ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / دائرة الألوان (جوته أم نيوتن)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  دائرة الألوان (جوته أم نيوتن)


الألوان /  دائرة الألوان (جوته أم نيوتن)

Color wheel (Goethe vs. Newton)

 

الجدال أو الخلاف حول اللون

Color and Controversy

كان جوته Goethe مفتونًا بالألوان. وكان على دراية بنظريات نيوتن Newton عن الألوان لكنه عارضها بشدة واستاء من قبول أفكار نيوتن. فكتب بشراسة عن نيوتن المقولة التالية:


"كان لدى عالم الرياضيات العظيم فكرة خاطئة تمامًا عن الأصل المادي للون، فعلى الرغم من سلطته العظيمة كمتخصص في علم الهندسة، فإنه قد ارتكب العديد من الأخطاء باعتباره خبير في علم الهندسة، وعلى الرغم من أن نظريته مقبولة في أعين العالم، إلا أنه كان دائمًا شخصاً مقيدًا وكان يصدر أحكام مسبقة".


بذل جوته قدرًا كبيرًا من المجهود والطاقة في محاولة إثبات أن نيوتن كان مخطئًا، ومن خلال خبراته الواقعية نشر أطروحته الأولى بعنوان (من سلسلة مدى الحياة) والتي تهدف إلى دحض فرضيات نيوتن. ونشر إعلان عن أطروحة عن اللون في عام 1791. حيث لم يكن جوته ينظر إلى الألوان على أنها ضوء، بل ينظر إليها على أنها إشارة معينة أو كيان خاص.


كان جوته يواجه صعوبات أمام نظريات وأفكار نيوتن، فقد قال: إن نظرية نيوتن لا تساعدنا على إدراك العالم من حولنا بشكل أكثر وضوحًا، حتى لو أننا وجدنا ظاهرة حقيقة، فسوف تظل المشكلة أننا لا نريد قبولها على هذا النحو. وسوف تتحول الأشياء التي ندركها وفقًا لحواسنا والتي تتوافق مع بعضها البعض إلى أشياء غير مترابطة وليس لها علاقة ببعضها البعض بمجرد النظر في أسبابها. وقال عن نيوتن "ما تقوله قد يكون أو لا يكون صحيحًا، لكنه ليس مفيدًا في الحياة الواقعية."


وعلى الرغم من الهجوم الشديد من جوته على نيوتن، إلا إن جوته كان عبقريًا ومن أهم أبناء عصر التنوير وترك الكثير من الأفكار والنظريات. فقد كان ارتباط اللون والجمال بالأخلاق جزءًا من أطروحات ونظريات جوته. ربط جوته بين أخلاق الإنسان والألوان وامتداد ذلك التأثير في جوانب الحياة، ليس فقط على أشياء بسيطة مثل ألوان الملابس ولكن ربط الألوان برغبة الإنسان بالوصول لمبادئ مهمة مثل تفضيل ألوان البشرة.


كان لجوته ملاحظات هامة وواسعة النطاق. فلقد شارك هو ومعاصره فيليب أوتو رونج Philipp Otto Runge (1777-1810) وهو رسام ألماني، في تصور ما يسمى الآن بالألوان التكميلية (وهي الألوان التي تقابل بعضها البعض على عجلة الألوان مثل الأخضر والأحمر).


وأعطى جوته الألوان المكملة اسم "استكمال الألوان completing colors". كما تحدث غوته بشكل مكثف عن ظاهرة التباين المتزامن simultaneous contrast والصورة اللاحقة afterimage والتي تحدثنا عنها في تدوينات سابقة. فلقد أدرك جوته أنه لا يوجد لون نقي إلا من الناحية النظرية ووصف التناقضات الأساسية للون على أنها قطبية بمعني متناقضة (متباينة أو معارضة) ومتدرجة (أي بفواصل).


على الرغم من قيام العديد من الفنانين والكتاب بتوسيع أفكار جوته وإضافة ملاحظات جديدة، إلا أن ملاحظات جوته كانت واسعة النطاق وهامة وأساسية لدرجة أنه يمكن العثور على كل مبدأ من مبادئ وأفكار جوته تقريبًا في معظم دراسات الألوان الحديثة.


صمم جوته دائرة ألوان شائعة جداً تتكون من ستة ألوان، واعتقد بأن هناك لونين أساسين فقط وهما الأزرق والأصفر في دائرة الألوان، حيث يشتق منهم باقي الألوان. وتحتوي دائرة ألوان على 6 ألوان وهم: الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي. ويمكن وصفها بالبساطة والأناقة والمنطق البصري المثالي.


