بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الألوان /  مقدمة لدراسة الألوان

An Introduction to Color Study 

في هذه التدوينة نتناول كتاب:-

"فهم اللون – مدخل المصمم" الإصدار الخامس.

"UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers"  Fifth Edition

المؤلفة:- ليندا هولتزشو  Linda Holtzschue

 

مقدمة لدراسة الألوان

An Introduction to Color Study

 

اللون ضروري للحياة Color is essential for life

فرانك هـ. مانكي Frank H. Mahnke

يتخلل اللون Color كل جوانب الحياة، فاللون هو شيء محفز، مهدئ، معبر، مزعج، غزيري، رمزي. اللون يزين الحياة الطبيعية، ويمنح الجمال والدراما للأشياء اليومية. واللون يلعب دور مهم جدا بالنسبة للمصممين المحترفين.

إن الأشكال والألوان وترتيبها هي العناصر الأساسية في الجرافيك ديزاين، ويمكن القول إن الألوان هي أقوى سلاح لدى المصمم نظرا لقوة إيحاء الألوان وتنوع معانيها. حيث يفهم المصمم الناجح كيف يرى المشاهد الألوان وكيف تؤثر عليه. فيقوم بتطبيق هذه المعرفة على المنتجات التسويقية.

سواء كان هذا المنتج عبارة عن تصميم جرافيكي نراه على شاشة أو سترة نرتديها أو مقعد طائرة أو أدوات مطبخ أو كمبيوتر محمول أو كعكة زفاف أو أي شيء آخر، فإن اللون يلعب دورًا كبيرًا في تحديد نجاح أو فشل المنتج في الأسواق الاستهلاكية. وبالنسبة للمصممين، اللون هو واحد من أسس العمل. وتعتبر تجربة واستخدام اللون بالنسبة للمصممين في البداية عملية تعتمد على الفطرة أو الحدس. لأن اللون بالنسبة للإنسان عبارة عن استجابة فسيولوجية لمحفز وهو الضوء.

يمكننا أن نعتبر الألوان التي نراها على شاشات العرض بمثابة ضوء مباشر direct light. أما ألوان الأشياء المادية أو الصفحات المطبوعة أو الموجودة في البيئة حولنا تعتبر بمثابة ضوء منعكس reflected light.  

سواء كان اللون يُنظر إليه على أنه ضوء مباشر أو انعكاس، فإن اللون يختلف وفقا لتصور كل الشخص فاللون للأحمر بالنسبة لشخص يكون مختلفًا عن اللون الأحمر بالنسبة لشخص آخر. ومن الجدير بالذكر أن السبب لا يرجع لأن الألوان نفسها غير مستقرة، بل تختلف أيضًا أفكار الأفراد حول الألوان. وكذلك يتم استخدام الألوان بشكل رمزي، بالإضافة إلى أن الألوان تتغير معانيها في ثقافات مختلفة وفي مواقف الحياة المختلفة.

إدراك الألوان

Color Awareness

تستشعر العين اللون، لكن إدراك اللون يحدث في العقل، ودائمًا ما يكون على مستوى اللاوعي. يتم فهم الألوان من خلال وضعها وسياقها. ويتم إدراك اللون على مستويات مختلفة من الوعي اعتمادًا على كيفية الرؤية ومكان اللون.

قد يُنظر إلى الألوان على أنها أشكال ثنائية أو ثلاثية الأبعاد، أو ضوء، أو الألوان هي ما يحيط بالأشياء. تتخلل الألوان البيئة المحيطة بنا بشكل شامل، وهي سمة من سمات الحياة حيث تتواصل الألوان بدون كلمات.

تغمر الألوان كل من العالم الطبيعي والعالم الصناعي، مثل الأبيض البارد في القارة القطبية الجنوبية، أو الخضرة في الغابات الاستوائية، أو التراكيب اللونية العرضية للشوارع في المدن، أو في مظاهر الهندسة المعمارية أو التصميم الداخلي أو تصميم المسرح وغيره.

