ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / تكوين اللون والتوازن البصري

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  تكوين اللون والتوازن البصري


الألوان /  تكوين اللون والتوازن البصري

Color Composition and Visual Equilibrium

 

عدم استقرار اللون

The Instability of Colors

اللون هو تجربة لشعاع ضوء نقي، وغير مستقر، وعابر، وقابل للتغيير مثل نسمة من الهواء. في بعض الأحوال قد يكون اللون عنصر مكلف ومثير للقلق في عالم تصميم المنتجات، فمثلا قد يفقد اللون الذي كان يتم بيعه جيدًا في الماضي جاذبيته كما في المنتجات مثل ورق الحائط أو النسيج، ولهذا يعتبر اللون مهارة مهمة في التصميم الجرافيكي.


تحدث التغييرات الواضحة في الألوان لسببين مختلفين تمامًا وهما:

السبب الأول: يكمن في العلاقة بين الأشياء والإضاءة التي تُرى تحتها. حيث تؤثر التغيرات في الإضاءة العامة على الألوان الموجودة تحت الإضاءة فقط. أما بالنسبة للألوان المضافة لصور الشاشة أو إشارات المرور أو أي مصدر ضوء آخر مستقرة في جميع ظروف الإضاءة.


سواء تم رؤيتها في ضوء النهار أو تحت أي نوع من المصابيح مثل الصوديوم أو الفلورية أو الليد LED أو أي مصدر ضوء آخر، فإن ألوان الضوء ثابتة طالما ظل مصدرها ثابتًا. قد يتم الشعور بها على أنها أكثر إشراقًا بشكل عام في بيئة مظلمة منها في بيئة مضاءة جيدًا، لكن درجات الألوان لا تتغير.


السبب الثاني: عندما يتم استخدام لونين أو أكثر معًا في أي وقت، يوجد احتمال أن يخضع لون واحد أو أكثر لتغير أو لتحول واضح في تدرج اللون أو القيمة أو التشبع أو الاختلاط بمعني المزج مع ألوان أخرى بسبب موضعه بالنسبة إلى الألوان الأخرى. يؤثر موقع أو موضع اللون على الألوان المطروحة أو الألوان المضافة، وكذلك يؤثر في قدرتها على تغيير طريقة ظهور الألوان بكل وسط.


وبناء على ذلك، تتعدد الطرق التي تؤثر بها الألوان على بعضها البعض بسبب موقع اللون والذي يمكن ملاحظة بسهولة في تجربة المنشور الزجاجي، حيث يتكون شعاع الضوء الأبيض من ألوان الطيف.


وهذه الطرق يمكن التنبؤ بها وبالتالي يمكن أن يتلاعب بها المصمم ويستفيد منها في مجال عمله. حيث كل لون عرضة للتغيير من خلال تحديد موقعه، فلا يوجد لون يُرى وحده.


ويمكننا رؤية ذلك في أبسط الأشياء، كما في خلفية من الورق الأبيض، أو في السماء. إن فهم كيفية تأثير الألوان على بعضها البعض وتغييرها هو أكثر أداه لحل المشكلات الفنية. هناك جانب إيجابي لعدم الاستقرار، فمثلا يمكن جعل لونين أو ثلاثة ألوان تبدو وكأنها أربعة أو حتى أكثر من ذلك من خلال التلاعب في موقعها.


على سبيل المثال، في مجال الطباعة يعد عدد الألوان عاملاً مهم في تسعير الطباعة، فكلما زاد عدد الألوان زادت تكلفة الإنتاج. وبالتالي يمكن للعامل الماهر أن يجعل لونين أو ثلاثة ألوان تبدو أكثر بكثير من خلال وضعها بشكل استراتيجي مقابل بعضها البعض. ويوفر تفاعل الألوان فرصًا لضبط تركيبات الألوان بطرق تضيف حيوية واهتمامًا إلى التكوين أو التوليفة اللونية.


تكوين اللون

Color Composition

تعريف التكوين: هو كيان يتكون من أجزاء فردية يتم ترتيبها بطريقة تُفهم على أنها فكرة واحدة كاملة. ومن أمثلة التكوين المقال الذي يتكون من كلمات منفصلة، أو أغنية مكونة من نوتات فردية. يُفهم التكوين على أنه منفصل أو مستقل عن الأشياء الأخرى المحيطة به.


يعتمد تصميم تكوين الألوان على ترتيب مخطط للأشكال والألوان، ويُقصد بتصميم تكوين للألوان، أن يشعر به المشاهد كفكرة بصرية واحدة، فتُنشئ الألوان المستخدمة معًا تكوينًا لونيًا واحدا. والتكوين اللوني هو مجموعة من الألوان يُقصد منها الشعور بها ككل او ككيان واحد.


هناك مجالات متعددة يتم فيها تصميم تكوين لوني بمعني إنشاء تركيبة لونية مثل مجال ألوان الطباعة أو الشاشات أو المنتجات.


الأرضية وتكوين اللون

Ground and Carried Colors

يُقصد بالأرضية Ground هو الخلفية وراء الألوان، فمثلا يقال إن الألوان المطبوعة على القماش أو أغطية الجدران مطبوعة على الأرض. كما في خلفية السجادة. أو في ورق الطباعة حيث يمكن الطباعة على ورق أبيض أو ورق ملون، وكذلك شاشة العرض فتعتبر أرضية تعرض مشاهد أو صور.


الأرضية أو الخلفية عامل مهم جدا في التكوين، حيث تحدد الأرض النقطة المرجعية المرئية لتكوين الألوان. الأرض ليست بالضرورة أكبر مساحة في التكوين. حيث يتم تحديد مساحة التصميم التي تقع على الأرض من خلال تنظيم وترتيب العلاقة بين الشكل أو التكوين والأرض Figure- ground.


يمكننا التعرف على التكوين في صورة نمط أو صورة أو ما إلى ذلك، فيمكننا تمييز التكوين عن الخلفية. والتكوين بالنسبة للأرضية هو المساحة الإيجابية Positive Space، بمعنى الجزء الشاغر.


أما المساحة السالبة Negative Space  فهي المساحة الخالية حول عناصر التصميم وأحيانًا داخلها بمعني المساحات الفارغة. في بعض الأحوال قد يكون من الصعب (أو حتى من المستحيل) تحديد أي جزء من التصميم هو الأرض وأيها يحمل اللون أو التكوين، كما في بعض أنواع فنون الزخرفة. وليس من الضروري أن تكون الأرض محددة بوضوح، لأن الألوان تتفاعل سواء كانت الأرض واضحة أو غير مؤكدة، كما نلاحظ مثلا في معطف من جلد النمر.

الألوان /  تكوين اللون والتوازن البصري


حالة التوازن

Equilibrium

التوازن Equilibrium هو حالة فسيولوجية تعبر عن الراحة تسعى إليها العيون في جميع الأوقات. فتكون العيون في حالة راحة عندما تكون الألوان الأساسية للضوء وهي الأحمر والأخضر والأزرق، ضمن مجال الرؤية.

يتضح ذلك في اللوحات الفنية بالألوان الأساسية وهي الأحمر والأصفر والأزرق والتي تعكس هذه الأطوال الموجية، وأيضا في نظام الطباعة بالألوان الأساسية  RGB وهي (C.M.Y.K) السماوي والأرجواني أو الفوشيا والأصفر والأسود.


إن وجود أي من هذه المجموعات من الألوان الأساسية في المجال البصري في نفس الوقت سيجلب إلى العينين حالة من التوازن. وليس من الضروري أن تكون الانتخابات التمهيدية حاضرة كألوان فردية حتى تصل العين إلى حالة من الراحة.


يسمح المزج بين الانتخابات التمهيدية للعينين بالوصول إلى التوازن، فمثلا المزج بين ثلاثة ألوان أولية، أو زوج من الألوان المكملة، أو لونان ثانويان، أو لون ممزوج مع لون من الألوان المكملة. ولا يجب أن تكون كميات أو حجم الألوان متساوية بنفس المقدار في نفس المنطقة. فيمكن أن يصل الإنسان لتوازن بصرى بسهولة كما في الشجرة الخضراء مع تفاحة حمراء واحدة، فالتفاحة عنصر فعال في توفير التوازن.


يتم الوصول إلى التوازن بسهولة أكبر في وجود درجات ألوان حيادية، حيث أدنى تلاشي للون النقي يجعله أقل إثارة للعين. ويمكن أيضا أن نصل إلى الألوان المحايدة من خلال استخدام زوج من الألوان المكملة.


ويقل التوازن أو الراحة البصرية في حالة تكوين من الألوان الزاهية، حيث الأشكال والألوان الزاهية تعمل مثل المنبهات القوية والمنفصلة والمتناقضة بحيث تستجيب العيون لكل منها كما لو كان إحساسًا واحدًا.


وبالتالي يشعر الإنسان بالمجهود أو النضال الشديد من أجل الحفاظ على التوازن، مما يعني أن العيون يجب أن تبصر وتعمل بجد لتفسير الرؤية. ولهذا تعمل الصور الزاهية متعددة الألوان بشكل جيد لأهداف أو أغراض مثل جذب الانتباه ولكنها أقل من مثالية للاستخدامات الممتدة الوقت أو المدى مثل القراءة أو ألوان الغرفة الداخلية.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله


المراجع والمصادر:-

  • كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".
  • UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers


لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

ليست هناك تعليقات