الفن والثقافة / تصميم العين

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الفن والثقافة / تصميم العين

قال تعالى لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء).

واليوم نتحدث عن تصميم و تكوين عين الإنسان والكمال والتوافق بين تصميم العين البديع ووظائف العين والوسائل التى أوجدها الخالق لحماية جهاز الرؤية ,وكذلك سنتعرف على بعض عيوب الإبصار وأشهر الأمراض التى تصيب العين, ونجاوب على بعض تساؤلات مثل كيف نبكى ولماذا نبكى.

أولا:- تصميم العين

مكان العين فى عظام الجمجمة.

1- محجر العين أو حجاج العين Orbit

يُمثّل محجر العين أو ما يسمّى بحِجاج العين ذلك الجزء من عظام الجمجمة الذي يحيط بالعين ليحميها من الاصابات الميكانيكية، ويتكوّن المحجر من العديد من العظام التي تُشكل هرمًا رباعيّ الشكل؛ حيث الجزء السفلى يتكون من عظام الوجنة والفك والجزء العلوى يتكون من عظام الجبهة.

ويحتوي المحجر على عدة فتحات تعبر من خلالها الأوعية الدموية والأعصاب التي تنقل رسائل حسية غير مرئية مثل الألم أو رسائل حركية للتحكم بعضلات العين، إضافة إلى ذلك تحيط بمقلة العين Eyeball والعضلات المرتبطة بها طبقة دهنية تفصل بينها وبين عظام محجر العين حيث تعمل كالوسادة التي تسمح بالحركة السلسة لمقلة العين داخل المحجر. 

2- عضلات العين Eye muscles

وتتكون من أربع عضلات مستقيمة وعضلتان منحرفتان وترتكز العضلات على كرة العين وعظم الحجاج لتتمكن من تحريك كرة العين فى مختلف الإتجاهات, بالإضافة إلى ذلك هناك العضلة الرافعة للجفن العلوي والتي تقوم برفع الجفن.

3- الجفون والرموش

تُنقّي الرموش Eyelashes الهواء من المواد الغريبة كالغبار والأوساخ لمنع دخولها إلى العين، كما تحمي الجفونEyelids  وهى جزء عضلى يقوم بحماية العين من دخول هذه الأجسام الغريبة أو من الضوء الساطع الذي قد يضر العين، وعندما ترمش العين فإن الجفن يساعد على نشر الدموع على سطح العين التى تعمل على إراحتها وترطيبها.

ثانيا:- لماذا وكيف يبكى الإنسان؟

ولنجيب هذا السؤال لابد أن نتعرف على الجزء المسئول عن صفة الدموع أو البكاء وهو 

1- الغدد والقنوات الدمعية Lacrimal Glands

وهو جزء فى العين مسئول عن إنتاج وتوزيع الدموع التى تنتشر بين الجفن والعين, تقع الغدد الدمعية فوق العينين من الجهة الخارجية لفتحة العين، ولكل عين غدة دمعية واحدة تشبه حبة اللوز. ويتدفق الدمع عند الإنسان السليم من الغدة الدمعية باتجاه سطح المقلة (كرة العين) خلال قنوات صغيرة جداً، تقع تحت الجفن العلوي.

ومع كل رمشة يرمشها الإنسان، يتم توزيع ونشر الدمع بالتساوي على سطح المقلة، بحيث تتكون طبقة رقيقة من الدمع تغطي المقلة، وخصوصاً الجزء الأمامي منها، أو القرنية  (بياض العين) وبذلك تحافظ هذه الطبقة على رطوبة العين وسلامتها.

آلية الدموع (كيف نبكى؟)

سواء كان الإنسان نائماً أم يقظاً، سعيداً أم حزيناً، فإن هذا السائل المالح (الدمع) يحافظ على تدفقه باستمرار.وبخصوص الدمع الفائض، فإنه يتم تصريفه من الزاوية الداخلية لفتحة العين من خلال قناة خاصة، ليصب في تجويف الأنف، ومن هناك إما أن يتم بلعه، أو يخرج عن طريق فتحتي الأنف الخارجيتين، وتعمل القنوات كأحواض لتجميع الماء وفي حال كون الدمع غزيراً بحيث لا تستطيع هذه القناة تصريفه إلى تجويف الأنف بالسرعة المطلوبة، وعندها تمتلئ العيون بالدّموع، فإن الدمع يتخطى الجفن السفلي ليسيل على الخدين.

