الفن والثقافة / نصائح وأسرار فى عالم التصوير الرقمي

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الفن والثقافة / نصائح وأسرار فى عالم التصوير الرقمي  

فى هذا المقال سنتناول بعص النصائح الهامة والتقنيات الفريدة التى ستساعدنا على تحديد أهدفنا والحصول على أفضل النتائج فى مجال التصوير الفوتوغرافي أو الرقمي.وسنعرض الموضوعات الآتية:-

1. معالجة العمق والمنظور فى التصوير Manipulating Depth and Perspective.
2. تقديم خلفية جميلة Composing Better Background.
3. كيف تقلل من العناصر لتحصل على نتائج أفضل How Less Can Be More in Photography.
4. خاتمة, وبعض توصيات ونصائح لمؤلف الكتاب.

معالجة العمق والمنظور فى التصوير Manipulating Depth and Perspective

كما هو معروف، نحن نعيش في عالم ثلاثي الأبعاد، ومع ذلك فإن الصور الفوتوغرافية ليست سوى شيء ثنائي الأبعاد. وبالتالى التحدي الذي يواجه كل مصور هو تحويل مشهد ثنائي الأبعاد إلى صورة ثلاثي الأبعاد.

من السهل علينا أن نرى العمق والمنظور في كل مكان ننظر إليه باستخدام أعيننا فقط, لأننا نرى الأبعاد الثلاثة (الطول, العرض, والعمق). بشكل غريزي وذلك لأن المخ يستقبل السيالة العصبية أو الصورة الواردة من الشبكية عبر العصب البصرى ثم يقوم بترجمتها وتفسيرها فى مركز الإبصار. 

ويتم تجميع الصور فى عصب العين اليمنى واليسرى فى نقطة إلتقاء تسمى "نقطة التصالب" حيث تلتقط كل عين صورة أو خيال ويكون الخيالان متناظران, مع وجود إختلافات طفيفة وعند نقطة التصالب يجمع المخ الصورتين معا حتى الوصول إلى خاصية البعد الثالث أو التجسيم أو رؤية العمق أو الرؤية بالحجم الطبيعى, وتذهب كل هذة المعلومات إلى مركز الإبصار فى نهاية المخ حيث يتواصل مع الذاكرة والباحة البصرية للتعرف على الصورة  ,وإدراك الجسم المرئى بوضعيته الصحيحة.

يمكننا معرفة مدى تباعد الأشياء المختلفة عن بعضها البعض عند الرؤية بالعين المجردة. ومع ذلك يختلف هذا في الصورة اختلافًا كبيرًا لأن الصورة عبارة عن سطح ثنائي الأبعاد. ولهذا يجب على المصور أن يتعلم كيفية التعامل مع العمق والمنظور داخل الصورة, إما بتعزيز الشعور بالعمق أو تقليله أو ربما لكى تجعل الصورة مسطحة عن قصد، وكل ذلك يعتمد على نوع التكوين الذي يحاول المصور إنشاءه. وسنعرض فيما يلى بعض التقنيات لتساعدنا فى معالجة العمق والمنظور فى الصور وهى:-

• الخطوط المتقاربة تعزز العمق Converging Lines Enhance Depth.
• المنظور المتشابك ينشئ العمق Overlapping Perspective Creates Depth.
• إضافة عناصر فى المقدمة يزيد العمق Adding Foreground Objects Increases Depth.
• أهمية إختيار عدسة الكاميرا The importance of choosing a camera lens.

الخطوط المتقاربة تعزز العمق Converging Lines Enhance Depth

يمكن إنشاء إحساس قوي بالعمق في الصورة باستخدام الخطوط المتقاربة للمنظور. حيث الخطوط المتقاربة converging lines هي خطوط متوازية تكون بعيدة عن بعضها فى المقدمة وتتقارب في الخلفية حتى تتلاقى بصريًا عندما تكون بعيدة جدا عن الإنسان. من الأمثلة التي ربما شاهدتها عدة مرات فى الطبيعة مثل خطوط مسار سكة حديد تندمج معًا عندما تقترب من الأفق.

