ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الألوان / ذاكرة الألوان: من الرؤية إلى المعني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  ذاكرة الألوان: من الرؤية إلى المعني


الألوان /  ذاكرة الألوان: من الرؤية إلى المعني


Color Memory: From Vision to Meaning


اللون والشفاء من الأمراض

Healing and Color from diseases

العين ليست العضو الوحيد الذي يستجيب للضوء. فالجلد يمتص الضوء أيضًا، ويُقال أيضا أنه يمكن استخدام الضوء والألوان في العلاج من بعض الأمراض مثل علاج الصدفية، وهو مرض جلدي، عن طريق التعرض لأشعة الشمس. وتتمثل خصائص الشفاء في استخدام أطوال موجية مختلفة للألوان.


الحس المتزامن

Synaesthesia

الحس المتزامن Synaesthesia  ظاهرة معترف بها منذ زمن طويل ولكنها غير مفسرة إلى حد كبير علمياُ، حيث يستجيب أحد الحواس لتحفيز الآخر. فعلى سبيل المثال هناك تقارير عن مكفوفين (وغيرهم) قادرين على تحديد لون الأشياء من خلال حاسة اللمس.


وجدت تجربة أجراها العالم تشارلز سبينس  Charles Spence، أستاذ علم النفس التجريبي في جامعة أكسفورد، أن الأشخاص الذين أُجريت عليهم الدراسة قالوا إن موس الفراولة يكون أحلى بنسبة 10 في المائة عند تقديمه في وعاء أبيض مقارنة بوعاء أسود.


وكذلك أوضحت الدراسة تجارب مثل أن 30 إمراه تسمع صوت طنين عندما تدخل غرفة حمراء، ويتوقف الصوت بمجرد أن تغادر الغرفة. وأن رجل ما يشعر بطعم الليمون القوي عندما يستمع إلى مقطوعة موسيقية معينة.


تشير الأبحاث إلى أن المسارات الحسية للدماغ مرتبطة ببعضها البعض بطرق يمكن إثباتها ولكن لم يتم فهمها بعد. فمثلا تبدو فكرة وجود روابط غير مكتشفة بين الحواس أقل إثارة للدهشة عندما نتذكر التجربة العادية مثل أن نشعر بقشعريرة في الجلد عندما تتغير درجة الحرارة سواء كان ذلك بسبب تجربة عاطفية أو تجربة سمعية أو تجربة بصرية.


علم النفس: الاستجابة للضوء

Psychology: Responding to Light

حدة البصر للون (وهو مدى قدرة الشخص على تمييز الألوان بوضوح)، والاستجابات الهرمونية للون، والتكيف مع الألوان، والتثبيط الجانبي ( وهو القدرة على تمييز الألوان في الإضاءة الضعيفة)، والتزامن. كل ذلك عبارة عن استجابات بيولوجية لا إرادية يقوم بها الجسم أمام محفز الضوء. يشمل ذلك أيضا إدراك اللون، وهو عبارة عن الاستجابات النفسية اللاإرادية للألوان.


القشرة الدماغية  cerebral cortex، وهو الجزء الذى يتعامل مع المنطق في المخ، فهي تحدد وتنظم الاستجابة لكل محفز لوني بشكل لا إرادي أو غير واعي. ولكن الاستجابة للألوان تعتمد على الخبرات السابقة أو المعلومات المخزنة التي لها تأثير قوي على إدراك اللون.


استجابات الألوان مرتبطة بمشاعر الإنسان أكثر من ارتباطها بذكائه وفطرته، فإن الرسالة الأساسية للألوان هي أن الاستجابات اللونية تتشكل من خلال الخبرات والعلاقات التي ظلت مدفونة في الذاكرة لفترة طويلة من الزمان.


اللون في الذاكرة

Memory color

الاستجابة عبارة عن مشاعر عمقيه تذكرنا بشيء ما، فهي نوع من التوقع يرتبط باللون الموجود في الذاكرة. فيقوم الشخص بافتراض غير واعٍ وبشكل مسبق حول لون شيء ما، فعلى سبيل المثال يربط الشخص اللون البرتقالي بلون البرتقالة في الذاكرة. ولكن ذلك لا يمنع الإنسان إذا رأى لون ما أن يختبره في الحقيقة ليتأكد من صفاته.


