ضع اعلان هنا

اخر الأخبار

الفن والثقافة / مقارنة بين رؤية العين البشرية والرؤية بالكاميرا


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الفن والثقافة / مقارنة بين رؤية العين البشرية والرؤية بالكاميرا




الفن والثقافة / مقارنة بين رؤية العين البشرية والرؤية بالكاميرا


في هذه التدوينة سنقدم واحد من الكتب المميزة جدا في مجال تصوير لوحات المناظر الطبيعية, ويقدم لنا الكاتب خلاصة تجربته في رسم وتصوير المناظر الطبيعية, وسنتحدث عن الكثير من القواعد الأساسية والتجارب الممتعة والأسرار في  عالم تصوير لوحات المناظر الطبيعية, من خلال كتابنا:-

"أساسيات رسم المناظر الطبيعية – دروس في الألوان الأكريليك, الألوان الزيتية, ألوان الباستيل, والألوان المائية"
"LANDSCAPE PAINTING ESSENTIALS - LESSONS IN ACRYLIC, OIL, PASTEL AND WATER COLOR"

المؤلف:- يوهانس فلوثويس Johannes Vloothuis

ارسم ما تراه العين  Paint how the eye sees

واحدة من أكثر العبارات الشائعة التي يستخدمها معلمو الفن هي "ارسم كما ترى!" لكن هذا المصطلح يحتاج إلى بعض التوضيح، لأن الكثير من الفنانون يفترض أن هذا يعني نسخ ما يرونه حرفياً.

ولكن ما ينبغي أن يكون هو رسم ما نرى ولكن بما يتوافق مع الطريقة التي يرى بها الإنسان. بمعنى تصميم اللوحات الفنية بما يتفق مع الرؤية التشريحية للعين. هذا ينطبق العمل في الهواء الطلق  plein air painting أو العمل في الاستديو من خلال صورة فوتوغرافية والتي تسمى علميا الصورة المرجعية reference photo.

بمجرد فهم طريقة العين البشرية في الرؤية والإدراك، ستتمكن من تفصيل اللوحة الفنية بحيث تقدم معلومات تفسرها العين ويمكن ترجمتها ومعالجتها في المخ.

تجربة: انظر إلى الكلمة الأولى فقط في أي فقرة في كتاب. دون أن تحرك عينيك عن هذه الكلمة، ثم حاول أن تقرأ أكبر عدد ممكن من الكلمات المجاورة لهذه الكلمة. 

ستلاحظ أنه من الصعب جدا أن تقرأ بضع كلمات, حتى لو كنت في حالة تركيز شديد, وسوف يكون من الصعب أن تستمر هكذا طويلا, بل لن تستطيع قراءة بقية الجملة ما لم تحرك عينيك. وينطبق الشيء نفسه على مشاهد الطبيعة - طالما أنك تنظر إلى منطقة محددة، أما باقي المناطق المحيطة تكون خارج نطاق التركيز والرؤية الواضحة.

 إذا وضعت هذا المفهوم في الاعتبار ستقدم لوحات فنية جميلة تتوافق مع قوانين الرؤية, ولهذا يمكن أن نقول:
"ارسم ما تراه العين بدل من ارسم ما ترى!"


مقارنة بين الرؤية الطبيعية والرؤية الفوتوغرافية Visual Perception VS. Photographic Perception

واحد من أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها الفنانون هو إعادة رسم كل العناصر والتفاصيل كما هي في الصور الفوتوغرافية بالضبط, حيث كل شيء في تركيز ووضوح حاد، وكل التفاصيل واضحة. ويعتبر هذا الأسلوب غير صحيح لأن هذه ليست الطريقة التي ترى بها العين مشهدًا في الحياة.

العيون لديها  مجال رؤية محد, فالعين لها نطاق ضيق من الإدراك البصري الحاد  بمعنى أن هناك مساحة معينة أو مجال رؤية معين تحت التركيز يكون شديد الوضوح أما ما هو خارج مجال الرؤية فيكون غير واضح.

