الفن والثقافة / نظم الألوان الثانوية – الثالثية – المتماثلة - التكميلية

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الفن والثقافة / نظم الألوان الثانوية – الثالثية – المتماثلة - التكميلية

فى مقال سابق تحدثنا عن نظم الألوان وتحدثنا عن الألوان الأساسية, لقراءة المزيد واليوم نستكمل باقى حديثنا عن نظم الألوان, وسنتناول بعض نظم الألوان المعروفة مثل:-

1. نظام الألوان الثانوية Secondary Color Scheme
2. نظام الألوان الثالثية آو (من الدرجة الثالثة) Tertiary Color Scheme
3. نظام الألوان المتماثل Analogous Color Scheme
4. نظام الألوان التكميلية (المكملات) Complementary Color Scheme

نظام الألوان الثانوية Secondary Color Scheme

يُشتق نظام الألوان الثانوية من نظام الألوان الأساسية فعند جمع لونين أساسين ينتج لون ثانوى كالاتى:-

الأحمر + الأصفر = البرتقالى.

الأحمر + الأزرق = البنفسجى.

الأصفر + الأزرق = الأخضر. 

يتناسب نظام الألوان الثانوية مع المشاهد والمناظر الطبيعية الكلاسيكية, فمثلا يتوافق اللون البرتقالى معى اللون الأخضر بطريقة خلابة, فيمكن أن نجعل العشب الأخضر تحت الشمس باللون البرتقالى, والأشجار الخضراء بظلال من اللون البنفسجى.

مثال

فى الصورة الفوتوغرافية التالية أو (صورة مرجعية Reference Photo) نلاحظ أن اللون الذى يصلح ليكون لون أساسى أو اللون المسيطر على اللوحة أو الرئيسى  Dominated color هو اللون الأخضر الذى يظهر فى الأشجار والنباتات, وكذلك يمكن إضافة ألوان أخرى تعمل كألوان مساعدة مثل

البنفسجى فى السماء, ظلال الأشجار, والأرضية والمقدمة.

البرتقالى لتوضيح أثر ضوء الشمس على منتصف اللوحة, المناطق المشمسة في الجبال, الأحمر فى جزء الظاهر من المبنى (الحظيرة) على اليمين.

إن تباين الأضواء والظلام يثري حيوية الألوان، ويضيف إلى إثارة المشهد الجميل. حيث تتحرك عينك لأسفل على طول خطوط الطريق، بعد الحظيرة، وعبر الوادي إلى قمم الجبال، والتي تمثل فى اللوحة النقطة المحورية focal point.

نظام الألوان الثالثية آو (من الدرجة الثالثة) Tertiary Color Scheme

ويمكن أن نقول عن نظام الألوان الثالثية أو (من الدرجة الثالثة), أنه نظام متوسط بين الألوان الأساسية والألوان الثانوية فهى لون وسط بين لون أساسى وأخر ثانوى, مثل

• (الأزرق البنفسجي) و(الأصفر والأخضر) و(الأحمر البرتقالى).
• أو (الأصفر البرتقالي) و(الأحمر البنفسجي) و(الأزرق الأخضر).

وهنا يغلب أحد اللونين على الأخر ليكون اللون المسيطر.

مثال

فى الصورة الفوتوغرافية التالية أو (صورة مرجعية Reference Photo) يشير هذا المشهد الصحراوي إلى درجات الألوان الدافئة فى يوم مشمس. يمكنك تغيير الحالة النفسية Mood فى اللوحة بشكل كبير اعتمادًا على نظام الألوان Color Scheme واللون السائد Dominated color الذي تحدده لتحويل المشهد ليكون في يوم ملبد بالغيوم.

تغيير مشهد الصحراء من مشهد دافئ إلى مشهد بارد عن طريق تغيير الألوان فى الصورة الفوتوغرافية الدافئة إلى ألوان بطابع بارد (الأصفر ,البرتقالي ,الأحمر ,البنفسجي والأزرق) لإيصال شعور بيوم ملبد بالغيوم أو يوم رمادى, بالإستعانة بألوان مثل (الأزرق الأخضر كلون رئيسى مسيطر blue-green as the dominant color).