على الرغم من أن حواف الطرق والسكك الحديدية هي حقاً مسافة متساوية، إلا أنها تتلاقى بصريًا عندما تتحرك بعيدًا عنا.

يمكن استخدام هذا المفهوم للخطوط المتقاربة عند التقاط الصور, إما لتعظيم أو تقليل العمق المدرك داخل الصورة. فعلى سبيل المثال الصورتين تعبران عن مشهد طبيعى ولكن الصورة الثانية تُشعرنا بالعمق والمسافة الكبيرة عكس الصورة الأولى التى تبدو مسطحة. 

الصورة الثانية تصور إحساسًا أقوى بالعمق من الصورة الأولى. على الرغم من أن هذه الصورة عبارة عن مساحة ثنائية الأبعاد، إلا أن الاستخدام البسيط للخطوط المتقاربة على خطوط السكة الحديدية يضيف العمق والمنظور لهذه الصورة. وتصبح مألوفة أكثر للمشاهد, فيشعر كما لو كان جزءًا من المشهد ويمكن أن تدخل إليه مباشرة!

إذا كنت تريد أن تنقل إحساسًا قويًا بالعمق داخل المشهد، فاستخدم الخطوط المتقاربة داخل التكوين ومن أمثلة الخطوط المتقاربة الطرق، مسارات السكك الحديدية، خطوط الكهرباء، الممرات، الأرصفة، درجات السلم، السور، شوارع المدينة مع المباني، خطوط السياج، إلخ.

أما إذا كنت تريد تقليل الإحساس بالعمق داخل المشهد، فقم بإزالة أي شكل من الخطوط المتقاربة داخل التكوين، ستظهر الصورة مسطحة ولكن عن عمد. ويتوقف ذلك على نوع التكوين الذي تريد تصويره.

منظور متشابك ينشئ العمق Overlapping Perspective Creates Depth

هناك طريقة أخرى يمكنك من خلالها تحسين الشعور بالعمق داخل الصورة عن طريق استخدام المنظور المتشابك أو المتداخل overlapping perspective.

فى الحقيقة عنما نرى مشهد أمامنا مثل شارع أو سوق به أشخاص كثيرين, فإننا نرى منظور طبيعى حيث نرى الأشخاص الأقرب أو فى المقدمة بحجم طبيعى وبتفاصيل واضحة, أما الأشخاص على مسافات بعيدة فيظهرون بحجم صغير وبتفاصيل غير واضحة. ويمكن استغلال ذلك لزيادة أو لتقليل العمق داخل الصورة.

إذا كنت ترغب في تحسين العمق داخل الصورة، يمكنك استخدام هذه الطريقة. فقم بترتيب عناصر الصورة أو التكوين composition بحيث يتم ربط العنصر فى المقدمة مع العنصر فى النهاية أو الخلفية, مما يعمل على تداخل عناصر المقدمة مع عناصر الخلفية. ستساعد هذه الحيلة البسيطة على تكرار المنظور فنرى فى المقدمة الأشياء الأكبر وفى الخلفية الأشياء الأصغر, ونحصل على عمق وبعد واحساس بالمسافة ثلاثي الأبعاد, فى صورة فوتوغرافية ثنائية الأبعاد لأننا سنرى الشيء في المقدمة أقرب إلينا.

لاحظ كيف تحتوي صورة الشارع أدناه على عمق لأنها تستخدم منظور متداخل. حيث يتداخل رأس كل شخص مع رأس شخص آخر، وتم ترتيب المنظور لنرى الأشخاص من الأكبر إلى الأصغر حجما, ولاحظ أيضًا كيف تم استخدام خطوط المبانى كخطوط متقاربة  converging linesتعمل على تحسين الشعور بالعمق لأنها تتضاءل في الخلفية.