أما الكاميرا لا تلتقط الصورة بنفس الطريقة التي تلتقطها عين الإنسان. في الصور التي تلتقطها الكاميرا يكون كل عناصر الصورة واضحة وتحت التركيز, ذلك لأن كل عناصر والتفاصيل متساوية في التركيز, فنرى كل أجزاء الصورة الفوتوغرافية واضحة التفاصيل في جميع الأنحاء حتى الحواف أو الأطراف,لأن جميع مستشعرات الضوء موزعة بالتساوي في رقاقة الكاميرا.

لذلك إذا نسخ الفنان نفس الصورة بالضبط، فستبدو اللوحة بالنسبة للمشاهد وكأنها شيء مغلق وممل لا يعبر عن أي معنى, أما إذا استخدم الفنان الرؤية الطبيعية حيث هناك مجال رؤية محدد يكون واضح وتحت التركيز وباقي الأجزاء المحيطة تكون غير واضحة أو ضبابية Blur الملامح, فستكون النتيجة مشهد عميق يتسم بالحيوية.

كيف تعمل الكاميرا؟ How Cameras Work?

تتكون أي صورة فوتوغرافية من مجموعة من وحدات البيكسل pixels على شكل وحدات من مربعات صغيرة جدا تتجمع مع بعضها البعض لتُكون الصورة, وتحتوى الكاميرا الرقمية على ملايين من وحدات البيكسل حيث يعمل كل بيكسل مثل خلية الاستشعار في عين الإنسان. 

وتقوم كل خلية بالتقاط الضوء, ولهذا تكون الصورة الفوتوغرافية واضحة التفاصيل لأن الضوء موزع على كل خلية بالتساوي. 

الفن والثقافة / مقارنة بين رؤية العين البشرية والرؤية بالكاميرا



الرؤية الطبيعية Peripheral Vision

أما الطريقة التي تبدو بها الخلايا الحسية في العين البشرية تحت المجهر فمختلفة. حيث يوجد تركيز أعلى بكثير في الخلايا الموجودة وسط العين. وتصبح هذه الخلايا أكثر تباعدًا كلما ابتعدت عن المنتصف. 

هذا هو السبب في أن رؤيتنا للأطراف تبدو ضبابية وغير واضحة ولا يمكننا رؤية التفاصيل بوضوح إلا في المنطقة التي ننظر إليها مباشرة. 

وفي العين البشرية تتلقى كل خلية مدخلات بصرية أو صور تعمل مثل أجهزة استشعار في الكاميرا. وكلما اقتربت الخلايا من بعضها البعض، أصبحت الصورة أكثر حدة, وكلما زادت المسافة بين الخلايا، أصبحت الصورة أكثر ضبابية blurry.

المشهد في الحقيقة Scene in Real Life

 عندما نصور ونرسم مشهد من الطبيعة على الورق أو القماش, يجب أن نحاول الاقتراب من طريقة رؤية عين الإنسان.  فنقوم بالتركيز على منطقة معينة في المشهد وما حولها لا يجب أن ينال نفس الاهتمام, فيجب أن تظهر نهايات المشهد أو أطرافه بشكل غير واضح أو ضبابي.

وعندما ترى العين شيء فإن بعض صفات الشيء تتغير وتختلف عما هي فيه بالواقع, ومن هذه الصفات:-
  • تصبح الألوان الداكنة أخف.
  • تقل نسبة التشبع اللوني فتكون الألوان أقل وضوحا.
  • تصبح التفاصيل أكثر ضبابية وغير واضحة المعالم. 

الفن والثقافة / مقارنة بين رؤية العين البشرية والرؤية بالكاميرا






أرجو أن تنال التدوينة إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله


المراجع والمصادر:-
  • كتاب "أساسيات رسم المناظر الطبيعية – دروس في الألوان الأكريليك, الألوان الزيتية, ألوان الباستيل, والألوان المائية"
  • "LANDSCAPE PAINTING ESSENTIALS - LESSONS IN ACRYLIC, OIL, PASTEL AND WATER COLOR".   

ليست هناك تعليقات