إضافة الطاحونة فى زاوية على الركن الأيمن العلوى يعمل كنقطة محورية قوية focal point، لأنها تخلق نقطة تباين واضحة حيث تقع بين أشجار ونباتات عضوية, التي تؤثر على  نظرة المشاهد, من خلال رحلة على الطريق الوعر في الممر الذى يزيد فيه الشعور بالوحدة. 

تساعد الألوان فى اللوحة على تقوية هذا الشعور مثل اللون البنفسجي الرمادي (المتوسط الداكن) الذى يسيطر على اللوحة بوجه عام فيساعد على تأكيد الحالة النفسية Mood للعمل الفنى.

نظام الألوان المتماثل Analogous Color Scheme

يعنى مصطلح متماثل Analogous يعنى متقارب أو متشابه أو يعنى القابلية للمقارنة, وهو وصف جيد لنظام الألوان المتماثل, الذى يتكون من مجموعة من الألوان حيث هناك لون رئيسى أو أساسى و واحد أو أثنين ألوان مساعدة.

يمكن وصف وتصور اللون مثل الشجرة أو العائلة, تبدأ من اللون الأصلى أو مؤسس الشجرة (وهو اللون الذى يختاره الفنان كلون رئيسى dominant color فى العمل الفنى) ,ويتم إضافة لون أو إثنين اللذان يكونان على جانبى اللون المرشح dominant color على دائرة الألوان.

وهذة الألوان حول اللون الأساسى تُعطى شعور بالتدفق والتتابع ينتقل من لون إلى آخر فتُعطى تأثير مرئى جميل فى العمل الفنى, وسميت الألوان المتماثلة لأنها ألوان متجاورة حيث يسمى اللون أو اللونين حول اللون الأساسى قريب اللون أو جار اللون relatives / neighbors color, وأتوماتيكيا تشترك هذة الألوان معا لتُؤسس التناغم اللونى بأسلوب تلقائى سهل.

مثال

فى الصورة الفوتوغرافية التالية أو (صورة مرجعية Reference Photo), مشهد جذاب لأنه لا يحتوى على اللون الأخضر فقط كما فى العديد من المناظر الطبيعية التقليدية, ولكن يحتوى على درجات من الألوان تصف تأثير ضوء الشمس. 

يمكننا بسهولة تصور تأثير الضوء والظل فى اللوحة, فنشعر بتدرج فى الألوان فى ظلال اللون الأخضر، وفى التدرج العام للألوان من الأصفر إلى الأزرق. التى تضيف بعض الحيوية إلى المشهد.

نظام الألوان التكميلية (المكملات) Complementary Color Scheme

الألوان التكميلية هى الألوان المتعاكسة على عجلة الألوان, فعندما نمد خط مستقيم بين لونين عبر مركز دائرة الألوان, فاللون الأول له لون مكمل وهو اللون المقابل على دائرة الألوان, فعلى سبيل المثال إن اللون التكميلي للون الأخضر هو اللون المقابل له على عجلة الألوان  وهو اللون الأحمر.

على الرغم من أن المكملات متعاكسة ومتضاربة على عجلة الألوان ، إلا أنها معًا تصنع أدوات رائعة تؤسس تناغم اللون. يأتي اللون إلى الحياة عند وضعه بجانبه اللون المكمل له. على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن يبدو اللون الأحمر أكثر إشراقًا ، فقم بوضع اللون المكمل - الأخضر بجانبه ولكن يجب أن لا يتم وضع اللونين معا بنفس المقدار(50% - 50%) لتجنب تشوش وتضارب الألوان. فيجب أن يكون لون له النسبة والمساحة الكبرى واللون الأخر له النسبة والمساحة الصغرى.

