساحة فارغة أكبر من المساحة التي تكون خلفه. وفي حالة عدم وجود مساحة كبيرة معروضة أمام الجسم المتحرك، فإن ذلك سيعطي الانطباع بأنه الجسم أو الكائن سيتحطم.


مع العلم أنه يمكن كسر جميع القواعد في التصوير لإنشاء تأثير ما، فإنها فكرة جيدة أن تتعلم كيفية اتباع القواعد أولاً قبل تعلم كيفية كسرها، فلا يوجد قانون إلزامي في فن التصوير، حيث يمكن للمصور الخروج على جميع القواعد ولكن يفضل القيام بذلك عن خبرة ودراية بقواعد وتقنيات التصوير.   


التقاء العيون أو التواصل البصري Eye Contact

عندما يكون موضوع التصوير شخص أو مجموعة من الأشخاص، فيجب على المصور أن يأخذ في الاعتبار مسألة التقاء العيون أو التواصل البصري نظرا لتأثيرها الشديد على توضيح المعني في الصور. حتى لو كان الهدف ينظر بعيدًا عن الكاميرا.


فاحرص على الحفاظ على الاتصال بالعين أولاً حتى تضع تركيزك على نفس مستوى عيون الهدف أو الشخص، ثم اجعل الهدف ينظر بعيدًا لالتقاط الصورة الفعلية، ويعد استخدام هذه التقنية فعال وجيد. حيث هذا الأسلوب يخلق مستوى أكبر من الوضوح بين العارض أو الشخص المراد تصويره وبين الموضوع أو عناصر الصورة، عن طريق وضع الموضوع على مستوى عين المشاهد. وعند هذه اللحظة يتم إدراك موقع التصوير وقصة الصورة عند المشاهدة.


ولكن هناك أيضا استثناءات لهذه القاعدة. تأتي هذه الاستثناءات عندما لا يكون التركيز على العيون هو الهدف الرئيسي في الصورة، على سبيل المثال إذا كان محور الاهتمام الرئيسي في الصورة هو توضيح المنظور أو حجم الكائن مثل شخص أو حيوان، ففي هذه الحالة ليس من المهم التركيز على العيون وبالتالي يمكن كسر هذه القاعدة.


التكوين في الصورة: مقدمة عن التركيز

Composing the Picture: Introduction about Focus

العنصر الثالث في عناصر تكوين الصورة بعد الإضاءة والإطار هو عنصر التركيز Focus. وهو يتكون من ثلاثة عوامل أساسية وهم:

1- أين تقع منطقة بؤرة التركيز في الصورة؟

2- ما مدى حدة التركيز في هذا المركز أو البؤرة؟

3- ما مدى حدة التركيز على بقية الصورة؟


في جميع الحالات تقريبًا، يجب أن يكون منطقة أو منتصف أو مركز الصورة شديد التركيز. ومع ذلك، يمكن كسر هذه القاعدة وعمل استثناءات. ولتحقيق التركيز Focus، يجب أن يتم التركيز على الموضوع الرئيسي بشكل مناسب ثم يتم التحكم في مسألة عمق المجال depth of field، ويتم ذلك عن طريق ضبط فتحة aperture عدسة الكاميرا، والتحكم في عمل وإنشاء تأثيرات ضبابية (بمعني وجود مناطق غير واضحة التفاصيل في الصورة) عن طريق ضبط سرعة الغالق shutter speed (زمن التقاط الصورة)، وكذلك يمكن إنشاء الكثير من التأثيرات على منطقة التركيز باستخدام العديد من العناصر مثل عنصر الإضاءة.


ويثير عنصر التركيز سؤال، وهو كيف يمكن استغلال هذا العنصر في عمل صورة جذابة وقوية؟ وبالتالي يجب على المصور أن يفكر كيف يريد أن تكون النتيجة النهائية، فمثلا هل يريد المصور أن تكون الصورة واضحة تمامًا وكل وجميع عناصرها تحت التركيز؟ أم هل يريد أن يكون جزء من الصورة حادًا وواضحًا والباقي غير واضح إلى حد ما، وذلك لتوجيه الانتباه بقوة أكبر إلى المركز؟ هل تريد نقل إحساس أو تأثير بالسرعة أو الحركة من خلال عمل خطوط تدل على الحركة أو السرعة تكون غير واضحة لجسم متحرك مثل حيوان قفز أو سيارة سباق أو طائرة أو ما إلى ذلك؟


أو هل يريد بدلاً من ذلك التقاط جميع التفاصيل المرئية للكائن بوضوح تام؟ وعموما، لا توجد قوانين صارمة أو إجابة صحيحة دائمًا لأي من هذه الأسئلة! وإن ذلك ما يجعل التصوير الفوتوغرافي شكلاً من أشكال الفن. فعلى الرغم من أنه يمكن تقديم نصائح عامة، إلا أن الطريقة الوحيدة في النهاية للتعلم هي التجربة الفعلية.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

"التصوير للمبتدئين بكاميرا DSLR   DSLR Photography for Beginners".

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات