ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / نبذة تاريخية عن نظرية الألوان

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  نبذة تاريخية عن نظرية الألوان


الألوان /  نبذة تاريخية عن نظرية الألوان

A Brief History of Color Theory

 

المزيج البصري

Optical Mixes

المزيج البصري  optical mix يعني اللون الجزئي، ويحدث المزيج البصري عندما يتم استخدام لونين أو أكثر في مساحة صغيرة أو مجموعة نقاط، مما يعطي الشعور بوجود لون جديد تماما.

يتم تكوين بقع اللون في المزيج البصري بإحكام بحيث يصعب تمييزها كمجموعة أو يصعب تمييزها كألوان فردية مختلفة، ولكنها لا تمتزج تمامًا بل يظل هناك بعض الفروق الملحوظة.


يمكن اعتبار الخلطات البصرية عبارة عن مزيج من الألوان في شبكية العين، لأن حقيقة اللون تختلط في العينين، وليس في وعاء أو على لوح. ويعتمد نجاح المزيج البصري على حجم كتل الألوان بالنسبة إلى المسافة بين العين والألوان. فإذا كانت العناصر كبيرة جدًا، فسيتم قراءة الألوان كبقع منفصلة، والعكس صحيح.


يوثر المزيج البصري على كل أنواع الفنون ومنها التصميم الجرافيكي، حيث يجب مراعاة المزيج البصري للألوان والمسافة عند تصميم الأعمال الفنية. فعلى سبيل المثال، المسافة بين المشاهد وتصميم بالألوان لغلاف كتاب تكون قريبة، والمسافة بين المشاهد وتصميم لورق الحائط تكون متوسطة، والمسافة بين المشاهد ولوحة اعلانات في الشارع تكون كبيرة.


فقد تكون "النقطة" في المزيج البصري على لوحة الإعلانات بحجم طبق العشاء عند رؤيتها من مسافة قريبة. ويتصف المزيج البصري بحيوية لا يمكن أن يوفرها اللون العادى الموجود على نوع سطح. حيث يحدث تناقض في تدرج اللون والقيمة والتشبع لكل رقعة من الألوان مع جيرانها وفقًا للمؤثرات المحيطة.


في المزيج البصري بعض الألوان تتقدم وبعضها ينحسر؛ وينشئ البعض الآخر إيحاء بوجود أرضية من نوع ما، فينشأ نسيج مؤلف منن العناصر المتقدمة والمتراجعة. يتصف المزيج البصري الذي يتكون من الألوان المتماثلة analogous colors (مجموعة من درجات الألوان المتجاورة على دائرة الألوان) البراقة بالحركة الديناميكية ويتصف بالحيوية.


بينما تظهر الألوان التكميلية Complementary colors (وهي اللون واللون المقابل له على دائرة الألوان) في المزيج البصري كنقاط ذات ألوان محايدة، اعتمادًا على نسب كل لون في مجموعة الألوان.


يخلق مزج القيم أو الدرجات الداكنة والفاتحة والمتوسطة انطباعًا بوجود الملامس. ويتم استغلال ذلك في وسائل الطباعة بالألوان، حيث يتم معالجة الألوان مع مزج قيم أو درجات متعددة من الفاتح والغامق بهدف طباعة العديد من الألوان التي لا حصر لها.


ففي نظام ألوان المخصصة للطباعة CMYK والذي يتكون من الأزرق السماوي والأرجواني (الفوشيا) والأصفر والأسود. يتم اندماج نقاط من ألوان الأحبار وهي صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها بدون عدسة مكبرة، لإنشاء وطباعة ألوان جديدة بدون تركيب أو تحريك لنقاط أحبار الألوان.


وفي نظام الألوان المخصصة للعرض على الشاشات RGB (الأحمر، الأخضر، والأزرق) يوجد أيضًا مزيج بصري.  فهو ببساطة عبارة عن آلاف النقاط الفردية الصغيرة من الضوء تخلق تدرجات وصبغات ألوان وظلال في شاشة العرض لكي تتكون منها الصورة التي نراها. حيث يعتمد تأثير الخلطات البصرية على مجموعة الألوان المستخدمة معًا.


نظرية الألوان: نبذة تاريخية

Color Theory: A Brief History

إن دراسة اللون – ماهيته؟، وماذا يعني؟، وما هي أفضل طريقة لتنظيم وعرض الألوان؟، وخصوصا ما الذي يجعل مجموعات الألوان مبهجة؟. هي مسألة لها تاريخ طويل في مجال البحث العلمي. والذي يسعي لإيجاد إجابات عن هذه الأسئلة، في صورة مكتبة هائلة من الكتب تعرفنا عليها عبر التاريخ، وتُعرف باسم نظرية الألوان.


تشمل نظريات الألوان على نظم تصنيف الألوان وترتيب الألوان وعمل قواميس للألوان وإنشاء المخططات والموسوعات. وتغطي هذه النظريات اللون كعلم، واللون كلغة، واللون في قصائد الشعر، واللون كتعليمات وقواعد، واللون كفن. والعديد من النظريات الأخرى.


باستثناء الكتب والأبحاث الأولى، كان الشغل الشاغل لعلماء الألوان هو إيجاد طريقة لتنظيم وتقديم الألوان بتنسيق شامل ومنطقي. حيث تبدأ الألوان جميعها من نفس المادة، فلا توجد ألوان "جديدة" تنشأ من نفسها، ولكن المفاهيم المتعلقة بالألوان ترتبط وتنشأ من تخصصات علوم أخرى مختلفة جدًا عن بعضها مثل علوم الفلسفة، الفنون، الرياضيات، العلوم، والصناعة.


نتيجة لذلك، ليس من غير المعتاد، على سبيل المثال، البحث عن تعريف "للألوان الأساسية primary colors" والعثور على إجابات مختلفة. لأن كل نظام من أنظمة الألوان فريد من نوعه ويعبر عن حقيقة معينة عن لألوان، فيبدو للوهلة الأولى أنه يدعو إلى حقيقة منفصلة، أو شكل معين خاص به.


وهناك أنواع عديدة وشائعة من نظريات الألوان، تتنافس كلها حول مسألة ترتيب الألوان. وبناء على ذلك بدل من تصحيح كل نظرية على حدة، يمكن أعتبار أن كل نظرية تعبر عن مجال مختلف. وأخيرا فإن جميع النظريات تشترك في الأسس وبالتالي فكلها تكمل بعضها وتعمل على تعزيز بعضها البعض.


وعلى أساس هذه النظريات يمكن إنشاء نظام لترتيب ألوان يكون مقبول عالمياً. وقديما كان الشاغل الرئيسي لعلماء الألوان هو تحديد العوامل التي تجعل الألوان المختلفة مبهجة عندما يتم وضعها معًا في مجموعة واحدة، وإيجاد أساس واقعي يحدد التوافق أو التناغم بين الألوان.


يشير التاريخ والملاحظة والفطرة السليمة إلى أنه من الناحية العملية، هناك الكثير من المتغيرات التي يمكن أن تعمل على إنشاء "قوانين" مطلقة تخص تناغم الألوان color harmony. ومن الممكن أيضاَ تحديد إرشادات وقواعد تحقق تناغم الألوان، بحيث تكون الألوان متسقة ومفهومة وعملية عند وضعها ضمن نظام ألوان تم تصميمه بكفاءة.


المراحل التمهيدية لنظريات اللون

Setting the Stage for Color Theories

كان الفلاسفة اليونانيون أول الكتاب المعروفين الذين تحدثوا عن اللون. فكانوا مفتونين بالطبيعة والاحساس بالخداع اللوني، وسعوا إلى ترسيخ مكان اللون ومعناه في الكون الأكبر. فمثلا، بالنسبة لليونانيين القدماء، كان الجمال والانسجام يتعلق بعلوم الرياضيات.


لقد افترضوا أن الجمال وفرع من فروعه هو تناغم الألوان. هو عبارة عن نتيجة طبيعية للترتيب الرياضي للألوان، بمعني أنه مرتبط بعلم الرياضيات بشكل دقيق، وأن اللون شيء سريع الزوال، فإذا أمكن تجميع الألوان فإنه يمكن في هذه الحالة السيطرة على الاحساس بسرعة زوال اللون ومسألة الخداع اللوني.

 

إن مفهوم الجمال والرياضيات معًا، يشكلان أساس في نظرية تناغم الألوان الذي استمر من المراجع والكتب الأولى حتى يومنا هذا. ومن أهم العلماء الذي يرجع إليه الفضل في معرفتنا بالألوان، هو العالم المعروف فيثاغورس Pythagoras (490-569 قبل الميلاد) فقد أنشئ مفهوم "تناغم الأشكال"، وهي نظرية رياضية يتم فيها فصل كواكب المجموعة الشمسية عن بعضها البعض بفواصل زمنية تساوى وتقابل الأطوال التوافقية للالآت الموسيقية الوترية، وبالتالي تؤدي إلى ظهور إلى صوت موسيقي جميل.


استمر هذا النموذج المثالي عبر الزمن ليشمل الأشكال والألوان التي تساوي أو تقابل المقياس الموسيقي. حيث كان الغرض منه في وقته هو إظهار الكون بشكل شامل وكامل، ووصف الكمال المهيمن في الطبيعة، ولا يزال يتردد صدى هذه النظرية حتى يومنا هذا.


ويعتبر أرسطو Aristotle (حوالي 322 - 384 قبل الميلاد)، أكثر الكتاب تأثيرًا في اللون، فقد تناول الألوان من وجهة نظر فلسفية وعلمية. حيث تم قبول فرضيته القائلة بأن جميع الألوان مشتقة من الأسود والأبيض، أو الظلام والنور، واستمر ذلك كحقيقة حتى القرن الثامن عشر.


ومن المعروف أيضا، أن كتاب عصر النهضة بمن فيهم ليوناردو دافنشي Leonardo da Vinci (1452- 1519) وآخرون قبله وبعده، تحدثوا عن جوانب اللون التي تراوحت من الجوانب العملية لمزج الأصباغ إلى المعاني الفلسفية والأخلاقية للألوان.


مع العلم أن العلماء والكتاب في مجال الألوان كانوا قلة، وظل اللون موضوعًا ضيقًا ومتخصصًا حتى القرن الثامن عشر، ولكن مع ظهور نتائج تجارب إسحاق نيوتن Isaac Newton، عندها انجرفت المجتمعات العلمية بشكل رئيسي تجاه الفكر الفلسفي والعلمي.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

 

المراجع والمصادر:-

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

 

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.

حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.

حساب "مدونة ألوان" على تويتر.

ليست هناك تعليقات