يؤثر اللون الموجود في الذاكرة على إدراك ألوان الأشياء المألوفة للإنسان. فثبات قدرتنا على التعرف اللون يعني أن ألوان الأشياء المألوفة تحتفظ بهويتها بغض النظر عن مدى اختلاف الإضاءة المحيطة بنا. فيتكيف كلا من العين والمخ مع جميع أنواع مصادر الضوء.


وعلى الرغم من أن الألوان التي نراها في الغرفة في منازلنا مثلا في حالة ضوء الشمس تختلف عن الألوان في حالة الإضاءة الصناعية أو إضاءة مصابيح الكهرباء. إلا أن الاختلافات بين أنواع الإضاءة تعتبر غير ملحوظة، فالصورة المخزنة في الذاكرة تتجاوز ما يتم رؤيته في الحقيقة.


وهناك نوع أخر من الألوان المخزنة في الذاكرة، حيث عادة ما يتم النظر إلى الألوان المتقاربة على أنها كلها لون واحد، فلا يقوم الإنسان بتفسير الألوان المتقاربة أو بتفسير كل لون على حدة في الوهلة الأولى ولكن يحدث تأثير تراكمي فوري ثم يبحث الإنسان عن الاختلافات الجزئية بين الألوان لاحقا.


ففي البداية يرى الإنسان الدرجات المتقاربة كلها عبارة عن ألوان متطابقة أو متماثلة. لأنه سيكون من المرهق استمرار رؤية الاختلافات الصغيرة بين الألوان على مدار حياتنا اليومية.


إن اللون كعنصر مخزن في الذاكرة يلعب دورًا كبيرًا ومفيدًا في الراحة البصرية وكيفية التعايش مع اللون في الحياة. فعندما يكون اللون مخزن في الذاكرة ومرتبط بأشياء تعلمناها في الماضي فإن ذلك يؤدى إلى زيادة قدرة الإنسان على التعايش في الحياة مع الألوان.


ذلك لأن الذاكرة تقوم تلقائيا بتفسير ما هي الأشياء بمجرد التعرف على لونها، وتقوم أيضا برؤية الشيء المهم ويتم إهمال التفاصيل الأصغر. وتؤدى هذه الألية إلى تحرير وتبسيط العقل من أي تفاصيل معقدة، فما يراه الإنسان يتم ترجمته إلى بيانات ومعلومات يتم الاستناد عليها للقيام بجميع وظائف الحياة اليومية المتنوعة.


أسماء الألوان

Colors Names

يتم التعرف على اللون عالميًا كنوع من التجربة البصرية لدى الإنسان، فعندما يتلقى المخ معلومات عن اللون فيتم تفسير وتحديد اللون بالاسم  Hue (بمعني أسم اللون الخام). وفي دراسة واسعة نطاق، قرر الباحثان برنت برلين Brent Berlin وبول كاي Paul Kay أن هناك ثمانية وتسعين لغة تحتوى على أسماء أحد عشر لون كألوان أساسية.


هناك مجموعة ألوان مميزة ومعروفة في معظم اللغات مثل الأسود، الأبيض، ثم الأحمر، يليه الأصفر أو الأخضر، ثم الأزرق، والبني، والبرتقالي، والأرجواني (البنفسجي)، والوردي. مع التمييز بين الداكن والفاتح.


فهناك اتفاق بين الناس غير معلن أن ينطقون الأحمر عندما يرون شيء باللون الأحمر، أما الخلافات التي تنشأ حول أسماء الألوان تتعلق بالاختلافات الدقيقة بين درجات الألوان وليس الفئات العامة، ولكن كما تعرفنا في السابق أن كل إنسان له منظور خاص به في تفسير ورؤية والشعور بالألوان.