الألوان الجرافيكية Graphic colors هي الألوان في الصورcolors of images  ، وكلمة جرافيك graphic هي كلمة من أصل يوناني وهي جرافين Graphein  وتعني المصطلحين الكتابة writing والرسم drawing. سواء كان التصميم الجرافيكي مصنوعًا من كلمات مكتوبة أو رسوم توضيحية أو كليهما، فإن الغرض منه هو التواصل.

يُعرف اللون عالميًا كمكوِّن طبيعي للجمال. إن كلمة أحمر باللغة الروسية تعني كلمة جميلة في اللغة الروسية القديمة. يمكن استخدام اللون لتوليد استجابة عاطفية. بعض الألوان لها تأثيرات فسيولوجية على الجسم ويمكن استخدامها للتحفيز أو التهدئة. يمكن استخدام الألوان لإثارة الشعور غير المرئي أو غرس الدافع اللاوعي أو تغيير السلوك أو تحفيز المزاج. يمكن أن تكون الألوان لغة غير لفظية. فتستخدم كل ثقافة اللون لنقل الأفكار بدون كلمات مكتوبة أو منطوقة.

لم يقتصر الأمر على الانبهار باللون في عالم الفن، فقد تناولت العديد من الكتابات العلمية الألوان منذ البدايات، فقد كتب أفلاطون وأرسطو وغوته وشوبنهاور عن اللون. وعلى مدار التاريخ كان هناك تساؤلين مهمين عن اللون، الأول هو طريقة البحث عن نظام مثالي لترتيب الألوان، الثاني هو البحث عن قوانين التناغم في تركيبات الألوان.

ولقد تقارب المساران في مجال الدراسة حتي توصلنا إلى النظرية المعروفة باسم نظرية الألوان. ولكن نظرية الألوان للفنانين والمصممين انفصلت عن البحث العلمي. ويستخدم المصممين والفنانين دائرة ألوان ألبرت مونسيل (1858-1918) وجوزيف ألبرز (1888-1976). تتبع طريقة مونسيل تقليد ترتيب الألوان الكلاسيكي. إنه نظام يعتمد على التعاقب المنظم لصفات الألوان الأساسية الثلاثة.

وهناك 4 صفات أساسية تمكننا من الحكم على أي لون.

1. أسم اللون  Hue:- ويعني صبغة اللون أو الاسم الذى نطلقه على اللون مثل اللون البنفسجي, البرتقالي...ما إلى ذلك.
2. التشبع Saturation:- وهو مقياس لدرجة تركيز أو كثافة اللون, ويتدرج المقياس من اللون المشبع إلى اللون الباهت.
3. القيمة Value:- وهو مقياس تدرج الألوان وفق درجات الإضاءة, ويتدرج المقياس من اللون الساطع إلى لون في الظلام الدامس.  
4. درجة حرارة اللون Temperature:- يتم تقسيم الألوان على عجلة الألوان إلى ألوان دافئة تشمل درجات الأحمر, الأصفر, والبرتقالي. أما الألوان الباردة فتشمل درجات الأزرق والأخضر والبنفسجي.

الضوء

Light

الضوء هو السبب في وجود اللون، فبدون الضوء لا وجود للون. الضوء هو الطاقة المرئية المنبعثة من مصدر الضوء. تعمل العين كجهاز يتكيف لاستقبال الضوء. حيث تتلقى شبكية العين إشارة طاقة يتم نقلها إلى المخ حيث يتم تحديدها على أنها لون.

يختلف مصدر الضوء فقد يكون ضوء طبيعي مثل ضوء الشمس أو ضوء صناعي مثل مصباح الكهربائي. ويقوم مصدر الضوء بإرسال طاقة مرئية في صورة نبضات أو موجات تنتقل بنفس سرعة الضوء.

لكن موجات الطاقة تنبعث على مسافات مختلفة، أو ترددات مختلفة. حيث يتكون شعاع الضوء من مجموعة من المنحنيات لها قاع وقمة. والمسافة بين كل قمة وأخرى  تسمى الطول الموجي Wavelengths. تُقاس الأطوال الموجية للضوء بالنانومتر nanometers (nm).

الشمس هي مصدر الضوء الأساسي للإنسان. يتم استشعار ضوء الشمس على أنه ضوء أبيض أو عديم اللون ، ولكنه في الواقع يتكون من مجموعة أو مزيج من الأطوال الموجية (الألوان) المنبعثة في نطاق مستمر، حيث يتم مزج كل لون مع اللون الذى يليه. إن العين البشرية قادرة على الإحساس فقط بجزء بسيط من أشعة الشمس، فتدرك العين الأطوال الموجية التي تتراوح من حوالي 380 نانومتر إلى حوالي 720 نانومتر.

يمكننا أن نتعرف على اللون بطريقتين وهما أسم اللون Hue وقياس الطول الموجي للون. فعلى سبيل المثال نتعرف على اللون الأحمر من خلال قدرتنا على التعرف على لون الصبغة وهي الأحمر، ومن خلال قياس الطول الموجي المرئي وهو (720 نانومتر)، وإذا قمنا بتتبع ترتيب قوس قزح فالألوان التالية للأحمر هي اللون البرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي (الأزرق البنفسجي) والبنفسجي والذي يتصف بأن له أقصر طول موجي مرئي (380 نانومتر).

وألوان قوس قزح هي ألوان الطيف spectral hues، ويمكن أن نرى ألوان الطيف visible spectrum  في الحياة الطبيعية، وكذلك يمكننا ان نشاهد العديد من الألوان والتدرجات الجميلة عند شروق أو غروب الشمس. ويمكننا دراسة ألوان الطيف بالتفصيل عندما يمر الضوء الأبيض عبر المنشور prism. حيث ينكسر شعاع الضوء داخل زجاج المنشور، وبناء على ذلك ينكسر كل طول موجي بزاوية مختلفة قليلاً بحيث يظهر كل لون كحزمة منفصلة بشكل مستقل. 

اللون الإضافي أو مزج الضوء

 Additive Color: Mixing Light

ينتج مصدر الضوء الصناعي مثل المصباح الكهربائي ضوء ابيض، ولا يُشترط أن ينبعث من مصدر الضوء الصناعي جميع الأطوال الموجية حتى ينتج الضوء الأبيض. فإن الضوء الأبيض ينتج طالما أن مصدر الضوء يصدر أطوال موجات حمراء وخضراء وزرقاء بنسب متساوية تقريبًا.

الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) هي الألوان الأساسية للضوء والتي يتم استخدامها في عالم التصميم الجرافيكي، مع العلم أن هذه الألوان الأساسية تختلف عن دائرة الألوان المعروفة والتي تتكون من الأحمر والأصفر والأزرق.

وينتج من الألوان الأساسية الألوان الثانوية، فعند خلط اثنين من الألوان الأساسية للضوء ينتج لونًا جديدًا كالآتي:-

1. الأطوال الموجية للأزرق + الأخضر = السماوي أو السيان Cyan.
2. الأطوال الموجية للأزرق + الأحمر = الفوشيا أو الماجنتا Magenta.
3. الأطوال الموجية للأحمر + الأخضر = الأصفر Yellow.

يمكن دمج الأطوال الموجية بنسب غير متساوية لإنشاء ألوان إضافية. جزئيين من الضوء الأخضر وجزء واحد من الضوء الأحمر عند مستويات متساوية من الطاقة يخلقان لون أصفر مخضر، جزئيين أحمر وجزء أخضر ينتج برتقالي.....وهكذا يمكن إنتاج جميع التدرجات اللونية عن طريق مزج الألوان الأساسية للضوء بنسب مختلفة، بما في ذلك البنفسجي والبني. والتي لا توجد كأطوال موجية في الطيف المرئي للضوء.

يُطلق على الضوء الأبيض أو الملون الذي نراه كنتيجة لمزج الأطوال الموجية "الخليط المضاف أو اللون المضاف" additive mixture or additive color . وذلك لأنه يتم إنشاء ألوان جديدة عند إضافة أطوال موجية إلى بعضها البعض. ويعتبر اللون الإضافي additive color  هو وسيلة التصميم الرقمي. حيث كل شاشة عرض هي صورة مصنوعة من الضوء.

المصباح الكهربائي

Lamps

لكل مصباح بغض النظر عن نوعه أو الغرض منه، ثلاث خصائص:

1. كمية الضوء المنبعث أو وحدة قياس التدفق الضوئي (تقاس باللومنlumens ).
2. مزيج الأطوال الموجية (الألوان).
3. كيفية انتشار شعاع أو اتجاه الضوء (حجم وشكل المنطقة التي يضيئها المصباح).

تنتج معظم المصابيح ضوء أبيض. وتنبعث منها الألوان الأساسية الثلاثة وهم الأحمر والأخضر والأزرق (RGB) وجميع  الألوان الأخرى. ويمكن أن يضيئ المصباح الكهربائي أو مصدر الضوء منطقة واسعة أو منطقة محدودة.

ومع ذلك، لا تنتج جميع مصادر الضوء العامة نفس الضوء الأبيض. حيث يعطي كل نوع من المصابيح أطوال موجية مختلفة (ألوان) عند مستويات مختلفة من الطاقة في نمط مميز يسمى منحنى التوزيع الطيفيspectral distribution curve، أو منحنى الانعكاس الطيفي. ويصف منحنى التوزيع الطيفي الأطوال الموجية الموجودة بالفعل وكذلك يصف قوة كل منها بالنسبة للمصابيح الأخرى.

وتختلف مصابيح الإضاءة عن بعضها البعض، فمثلا قد نجد مصباح ما ينبعث منه طول موجي للون أعلى من باقي الألوان، فقد ينبعث طول موجي للون الأزرق أعلى من الطول الموجي للون الأحمر أو الأخضر. ويمكن أن ينبعث أي طول موجي كنبضة طاقة أقوى أو أضعف، ولكن بغض النظر عن مدى ضعف أو قوة إشارة الطاقة، فإن كل طول موجة يحتفظ بلونه المميز.

العين البشرية هي الأكثر حساسية للضوء في النطاق المتوسط ​​من الطيف المرئي وترى العين الألوان في النطاق الأصفر والأخضر بسهولة أكبر. نظرًا لأنه يمكن استشعار اللون الأصفر والأخضر عند مستوى طاقة أقل من الألوان الأخرى.

إن مصدر الضوء الذي ينبعث منه جميع الأطوال الموجية عند نفس مستوى الطاقة تقريبًا سينتج ضوء أبيض، ولكن سيتم استشعاره بالعين البشرية على أنه أبيض بارد مخضر، بدلاً من أبيض دافئ.

عندما ينبعث الضوء من مصدر ما يتولد من توازن الطاقة المستخدمة حرارة Heat، ولهذا السبب قد نشعر بحرارة متوهجة عندما نكون بالقرب من مصباح كهربائي. تُقاس درجة حرارة اللون في مصادر الضوء بالكلفن   Kelvin (K).

درجة حرارة اللون التي تزيد عن 5000 كلفن، تعتبر الأكثر سخونة وتُوصف بأنها حادة وبلون أزرق وأبيض. تعتبر درجات الحرارة حوالي 2700-3000 كلفن، تعتبر دافئة اللون وتميل نحو الأصفر والأحمر.

أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

المراجع والمصادر:-

• كتاب "فهم اللون – مدخل المصمم".
• UNDERSTANDING COLOR - An Introduction for Designers

لمزيد من التواصل تابعونا على وسائل التواصل الاجتماعي

1. حساب "مدونة ألوان" على فيسبوك.
2. حساب "مدونة ألوان" على انستجرام.
3. حساب "مدونة ألوان" على تويتر.