من ناحية أخرى، إذا كنت تريد تقليل الإحساس بالعمق في اللقطة وجعلها تبدو مسطحة عن عمد، فما عليك سوى إزالة جميع الأشياء المتداخلة داخل الصورة وحذف جميع العناصر من الصورة فيما عدا الموضوع المصُور, سيؤدي ذلك إلى إزالة  أي ترابط بين الأشياء يدل على المنظور أو المسافة, مما يجعل الصور تبدو مسطحة. 

فعلى سبيل المثال. الصورة التالية تُظهر الموضوع المصور فقط دون أي عمق, فنرى الغزالة فقط دون أن نعرف المسافة بينها وبين الغزلان الأخرى وكذلك لا يمكننا أن نحدد المسافة من الغزالة وإلى الخلفية. 

إضافة عناصر فى المقدمة يزيد العمق Adding Foreground Objects Increases Depth

طريقة أخرى يمكننا من خلالها زيادة العمق داخل الصورة. وهى إضافة عناصر فى مقدمة الصورة تعمل على إظهار والتأكيد على العلاقة بين حجم الأشياء. ففى الواقع ندرك أن الأشياء الموجودة في المقدمة أكبر من الأشياء الموجودة في الخلفية، مما يعزز انطباع العمق. والفرق بين هذا الأسلوب و الأسلوب السابق هو أن هذا الأسلوب لا يفترض وجود التداخل أو التشابك بين العناصر وبعضها البعض.

ففى المثال التالى يمكنا المقارنة بين الصورتين, فالصورة الأولى نلاحظ كيف يبدو المشهد مسطحًا لأنه لا توجد عناصر فى المقدمة, أما فى الصورة التالية نلاحظ كيف يبدو المشهد عميقا بسبب وجود عناصر فى المقدمة لأنه يحتوي على عمود السياج في الجزء السفلي من الإطار, والذى يعتبر أيضًا  خط من خطوط  المنظور أو خطًا متقاربًا converging line واحدًا لأنه يصبح أصغر عندما يتحرك بعيدًا عن الكاميرا. 

وفى هذه اللقطة تمكن المصور من تحويل صورة مسطحة إلى صورة شيء ثلاثي الأبعاد. فنلاحظ كيف يبدو السور أكبر لأنه أقرب إلينا والمنزل يبدو أصغر لأنه أبعد. تساعد إضافة هذا العنصر الأمامي (السياج) على إضافة نسبة إحساس وعمق ومنظور في هذه الصورة.

ويجب على المصور أن يأخذ فى الإعتبار إذا كان يرغب في زيادة الإحساس بالعمق داخل الصورة، أن يضيف عناصر فى المقدمة لإظهار العلاقة بين حجم الأشياء أو الكائنات داخل المشهد. 

من ناحية أخرى، إذا كان المصور يرغب في تقليل الإحساس بالعمق في الصورة ، يمكن إختيار إضافة الأشياء أو الكائنات فى مكان واحد فقط, إما في المقدمة أو فى الخلفية وليس كليهما. سيؤدي هذا إلى إزالة أي منطقة أو نقطة في الصورة تدل على العمق ويجعلها تبدو مسطحة.

أهمية إختيار عدسة الكاميرا The importance of choosing a camera lens

إن البعد البؤري للعدسة له سمة متأصلة إما في زيادة أو تقليل العمق داخل الصورة. تخلق العدسات ذات الزاوية الواسعة (على سبيل المثال 12-28 مم) إحساسًا كبيرًا بالعمق داخل الإطار، بينما تخلق العدسات المقربة (على سبيل المثال 200-300 مم) إحساسًا ضعيف وضحل بالعمق داخل الإطار.