حيث يحمل كل فرد في الذاكرة فكرة شخصية عن معنى كل لون، فمثلا إذا طلبنا من مجموعة وضع أسم للون معين، فقد يقول أحدهم أن هذا الشيء لونه أحمر، وقد يقود أخر لون أحمر قرمزي ....وهكذا. وعلمياً هناك ستة أسماء للألوان، حيث يمثل كل أسم عائلة من درجات الألوان. والستة اسماء الألوان هي (الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي).


اللون في اللغة: من الاسم إلى المعنى

Color As Language: From Name to Meaning

اللغة عبارة عن مجموعة من الكلمات المنطوقة التي تنقل الأفكار والمشاعر. حيث كل كلمة لها معنى، فاللغة هي رمز مرئي للكلام ووسيلة لحفظ الكلمات والأفكار. وكذلك فإنها أيضًا أسلوب نستخدمه لتنظيم والتحكم في طريقة عرض الكلمات والأفكار.


تتطور اللغات الحية باستمرار، فتتغير معاني الكلمات في اللغة الحية بمرور الوقت أو تُفقد تمامًا، أو تُستبدل بأخرى جديدة. وكذلك يمكن أن يكون اللون أيضًا لغة. فيمكن أن تكون الألوان رموزًا مرئية تنقل الأفكار والمشاعر وتؤثر الألوان على طريقة عرض الأفكار.


ومثل الكلمات، يمكن أن تتغير معاني الألوان، أو تضيع، أو تُستبدل بمعاني جديدة بمرور الوقت. فاللون لغة حية. يتشكل معنى اللون ويتأثر بمجموعة عوامل مثل الثقافة واللغة المنطوقة والوضع الاجتماعي والفترة التاريخية وتجربة الحياة الفردية.


علم دلالات الالفاظ Semantics هو علم دراسة معانى الكلمات ودراسة تنوع استخداماتها في اللغة، ويشمل ذلك لغة اللون. وتمثل الثقافة الهيكل الاجتماعي الذي يحدد ما هو مهم للناس وما هو غير مهم. ويعد الوعي بالاختلافات الثقافية في علم دلالات الألوان أمرًا بالغ الأهمية، فهو يُستخدم في الكثير من المجالات ومنها التسويق الناجح لأي صورة منتج يتم توجيه للسوق العالمية.


أحيانا نرى اللون بطريقة مجردة، أي أن اللون عبارة عن لون فقط ليس له أي دلالة، ولكن أيضا في الكثير من الأحوال يؤثر اللون في البيئة المحيطة بنا، فيؤثر على طريقة الاستجابة البشرية. ووصف فرانك هـ.مانكي Frank H. Mahnke أن هناك 6 مستويات من الاستجابة البشرية أو هناك 6 أسباب للاستجابة البشرية للون وهم:

  1. علاقات والطبيعة الشخصية.
  2. تأثير الموضة وتغير الأساليب والاتجاهات.
  3. التأثيرات والسلوكيات الثقافية.
  4. الرموز المهمة والمؤثرة في الثقافة والحياة.
  5. اللاوعي بالنسبة للفرد والجماعة.
  6. التفاعلات البيولوجية لمحفز اللون.


المستوى الأدنى في هرم الاستجابة هو الاستجابة الفسيولوجية لحافز الضوء أو اللون وتأثيراته على المخ الأوسط midbrain وبعد ذلك يتم تحديد كل احساس وفقا للأسم المتعارف عليه في اللغة.


والاستجابة المرتبطة باللاوعي نراها في أشياء حولنا مثل ربط اللون الأحمر بالدم، فتصبح الألوان لغة مستقلة عن الكلمات واللغات تعبر عن المعاني والقيم. ويعتبر اللون رمز يعبر عن حالة معينة حيث تتأثر الألوان بطبيعة البلاد والظروف السياسية، والاجتماعية، والثقافية. فمثلا اللون الأسود يعبر عن الحداد كما في معظم دول العالم، أما في الهند فاللون الأبيض هو لون يعبر عن الموت والحداد.

 

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله


المراجع والمصادر:-

كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".

UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers


لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

ليست هناك تعليقات