يؤثر استخدام نظام الألوان التكميلية على اللوحة الفنية فيصنع التناغم اللونى Color Harmony ,ويقوى عنصر التباين والاختلاف Contrasting opposites, فعند وضع زوج من الألوان التكميلية إلى جوار بعضهما البعض فى المشهد, فإنها تلقائيا تعمل على تحفيز العين للمشاهدة وتلفت الانتباه لرؤية الأجزاء المتناقضة داخل منطقة الرسم.

ويعد ذلك من أسهل الوسائل لعمل نقطة محورية قوية focal point فى العمل الفنى.

مثال

فى هذا المشهد ، تم استخدام الألوان التكميلية باللونين الأخضر والأحمر. حيث توفر أشجار الصنوبر والمياه فرصًا ممتازة لإنشاء اللون الأخضر كاللون السائد أو الرئيسى. وإن تغطية نسبة صغيرة فقط من اللوحة باللون الأحمر سيخلق بعض الإثارة دون التنافس مع اللون السائد.

اسلوب الدفع-السحب The Push-Pull Routine

وضع لمسة من اللون المكمل والتى تمكنك من تحريك اللون للأمام وللخلف، أو بمعنى آخر من الخلفية إلى المقدمة أو من الظل إلى ضوء الشمس. يسمي هذا روتين "الدفع-السحب" بمعنى دفع Push الأجسام أو العناصر للخلفية لتبدو وكأنها على مسافة بعيدة من خلال إضافة ألوان باردة مثل الأزرق كما تبدو الجبال البعيدة فى المناظر الطبيعية.

وكذلك فى سحب Pullالأجسام أو العناصر للمقدمة لتبدو وكأنها على مسافة قريبة من خلال سحب المناطق بالمقدمة للأمام باستخدام ألوان دافئة مثل الأحمر والبرتقالي كما فى العشب والزهور.

ملاحظة

يجب أن تسود اللوحة إما الألوان الدافئة أو الباردة, إن هيمنة درجة حرارة واحدة فقط على العمل الفنى تعزز تناغم اللون. لأن الألوان الدافئة والباردة لا يجب أن تتنافس مع بعضها البعض فى اللوحة, لتقليل عنصر التشتت وللحفاظ على انتباه المشاهد. فلا يجب أن تكون اللوحة نصف دافئة ونصف باردة.

استخدام الألوان التكميلية فى مشهد بألوان محايدة  Using Complements in a Neutral Scene

الألوان المحايدة هى الألوان التى لا يمكن تصنيفها لتكون ألوان باردة أو دافئة, فهى تجعل درجة حرارة المشهد محايدة مثل الألوان الأبيض والأسود وغيرها, ويتم الإستعانة بهذة الألوان لتقليل حدة الألوان الباردة والدافئة.

مثال

فى الصورة المرجعية نرى السلسلة الجبلية  المثيرة والرائعة، فإذا حاولنا نقل المشهد فى الصورة إلى لوحة فنية فعلينا العمل بدرجات من اللون الرمادى. ويعد ذلك تحدى للفنان لكى يصل لإنشاء درجات رمادية فاتحة ومظلمة ودافئة وباردة ومشرقة وباهتة دون أن تتحول الألوان إلى ألوان موحلة غير نظيفة.

فى هذا العمل هناك نقطة بؤرية focal point وتباين واضح فى الألوان بين ظلال صخور الجبل والثلوج, مما يجذب مزيد من الانتباه إلى النقطة البؤرية, وكذلك يتضح عنصر التكرار فى الصخور والخطوط الثلجية مما يُعطى شعور بالتنوع, وكذلك نلاحظ أن اللون (البنفسجى الأزرق) لون سائد فى اللوحة يؤثر على إضاءة المشهد بشكل عام حيث يتغير ضوء الشمس ليتجه إلى الظلال لنشعر بالجو البارد.

 أرجو أن ينال المقال إعجابكم وإلى لقاء قريب بإذن الله.

المراجع والمصادر:-

• كتاب "تناسق الألوان فى اللوحات الفنية"
• أو بالإنجليزية كتاب "Color Harmony in Your Paintings