إذا كنت ترغب في زيادة الإحساس بالعمق داخل الصورة، فحاول استخدام عدسة بزاوية عريضة أو طول بؤري قصير قدر الإمكان. سيؤدي ذلك إلى تعزيز المسافة المصورة بين العناصر في الصورة مما يؤدي إلى منظور عميق. على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم تقنية الخطوط المتقاربة، فستصبح الخطوط ممدودة وأكثر إثارة باستخدام عدسة واسعة الزاوية.

وإذا كنت تريد تقليل الإحساس بالعمق داخل الصورة، فحاول استخدام عدسة مقربة أو طول بؤري طويل. سيؤدي ذلك إلى ضغط المسافة بين الأشياء وتقليل الشعور بالعمق والمنظور في اللقطة. باستخدام تقنية الخطوط المتقاربة، ستضغط هذه العدسة على المسافة الملحوظة بين الخطوط المتقاربة والخلفية مما يجعل الصورة تبدو أكثر سطوعًا وأقل عمقا.

هناك قاعدة عامة يجب اتباعها أثناء ممارسة التقنيات الموضحة سابقا وهي تجربة كل من الطريقتين فى الحياة الواقعية أو فى موقع التصوير لأن كلاهما صحيح وينتج صور مذهلة بنفس القدر, ولابد للمصور الجيد أن يتقن كل الطرق ويتدرب على كل الوسائل حتى يمكنه أن يُكون رؤيته الخاصة للموضوعات التى يُصورها ويرغب أن يقدمها.

تقديم خلفية جميلة Composing Better Background

عندما ينظر المصورين المبتدئين لمنظر معين من خلال في عدسة الكاميرا، فإنهم يقومون بتصفية كل شيء بصريًا باستثناء الهدف الأساسي. قد يبدو هذا في البداية فكرة جيدة، ولكن ما ينتج عنه غالبًا صور بعناصر خلفية غير مرغوب فيها تدمر اللقطة وتحبط المصور الفوتوغرافي.

عند التقاط الصور، من المهم الانتباه إلى الخلفية بنفس قدر الاهتمام بالموضوع الرئيسي, فيجب التفكير في اللقطة بالكامل، للحصول على النتيجة المثالية بتكوين خلفية أفضل للموضوع الذى تقوم بتصويره. إليك بعض النصائح حول كيفية تكوين خلفيات أفضل في التصوير الفوتوغرافي.

• تخلص من الانحرافات Eliminate Distractions.
• استخدام العمق السطحى أو الضحل فى التصوير Use Shallow Depth of Field.

تخلص من الانحرافات Eliminate Distractions

عندما تنظر عبر عدسة الكاميرا، أكتب ودوّن كل ما تراه حول موضوع التصوير. سيساعدك هذا في العثور على العناصر المشتتة التي تعرقل مسار الرؤية فى الصورة والتى يجب تجاهلها, فإذا رأيت أي أشكال أو عناصر في الخلفية تتقاطع بشكل غريب مع هدفك ، فأعد ترتيب عناصر موضوع التصوير لتجنبها.

في كثير من الأحيان، لا يتطلب الأمر سوى تعديل طفيف لتغيير موضع الكاميرا عن طريق الإمالة لأعلى أو لأسفل، أو التحريك لليسار أو اليمين، أو التقريب. الخلفيات الجيدة هي تلك التي تكون نظيفة وخالية من العناصر المتناقضة.

فى المثال التالى يمكنا المقارنة بين الخلفية فى الصورتين. ففى الصورة الأولى نلاحظ مدى تشتيت فى الصورة بسبب حمالات الثياب (شماعات الملابس) في الخلفية, فإنها تتنافس مع الموضوع الرئيسى وهو الشخص الذى يتم تصويره.

أما فى الصورة الثانية فقد تم تعديل هذا الخطأ, فتم تكبير الصورة بشكل أكبر للقضاء على المشتتات. فنلاحظ كيف أن المشاهد لم ينتبه إلى الخلفية ولكن ركز على موضوع الصورة الرئيسى. وبناء على ذلك فإن إزالة العناصر المشتتة من الخلفية تُحول الصورة السيئة إلى صورة جميلة. 