قام ميشيل يوجين شيفرويل Michel Eugene Chevreul وهو فرنسي الجنسية يعمل في الصباغة في مجال النسيج والسجاد في شركة Chevreul، بتناول الألوان بشكل عملي وليس من خلال نظرية بحته. ولقد واجهه بعض الصعوبات في التعامل مع اللون الأسود وخاصة عند وضعه مع ألوان أخرى مجاورة فقد كانت تبدو وكأنها تفقد جزء من القيمة value أو التدرج اللوني أو العمق.


واستخدمت شركة Chevreul نظرية الألوان الثلاثة الأساسية. وكذلك استخدمت نظريات وأفكار جوته مثل ظاهرة التباين المتزامن، وأطروحته التي صدرت عام 1839 عن مبادئ التناغم والتباين في الألوان وتطبيقاتها. والتي كان لها تأثير كبير مجال الفنون والحركة الانطباعية في فن الرسم.


تظل دائرة ألوان جوته المكونة من ستة ألوان هي الأساس في الفنون، وتظل دائرة ألوان نيوتن المكونة من سبعة ألوان للطيف هي الأساس في العلوم. وأخيرا كانت المعركة بين نظريات الألوان لنيوتن وجوته تعبر عن انشقاقًا كبيرًا في تاريخ الأفكار. والذي كان غير ضروري. ولكن في النهاية كلتا النظريتين صحيحة، حيث كل منهما تصف حقيقة مختلفة. ويمكن أن نصف الفرق بين نيوتن وجوته كالآتي:


كان نيوتن يبحث في الأسباب.

كان جوته ينظر إلى التأثيرات.


قبل ظهور التصميم الرقمي وفن الجرافيك، لم يكن الطلاب المنخرطون في العلوم هم نفس الطلاب الذين يتابعون الفنون البصرية، ونتيجة لذلك نادرًا ما تتعارض الأفكار المختلفة بين نظامي الألوان. فقد كان المصممون في الماضي، مثل جوته، يتعرفون على الألوان من خلال حواسهم. فقد تعاملوا مع التأثيرات وليس الأسباب، مما أدى إلى هبوط أهمية العلم في الحياة الواقعية. ولكن اليوم يجب على المصممون أن يؤمنوا بجميع الأسباب يتعاملوا مع جميع النظريات العلمية والفنية.


النموذج العلمي لتنظيم اللون

The Scientific Model: Color Gets Organized

كان كل من جوته وشيفرويل من أشد المهتمين بتأريخ الألوان والفنون الذين ظهرا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حيث وضعوا ملاحظات ونظريات صارمة وقوية حول نموذج علمي للألوان. حيث كان الهدف هو إنشاء نظام شامل لترتيب الألوان وإيجاد قوانين غير قابلة للتغيير عن تناغم الألوان. وفي السابق تم إنشاء أنظمة ترتيب الألوان على هيئة مخططات ثنائية الأبعاد في صورة مستطيل، ومثلث، ودائرة. 


ولكن لاحقا توصل العالم الأمريكي ألبرت مونسيل Albert Munsell (1858-1918) لنموذج عن الألوان ثلاثي الأبعاد، ونشر ذلك في كتاب قواعد الألوان، والذي نُشر بعد وفاته في عام 1921، حيث اقترح مونسيل "شجرة ملونة" مع مساحة لا نهائية للتوسع الألوان.


وقد أنشأ مونسيل شجرة ألوان تبدأ من لون مشبع Pure ويتفرع منها ثلاث أفرع، ويستمر كل فرع حتى يتلاقى مع نقطة في عمود رأسي، يتكون العمود الرأسي من ثلاث مراحل من القيمة value (وهي التدرج من الأبيض إلى الأسود) وهم الأبيض والرمادي والأسود.


يخرج من اللون المشبع ثلاث فروع وينتهي كل فرع عند نقطة في العمود الرأسي، الفرع الأول يتدرج اللون من المشبع أو المكثف إلى اللون المخفف Tint حتى ينتهي باللون الأبيض في العمود الرأسي. والفرع الثاني يتدرج اللون من المشبع أو المكثف إلى تدرج Tone من اللون الرمادي chroma حتى ينتهي باللون الرمادي الأوسط والذي يقع بين الأبيض والأسود في العمود الرأسي. والفرع الثالث يتدرج اللون من المشبع أو المكثف إلى تدرج من الظلال Shade حتى ينتهي باللون الأسود في العمود الرأسي.

الألوان /  دائرة الألوان (جوته أم نيوتن)


في نظرية مونسيل، لا يمكن عرض كل لون محتمل، ولكن يتم وضع كل لون في مكان مخصص على مقياس أبجدي أو رقمي بمعني مقياس من الحروف أو الأرقام. فقد كان مونسيل يعتقد أنه كان يوفر نظامًا شاملاً لترتيب الألوان، قائلاً: "من الطبيعي أن يكون لكل نقطة (بمعني لون) رقم محدد بحيث لا يمكن اكتشاف لون جديد لا يوجد له مكان أو لا ينتظره مكان ورمز".

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر: -

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات