تصوير فوتوغرافي / العلاقة بين التعريض وحساسية الضوء
بسم الله
الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تصوير فوتوغرافي / العلاقة بين التعريض وحساسية الضوء The Relation between Exposure & ISO
في السابق تحدثنا عن
علاقة التعريض (درجة الإضاءة) مع فتحة عدسة الكاميرا, لقراءة
المزيد. وسرعة الغالق لقراءة
المزيد , واليوم نتحدث عن علاقة التعريض بحساسية الكاميرا للضوء ISO.
العلاقة بين التعريض وحساسية الضوءRelation between Exposure & ISO
يتعامل المصور عند
التقاط الصور مع ثلاث متغيرات أساسية وهم (حجم فتحة العدسة, سرعة الغالق, و حساسية الضوء ISO ) ولقد سبق وتحدثنا عن المتغيرات الثلاثة ولكن سنذكرهم باختصار.
سرعة الغالق Shutter Speed
ويسمى مصراع الكاميرا, وهو جهاز ميكانيكي يفتح ويغلق عن
طريق مجموعة من الستائر, وهو يسمح بعبور الضوء إلى داخل الكاميرا. ويقع الغالق
أمام مستشعر التصوير sensor وهو جزء حساس جداً للضوء ومسئول عن تحديد
كمية الضوء في الصورة التي تم التقاطها.
تُعرف المدة التي يتم فيها فتح الغالق (أوالمصراع هو
الجزء الذى يفتح ويغلق) بسرعة تسمى سرعة الغالق. حيث سرعة الغالق الطويلة تسمح بدخول
الكثير من الضوء، والعكس صحيح.
فتحة العدسة Aperture
بمعنى ثقب Hole يسمح
بمرور الضوء, ويمكن تغيير مقاس هذه الفتحة من خلال استخدام
سلسلة من شفرات الفتحة، لتكون العدسة أصغر أو أكبر. ولكل مقاس عدسة (شفرة الفتحة) مميزاتها الخاصة,
فالفتحة الصغيرة تسمح بعبور كمية قليلة من الضوء ولكن تعطى عمق في الصورة والعكس
صحيح.
حساسية الضوء ISO
حساسية الضوء ISO هي الجزء المسئول عن زيادة وتقليل الضوء في الصورة. تزيد درجة الإضاءة في
الصورة عند زيادة درجة الحساسية تجاه الضوء ISO في مستشعر التصوير أو الحساس Sensor بالكاميرا, والعكس
صحيح. وبناء على ذلك فإن مستشعر التصوير 400 يُعطى إضاءة
أكبر من مستشعر التصوير 300, ويستخدم ISO لتحسين حالات
الإضاءة المنخفضة.
ويعتبر ISO عنصر التحكم في التعريض (حجم الضوء بالصور Exposure) الوحيد الذي
ليس له تأثير بصري كبير على الصور، ولكن تعديل ISO ليس خاليًا تمامًا من الآثار الجانبية.
فالخطأ في ISO يجعل الصورة
قبيحة ومشوشة الإضاءة وذات مظهر محبب ويقلل من دقة ترجمة الألوان. ولهذا إذا كانت
الإضاءة الطبيعية قوية يمكن تقليل مستوى ISO تحت 800 لأن
هذا يقلل من مقدار الضجيج في الصورة، ويجعل ترجمة اللون صحيحة قدر الإمكان.
ولكن لا يعنى ذلك
أن المصور لا يجب أن يستغل الأثار الجانبية ISO, بل على العكس يمكن للمصور أن يستغل أخطاء ISO عمل تأثيرات
ابداعية مثل الحصول على صورة حادة التفاصيل sharp مثل تركيز الإضاءة على طرف
سكين مثلا, أو دمج هذه النوعية من الصور الصاخبة مع تحويلات بالأبيض والأسود.
أوضاع وحالات التصوير Shooting Modes
تحتوي معظم الكاميرات على عدد من الأوضاع "المعدة مسبقًا Preset scene modes" أو أوضاع المشهد المعدة مسبقًا ومنها الوضع التلقائي mode auto. وهذه أوضاع شبه تلقائية مصممة لمساعدة المصور في عملية التصوير الفوتوغرافي. ففي الواقع، أنت تخبر الكاميرا بنوع الصور التي توشك على التقاطها، على سبيل المثال الصور الرياضية أو الصور الشخصية أو الصور ليلاً، وتساعدك الكاميرا باستخدام الإعدادات المبرمجة مسبقًا والمخصصة على التقاط هذا النوع الخاص من الصور.
فمثلا إذا تم ضبط
اعدادات الكاميرا على الوضع التلقائي فإن الكاميرا تقوم بتحديد حجم الفتحة وسرعة الغالق
و ISO وبالتالي فإن المصور لديه امكانيات محدودة جدًا
من التأثير. ومن الجدير بالذكر أن ضبط الكاميرا على واحد من الإعدادات المحددة
مسبقا قد يكون مفيد للمصورين المبتدئين ولكن هذه الإعدادات لا تُغنى عن الخبرات
والمهارات.
لأننا ببساطة يمكننا أن
نقول أن جميع المشاهد فريدة بطريقة أو بأخرى، وبصفتك المصور، لابد أن تعرف كيف تريد
أن تبدو الصورة, سواء كنت تريد تعريض (زيادة إضاءة) عنصر ما بشكل مفرط أو طمسه أو التأكيد
عليه.
ومن أشهر أوضاع
التصوير المعدة سابقا هو "أنماط "PASM وتقسم إلى:-
- وضع P :- ويقع ضمن
الاعداد التلقائي, حيث يختار المصور كل شيء باستثناء فتحة العدسة وسرعة الغالق حيث
تقوم الكاميرا بحسابها.
- وضع A :- وهو
اعداد يعطى أولوية لعنصر على حساب عنصر أخر, فمثلا إذا قام المصور بتحديد حجم فتحة
العدسة فإن الكاميرا تقوم بحساب سرعة الغالق. ويصلح هذا الإجراء مع المصورين الذين
يريدون أن يتحكموا في عمق مجال الرؤية. ومن الجدير بالذكر أنك إذا كنت تُصور بسرعة
غالق سريعة او كبيرة فيمكنك أن تقلل درجة ISO فتظهر الصورة ذات ضوضاء أو تشوش أقل.
- وضع S:- وهو مثل
الإعداد السابق ولكن الأولوية تكون لسرعة الغالق.
- وضع M:- وهو الوضع اليدوي Manual ويصلح مع عشاق التحكم الحقيقي في الصور. حيث يمكنك تحديد
كل من سرعة الغالق وفتحة العدسة وستظل الكاميرا تساعدك وتقدم لك النصائح
والإرشادات، باستخدام مقياس الضوء الخاصة بها للإشارة إلى ما إذا كنت تستخدم وتختار
تعرضًا (درجة إضاءة) مظلمًا جدًا أو ساطعًا جدًا أو "صحيحًا"، ولكن لك مطلق
الحرية في تجاهل التوصية والتقاط صورك باستخدام أي إعداد تراه مناسب. ويمنحك هذا الأسلوب
تحكمًا إبداعيًا كاملاً في الكاميرا.
العمل في التصوير الفوتوغرافي يحتاج إلى التجربة العملية,
فكما يجب على المصور أن يتعلم ويتقن كيفية استخدام ادوات التصوير, يجب أن يتعلم من
خلال التجربة والممارسة, لأن التجربة هي السبيل الوحيد الذى يمكن أن يساعد الفنان
في التعرف على امكانياته ومهارته. فعلى سبيل المثال إذا كنت تحب مشاهدة الشروق
والغروب وملاحظة تأثيرهما على الطبيعة وعلى علاقات النور والظل في مختلف أوقات
النهار فيمكنك أن تجرب التقاط صور عن الطبيعة, وإذا كنت تميل إلى ملاحظة أحوال
الناس والمارة ومراقبة ردود فعلهم من على بعد فحاول أن تلتقط صور تعبر عن نمط حياة أسلوب الناس في المجتمع.
وعندما يجرب الفنان أو المصور عدة أشياء مختلفة فيمكنه
من خلالها أن يحدد ميوله واتجاهاته ليختار ويقرر ما هو الأفضل بالنسبة له, فقد تكون
مصور مناظر طبيعية أو مصور رياضة أو غيره. وتكرار العمل والتجارب وكثرة الممارسات
يساعد الفنان على التقاط اللحظة الدرامية التي يبحث عنها لكي يظهرها في
صورته, ليعبر عن ما يقصده ويريد توصيله للمشاهد , فليس الهدف من التصوير هو التقاط
صورة جذابة عالية الجودة بدون اخطاء, وإنما هدف التصوير هو التعبير عن حاله معينة
وهدف قوي وواضح من أجل توصيل الرسالة
للمشاهد.
أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله
المراجع
والمصادر:-
- كتاب "دليل المبتدئين في التصوير الفوتوغرافي Beginner’s Guide to Photography".
لمزيد من التواصل تابعونا على
وسائل التواصل الاجتماعي
.jpg)
ليست هناك تعليقات