استخدام العمق السطحى أو الضحل فى التصوير Use Shallow Depth of Field

في بعض الأحيان قد لا يستطيع المصور القضاء على جميع العناصر المشتتة للانتباه في الخلفية. على الرغم من وضع الكاميرا فى الموقع المناسب، قد لا تزال هذه العناصر تظهر فى مجال الرؤية. ومن أفضل الطرق لإصلاح هذه المشكلة هي تعتيم الخلفية باستخدام فتحة عدسة أكبر وعمق مجال ضحل.

فى المقال السابق تحدثنا عن مقاسات فتحة عدسة الكاميرا, لقراء المزيد. وعموما فإن فتحة العدسة الكبيرة (ذات رقم f-stop أصغر) تُعطى عمق سطحى ومساحة أو مجال ضحل. وبالتالى تعمل على تجميع الرؤى وجذب الانتباه والتركيز على الموضوع وتجعل الخلفية خارج نطاق التركيز out of focus وتزيل عوامل التشتيت، وفي نفس الوقت تجذب الانتباه الكامل إلى هدف التصوير.

فيما يلي مثال على هذه التقنية. ففي المشهد الأصلي كانت الخلفية تحتوي على الكثير من العناصر المشتتة للانتباه. حتى التكبير في الموضوع لم يزيلهم. من أجل إصلاح هذه العيوب تم استخدام فتحة عدسة أكبر لطمس الخلفية وصرف الانتباه للتركيز على الموضوع الرئيسى وهو عازف الجيتار.

ملاحظة

فى بعض الأحيان قد يؤدى طمس ملامح الخلفية إلى صورة غير جيدة, ولهذا يمكن للمصور إذا كان يرى أن خيار طمس الخلفية غير مناسب فإنه يمكن أن يعتمد تقنية مضادة وهى وضع الكثير من العناصر فى الخلفية ولكن من على مسافة وبعد مناسب تجعل موضوع التصوير يظهر بوضوح أمام خلفية ممتلئة بتفاصيل غير مشتتة تُضيف إلى التكوين composition فى الصورة. ومن مميزات هذه الطريقة أنها تمنح المشاهد فكرة عن موقع التصوير وتساهم فى نشر قصة أفضل وتُضفى المزيد من الحياة على هذه الصورة.

كيف تقلل من العناصر لتحصل على نتائج أفضل How Less Can Be More in Photography

في بعض الأحيان تكون أكثر الصور جاذبية هي تلك التي يكون فيها الموضوع بسيط للغاية. غير ممتلئ بالتفاصيل والعناصر ولكن مثير للاهتمام. غالبًا ما نحاول ملء الصور بأكبر قدر ممكن من الأشياء ونعتقد أن ذلك يجعل الصورة أفضل ولكن يمكن أن يكون القليل أكثر تعبيرا.

في بعض الحالات ستكون الصورة التي تحتوي على قدر أقل من العناصر في الواقع أكثر قوة وستقول الكثير للمشاهد. مقارنة بصورة ممتلئة بعناصر ولا تحكى للمشاهد شيء وتكون النتيجة تشتيت انتباه المشاهد بسهولة. وسنعرض فيما يلى بعض النصائح المهمة تساعدنا على إلتقاط صور أفضل:-

• أهمية تحديد التوقيت عند إلتقاط الصور importance of setting timing when shooting photos.
• تحديد الهدف من التصوير قبل التقاط الصور Think Before You Shoot

أهمية تحديد التوقيت عند إلتقاط الصور importance of setting timing when shooting photos

إن مفتاح النجاح في التصوير الفوتوغرافى هو التفكير في ما تريد أن تمثله اللقطة وتقوله قبل لمس زر الغالق shutter button. واكتساب الخبرة من التدريب والتعليم المستمر.