2- تركيب الدموع Tears Structure

والدموع عبارة عن إفرازات وإنزيمات تقوم بتنظيف وتليين (تزليق) العينين، وهي أيضاً نتاج الانفعالات العاطفية الشديدة، الحزينة منها والمفرحة، مثل: الحزن والخوف والرعب والضحك والابتهاج (الفرح المفرط).  كذلك فقد تكون الدموع نتيجة عمليات فيزيولوجية معينة، مثل الألم والتثاؤب والحساسية وأمراض أخرى.

الدّموع تتركّب من تركيبة معقدة؛ إذ تتكوّن من سائل شفاف مالح، يتكوّن من البروتين، والماء، والزيت، والمخاط يحوي كلّاً من المكوّن المائي الذي تنتجه الغدد والقنوات الدمعية كما ذكرنا، كما يحوي طبقة داخلية من المخاط تفرزها خلايا الملتحمة المتخصصة تساعد الدموع على الالتصاق بسطح العين، بينما تنتج الغدد طبقة من الدهون على طول الطبقة الخارجية من الجفن لتقلل من تبخّر الدموع.

 3- وظائف الدموع

 حيث تمنع جفاف العين، كما توفر الغذاء والأكسجين لأجزاء العين المختلفة، وتعمل كمضاد للبكتيريا فيها، ويُشار إلى أنّ الدّموع تُفرَز بشكل منتظم من أعلى الجفن من الغدد الدمعية.

أنواع الدموع (لماذا نبكى؟)

يبكى الإنسان للعديد من الأسباب ولكل سبب من الأسباب تختلف نوع الدموع وتركيبتها الكميائية, يعتبره الكثير من العلماء من مميزات الإنسان الفريدة على سائر الحيوانات ,ويمكن تقسيم أنواع الدموع كالآتى:-

• الدموع الأساسية: Basal Tears 

يُحافظ هذا النوع من الدموع الأصلية على الرطوبة والتغذية المستمرة للعين.

• دموع رد الفعل: Reflex tears 

تفرز هذه الدموع نتيجة تهيج العين بسبب تعرضها لأجسام (جزيئات) غريبة، أو مواد مهيجة مثل الغبار والبصل، والغازات المسيلة للدموع، أو الفلفل، أو نتيجة تعرض العين للضوء الساطع. والهدف من هذه الدموع هو غسل وتنظيف العين من المواد والأجسام الغريبة التي أصابتها. ويعتبر هذا النوع من الدموع تدفق أو رد فعل تجاه منبهات أو مهيجات خارج نطاق العين, والتى يتحكم بها العصب الثلاثى.

• دموع العاطفة :Emotional tears

وهي دموع البكاء والانفعالات النفسية التي قد تكون سلبية، مثل: الحزن والكرب والتوتر والمعاناة وفقدان عزيز والاكتئاب والغضب والخوف والألم العاطفي أو الجسدي الشديدان.

وأما دموع الانفعالات الإيجابية، فتحدث عندما يكون الإنسان فرحاً بشكل مفرط وهذه تسمى دموع الفرح.

وعادة ما تكون دموع العاطفة مصحوبة باحمرار الوجه والتنهد والسعال والتنفس, وهذة الدموع تحتوى في تركيبها الكميائية على مواد مسكنة للألم, وتتحكم فى العواطف من خلال الجهاز العصبى الذى ينشط عند الإنفعال.

4- فوائد الدموع

إنّ للدّموع العديد من الآثار الإيجابيّة على الشخص، منها:-

• تحسين الرؤية

حيث يتم إفراز الدّموع الأساسية في كلّ مرّة يرمش فيها الشخص، فتساعد على الحفاظ على رطوبة العينين، وحماية الأغشية المخاطية من الجفاف، كما توفّر رؤيةً أكثر وضوحاً؛ فعندما تجفّ الأغشية تصبح الرؤية ضبابيةً.

• قتل البكتيريا والميكروبات القوية

للحفاظ على نظافة العيون والحدّ من المخاطر البيولوجيّة ,كما في دموع رد الفعل.