على سبيل المثال، فى الصورة أدناه. نلاحظ أن سر نجاح الصورة هو قلة وبساطة عناصر موضوع التصوير فهو يحتوى فقط على جزء من سور وفرع من النباتات ولكن الصورة تبدو جذابة ولها تأثير كبير على النفس.

ولكن دعونا نتخيل تصوير نفس الموضوع ولكن مع وجود عناصر كثيرة, فمثلا تخيل مدى تشوش الصورة لو كانت هناك العديد من فروع النباتات  فى الخلفية. فإن الخلفية ستكون تحت التركيز وبدل من أن تؤدى الخلفية وظيفتها وهى إظهار الموضوع المُصور, ستكون النتيجة هى زيادة عدد عناصر الخلفية المشتتة للانتباه عن موضوع التصوير.

ونفس الشيء أيضا بالنسبة للسياج أو السور فإن وضع الكثير من السياج سيعمل على تشتيت الانتباه بعيدا عن الموضوع الرئيسي وهو فرع النباتات الذى يلتف حول السياج. 

تحديد الهدف من التصوير قبل التقاط الصور Think Before You Shoot

قبل الضغط على زر الغالق shutter button بالكاميرا يجب أن يضع المصور دائمًا شيئًا محددًا في الاعتبار لتركيز انتباه المشاهد عليه. ولذلك يجب على المصور دراسة المشهد وتحديد الرسالة والهدف من التصوير. بعد ذلك يجب أن يقرر ما هى العناصر الواجب الاحتفاظ بها وما هى العناصر التى يجب تجنبها والتخلص منها.

ربما إذا تم حذف شيء أو شخص ما فستكون النتيجة أكثر جاذبية لأنها توجه المشاهدين لهدف يركزوا عليه. ويقدم المصور قصة وتركيبة تصوير أفضل.

ولكن فى بعض الأحوال قد يكون المصور فى وضع لا يمكنه التخلص من بعض العناصر فى المشهد, وهنا يكون من المفيد أن يتعلم المصور كيفية إمالة الكاميرا والتعامل مع زوايا الكاميرا ووضع الأهداف والأشياء في مواضع أكثر فعالية. 

وكثرة التدريب على أوضاع وزوايا الكاميرا تؤهل المصور لإختيار أفضل زاويا التصوير وأفضل المواقع. وكثرة التدريب أيضا تؤهل المصور للتحكم فى الظروف المحيطة مثل تحريك الأشياء أو الظلال بعيدًا عن المشهد، خاصةً إذا كانت تزدحم اللقطة.

خاتمة

فى نهاية المقال, يحب المؤلف أن يقدم بعص التوصيات والنصائح المفيدة فى مجال التصوير الفوتوغرافي والرقمي من خلال المواقع التالية:-

موقع يقدم الكثير من النصائح والبرامج والمقالات بشكل مجاني يتم تحديثها كل أسبوع حول التصوير الفوتوغرافي والرقمي وهو:-

FreeDigitalPhotographyTutorials.com

وللتواصل مع الكاتب ليجيب على التساؤلات والمعلومات المقدمة في هذا الكتاب من خلال:-

[email protected]

بالإضافة للمواقع السابقة يوصى الكاتب ببعض الكتب والمراجع المفيدة فى مجال التصوير الفوتوغرافي والرقمي ومن الجدير بالذكر أنها متوفرة على موقع أمازون  Amazon وهى:-

1. اتقان استخدام فتحة العدسة في التصوير الرقمي Mastering Aperture in Digital Photography
2. إتقان سرعة الغالق في التصوير الرقمي Mastering Shutter Speed in Digital Photography 
3. إتقان التعريض في التصوير الرقمي Mastering Exposure in Digital Photography 

أرجو أن ينال المقال إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله

المراجع والمصادر:-

• كتاب "إتقان التكوين في التصوير الرقمي " Mastering Composition in Digital Photography