•  تخفيف الحزن

تعمل دموع العاطفة تخفيض حدة الإكتئاب وتقليل الحزن؛ ولها تأثير مباشر ومهدئ للنّفس، كما أوضحت كيفية تنشيط الجهاز العصبي الذي يُساعد على الاسترخاء, وتخفيف الألم؛ حيث وجدت الأبحاث أنه الدموع العاطفيّة تساعد على إطلاق الأوكسايتوسين والإندورفين، وهي موادّ كيميائية تحفّز الشّعور بالرضا، وتخفّف الألم العاطفي والجسدي وتقليل التوتر.

وإن كثيراً من علماء النفس حالياً يعتقدون أن البكاء ظاهرة مفيدة للصحة النفسية, سواء كان ذلك عند الرجال أو عند النساء.

ثالثا:- عيوب الإبصار وأشهر أمراض العين

1- عيوب الإبصار

إن الرؤية الواضحة الطبيعية تعتمد على تجميع الأشعة المنعكسة من الأجسام فى نقطة على الشبكية تسمى "اللطخة الصفراء", وفى حالة حدوث خلل فى تمركز الأشعة على الشبكية تحدث عيوب الإبصار وهى مثل:-

• مد البصر أو طول النظر Hyperopia

حيث نرى الأشكال البعيدة واضحة وتصعب رؤية الأشكال القريبة, وفيه تتكون صورة أو خيال الأجسام القريبة خلف الشبكية وليس عليها وبالتالى تكون الرؤية غير واضحة, وللأسباب مثل أن الوجه الأمامى لعدسة العين قليل التحدب, أو لأن حجم كرة العين لا يتناسب مع محور الرؤية وبالتالى فإن الصورة تتكون و ترتكز وراء الشبكية قليلا, أما الإستجماتزم فهومرض يصيب القرنية فيؤدى ألى خطأ فى طريقة إنكسار الضوء وبالتالى يؤثر على جودة رؤية الصورة فتكون غيرواضحة.

العلاج:- إستخدام نظارة ذات عدسات مقربة (محدبة).

• قصر البصرأو قصر النظر Myopia

حيث نرى الأشكال القريبة واضحة وتصعب رؤية الأشكال البعيدة وفية تتكون صورة الأجسام البعيدة أمام الشبكية وليس عليها وبالتالى تكون الرؤية غير واضحة, وللأسباب مثل زيادة تحدب الوجه الأمامى للعدسة أو لزيادة طول المحور الأمامى لكرة العين.

العلاج:- إستخدام نظارة ذات عدسات مبعدة (مقعرة),حتى تقوم بتفريق الأشعة الضوئية وتركزها على الشبكية.

• مد البصر الشيخى (القدع)

وهو تضاؤل تدريجى لرؤية الأشياء القريبة كما الحال فى القراءة ويظهر بعد سن الأربعين ويزداد مع التقدم فى العمر ولكن ليس له تأثير فى الرؤية من بعد أو من على مسافة, وتقل مرونة العدسة على الرغم من ثبات قطر العين.

العلاج:- إستخدام نظارة ذات عدسات مقربة (محدبة).

2- أشهر أمراض العين

• مرض دالتون (عمى الألوان)

ويحدث عندما لا يستطيع الإنسان أن يميز بين الألوان الأحمر والأخضر والأزرق ,وذلك بسبب خلل وراثى فى عدد خلايا المخاريط بالشبكية.

• الرمد

ويمكن أن نقسم الرمد إلى رمد جرثومى ورمد فيروسى ورمد ربيعى الذى يتسبب فيه تغير درجة الحرارة فى الفصول أو غبار الطلع فى أواخر الربيع وتصيب ملتحمة العين.

أرجو أن ينال المقال إعجابكم,وإلى لقاء قريب بإذن الله.

• المراجع والمصادر

• قناة تعليمية للعلوم بأسم unrwatv /  والحلقة بعنوان :- العلوم/ العين والرؤية. اضغط هنا.
• بعض المواقع العلمية

إضعط هنا

• لمزيد من المتابعة يمكنك الإطلاع على الموضوع السابق (دراسة عن تشريح عين الإنسان).

إضغط هنا